الأخوان و زهوة الأحداث
الأخوان إلي أين؟

جلال الدين في الخميس ٠٢ - يونيو - ٢٠١١ ١٢:٠٠ صباحاً

منقول عن المصريين دوت كوم

لما قامت الثورة كان أول من قادها هم الشباب, شباب مصر الجميل الذي حددّ نظام السلم للثورة

و قدّم بروحة فداء للثورة. و قال الشباب كلمته ” الخبز,  الحرية, الديمقراطية” و سار في شوارع مصر

و حواريها و نادي جميع طوائف الشعب و قال ” يّلا أنزل يلّا أنزل”. و سار الملأ إلي الميدان و قالوا

لا للفساد و لا للديكتاتورية و لا لاستغلال مشاعر الشعب و لا لاستغلال الضعفاء و لا لأي صورة من صور الاستغلال.

 موقف الإخوان من الثورة:

لما قامت الثورة لم نسمع أي تصريحات من مكتب الإخوان و لم نسمع أي تصريح و لم نري أي صورة من صور دعم الثورة. من المعروف أنه كان هناك حالات فردية لتواجد بعض الشباب الذين ينتمون إلي الأخوان و لكن بصورة فردية بعيدة عن الجماعة.

و بعد مرور أيام علي الميدان و لما اشتد عزم الثوار شاهدنا مرشد الأخوان يصًرح بأنهم سينضمون للثورة في الميدان و كان هذا أول تصريح. هذا التصريح المتأخر الذي لا يوحي إلا بأن الأخوان كانوا ينتظرون كيف تسير الأمور و هذا معروف في عُرف الثورات ” إذا نجحت نركب” و هذا ما قام به عديد من القياديين في ثورة 52 و غيرها من ثورات الأرض. و المشين أنة ترددت أقوال علي لسان قياديين من الجماعة أنه كانت هناك مشاورات للأنسحاب من الميدان أثناء موقعة الجمل. و بالطبع قامت القيادة بالدفاع عن هذا الأتهام و قيل أنها كانت مشاورات استغرقت 10 دقائق فقط!!!!!!

حتي التفكير في الأنسحاب هو مشين و معيب و ضعف العزيمة و حب النفس عن الوطن و عن الحرية و الدفاع المستميت عن التغيير.

التحليل العلمي لموقف الإخوان من الثورة هو المناورة و الحنكة و الخوف من الخسارة. و بعد ذلك و لما انتصرت الثورة شاهدنا أن الأخوان قاموا و قالوا نحن هنا و بدءوا في المشاركة في الثورة و هذا هو الحق و الحق نقول. و تستمر الأحداث و شاهدنا أن الأخوان بدأوا في تسريب كثير من التصريحات و التي كلها متضاربة و متلاطمة و مريبة.  تصريحات تقول:

  • أنه ليس هناك مكان للمرأة في الحكم, وليس من حقها الترشيح للرئاسة. و قالوا أيضا أنه ليس للقبطي حق في الترشيح للرئاسة. لاحظنا بعد ذلك تراجع عن هذا التصريح و تعديله علي أنهم يحق لهم الترشيح و لكن لن تنتخبهم الأخوان.
  • في بداية الثورة سمعنا تصريحات  تقول أن الأخوان سترشح نفسها علي 30% من كراسي المجلس ثم شاهدناهم يقولون بعد ذلك أنهم سيذهبون إلي 50% و بعدها سمعنا نسبة 90%و.
  • شاهدنا نشاط الأخوان الرهيب أثناء استفتاء تعديل الدستور و شاهدنا من يقول ” قول نعم  لأن الأقباط سيقولون لا” و سمعنا من قال ” قولوا نعم للجنة و قولوا لا للنار” و غيرة من استغلال مظلة الدين في التأثير علي آراء الشعب
  • سمعنا الأصوات تتعالي و تزداد حدة التصريحات الأخوانية حتى أننا سمعنا أن محامي الأخوان و القيادي الإخواني ” صبحي صالح”  يصرّح و يقول و بكل قوة ” لولا الأخوان ما كان الإسلام”  و يحرّم زواج الأخواني بالمرآة غير الأخوانية. و في لقاء علي شاشة قناة دريم حدث ما حدث و صرَح بانه لم يكن يعلم بوجود الضيف و صرّح بهذا عندما أصبح في حالة يرثي لها و ظهر أمام المشاهدين مغالي في الدين. وواجهتة المذيعة مني الشاذلي و بقوة هي قوة الحق بأنها شاهدة علي إخطارة في المكالمة التليفونية من طرف معدة البرنامج بان هذا الضيف سيكون موجود.  و زاد البلل طين لما وضع هذا القيادي الأخواني شريط له(بعد البرنامج) علي النت و هو يشّبه نفسة بالنبي و يقول ” قالوا علي النبي كذّاب و يقولون علي أيضا كذّاب”  ما هو تفسير هذا السلوك؟؟؟؟؟
  • و رأينا أن أخوان أون لاين تنشر كلمات تدين من يشارك في جمعة الغضب الثانية بالخيانة و ما له من (ابيض و أسود) فنجدهم يحجرون علي قرارات ائتلاف الثورة؟؟؟

و شاهدناهم يقللون من مقدار أي قوة أخري غيرهم و يزكون أنفسهم. فاعترضوا و بقوة علي نتيجة استطلاع الرأي علي شعبية الأخوان و الوفد و قللوا من قيمة نتائج الاستطلاع الذي أجرته مؤسسة بحثية أمريكية، التي يظهر زيادة شعبية حزب الوفد عن الأخوان في الشارع المصري(تصريح  القيادي الإخواني حمدي حسن لـ”اليوم السابع”)

و هناك العديد من الأحداث و التصريحات ما يؤكد ذلك و الكل يصب في بوتقة مرور الأخوان بأزمة نفسية و عدم قدرته علي التكيف السياسي اللبرالي الديمقراطي الحر. فهم لم يتحرروا بعد من غرور العظمة و أنهم  يعتبرون أنفسهم وحدهم رعاة الإسلام(مع عدم التقليل من شأنهم) فهم يجتهدون.

 و الأهم من هذا كله هناك أسئلة عدة يجب أن يفكروا فيها جيدا و هي:

  • هل هم مهيئين للتعامل مع الديمقراطية الموجبة للأتباع؟
  • هل هم مؤهلين أن يحترموا عقل المصريين بكل مستوياتهم الفكرية و العلمية مبتدأه بأقل مستوي؟
  • هل هم مهيئين بأن يتعاملوا مع الآخرين من منطلق أنهم موجودون و لا يتجاهلوا القوي الأخرى؟
  • هل أنهم مصممون علي استغلال الدين في الحصول علي مكاسب سياسية؟
  • هل هم مستعدون علي أن يحاربوا مرض الغرور الذي هو القاتل؟

كم كنت أحلم بأن يكون الأخوان قوة صامدة  تقوم بتطوير مسارها السياسي و ما يتلاءم مع حرية الآخرين و أن يكرّسوا قواهم في تطوير العشوائيات و العمل علي نجاح الثورة و البعد عن شبهات التواطئ.

فهل هناك فرصه لذلك؟

 

 

 

http://www.almasryeen.com/?p=613

اجمالي القراءات 10433