ولا تكرهوا فتياتكم على البغاء
ولا تكرهوا فتياتكم على البغاء ان اردن تحصنا

على صالح في الثلاثاء ٢٤ - مايو - ٢٠١١ ١٢:٠٠ صباحاً

 السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

قبل البدء بالموضوع هناك مبدأ علينا ان نضعه حجر اساس في تدبرنا لايات الله في القران الكريم وكلنا يعرف هذا القاعدة الرئيسية وهو ان الله لا يأمر بالاشراك ولا بالقتل ولا بالبغي بغير الحق ولا بالفاحشة ولكن الشيطان لا يترك مؤمن ولا كافر الا ووسوس له حتى عند قرائة القرأن للذلك يأمرنا الله بالاستعاذة من الشيطان أثناء قراءة القرأن

 

فعند محاولة تدبر بعض الايات قد يصل الانسان الى نتيجة تتناقض مع القاعدة الاساسية التي نؤمن بها كما ذكرت في بداية الموضوع لذلك يجب ان نتيقن اننا تدبرنا الايات بصورة خاطئة فالقصور في مستوى فهمنا وليس لنا الحق في أن نقول لا يمكن ان تفهم هذه الاية الا على هذا الشكل

 

بل يجب ان نقول امنا به كل من عند ربنا ربنا لا تزغ قلوبنا بعد أذ هديتنا وهب لنا من لدنك رحمة انك انت الوهاب

 

وهناك امثلة حية نراها اليوم ونحن شهود عليها فمن الناس أدعى النبوة مثل رشاد خليفة من خلال دراسته للعدد 19 وما وجد من نتائج لا يمكن ان تكون صدفة في ظل ما توصل اليه طبعا فخرج عن القاعدة الاساسية التي في القرأن وهو ان الرسول محمد عليه وعلى الرسل الصلاة والسلام انه خاتم الانبياء ووجد ان في القرأن ايات غير صحيحة وخرج عن ان الله تعهد بحفظ القران

 

فلو اسلم لله اسلام خالصا مؤمن ومسلم بكتاب الله لما وقع في هذه الفتنة

ولكن اخذته العزة في علمه ونسى أنه بشر يصيب ويخطىء

 

ومن رحمة الله الرحمن الرحيم انه قد ذكر في اللعدد 19 أنه فتنة ولكنهم نسوا انها فتنة وذهبوا وراء معرفة ماذا اراد الله بهذا مثلا؟

 

وَمَا جَعَلْنَا أَصْحَابَ النَّارِ إِلَّا مَلَائِكَةً ۙ وَمَا جَعَلْنَا عِدَّتَهُمْ إِلَّا فِتْنَةً لِلَّذِينَ كَفَرُوا لِيَسْتَيْقِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ وَيَزْدَادَ الَّذِينَ آمَنُوا إِيمَانًا ۙ وَلَا يَرْتَابَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ وَالْمُؤْمِنُونَ ۙ وَلِيَقُولَ الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ وَالْكَافِرُونَ مَاذَا أَرَادَ اللَّهُ بِهَٰذَا مَثَلًا ۚ كَذَٰلِكَ يُضِلُّ اللَّهُ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ ۚ وَمَا يَعْلَمُ جُنُودَ رَبِّكَ إِلَّا هُوَ ۚ وَمَا هِيَ إِلَّا ذِكْرَىٰ لِلْبَشَرِ (31)

 

كذلك يبين الله في الاية التالية ان الملكين  ببابل هاروت وماروت يعلمان الناس ما يفرق بين المرء وزوجه اي يرون النتيجة واضحة امامهم وهو يتفرق فعلا المرء عن زوجه وكله بأذن الله ويقولون لهم انها فتنة فلا تكفروا لان لا أحد يضركم او ينفعكم الا بأذن الله

ورغم ذلك كفروا

 

وَاتَّبَعُوا مَا تَتْلُو الشَّيَاطِينُ عَلَىٰ مُلْكِ سُلَيْمَانَ ۖ وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ وَلَٰكِنَّ الشَّيَاطِينَ كَفَرُوا يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ وَمَا أُنْزِلَ عَلَى الْمَلَكَيْنِ بِبَابِلَ هَارُوتَ وَمَارُوتَ ۚ وَمَا يُعَلِّمَانِ مِنْ أَحَدٍ حَتَّىٰ يَقُولَا إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلَا تَكْفُرْ ۖ فَيَتَعَلَّمُونَ مِنْهُمَا مَا يُفَرِّقُونَ بِهِ بَيْنَ الْمَرْءِ وَزَوْجِهِ ۚ وَمَا هُمْ بِضَارِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ ۚ وَيَتَعَلَّمُونَ مَا يَضُرُّهُمْ وَلَا يَنْفَعُهُمْ ۚ وَلَقَدْ عَلِمُوا لَمَنِ اشْتَرَاهُ مَا لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِنْ خَلَاقٍ ۚ وَلَبِئْسَ مَا شَرَوْا بِهِ أَنْفُسَهُمْ ۚ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ (102)

 

وكذلك العجل الذي كان له خوار فهم يرون ان له صوت ففتنوا به ونسوا انه لا اله الا الله

 

فَأَخْرَجَ لَهُمْ عِجْلًا جَسَدًا لَهُ خُوَارٌ فَقَالُوا هَٰذَا إِلَٰهُكُمْ وَإِلَٰهُ مُوسَىٰ فَنَسِيَ (88)

أَفَلَا يَرَوْنَ أَلَّا يَرْجِعُ إِلَيْهِمْ قَوْلًا وَلَا يَمْلِكُ لَهُمْ ضَرًّا وَلَا نَفْعًا (89)

 

كذلك الحسد وهو معناه بالمعنى العامي الغيرة والبغض من شخص او من قوم او من مال لاسباب

تفضيلية

كما في الاية الكريمة

سَيَقُولُ الْمُخَلَّفُونَ إِذَا انْطَلَقْتُمْ إِلَىٰ مَغَانِمَ لِتَأْخُذُوهَا ذَرُونَا نَتَّبِعْكُمْ ۖ يُرِيدُونَ أَنْ يُبَدِّلُوا كَلَامَ اللَّهِ ۚ قُلْ لَنْ تَتَّبِعُونَا كَذَٰلِكُمْ قَالَ اللَّهُ مِنْ قَبْلُ ۖ فَسَيَقُولُونَ بَلْ تَحْسُدُونَنَا ۚ بَلْ كَانُوا لَا يَفْقَهُونَ إِلَّا قَلِيلًا (15)

 

ومعناه بالعامية تغارون منا

 

وكلها تعني البغض والغيرة والحقد

 

وحتى في سورة الفلق

وَمِنْ شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ (5)

اي نستعين بالله ان يحفضنا من شر الحاقد او المبغض لنا لانه من الممكن ان يدبر شر لنا فالله يقينا من شره

 

ولكنك ترى العجب اليوم فوق كل بيت سبع عيون زرقاء اللون واكثر الناس يخافون ان يقولون ان الله انعم علينا من فضلة بكذا وكذا خوفا من العين الليزرية الحارقة ولا حول ولا قوة الا بالله

 

ناهيك عن اساطير المهدي وغيرها فالناس فتنوا انفسهم من لا شيء وأظلهم الشيطان

 

وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ كَانَ مِنَ الْجِنِّ فَفَسَقَ عَنْ أَمْرِ رَبِّهِ ۗ أَفَتَتَّخِذُونَهُ وَذُرِّيَّتَهُ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِي وَهُمْ لَكُمْ عَدُوٌّ ۚ بِئْسَ لِلظَّالِمِينَ بَدَلًا (50)

 

أذا فالفتنة أختبار من الله لتمييز المؤمن المسلم لله من الذي فيه مرض وشك

وبعد هذه المقدمة الطويلة القصد منها هو اننا لا نخرج عن الاساس الذي نحن به مؤمنون

ولنأتي الى الاية الكريمة بعد الاستعاذة من الشيطان الرجيم والتوكل على الله ليبصرنا الحق وأن لا يجعلنا نقول غير الحق عليه

بسم الله الرحمن الرحيم

 

وَأَنْكِحُوا الْأَيَامَىٰ مِنْكُمْ وَالصَّالِحِينَ مِنْ عِبَادِكُمْ وَإِمَائِكُمْ ۚ إِنْ يَكُونُوا فُقَرَاءَ يُغْنِهِمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ ۗ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ (32)

وَلْيَسْتَعْفِفِ الَّذِينَ لَا يَجِدُونَ نِكَاحًا حَتَّىٰ يُغْنِيَهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ ۗ وَالَّذِينَ يَبْتَغُونَ الْكِتَابَ مِمَّا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ فَكَاتِبُوهُمْ إِنْ عَلِمْتُمْ فِيهِمْ خَيْرًا ۖ وَآتُوهُمْ مِنْ مَالِ اللَّهِ الَّذِي آتَاكُمْ ۚ وَلَا تُكْرِهُوا فَتَيَاتِكُمْ عَلَى الْبِغَاءِ إِنْ أَرَدْنَ تَحَصُّنًا لِتَبْتَغُوا عَرَضَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ۚ وَمَنْ يُكْرِهْهُنَّ فَإِنَّ اللَّهَ مِنْ بَعْدِ إِكْرَاهِهِنَّ غَفُورٌ رَحِيمٌ (33)

الاية 32 تتحدث عن زواج الاحرار من الائماء حيث ان كلمة منكم تعني الاحرار

وتتحدث عن زواج الصالحين من الائماء والعبيد بينهم وان الله سيغنيهم ان كانوا فقراء

 

اذا ليس شرطا ان يكون العبد فقيرا فمن الممكن ان يكون يعمل عند رجل غني وان الله قد فضل على سيده وعليه

 

ولنرى الاية 33

وليستعفف الذين لايجدون نكاحا حتى يغنيهم الله من فضله -هنا في هذا الجزء تشمل الاية الفقراء واللذين يبتغون الكتاب مما ملكت ايمانكم-هنا الاية تتحدث عن اللذين قد أنعم الله عليهم من فضله ويجب ان فيه خير لان الله قال في الاية 32 الصالحين لذلك كرر الخالق وقال ان علمتم فيهم خير وقال ايضا اتوهم من مال الله اي على سيده ان يعطيه مالا ليتم زواجه

 

ولكن من الممكن جدا ان هذه أن هذه الفتاة لا تبغي الزواج من الذي تقدم للزواج منها علما انها تريد الزواج والاحصان لكن ليس من المتقدم اليها لاسباب كثيرة منها الشكل ومنها الطباع والكل يعرف ان المال ليس كل شيء في حياة الفتاة رغم انها تريد الزواج ولكن ليس حسب رأي غيرها لذلك قال الغفور الرحيم لا تكرهوا فتتياتكم على البغاء اي  لاتكرهوا فتياتكم على طلب الزواج والقبول بمن ييبتغي الكتاب منهن ان اردن تحصنا 

فالبغاء هنا هو الطلب  وقوله ان اردن تحصنا معناه انهن يريدن الاحصان ولكن من شخص تكون تبغيه هي اي تقبل به هي وليس ولي امرها

وللسهولة اقول لا تكرههها على طلب الزواج من شخص لا تريده

وحين قال لتبتغوا عرض حياة الدنيا فهو مثال حي ان الكثير يريدون زواج فتياتهم من الذين يملكون المال

 

وبما ان الله العزيز الحكيم قال

يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ ۖ فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ۚ ذَٰلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا (59)

 

{وَمَنْ لَمْ يَسْتَطِعْ مِنْكُمْ طَوْلًا أَنْ يَنْكِحَ الْمُحْصَنَاتِ الْمُؤْمِنَاتِ فَمِنْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ مِنْ فَتَيَاتِكُمُ الْمُؤْمِنَاتِ وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِإِيمَانِكُمْ بَعْضُكُمْ مِنْ بَعْضٍ فَانْكِحُوهُنَّ بِإِذْنِ أَهْلِهِنَّ وَآتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ مُحْصَنَاتٍ غَيْرَ مُسَافِحَاتٍ وَلَا مُتَّخِذَاتِ أَخْدَانٍ فَإِذَا أُحْصِنَّ فَإِنْ أَتَيْنَ بِفَاحِشَةٍ فَعَلَيْهِنَّ نِصْفُ مَا عَلَى الْمُحْصَنَاتِ مِنَ الْعَذَابِ ذَلِكَ لِمَنْ خَشِيَ الْعَنَتَ مِنْكُمْ وَأَنْ تَصْبِرُوا خَيْرٌ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ} [النساء : 25]

 

فذلك معناه ان الفتيات او الائماء عليهن اطاعة اولياء امورهن

 

ولكن ان كان ولي الامر لم يحكم فيهن بالعدل واكرهها على ابتغاء الكتاب من شخص لاتريده فان الله غفور رحيم لهن اذا لم يطيعوا اولي الامر

 

وما اردت من هذا المقال ان الله العزيز الحكيم لم يترك امرا الا وبينه وان الله لا يامر بالفحشاء فكثير عندما يقرأ هذه الاية يقول مع نفسه وماذا ان لم يردن التحصن؟

فعليه هنا ان يعيد تدبر الاية جيدا ويستعيذ بالله من الشيطان الرجيم

 

واستغفر الله ان كنت قلت غير الحق فأن اهتديت فمن الله وان اخطئت فمن نفسي

 

والحمد لله رب العالمين

 

 

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

اجمالي القراءات 28473