"أسامة بن لادن " وانفصام مفاهيم وثوابت أحفاد المسلمين

على السعيدى في السبت ١٤ - مايو - ٢٠١١ ١٢:٠٠ صباحاً

هذا الموضوع كتبته كنصيحة (أخوية) لصديق في أحد المنتديات ورداً على بعض تساؤلاته التي طرحها عَلَي أثناء نقاش دار بيننا إثر انتقادي له نتيجة كتابته لموضوع عرض فيه بشاعة جريمة الأمريكان (مقتل بن لادن) إظهار فيه بصورة غير مباشرة (التأييد والتعاطف) بما يوحي رثاء الأمة الإسلامية فقدها (لمجاهد جليل) رغم إقراره بخطاء ما يقوم به (بن لادن والقاعدة) من عمليات.

ورغم ثقتي من طيبة وسلامة نية هذا (الصديق) والذي أعتز بصداقته لما لمست فيه من بساطة ورجاحة العقل ومرونته لتقبل الحق بالد&aacليل وعدم التعصب الأعمى للموروث , إلا أن موقفه المتناقض حول (بن لادن) جعلني في حيرة من أمري , فكيف لشخص مثل هذا أن يجمع بين (التخطئة) و(التأييد) خاصة وأني خبرته صادق مع نفسه وليس من الذين يجارون الناس بما يخالف قناعاتهم.

وهذا (أمر خطير) يجب التنبه له ومراعاته عند التعامل مع الناس وتقييمهم , لأن هذا (التضارب في الثوابت) هو حالة (فصام لا شعورية في المفاهيم والثوابت) يعاني منها الكثير من الأسوياء والمعتدلين والغير متطرفين من العرب والمسلمين بمختلف فرقهم ومذاهبهم ومستوياتهم الفكرية ودرجاتهم العلمية , وقد يصل عددهم إلى الملايين في كل بلد , وما كان ذلك إلا نتيجة تصارع (فطرتهم السليمة) مع (ثقافتهم الدينية والقومية) المبنية على تضاربات وتناقضات المصادر التراثية المعتمدة مصدراً للدين وتشكيل المفاهيم والثوابت بعيداً عن "كتاب الله".

وما كان من حادثة مقتل "بن لادن " إلا أن أظهرت على السطح ما (تكنه نفوسهم) وهم لا يشعرون , وأرى أن تشخيص وبيان المعضلة يعتبر أول خطوات العلاج لمن أراد أن يزكي نفسه ويطهرها من الشوائب والشركيات التي تعمي البصائر.

وقد حرصت على نقل تعليق "الصديق الكريم" متضمناً ما طرحه من الأسئلة (بنصها) ترونها في السطور المظلل خلفيتها باللون. تعمد طرحها للتصريح بما (يجول في نفسه) وقد فاجئني بمضمونها المناقض لما عهدته منه , إلا أنه طرحها بكل صراحة وصدق وشفافية وأمانة , مما دفعني لأن أشكره وأقدر له هذا الخلق الرفيع , وقد اعتبرته مثلاً صادقاً للكثير ممن قد يغالط نفسه ويتحرج من التصريح بها.  

 

ما ورد في تعليقة:-

اسعدني تواجدك اخي ويسرني ان اجتمع بك على مائدة اخرى في صفحات المنتدى وكما ذكرت بالأول ان الاختلاف لا يفسد من الود قضية وطالما ان الحوار هادف فلماذا لا نناقش.

انت رأيت موضوع (بن لادن) من وجهة نظر معينة وانا نظرت اليها من ناحية وزاوية اخرى تماما وسأطرح عليك بعض الاسئلة موجودة (في داخل معظمنا)

   

 

الأسئلة والإجابات:-

لماذا نلوم القاعدة في عملياتها التي تصيب مدنيين ونتوقف عن لوم غيرها؟

الجواب:-

لا نعرف قتالاً إلى دفاعاً عن النفس لمن واجهنا بالقتال ظلماً وعدوان (كل فرد بذاته) إضافة لمن كان معه من جند مقاتلين أو غير مقاتلين إذا كنا في حالة حرب , أما المدنيين الذين ينتمون إليه كشعب أو برابطة قرابة أو جنس أو ملة فلا يحق لنا التعرض لأي منهم.

وَقَاتِلُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ وَلاَ تَعْتَدُواْ إِنَّ اللّهَ لاَ يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ [البقرة : 190]

الشَّهْرُ الْحَرَامُ بِالشَّهْرِ الْحَرَامِ وَالْحُرُمَاتُ قِصَاصٌ فَمَنِ اعْتَدَى عَلَيْكُمْ فَاعْتَدُواْ عَلَيْهِ بِمِثْلِ مَا اعْتَدَى عَلَيْكُمْ وَاتَّقُواْ اللّهَ وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ [البقرة : 194]

وَإِنْ عَاقَبْتُمْ فَعَاقِبُواْ بِمِثْلِ مَا عُوقِبْتُم بِهِ (وَلَئِن صَبَرْتُمْ لَهُوَ خَيْرٌ لِّلصَّابِرينَ) [النحل : 126]

هذا هو حكم (القرآن الكريم) ومن خالفه من المؤكد هو (ظالم ومجرم ومن أهل جهنم) ولا يهم من يكون أو لأي ملة ينتمي.

 

كيف يمكن أن نوفق بين مفهوم عدم قتل المدنيين بالوقت الذي يقتل فيها أبناءنا وبناتنا المدنيين؟

الجواب:-

سأجيب على سؤالك هذا بسؤال آخر.

من اعتدى على ابني بالضرب هل يحق لي أن أنتقم منه بضرب ابنه؟

أو من قتل زوجة جارة هل من العدل أن يحكم القاضي بقتل زوجة القاتل حتى يحرمه من زوجته كما حرم جاره من زوجته؟

مع أن القرآن يقول { كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ رَهِينَةٌ [المدّثر : 38] }

 

ولماذا نركز قوانا لتكن على المسلمين الذين هم منا وفينا ولا نركز على أعمال اليهود والأمريكان؟

الجواب:

من يعتدي على المدنيين من المسلمين بالقتل هم (حكام اليهود والأمريكان وجنودهم) بدوافع السيطرة على المصالح السياسية والاقتصادية وربما بدافع أحقاد دينية متوارثة , وفي كل هذه الحالات المعتدين هم جميعاً (مجرمون وظلمة ومن أهل جهنم) وهم من يجب قتالهم لإحقاق الحق أو الانتقام منهم إن أردنا الانتقام , ولكن لا علاقة للمدنيين من (اليهود والأمريكان) بما يقترفه حكامهم حتى وإن كان رأيهم مؤيد لهم فيما يفعلونه بنا , فحسابهم على الله في ذلك.

أما "القاعدة" فما علمناه (تقتل) إلا الأبرياء من المدنيين في (المطاعم والباصات والساحات العامة والسفارات وغيرها) أو تتبجح بقتل (الصحفيين والمراسلين والأطباء أثناء الحروب). وهذه جرائم من (عمل الشيطان) , بل أنهم زادوا على ذلك بأن (أفتروا على الله الكذب) عندما قالوا أن ما يقومون به من جرائم هو (جهاد في سبيل الله) وأن تعاليم الإسلام تأمرهم بذلك , أي أنهم أجرموا في حق الأبرياء من الناس وكذا أجرموا بتشويه الإسلام والافتراء على تعاليمه بالباطل.

 

هل كل منتقد على بن لادن قام بدوره وفعل شيئا ليظهر عداوة الأمريكان وجرمها على المستوى العالمي؟

الجواب:

ما يعمله (بن لادن والقاعدة) حقيقة هو إظهار جرمهم وعداوتهم للناس ظلماً وافتراءً (باسم الإسلام) على المستوى العالمي , وبما يعمله (بن لادن والقاعدة) أو يصرحون به هم حقيقة  يوجدون المبررات لـ (حكام وحكومات اليهودية والأمريكية وجيوشها) وتبرئتهم من عدوانهم وجرمهم للمسلمين.

ويمكن تحقق عداوتنا للمعتدين من حكام الحكومات اليهودية والأمريكية وجيوشها "وليس للمدنيين من اليهود والأمريكان" ودائماً نرى في وسائل الإعلام المرئية والصحف والإنترنت أن الخيرين في كل العالم حتى من اليهود والأمريكان لا يرضون بقتل الأبرياء من المسلمين أو غيرهم , وهم ينددون بحكوماتهم ويستخدمون ما أمكنهم من الضغوط والمعارضة لمنع هذه الجرائم , وحتى وجد مؤيدين منهم , كما قلنا حسابهم على الله.

وأتحدى أي مسلم أن يخرج لنا آية واحدة من القرآن الكريم تقر "أفعال بن لادن" أو تحثنا على تأييده فيما ترتكبه "القاعدة" من جرائم.

 

لماذا ركزنا في أخطاء بن لادن ولم نذكر أو نقدم له يد العون فيما قام به من عمل جليل كإحياء سنة الجهاد؟

الجواب:

كل (ابن لادن) أخطاء لا يرضاها الله ولم نرى له أي عمل يمكن أن نصفه بالجليل , وما أحياه هو "سنة الشيطان" أما (الجهاد في سبيل الله) بريء براءة الذئب من دم يعقوب من كل ما تبناه وما ينادي إليه.

 

ارى العرب  ان العرب للأسف ما عندهم غير العين الناقضة

الجواب:

ابتعدوا عن الله وهجروا القرآن واتبعوا الشيطان ونزعات الهوى فسلط الله عليهم (الظالمين من اليهود والأمريكان) ليذيقوهم عذاب الخزي في الحياة الدنيا (لعلهم يرجعون) ولكن هيهات أن يرجعوا وهم لا زالوا متمسكون بالباطل فبدلاً من الرجوع إلى الله والانتصار بالحق فقد استسلموا ظاهرياً لمن ظلمهم ولا زالوا يبطنون لهم الكراهية , لذا تجدهم يفرحون بكل ما يصيبهم من سوء , ولا فرق عندنا بين ما يصيب الحكومات والجيوش وبين ما يصيب عامة البشر والأرض والشجر ما دام وقع في أرض من ظلمنا فهو يرضي قلوبنا ويقر عيننا.

وما تأييد العرب "لابن لادن وأعمال القاعدة" إلا نتيجة لما يعانوه من "عقدة النقص" كونه بجرائمه ينتقم لهم ويشفي غليلهم حتى وإن كانت أعماله وتصريحاته "شيطانية" ومخالفة (لكتاب الله) وما تحدثه القاعدة من أحداث أو فكر هو (فساد في الأرض) وبالتالي لا فرق بينهم وبين حكام اليهود والأمريكان إلا أن (بن لادن والقاعدة) يرتكبون جرائمهم (باسم الله دين الإسلام) وهذا في حد ذاته جريمة لا تغتفر وستخلدهم في جهنم.

 

العرب يترصدون (الأخطاء) لبعضهم البعض ويحطون من شأن من كان فيهم قويا أو عنده إمكانيات (كان بالإمكان استخدامها في الحق) لو تعاونوا لكن يخذلون ثم بعد ذلك ينتقصون

الجواب:

الحمد الله أنك قلت "يترصدون الأخطاء" إذاً هي أخطاء وليست "جهاد عادل يرضي الله" وقلت "كان بالإمكان استخدامها في الحق" إذاً فإن "بن لادن والقاعدة" قد سخروا ما لديهم من إمكانات واستخدموها في "الباطل" . الآن تكلمت بالحق الذي عهدته منك , ولكن كيف يتم التعاون مع "بن لادن" وهو يكفر كل من يخالفه الرأي ويبيح دمه.

لقد بلانا الله في بلاد "أحفاد المسلمين" بأن سلط علينا شرار البشر من جنود إبليس " مجرمو اليهود والأمريكان" وغيرهم ليقودونا إلى جهنم كقطعان من الدواب الصم البكم الذين لا يعقلون عن طريق (صنائعهم) من "حكام وحكومات فاسدة لا تعمل بشرع الله" ومن "مشايخ مُتَدَيِّنون" كفرة فجرة (تشددوا في الباطل وأفسدوا دين الله الميسَّر) وساندوا الحكام على ظلمهم.

وأغلب هؤلاء المشايخ قد عطلوا (كتاب الله) ويعملون بأهوائهم وما يتفق مع مصالحهم الشخصية.

 

إذاً فالصفوة البارزة من " السياسيين ورجال الدين" في كل مكان وزمان سواءً كانوا على رأس السلطة أو من المعارضين لها أغلبهم من صنيعة (الشيطان) وإنما يتفاوتون في درجات الكفر والإنحراف.

ونتيجة لتلوث أفكارهم وعقائدهم بـ (الباطل) ومرض قلوبهم (بحب الظهور والتميز) في الحياة الدنيا قد سَهُل تجنيدهم لخدمة (الشيطان) دون أن يشعروا بذلك ومع غفلتهم هذه لا زالوا يحسبون أنفسهم على الحق وأنهم يحسنون صنعاً.

ونحن كـ (أتباع لهم) ما دمنا لا شعورياً ننجر (وراءهم) ونستسلم لدوافع ونوازع النفس للانتقام ممن ظلمنا بأي وسيلة , وكذا بتأييدنا وتعصبنا لهم وتبريرنا لأعمالهم (الباطلة) المخالفة لما جاء (في كتاب الله) قد أصبحنا (مثلهم) عاجزون عن التفريق بين الحق والباطل , وشركاء لهم في الإجرام حتى وإن لم نتجاوز في ذلك التصريح بـ (القول والرأي) إلى اقتراف العمل.

وما كان ذلك منا إلا وقد تلوث (فكرنا) بقدر غير قليل من (مفاهيم وعقائد باطله من صنيعة (الشيطان) نتبعها ونعمل بها دون أن نشعر أنها مخالفة (لكتاب الله) لأننا أصلاً قد هجرناه.

 

ومع ذلك فأنا شخصياً اعتبر "بن لادن والقاعدة" هم أصدق وأخلص "فرق أحفاد المسلمين" مع أنفسهم لأنهم يلتزمون بتطبيق وتنفيذ تعاليم دينهم حرفياً , ورغم أنه لا يوجد في (القرآن الكريم) ما يؤيد (أقوالهم وأعمالهم) إلا أنهم لم يخرجوا على ما تؤمن به أغلب "مذاهب أحفاد المسلمين" مما ورد في كتب الحديث والعقيدة والفقه.

إذ أنهم في كل عملية ينفذونها أو بيان يصدرونه يرتكزون في ذلك إلى "حديث منسوب للنبي" مثبت في الصحاح أو حادثه تاريخيه أُقِرَت أحداثها بفتوى من إمام معترف بعدالته , ومثبته في أمهات (كتبنا ومراجعنا) المعترف بها.

إذاً (بن لادن والقاعدة) هم أفضل من الذين يؤيدونهم (في باطنهم سراً ) لأنهم يشاركونه نفس (المفاهيم والمعتقدات) ويعتمدون نفس المصادر في تدينهم , وفي نفس الوقت يتناقضون مع أنفسهم ويخطئونه ويشنعون به (علناً) إما مجاراة للحكومات والتيار العالمي حفاظا على السلامة والمصالح شخصية.

أو نتيجة تضارب لا شعوري لأفكار من لازال (سوياً من الناس) بين ما يحدث مخالفاً لـ (الفطرة السليمة) و(القرآن الكريم) وفي نفس الوقت متوافقاً مع ما هو شائع بين الناس مما تربينا عليه من (مفاهيم ومعتقدات) فتختلط عليهم الأوراق فتجدهم يؤيدون تارة ويجرمون تارة أخرى.

 

وأقول (براءة للذمة) لكل من يؤيد "بن لادن والقاعدة" ومن يحذوا حذوهم.! اتقوا الله ولا تستهينوا بأثر ما يصدر منكم من (قول) يساهم في إرساء وترسيخ (الباطل) ومحاربة (الحق) وحتما سيسأل عن ذلك يوم الحساب.

وإجمالاً يجب أن لا نستهين بأثر ما تحدثه جوارحنا من (قول أو عمل) في مفاهيم ومعتقدات الناس ومن ثم في نواميس الكون حتى وإن كان ما نحدثه لا يتعدى إيماءة برأس أو إشارة بإصبع أو رمشة بعين , فكل ما (تحدثه وتظهره جوارحنا من مكنونات النفس) حتماً ومن المؤكد له (أثر مادي) مباشر أو غير مباشر في (أنفسنا وعليها أولاً) ومن ثم في ما (حولنا ثانياً).

ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُم بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ [الروم : 41]

فَلَوْلاَ كَانَ مِنَ الْقُرُونِ مِن قَبْلِكُمْ أُوْلُواْ بَقِيَّةٍ يَنْهَوْنَ عَنِ الْفَسَادِ فِي الأَرْضِ إِلاَّ قَلِيلاً مِّمَّنْ أَنجَيْنَا مِنْهُمْ وَاتَّبَعَ الَّذِينَ ظَلَمُواْ مَا أُتْرِفُواْ فِيهِ وَكَانُواْ مُجْرِمِينَ [هود : 116]

 

وسواءً (ضَئِل أو عَظُم) ما نجترحه سيكون له أثر فاعل في (إصلاح أو إفساد) موازين الحياة الدنيا بسمواتها وأرضها من (طبيعة مادية) أو ما تحمله كائناتها من (مفاهيم وثوابت فكرية وسلوكية) بطبيعة الخلق الفطرية , وصدقوني لولا هذا (الأثر) ما كنا سنحاسب وننال جزاء ما نجترحه في حياتنا الدنيا من (خير أو شر) حتى وإن كان مثقل حبة من خردل أو مثقال ذرة أو أصغر من ذلك.

فَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْراً يَرَهُ [الزلزلة : 7]

وَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرّاً يَرَهُ [الزلزلة : 8]

ونتيجة لما (تحدثه جوارحنا كأفراد) من أثر ومقداره سنقف أمام الله سبحانه وتعالى (كأفراد) وسَنُسأل عنها (كأفراد) وسننال الجزاء بموجبها (كأفراد).

{ كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ رَهِينَةٌ [المدّثر : 38] }أو { وَخَلَقَ اللَّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بِالْحَقِّ وَلِتُجْزَى كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ [الجاثية : 22] }.

ورغم أن كل أمة ستدعى إلى كتابها جماعة لتحاسب جملةً بما جاء فيه من (مفاهيم ومعتقدات) فإن كانت (مجرد تخرصات وظنون متوارثة باطلة) تواجه وتُحاجج بما كان قد (جاءهم من الحق في كتاب الله) الذي هجروه في حياتهم الدنيا ونبذوه وراء ظهورهم.

[{وَتَرَى كُلَّ أُمَّةٍ جَاثِيَةً كُلُّ أُمَّةٍ تُدْعَى إِلَى كِتَابِهَا} {الْيَوْمَ تُجْزَوْنَ مَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ [الجاثية : 28]}.

أما (الجزاء) فلا يكون حسابه والقضاء به إلا بموجب (كتاب أعمال كل نفس على حدة) ليكون شاهداً ومصدقاً لما اقترفته (كل نفس على حدة) من (عمل) وقد اكتسبت (آثره) وتراكم عليها لتقف به يوم القيامة على النحو التالي:-

  • إما كمثابة من (نور) تسعد وتستبشر به , وبه يلقى عليها السلام وتُبَشَّر بالجنة وتستنير الطريق إليها.
  • وإما كمثابة من (ذنوب) تخزيها وتزرها بأحمال ثقيلة تزحفها على البطون والوجوه ولا تملك الفكاك منها وبها تؤخذ لتلقى في النار.

{أًمْ حَسِبَ الَّذِينَ اجْتَرَحُوا السَّيِّئَاتِ أّن نَّجْعَلَهُمْ كَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَوَاء مَّحْيَاهُم وَمَمَاتُهُمْ سَاء مَا يَحْكُمُونَ [الجاثية : 21]}

ولن يكن جزاءنا يوم القيامة بموجب ما تكنه النفس من (مفاهيم ومعتقدات فكرية) لملة أو ديانة الجماعة والأمة التي كنا ننتمي إليها في الدنيا سواءً كانت مفاهيم ومعتقدات فكرية (مؤمنة) أو (كافرة) ما لم نترجم ذلك علناً بالجوارح (قولاً أو عملاً) حتى نستحق (الجنة أو النار).

{وَمَا تُجْزَوْنَ إِلَّا مَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ [الصافات : 39]}

{فَالْيَوْمَ لَا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئاً (وَلَا تُجْزَوْنَ إِلَّا مَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ) [يس : 54]}

 

الذين آمنوا لن يدخوا الجنة إلا بالعمل

وَالَّذِينَ آمَنُواْ (وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ) أُولَـئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ [البقرة : 82]

الَّذِينَ تَتَوَفَّاهُمُ الْمَلآئِكَةُ طَيِّبِينَ يَقُولُونَ سَلامٌ عَلَيْكُمُ (ادْخُلُواْ الْجَنَّةَ بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ) [النحل : 32]

وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِم مِّنْ غِلٍّ تَجْرِي مِن تَحْتِهِمُ الأَنْهَارُ وَقَالُواْ الْحَمْدُ لِلّهِ الَّذِي هَدَانَا لِهَـذَا وَمَا كُنَّا لِنَهْتَدِيَ لَوْلا أَنْ هَدَانَا اللّهُ لَقَدْ جَاءتْ رُسُلُ رَبِّنَا بِالْحَقِّ وَنُودُواْ (أَن تِلْكُمُ الْجَنَّةُ أُورِثْتُمُوهَا بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ) [الأعراف : 43]

 

وقد تكون (أعمال المؤمنين الصالحة) محبطة ومرهونة بتحقق (قول معين) , أي أن دخول (هؤلاء المؤمنين) الجنة لن يتحقق (مهما كانت أعمالهم صالحة) إلا إذا نطقوا على الملاء يقيناً بهذا (القول).

فإذا كان (المؤمنين) هم فئة الناس (الخيرين المسالمين الذين يعملون الصالحات) في كل الأمم والملل , إذاً فما هو (القول) الواجب عليهم النطق به علناً كشرط حتى يدخلوا (الجنة) ومتى يكون ذلك؟

وهؤلاء (المؤمنين) هم الذين ينتمون إلى (أمة أو ملة) توارثت (مفاهيم ومعتقدات باطلة) فيها من (الشرك بالله) ما يحبط عملهم ويمنعهم من دخول الجنة رغم (إيمانهم).

وهم الذين بمجرد أن يسمعون (آيات الله تتلى عليهم) تخشع قلوبهم و(يعرفون الحق ويقرونه ولا يستكبرون عنه) وعلى الملاء (يقول ربنا آمنا بما أنزلت فكتبنا مع الشاهدين).

وبمجرد هذا (القول) تجب لهم (الجنة) لأنهم أصلاً كانوا يعملون الصالحات من قبل , ويتبين ذلك مما يلي:-

[لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِلَّذِينَ آمَنُوا (الْيَهُودَ) وَ(الَّذِينَ أَشْرَكُوا)] = وهؤلاء هم المستكبرون عن الاعتراف بالحق [ويدخل فيهم كل من يستكبر عن الاعتراف والإقرار بالحق بعد أن تتلى عليه (آيات الله المنزلة في كتابه) سواءً كان من اليهود أو من النصارى أو من أحفاد المسلمين أو من الذين أشركوا] فجميعهم لن يدخلوا (الجنة) مهما (عملوا من الصالحات) ما داموا قد استكبروا عن آيات الله وأعرضوا عنها أو لم يجهروا علناً بالحق الذي عرفوه.

وَلَتَجِدَنَّ أَقْرَبَهُمْ مَوَدَّةً لِلَّذِينَ آمَنُوا (الَّذِينَ قَالُوا إِنَّا نَصَارَى) ذَلِكَ بِأَنَّ مِنْهُمْ قِسِّيسِينَ وَرُهْبَانًا وَ(أَنَّهُمْ لَا يَسْتَكْبِرُونَ) (82) وَإِذَا سَمِعُوا مَا أُنْزِلَ إِلَى الرَّسُولِ تَرَى أَعْيُنَهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ (مِمَّا عَرَفُوا مِنَ الْحَقِّ)

(يَقُولُونَ رَبَّنَا آمَنَّا فَاكْتُبْنَا مَعَ الشَّاهِدِينَ) (83) وَمَا لَنَا لَا نُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَمَا جَاءَنَا مِنَ الْحَقِّ وَنَطْمَعُ أَنْ يُدْخِلَنَا رَبُّنَا مَعَ الْقَوْمِ الصَّالِحِينَ (84)

[فَأَثَابَهُمُ اللَّهُ (بِمَا قَالُوا) جَنَّاتٍ] تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَذَلِكَ جَزَاءُ الْمُحْسِنِينَ (85) [المائدة : 85]

 

الذين كفروا لن يدخلوا النار إلا بالعمل

يَا أَيُّهَا الَّذِينَ كَفَرُوا لَا تَعْتَذِرُوا الْيَوْمَ (إِنَّمَا تُجْزَوْنَ مَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ) [التحريم : 7]

وَمَن جَاء بِالسَّيِّئَةِ فَكُبَّتْ وُجُوهُهُمْ فِي النَّارِ (هَلْ تُجْزَوْنَ إِلَّا مَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ) [النمل : 90]

اصْلَوْهَا فَاصْبِرُوا أَوْ لَا تَصْبِرُوا سَوَاء عَلَيْكُمْ (إِنَّمَا تُجْزَوْنَ مَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ) [الطور : 16]

 

ومما يوجب (الجزاء بالعذاب) من (القول) بمجرد (النطق به علناً) بغض النظر عن (العمل مهما كان صالحاً) , هو (القول على الله بالكذب) والاستكبار عن إتباع الحق الذي جاءت به آياته وهذا هو (الشرك بالله ما لم ينزل به سلطان) فبمجرد القول (بالشرك بالله) يحبط العمل ويوجب (الجزاء بالعذاب) ولا ينظر لـ (العمل) مهما كان صالحاً , ويتبين ذلك مما يلي:-

[الأنعام : 93] وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ

  1. (افْتَرَى عَلَى اللّهِ كَذِباً)
  2. أَوْ (قَالَ أُوْحِيَ إِلَيَّ وَلَمْ يُوحَ إِلَيْهِ شَيْءٌ)
  3. وَمَن (قَالَ سَأُنزِلُ مِثْلَ مَا أَنَزلَ اللّهُ)

وَلَوْ تَرَى إِذِ الظَّالِمُونَ فِي غَمَرَاتِ الْمَوْتِ وَالْمَلآئِكَةُ بَاسِطُواْ أَيْدِيهِمْ أَخْرِجُواْ أَنفُسَكُمُ (الْيَوْمَ تُجْزَوْنَ عَذَابَ الْهُونِ بِمَا كُنتُمْ)

  1. تَقُولُونَ عَلَى اللّهِ غَيْرَ الْحَقِّ
  2. وَكُنتُمْ عَنْ آيَاتِهِ تَسْتَكْبِرُونَ

 

وحتى لا نقع في المحذور (بعمل الباطل أو تأييد من يعمل به) ونهلك دون أن ندري يجب علينا مراجعة كل ما يحدث حولنا أو نتأثر به , وذلك عن طريق استخدام (العقل) والتفكير كـ (صراع وجهاد داخلي باطن غير ظاهر) قبل أن ننجرف ونسمح لـ (جوارحنا) بإصدار أي رد فعل من (قول أو عمل) لأن النفس أمارة بالسوء.

وَمَا أُبَرِّئُ نَفْسِي إِنَّ النَّفْسَ لأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ إِلاَّ مَا رَحِمَ رَبِّيَ إِنَّ رَبِّي غَفُورٌ رَّحِيمٌ [يوسف : 53]

وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى [النازعات : 40]

بَلِ الْإِنسَانُ عَلَى نَفْسِهِ بَصِيرَةٌ [القيامة : 14]

وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ وَنَعْلَمُ مَا تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ [قـ : 16]

 

وهذا الصراع والجهاد الداخلي في أنفسنا يجب أن يعتمد على (الفطرة السليمة فينا) وعلى (كتاب الله وحده) كونه المصدر الوحيد الذي يجب أن نستند إليه كأصل ونرتكز عليه في الحكم على (صلاح وفساد) الثوابت والمفاهيم التي تربينا عليها منذ الصغر في المدارس وحلقات المساجد وخطبائها كوسائل تشكيل وتوجيه ممنهجة للمفاهيم والثوابت الفكرية , وكذا تحديد (السيء والحسن) أو (الخير والشر) من الأعمال والممارسات والتي تدور حولنا وقد خضعنا وأخضعنا غيرنا لها وتقبلناها كثوابت مسلم بها دون (تفكير أو غضاضة) رغم مخالفتها (للفطرة السليمة).

وفي ضل غياب لـ (كتاب الله عن وعينا) قد تأثرنا بأحكام وسلوكيات الكثرة والغلبة في إطار الأسرة أو الجيران والأصدقاء أو ترسخت في عقولنا الباطنة نتيجة ما تمليه علينا وسائل الإعلام ليل نهار من خلال أحداث الأفلام والمسلسلات والنشرات الأخبارية وحلقات الدعاة الدينية وتحليلات المنظرين , حتى أصبحت عندنا (من البديهيات) التي يتم التعامل والتفاعل معها (كفعل ورد فعل لا واعي) عن طريق منطقة (التفاعل التلقائية اللاإرادية من المخ) التي تنتقل إليها مسؤولية التحكم بكل ردود أفعالنا تجاه ما نتعرض له من المؤثرات المتكررة علينا بذاتها أو نتعامل معها برتابة خلال فترات طويلة لتتحول إلى (سلوك احترافي تلقائي لا يخضع لميزان الفكر) كما يحدث عند إتقان اللغات أو قيادة السيارات واستخدام المعدات باحتراف وغيرها.

ورغم أن الله قد أنزل إلينا (كتاباً من عنده) وتكفل بحفظه من أي تحريف أو ضياع إلى قيام الساعة ليكون لنا منهجاً نسير عليه ومرجعاً نحتكم إليه فيما نختلف وميزاناً نميز به الحق من الباطل , ومع ذلك قد هجرناه ونبذناه وراء ظهورنا وغلبنا عليه ما توارثناه وما يُملا علينا من أقوال الصفوة من (رجال السياسة وأئمة ومشايخ الدين) دون مراجعة أو تفكير.

أَفَغَيْرَ اللّهِ أَبْتَغِي حَكَماً وَهُوَ الَّذِي أَنَزَلَ إِلَيْكُمُ الْكِتَابَ مُفَصَّلاً وَالَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَعْلَمُونَ أَنَّهُ مُنَزَّلٌ مِّن رَّبِّكَ بِالْحَقِّ فَلاَ تَكُونَنَّ مِنَ الْمُمْتَرِينَ [الأنعام : 114]

ثُمَّ جَعَلْنَاكَ عَلَى شَرِيعَةٍ مِّنَ الْأَمْرِ فَاتَّبِعْهَا وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاء الَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ [الجاثية : 18]

فَذَرْنِي وَمَن يُكَذِّبُ بِهَذَا الْحَدِيثِ سَنَسْتَدْرِجُهُم مِّنْ حَيْثُ لَا يَعْلَمُونَ [القلم : 44]

 

وبهذا قد استطاع شياطين الإنس والجن أن يَحْرِفُوا مسارنا عن الحق والسراط المستقيم مثلنا مثل من (كفر وأشرك) ممن سبقنا من الأمم إلى (آدم) عليه السلام نتيجة لنبذ (كتاب الله) وراء ظهورنا وهجره كركيزة ومرجع وميزان للحكم على حقيقة وبطلان مفاهيمنا وثوابتنا المتوارثة التي منها تنشأ كل (أقوالنا وأعمالنا وأفعالنا) واستبدلنا (كتاب الله) بالاستسلام لـ (الخوض مع الغلبة الخائضة في الظنون) وقد أصبح (الظن) عندنا هو (الركيزة والمرجع والميزان الذي نحتكم إليه في تحديد وتقدير الصالح من الطالح والخير من الشر والحسن من السيء والباطل من الحق ...إلخ) حتى اقترفنا المعاصي والسيئات دون إدراك ظناً أنها طاعات وحسنات.

وبذلك أصبحنا من الذين سيقولون يوم القيامة.

{ ... (مَا كُنَّا نَعْمَلُ مِن سُوءٍ) بَلَى إِنَّ اللّهَ عَلِيمٌ (بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ) [النحل : 28] }أو { ... فَهَل لَّنَا مِن شُفَعَاء فَيَشْفَعُواْ لَنَا أَوْ نُرَدُّ فَنَعْمَلَ غَيْرَ الَّذِي كُنَّا نَعْمَلُ قَدْ خَسِرُواْ أَنفُسَهُمْ وَضَلَّ عَنْهُم مَّا كَانُواْ يَفْتَرُونَ [الأعراف : 53] }.

 

وها نحن (أحفد المسلمين) بعيننا وبذاتنا قد أصبحنا من ضمن من تنطبق عليهم الآيات التالية:-

وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا فِي كُلِّ قَرْيَةٍ أَكَابِرَ مُجَرِمِيهَا لِيَمْكُرُواْ فِيهَا وَمَا يَمْكُرُونَ إِلاَّ بِأَنفُسِهِمْ وَمَا يَشْعُرُونَ [الأنعام : 123]

وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْاْ إِلَى مَا أَنزَلَ اللّهُ وَإِلَى الرَّسُولِ قَالُواْ حَسْبُنَا مَا وَجَدْنَا عَلَيْهِ آبَاءنَا أَوَلَوْ كَانَ آبَاؤُهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ شَيْئاً وَلاَ يَهْتَدُونَ [المائدة : 104]

قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمَالًا (103) الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا (104)

وَهُمْ يَنْهَوْنَ عَنْهُ وَيَنْأَوْنَ عَنْهُ وَإِن يُهْلِكُونَ إِلاَّ أَنفُسَهُمْ وَمَا يَشْعُرُونَ [الأنعام : 26]

أَفَتَطْمَعُونَ أَن يُؤْمِنُواْ لَكُمْ وَقَدْ كَانَ فَرِيقٌ مِّنْهُمْ يَسْمَعُونَ كَلاَمَ اللّهِ ثُمَّ يُحَرِّفُونَهُ مِن بَعْدِ مَا عَقَلُوهُ وَهُمْ يَعْلَمُونَ [البقرة : 75]

وَلَمَّا جَاءهُمْ رَسُولٌ مِّنْ عِندِ اللّهِ مُصَدِّقٌ لِّمَا مَعَهُمْ نَبَذَ فَرِيقٌ مِّنَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ كِتَابَ اللّهِ وَرَاء ظُهُورِهِمْ كَأَنَّهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ [البقرة : 101]

وغيرها الكثير الكثير من الآيات والله المستعان.!

 

وفي الأخير أرجوا المسامحة فيما لا أقصده , وأسأل الله أن يهدينا لمعرفة الحق ويرزقنا إتباعه ويهدينا لمعرفة الباطل ويرزقنا اجتنابه إنه على كل شيء قدير.

اجمالي القراءات 9439