قصة يأجوج ومأجوج

على صالح في الأربعاء ٠٤ - مايو - ٢٠١١ ١٢:٠٠ صباحاً

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

 

كنا في ايام الجاهلية نسمع عن قصة يأجوج ومأجوج وكنت اتفكر فيهم كيف هي اشكالهم وماذا يعني ان يأكلون كل شىء وكيف سيشربون بحيرة طبرية وكيف بنى ذو القرنين سدا وهم واقفين يتفرجون عليه والان بعد ان انار الله علينا بنوره واتبعنا كتابه تبين لي ان قصتهم لا تصلح ان تكون قصة للاطفال او فلم من افلام هوليوود

واستغفر الله على ماسمعنا- بكلمة فساد

الفساد هو الخراب وهو عكس الاصلاح

فهناك فساد الحكم الذي يتجسد من ظلم للناس والحكم بالهوى وبالباطل وقتل وسرقة اموال الناس بالباطل تجويع وتفريق بين الناس والذي يترتب عليه مفاسد في المجتمع وتبعات تلحق الفساد بالاجيال وهذا لا يكون عند اتباع ما انزل الله من احكام

 

 

وَالَّذِينَ كَفَرُوا بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ ۚ إِلَّا تَفْعَلُوهُ تَكُن فِتْنَةٌ فِي الْأَرْضِ وَفَسَادٌ كَبِيرٌ

 

فالله هو الخالق وهو العليم الخبير  بالعباد وله الحكم  في الاولى والاخرة 

 

أَلَا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ

 

ويعتبر فرعون هو امام المفسدين والمسرفين وجعله الله مثلا سيئا  للذين يتبعون نهجه في الافساد في الحكم والطغيان

وجعلناهم امة يدعون الى النار ويوم القيامة لا ينصرون

وهو اكثر من ذكر  من الاقوام السابقة في القرأن ولكن للاسف ترى ما تراه الان

وهناك فساد في الارض بما يفعله البشر مثل ما فعله قوم عاد حيث كانوا ينحتون الجبال بطرا ويجعلون منها قصورا لما يظنون بعد الممات من خلود في المساكن التي يشيدوها من الجبال

وكم من قوم عاد اليوم وكم من قوم لوط اليوم وكم من قوم فرعون اليوم وكم من من قوم شعيب اليوم والله المستعان على مانرى من مفاسد في الارض وفي المجتمع

وهناك شيء يختلف عما ذكرنا وهو سخط وغضب الله على الناس ليذيقهم مما كسبوا من خسف الارض وهو الزلازل ومن البرق والرعد وهو الصيحة والفياضانات والاعاصير والرياح اللذين هم جند من جنود الله

 

 

ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُم بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ ﴿الروم: ٤١﴾

 

 

قُلْ سِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِن قَبْلُ كَانَ أَكْثَرُهُم مُّشْرِكِينَ ﴿الروم: ٤٢﴾

 

نأتي الى كلمتا يأجوج ومأجوج ولنى كيف اتت مشتقات هذه الكلمة في الكتاب

أَفَرَأَيْتُمُ الْمَاءَ الَّذِي تَشْرَبُونَ (68)

أَأَنْتُمْ أَنْزَلْتُمُوهُ مِنَ الْمُزْنِ أَمْ نَحْنُ الْمُنْزِلُونَ (69)

لَوْ نَشَاءُ جَعَلْنَاهُ أُجَاجًا فَلَوْلَا تَشْكُرُونَ (70)

 

وَمَا يَسْتَوِي الْبَحْرَانِ هَٰذَا عَذْبٌ فُرَاتٌ سَائِغٌ شَرَابُهُ وَهَٰذَا مِلْحٌ أُجَاجٌ ۖ وَمِنْ كُلٍّ تَأْكُلُونَ لَحْمًا طَرِيًّا وَتَسْتَخْرِجُونَ حِلْيَةً تَلْبَسُونَهَا ۖ وَتَرَى الْفُلْكَ فِيهِ مَوَاخِرَ لِتَبْتَغُوا مِنْ فَضْلِهِ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (12)

 

وَهُوَ الَّذِي مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ هَٰذَا عَذْبٌ فُرَاتٌ وَهَٰذَا مِلْحٌ أُجَاجٌ وَجَعَلَ بَيْنَهُمَا بَرْزَخًا وَحِجْرًا مَحْجُورًا (53)

 

ولنبسط الامر ونختار غير كلمتا يأجوج ومأجوج ولنقل مالح ومملوح او حارق ومحرق الى اخره من التصريفات

أذن الايات تتحدث عن نوع من انواع الكوارث الطبيعية او فيضان ماء مالح ويفسد في ارض هؤلاء القوم الذين سألوا ذي القرنين ان يبني لهم سدا ليقيهم من الاضرار التي تلحق بأراضيهم

 

ولنتدبر الايات في سورة الكهف وسورة الانبياء

قَالُوا يَا ذَا الْقَرْنَيْنِ إِنَّ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ مُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ فَهَلْ نَجْعَلُ لَكَ خَرْجًا عَلَىٰ أَنْ تَجْعَلَ بَيْنَنَا وَبَيْنَهُمْ سَدًّا (94)

قَالَ مَا مَكَّنِّي فِيهِ رَبِّي خَيْرٌ فَأَعِينُونِي بِقُوَّةٍ أَجْعَلْ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ رَدْمًا (95)

آتُونِي زُبَرَ الْحَدِيدِ ۖ حَتَّىٰ إِذَا سَاوَىٰ بَيْنَ الصَّدَفَيْنِ قَالَ انْفُخُوا ۖ حَتَّىٰ إِذَا جَعَلَهُ نَارًا قَالَ آتُونِي أُفْرِغْ عَلَيْهِ قِطْرًا (96)

فَمَا اسْطَاعُوا أَنْ يَظْهَرُوهُ وَمَا اسْتَطَاعُوا لَهُ نَقْبًا (97)

قَالَ هَٰذَا رَحْمَةٌ مِنْ رَبِّي ۖ فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ رَبِّي جَعَلَهُ دَكَّاءَ ۖ وَكَانَ وَعْدُ رَبِّي حَقًّا (98)
 وَتَرَكْنَا بَعْضَهُمْ يَوْمَئِذٍ يَمُوجُ فِي بَعْضٍ ۖ وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَجَمَعْنَاهُمْ جَمْعًا (99)

 

فكلنا كنا نتسائل أين ذهبوا هؤلاء الاقوام المرعبة حين كان ذي القرنين يبني هذا السد؟

هل كانوا ينظرون اليه كيف يحبسهم أم كانوا في سبات؟

بالطبع لا هذا ولاذاك

 

فما اسطاعوا ان يظهروه اي لا لم يسطع ان يجعلوا السد ظهرا لهم اي يفيض ويعبر السد ويكون السد ظهرا خلفهم وما استطاعوا له نقبا وهنا كلمة استطاع فيها قوة وجهد اكثر من اسطاع وهذا معروف لانه نقب الشىء واختراقه يحتاج قوة وقدرة اكثر انظر الى دقة الكلام الالهي سبحان الذي انزل الكتاب

بعضهم يومئذ يموج في بعض دليل على انه امواج والامواج هو حركة الماء القوية

حَتَّىٰ إِذَا فُتِحَتْ يَأْجُوجُ وَمَأْجُوجُ وَهُمْ مِنْ كُلِّ حَدَبٍ يَنْسِلُونَ (96)

وهنا يصف الله انهيار السد وفتحت ابواب يأجوج ومأجوج وهو السد وهم من كل حدب ينسلون ويعني بها الناس

 

وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَإِذَا هُمْ مِنَ الْأَجْدَاثِ إِلَىٰ رَبِّهِمْ يَنْسِلُونَ (51)

قَالُوا يَا وَيْلَنَا مَنْ بَعَثَنَا مِنْ مَرْقَدِنَا ۜ ۗ هَٰذَا مَا وَعَدَ الرَّحْمَٰنُ وَصَدَقَ الْمُرْسَلُونَ (52)

 

ولا اريد ان اذكر ما لفق من قصص طويلة وعريضة في يأجوج ومأجوج فنحن ان شاء الله عن اللغو معرضون

اما لفظ ذي القرنين ومن خلال ما ذكر عن القرن في القرأن هو الفترة الطويلة ولا اعلم ان كان مئة عام اواثر او اقل ولكن ارى ان ذي القرنين قد عاش فترة طويلة وقد اتاه الله من العلم واتباع الاسباب اي يتبع الطرق العلمية التي أتاه الله من فضله ومما اكتسب من الفترة الطويلة التي عاشها وكل ذلك رحمة من الله

قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَنْ تَشَاءُ وَتَنْزِعُ الْمُلْكَ مِمَّنْ تَشَاءُ وَتُعِزُّ مَنْ تَشَاءُ وَتُذِلُّ مَنْ تَشَاءُ ۖ بِيَدِكَ الْخَيْرُ ۖ إِنَّكَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (26)

وطبعا الله وحده يعلم لماذا سمي بذو القرنين واستغفره ان كنت قلت غير الحق

 

وجاء الحق وزهق الباطل ان الباطل كان زهوقا

والحمد لله رب العالمين

والسلام عليكم

اجمالي القراءات 40431