الأمير السعودى الذى أهدى مصر أرضها !

حمدى البصير في الثلاثاء ٢٦ - أبريل - ٢٠١١ ١٢:٠٠ صباحاً

الأمير السعودى الذى أهدى لمصر أرضها !

بقلم - حمدى البصير

 

بلهجة كريمة وبنبرة لاتخلو من الأخلاق الملكية قال الامير السعودى الوليد بن طلال بعد لقائه الدكتور عصام شرف رئيس الوزراء فى الرياض الأحد الماضى ، إنه أهدى ثلاثة أرباع أرضه فى توشكى إلى شباب الثورة المصرية ، وسيحتفظ بالربع الباقى من المساحة ، وقدره خمسة وعشرين ألف فدان ، على أن يتملك منه عشرة ألاف فدان ، ويستصلح باقى المساحة بنظام حق الإنÊcute;إنتفاع أى لمدة محددة ، وذلك حفاظا على العلاقات التاريخية التى تربطه بالشقيقة الكبرى مصر، ورافضا اللجؤ إلى التحكيم الدولى ، كى يحصل على تعويضا ضخما

، وأضاف أن صفحة توشكى قد طويت للأبد، وأنه يعتبر أن كلمة مصر قرار، وبالتالى فإن توقيع الاتفاق بشأن توشكى أصبح فى حكم النهائى.

وإن استثماراته لم ولن تتأثر فى مصر، منوها بأنها تشتمل على استثمارات زراعية وسياحية وعقارية.

وأنه ينظر الآن إلى ما بعد توشكى ، وان هناك الكثير الذى يقدمه فى مصر ليس فقط فى مجال الاستثمار وإنما فى المجال الخيرى أيضا ! .

والحقيقة أن الأمير الوليد تجنب مواجهة مع مصر ، والتى يعلم انها تغيرت بعد ثورة يناير ، وإن معظم أصدقائه الذين وهبوه أو منحوه أو أهدوه أو خصصوا له مائة ألف فدان فى أرض توشكى ، فى السجن الأن ورهن الحبس الإحتياطى ، كما ان القضاء المصرى العادل لن يمكنه من الحصول على أراضى مصر الصالحة للزراعه شبه مجانا ، ولاسيما بعد أن ألغت محكمة القضاء الادارى امس الثلاثاء عقد بيع أرض حصلت عليهم شركة بالم هيلز للتعمير بتراب الفلوس ، وأقامت علي تلك الارض ، والتى كانت مخصصة للزراعة ، منتجعات سكنية تضم فيلات وقصور، وباعتها الشركة بمليارات الجنيهات ، وذلك فى زمن التفريط فى الأرض الزراعية ، وفى عهد النظام السابق وأعوانه " حرامية الأراضى " .

ورغم سلامة الموقف القانونى للأمير الوليد ، لأنه حصل على المائة فدان بسعر خمسين جنيها للفدان الواحد بشكل قانونى وبترحيب رسمى على أعلى المستويات ، إلا أنه فعل الصواب كرجل أعمال زكى ، "وحسبها جيدا " لإن الأرض التى تملكها بالفعل مدى الحياة وهى العشرة ألاف فدان ، من أجود أراضى توشكى وهى أرض منبسطة ولم تأخذ منه جهدا فى إصلاحها ، كما أنها تقع على طريق أسوان أبو سمبل الرئيسى ، ويحصل على كميات مياه وفيرة لزراعتها ، بالإضافة إلى إستخدامه فى تسميدها لأسمدة مصرية مدعمة .

وبالتالى لابد أن تشترط الحكومة عند تنفيذ إتفاقها مع الوليد على ضرورة الأستعانة بعمالة مصرية فى باقى الاراضى التى ستخصص له وقدرها خمسة عشر ألف فدانا، لا على عماله من بنجلاديش ، وأن يخصص الجانب الأكبر من محاصيل تلك الأرض للسوق المحلى وليس للتصدير .

وليس من اللائق أن يقول الوليد لرئيس حكومة مصر وهو ضيف فى السعودية إنه يقوم بنشاطات خيرية فى مصر ، وغير مقبول أطلاقا أن يتباهى بأنه أهدى خمسة وسبعين ألف فدان " من أرضه " هدية لشباب مصر ، لإن تلك أرضنا نحن وملك شعب مصر وليس الوليد.

اما كيف حصل الأمير السعودى على أرض توشكى ؟ وأين كانت الأجهزة المختلفة خاصة الرقابية؟ ، فإن للحديث بقية ..

حمدى البصير

elbasser2@yahoo.com.

 

 

 

اجمالي القراءات 13183