مصر بين الوجه المشرق والوجه المظلم
مصر بين الوجه المشرق والوجه المظلم

رمضان عبد الرحمن في الثلاثاء ٠٥ - أبريل - ٢٠١١ ١٢:٠٠ صباحاً

مصر بين الوجه المشرق والوجه المظلم

 

لا شك عند أي إنسان في هذا الكون أنه يريد أو يطمح أن يعيش عيشة كريمة تليق به كإنسان وفي ظل الإمكانيات  المتاحة والموجودة في عصره وعلى سبيل المثال  أن التلفزيون المصري وجميع القنوات المصرية الإخبارية منها والدرامية والكوميدية والدينية لا أعلم أن كانت هذه القنوات  تتعمد أم لا تسليط الضوء على كل ما هو مشرق في مصر دون النظر أن هناك جانب مظلم ولا يمكن أن  يشرق هذا الجانب المظلم إلا بتسليط الضوء عليه والبحث عن حلول له  مثل الجانب المشرق بمعني أن هذه القنوات لا يخلوا برنامج منها إلا  وبها فاصل ونعود وتابع يا سيدي ، ودائما ما تهتم بإنجازات وتتناسى السلبيات وكأن المسئولين في مصر ملائكة لا يخطئون.

الإعلانات  في هذه القنوات عن القرى السياحية والمنتجعات والمدن الجديدة والنوادي الرياضية وما شابه ذلك في دولة أكثر من  40 % من سكانها تحت خط الفقر ولم تخجل هذه القنوات عندما تعرض الإعلانات والتسويق  عن أخر صيحة في عالم المباني والقصور والفلل دون تسليط الضوء على الوجه الأخر في مصر وعن حق العشوائيات  المهضوم لماذا لم يتم تسليط الضوء من  خلال هذه القنوات عن أخر صيحة في عالم الفقر والجوع في مصر التي بها نسبة مليارديرية  أكثر من  أميريكا ولم نسمع عن ملياردير في أميركا غير بيل جيتس  أما في مصر العدد يفوق الخيال  من الذين يمتلكون المليارات ، طبعا سبب عدم عرض الفقر والجوع والمرض والجهل في هذه القنوات معروف أن هؤلاء الفقراء لن يدفعوا للقنوات ، والسبب الآخر الأهم هو إظهار نظام الحكم أنه لا غبار عليه.

والعدد يفوق الخيال أيضا في العشوائيات في المدن من القاهرة إلى أسوان ، وانعدام الخدمات بها في كل شيء  ونفس الشيء ونفس درجات الإهمال  في الريف المصري والذي له الفضل الأكبر على سكان مصر وان الإعلام في دول كثيرة كان له دور كبير في تقدم هذه الدول وذلك  بتسليط الضوء على الفقراء والمحتاجين والمهملين ،  وتسليط الضوء على الوجه المظلم  حتى يشرق هو الأخر  فمن العيب على الإعلام المصري أن لا يظهر هذا بوضوح وشفافية ، وألا يركز على الوجه الأخر في مصر وينصب دوره على المنتجعات السياحية ويروج لها ويترك من هم في أمس الحاجة ولم يسأل عليهم احد أو يهتم بهم احد ، هذا الوجه الأخر في مصر إذا لم ينتبه له الإعلام والمسئولين  في أقرب وقت ممكن اعتقد أو ربما تحدث ثورة الجياع في القريب العاجل وسوف يكون السبب في ذلك الإعلام أيضا بما يعرض على شاشات التليفزيون كما قلت من قصور وفيلات ومدن وقرى سياحية وهذا يعد استفزازا للفقراء والمهملين والمعدومين الذين يسكنون في العشش الخشبية والعشش الصاج ، وفي المقابر وتحت الكبارى ولا احد بهم داري  وكأن هؤلاء الفقراء والمهمشين في مصر غير مصريين أو  من دولة غير مصر حتى يعيشون في هذا المستوي المتدني واعتقد لا يمكن أن تتقدم مصر نحو الأفضل إلا بعرض  الوجه المظلم   ومناقشة السلبيات بوضوح ، بمعني عرض الأحياء الفقيرة في المدن وفي القرى وعرض العشوائيات باستمرار على شاشات التلفزيون حتى يتم استفزاز الأغنياء تجاه هذا  الجانب ، من هنا سوف يسعى الجميع في إصلاح هذا الوجه المظلم في مصر  لكي يشرق هذا الوجه الهام من سكان مصر لأنه هو الأغلبية بسبب انتشار الظلم الاجتماعي والفساد المالى والسياسي ، أما التعتيم والخجل من الحديث عن هذا الجانب فيما يخص الفقر والفقراء  لا  اعتقد أن التقدم سوف يكون حليف المصريين وان الدول التي تقدمت في العالم كان السبب الأساسي وراء هذا التقدم هو التقليل من الفروق الاجتماعية الشاسعة بين المواطنيين والتي لم نري لها مثيل في العالم مثل ما هو موجود في مصر أي بدون النظر للفقراء والمحتاجين والمهمشين في مصر لا ينتظر احد التقدم  في أي شيء وان انحسار الأعلام والمسؤولين والاهتمام بالقاهرة الكبرى بأماكن بعينها والإنفاق عليها ببذخ دون التطلع لبقية  أحياء ومدن الدولة بنفس القدر ، فهذا تصرف غير مسؤول ويجب أن ينتهي وان مصر ليست  الأحياء الراقية  في القاهرة الكبرى فقط لكي تخصص الدولة معظم نفقاتها وخدماتها في هذه ألاماكن وتترك الأغلبية في مصر بهذا الإهمال لابد من وضع خطة جديدة  توفر التوازن في الإنفاق بين جميع فئات الشعب ، ولابد من النظر في موضوع الدعم وطرق توزيعه لأنه ليس من العدل أن يحظى مواطن يمتلك سيارة BMWثمنها لا يقل عن مليون جنيه بنفس الدعم الذي يحظى به سائق ميكروباص أجرة في سعر البنزين ، هل كلاهما يحتاج للدعم مثل الآخر ، وكذلك الفلاح الذي يشتري السولار لتشغيل ماكينات ري الأرض الزراعية يشتري السولار بسعر مدعم مثله مثل أصحاب الملايين والمليارات فهل هذا عدل.؟.

لابد من توزيع الثروات بالعدل والاهتمام بجميع أرجاء مصر بالعدل حتى تنهض مصر من شرقها لغربها في نفس التوقيت أما التركيز على جهة بعينها وفئة بعينها وترك ملايين من الجوعى والمرضى والفقراء يعيشون في مئات المدن والأحياء العشوائية فإن ذلك من الممكن أن يكون سببا في تأخر مصر كثيرا عن دورها ومكانتها الطبيعية بين الدول ، ولن نرى لها الوجه المشرق الذي نريده

اجمالي القراءات 10165