مقال كتبته ونشرته عام 2009 ولم أنشره على موقع أهل القرآن
هل العالم كله سيحارب النقاب؟؟

Inactive User في السبت ٢٦ - مارس - ٢٠١١ ١٢:٠٠ صباحاً

عندما يأمر الله المؤمنين والمؤمنات بغض أبصارهم فإن لذلك معنى واحداً ليس له ثان وهو أن كلاً من الجنسين ( ألمرأة والرجل ) يرى الآخر رأى العين وينظر له ويتكلم معه ويخاطبه ويناقشه ويحاوره ويجادله حواراً قد يطول أو يقصر حسب الموضوع وحسب الظرف الزمانى والمكانى ، ولذلك جاء الأمر الربانى بغض البصر حين يزوغ الفؤاد ويلعب به إبليس وتنتابه هواجس الشهوة والعصيان من جمال ما يراه من وجه إمرأة يراها رجل أو وجه رجل تراه امرأة .

لا يمكن أن يفرض الله تعالى على المرأة تغطية وجهها ثم يأمر الرجل بغض بصره عنها ، إذ كيف يغض بصره عن قطعة قماش تغطى وجهها ، وكذلك الحال لا يمكن أن يأمر الله المرأة بغض بصرها إلا إذا كانت ترى الرجال وتتكلم معهم وتتنافس معهم فى العلم والعمل والثقافة والرياضة وغير ذلك من فنون الحياة وأنشطتها الكثيرة والمتعددة .

لقد أكدت فى كتابات سابقة لى مرات عديدة أن العالم كله سيثور على النقاب ويحاربه ويقف فى وجهه وينبذه ، بل سيسن القوانين ويضع اللوائح المناهضة له إنقاذاً للبشرية لما يمكن أن يسببه هذا الشىء المسمى بالنقاب وخاصة بعد ثبوت عشرات الجرائم التى ترتكب بإسمه وتحت غطائه مثل السرقات والتحرشات والتفجيرات ، فكل يوم نقرأ أخباراً عن رجال متخفين فى نقاب يقتحمون محلاً للمجوهرات لسرقته ، وأخباراً عن أشخاص متهمين بالإرهاب والتطرف يتم القبض عليهم فى دول كثيرة وهم يلبسون ذلك الشىء ويتخفون وراءه .

فرنسا وألمانيا وإيطاليا يعدون العدة ويجهزون القوانين لمنع النقاب فى بلادهم ، وها هى مصر بقيادة شيخ أزهرها ووزير أوقافها تقف للنقاب بالمرصاد ، فيتم منع النقاب فى المعاهد الأزهرية ويلحق بهم وزير التعليم العالى ويمنعه فى المدن الجامعية ويصدر قرارات بالتأكد من شخصية كل منقبة تدخل حرم الجامعات المصرية تمهيداً لإلغائه ، ثم يلحق بركبهم وزير التربية والتعليم ليمنعه من المدارس عن الطالبات والمعلمات ، ثم يركب سفينتهم وزير الصحة ويمنعه فى المستشفيات والإدارات الصحية وغيرها .

والسؤال الذى يحيرنى هو : كيف تحيا المرأة مدفونة تحت هذه القماشة لا يراها أحد ولا يعرفها أحد ، لا تتفاعل مع المجتمع ولا يتفاعل معها المجتمع ؟ هل هى كم مهمل لهذه الدرجة ؟ هل رضيت بأن يعيدها المتطرفون لعهد الوأد ( وأد البنات ) ؟ الا يعتبر النقاب بإخفائه لوجه المرأة وحجبها عن الحياة ومباهجها ومتعها المختلفة ، الا يعتبر ذلك نوعاً من وأد المرأة ودفنها حية ، فهى موجودة وغير موجودة ولا يراها أحد غير زوجها فى نفس الوقت الذى يخرج زوجها كاشفاً وجهه يراه الجميع ويتمتع بحياته ويتفاعل مع المجتمع فى كل شىء وكأن ذلك حلال عليه حرام عليها .

ماهذه الذكورية البغيضة ، لماذا يحل للرجل كشف وجهه ويحرم على المرأة ؟ لماذا نفترض دائماً أن الرجل ذئب مسعور سيفترس المرأة وينظر لها بشهوة ولا نفترض ذلك فى المرأة أبداً ؟ هل يعنى ذلك أننا يجب علينا جميعاً أن نلبس نقاباً على وجوهنا حتى لا يفتن الرجل بوجه المراة ولا تفتن المرأة بوجه الرجل فنتحول جميعاً إلى أشباح لا يعرف أحدنا الآخر وكيف يكون منظر الحياة وهل تطاق بعد ذلك بكل هذه الكآبة .

لقد اقتضت حكمة الله تعالى أن يكون فى الحياة عنصران من بنى البشر هما المرأة والرجل ، وهما شريكان فى كل شىء فى الهواء والماء والطعام والشراب والمسكن والحقل والمصنع والشارع ومكان العمل ، ولا يكون للحياة معنى إذا اختفى واندثر أحد العنصرين سواء كان هذا الإختفاء بالحبس فى المنازل أو بالتخفى خلف قطعة قماش ليس لها قيمة سوى وأد المرأة القابعة خلفها والتخلص منها وإعتبارها كأنها لم تكن ، يا سادة لقد خلق الله وجه الإنسان لكى يعرف به ويستدل عليه منه ، وعندما ترتكب جريمة لا يمكن التعرف على الجناة إلا بعد المرور على وجوههم بالعين المجردة ، كيف تعيش المرأة بلا وجه معروف رغم أن وجهها هو هويتها وبطاقتها الحقيقية .

لا ندعو لعرى ولا لسفور ولا نحب ذلك ، ولكن علينا أن نتذكر جميعاً أن النقاب لم يكن فى يوم ما شرعاً دينياً ولم يأمر به الله فى توراته ولا إفى إنجيله ولا فى قرآنه ، ولو كان كذلك لكان هناك أوامر مؤكدة وواضحة ومكررة حتى يلتزم به الناس ويطبقونه فى حياتهم ، أما محاولة لى عنق آية معينة لكى نمرر هذا النوع من التطرف فهو ما يرفضه كل العقلاء وما سيقف فى وجهه كل العالم حتى لا نتحول إلى خيالات وأشباح لا نعرف الذى يمر علينا بنقابه هل هو رجل أو إمرأة ومن أين جاء وأين يذهب ، فهو أو هى بلا وجه معروف ولا شكل مألوف وهنا قل على الدنيا السلام وقل على العدل السلام وقل على الأمن السلام .

اجمالي القراءات 11707