لابد لليل أن ينجلي ولابد للقيد أن ينكسر
اليمن.. إلى أين!؟

أنيس محمد صالح في الأربعاء ١٦ - مارس - ٢٠١١ ١٢:٠٠ صباحاً

بسم الله الرحمن الرحيم

 

- ثورتي تونس ومصر وتأثيرهما:

يعلم المتابعون والمراقبون للشأن اليمني, إن التظاهرات والإعتصامات في جنوب اليمن كانت هي الأقدم من حيث المطالبات, تمحورت في غالبيتها للمطالبة بالحقوق الطبيعية ورفع المظالم عن كاهل الناس بعدما تصاعدت حدة الغلاء وزيادة الجرعات السعرية وبعدما تهاوى سعر العملة الوطنية اليمنية أمام الدولار الأمريكي بالمقارنة مع محدودية الدخول.. ما أدى بالنتيجة إلى خر&aelc;روج الثورات الشعبية الرافضة للنظام اليمني في ظل وجود منتفعين ومتربحين متنفذين من أبناء المسؤولين والمتنفذين في مرافق الدولة المختلفة يتربحون من الوضع المعيشي الشعبي البائس ويعيثون فسادا في جميع مرافق الدولة المختلفة ودونما حسيب عليهم ولا رقيب. مع ضرورة التنويه هنا إن رجالات المال والأعمال اليمنيين الفاسدين والمفسدين قد نقلوا مبكرا أموالهم بالعملات الخارجية إلى بنوكهم في الخارج ويحلبون من ميزانية الدولة اليمنية للقيام بأية مشاريع إستثمارية في اليمن!! ودونما حسيب عليهم ولا رقيب.

جاءت ثورتي تونس ومصر في فترة حاول فيها الرئيس اليمني/علي عبدالله صالح لمحاولة الإلتفاف على الدستور اليمني!! بتعديلات دستورية تتيح له القضاء على الفقرة في الدستور اليمني القاضي بتحديد سقف زمني لترشيحات رئيس الدولة والمحددة بدورتين إنتخابيتين!! ما يؤكد للجميع إن الرئيس اليمني/ علي عبدالله صالح قد فقد مصداقيته تماما حول ترديده المستمر حول التداول السلمي للسلطة تمويها للرأي العام اليمني وحول مخطط كان مرسوما من قبل من خلال مملكة آل سعود!! لعودة أنظمة الوراثة والأسر الحاكمة في كل من مصر واليمن ( الدول المحيطة بمملكة آل سعود )!؟ وهي القشة التي قصمت ظهر البعير.. بحيث أجمعت قوى المعارضة الوطنية جميعها في شمال اليمن وجنوبه للخروج إلى الشارع للمطالبة بإسقاط الرئيس اليمني وبعدما تبيَن للجميع نكوث الرئيس اليمني حول العديد من الإتفاقيات والمبادئ والعهود التي قامت عليها وحدة اليمن المباركة.

 

- نار تحت الرماد:

الجدير بالذكر إن الدعوات والمظاهرات في جنوب اليمن تحديدا كانت تتركز حول دعوات بعضها تطالب بعودة نظام السلطنات والمشايخ ( حركة الفضلي ) الذي يحمل الجواز الآل سعودي وهو في حالة عداء وثأر ضد قيادات الحزب الإشتراكي ( الشريك في الوحدة اليمنية ).. وبعضها الآخر للمطالبة بفصل شبوة وحضرموت عن اليمن بقيادة المدعو/ عبد الرحمن الجفري في حزب رابطة أبناء الجنوب ويحمل الجنسية الآل سعودية كذلك!! والبعض الآخر كان يطالب بفصل جنوب اليمن عن شماله يقودها إنفصاليون هربوا إلى خارج البلاد بعد حرب صيف 1994 من قيادات الحزب الإشتراكي اليمني الشريك في الوحدة الوطنية مع حزب المؤتمر الشعبي العام في شمال الوطن ويتصدرهم/ علي سالم البيض وحيدر أبوبكر العطاس ( المقيم في مملكة آل سعود ).

 

بعد خروج المظاهرات والإعتصامات والحشود الكبيرة في محافظات شمال اليمن بعدما أنحصرت في جنوب اليمن حينها, أرتفعت الأصوات في شمال اليمن المطالبة بإسقاط النظام الفاسد الذي يقوده الرئيس اليمني/ علي عبدالله صالح, مع ملاحظة إن أحزاب اللقاء المشترك المعارض هي أحزاب إئتلاف فاعلة وقوية, أنسحب ممثليها عن جلسات البرلمان اليمني حينما كان الحزب الحاكم بقيادة/ علي عبدالله صالح يحاول تمرير تعديلات دستورية يكون بموجبها/ علي عبدالله صالح رئيسا لمدى الحياة لمحاولتهم الإلتفاف على الدستور القاضي بتحديد دورتين زمنيتين للرئاسة في اليمن.

خروج المظاهرات والإعتصامات الشبابية والحشود الكبيرة في محافظات شمال اليمن كنسخة طبق الأصل لثورتي تونس ومصر وغير المنتمية لأحزاب الموالاة أو المعارضة قد أعطى زخما كبيرا شمالا وجنوبا للتسريع بإسقاط نظام الرئيس/علي عبدالله صالح ودخول العديد من أبناء العشائر والقبائل ضمن المعتصمين والمتظاهرين ما أدى بالنتيجة إلى إقصاء دور أحزاب المعارضة.

 

- دم الشهيدين إبراهيم الحمدي وأخيه عبدالله الحمدي!!:

لا يمكن بحال من الأحوال إغفال مقتل الرئيس اليمني الأسبق الزعيم/ إبراهيم الحمدي وأخيه عبدالله الحمدي بعد الإطاحة بالنظام الملكي حينها في اليمن وفي عهد الرئيس/ علي عبدالله صالح.. مع إن خيوطها قد تكشفت للرأي العام اليمني.. حينما تلطخت أيدي شيخ مشايخ القبائل في اليمن عبدالله بن حسين الأحمر ( رمز آل سعود في اليمن ) بمؤامرة آل سعودية مفضوحة في قتل الرئيس الحمدي وأخيه!! على الرغم من محاولات التعمية الذي يمارسها النظام لئلا تُكشف خيوط مؤامرة قتل الرئيس الأسبق إبراهيم الحمدي وأخيه.

تعيين الرئيس اليمني علي عبدالله صالح وتنصيبه للشيخ/ عبدالله بن حسين الأحمر رئيسا للبرلمان اليمني مدى الحياة وبدون إنتخابات شعبية تضع هناك علامات إستفهام كثيرة!! وخاصة عندما نجد إن أبناء عبدالله بن حسين الأحمر يستحوذون على كل الإمتيازات والمناصب العليا ويكيلون للرئيس اليمني الإهانات والإساءات المتتالية اليومية ويتصرفون وكأنهم فوق المسائلات والقانون!! وما يتردد مؤخرا إن المدعو/ حميد عبدالله الأحمر يرفض تسديد مبلغ ثمانية مليارات ريال يمني كضرائب مستحقة للدولة يرفض تسديدها!!؟؟ وتمويله بمليارات الريالات اليمنية من المال الآل سعودي لكل المتظاهرين والمعتصمين في ميادين التحرير في شمال اليمن لإسقاط نظام/ علي عبدالله صالح!! وإمتلاكه للقناة الفضائية ( سُهيل ) التي تحرض ليلا ونهارا ضد الرئيس اليمني شخصيا!! دونما أن يحرك الرئيس اليمني ساكنا؟؟ يضع لدينا علامات إستفهام كثيرة!! ماهي المآخذ والأسرار التي تجعل الرئيس/ علي عبدالله صالح ضعيفا أمام إستفزازات وإهانات متكررة يومية ضده من آل عبدالله الأحمر!!؟؟ ولماذا أبناء عبدالله الأحمر لا يخضعون للمساءلة والقانون مثلهم مثل غيرهم الذين يتعرضون للملاحقات والسجون لأتفه الأسباب!؟

 

- آل سعود تدعم النظام اليمني ضد الشعب اليمني وتدعم أل عبدالله الأحمر لإسقاط اليمن إلى الهاوية:

المراقبون والمحللون اليمنيون يعلمون سلفا إن المستفيد الوحيد من إسقاط اليمن إلى الهاوية هم آل سعود تحديدا بعدما أُطيح بالنظام الملكي في اليمن!! ولسبب بسيط.. إن إستقرار الأوضاع والأمن والتنمية في اليمن قد يضر بمملكة آل سعود وخاصة إنه يجمعها حدود طويلة مشتركة مع اليمن, يخيفها ( آل سعود ) أن ينتقل إليها الزخم التحرري في اليمن لصالح تعجيل الإسقاط والإطاحة بنظام الممالك والسلاطين والأمراء والمشايخ الآل سعودي بعدما سئم شعب نجد والحجاز العبودية لمصلحة أسرة حاكمة باطلة غير شرعية حلفاء وعملاء الإستعمار القديم والجديد وتستخدم جميع أدوات القمع والبطش وجيشها وشرطتها وتضحي بالغالي والنفيس لتحافظ على عروشها وعلى حساب كل القيم والمبادئ وحقوق الإنسان وحريته وكرامته.

لا نستغرب حينما نجد إن آل سعود ليست غائبة إطلاقا عن المشهد السياسي اليمني وبقوة, خاصة بعدما تصالح نظام الرئيس/ علي عبدالله صالح مع هذه الأسرة الحاكمة الكهنوتية في طريق التخطيط لقلب نظام الحكم في اليمن!؟

 

- التكسير والتخريب سمة شباب ثورة عدن ( للأسف الشديد ):

على الرغم إن الإعتصامات والإضرابات في شمال اليمن قد خرجت بحشود كبيرة مطالبة بإسقاط نظام الرئيس/ علي عبدالله صالح إلا إنها تميزت بالسلمية والإنضباط والتنظيم الرائع على خلاف ما يحدث في مدينة عدن في جنوب اليمن.. حيث الأعداد قليلة جدا بالمقارنة بالحشود الكبيرة في شمال اليمن إلا إنها تميزت بالسخط والحماس الشبابي غير المنضبط والإنفلات نحو الفوضى ومحاولة إقتلاع أعمدة النور الحديثة ليستخدمونها كمتاريس لغلق الطرقات ضد قوات الأمن وهدم الروح والمنظر الجميل لمدينة عدن وظل الحماس الشبابي والعنف هو سمة المشهد والموقف في عدن.. بحيث غاب التوجيه السليم لتنظيم مظاهرات حضارية سلمية تطالب بحقها الدستوري المشروع في التظاهر والإعتصامات السلمية, بحيث أغلقت المدارس والمعاهد والكليات من خلال شباب ملثمين يعتدون على مدراء المدارس ومرغمين الطلاب لترك مقاعد الدراسة وإرغام الناس للخروج الإجباري في التظاهرات والإعتصامات.

 

- الفساد أستشرى كالسرطان في جسد الأمة في اليمن:

إن وجود الرئيس اليمني/ علي عبدالله صالح لحوالي إثنين وثلاثون عاما في الحكم هو المفسدة بحد ذاتها, ونطالبه لضرورة أن يفصح الرئيس اليمني عن حجم ثرواته وأرصدته في الداخل والخارج بمعية أبناؤه وأخوته.. هو ضرورة قصوى ليبدأ الحساب العسير ( من أين لك هذا ) بعدما أستفحل الفساد في جميع مفاصل الدولة المدنية والعسكرية وبعدما ظلت التنصيبات والتعيينات لأبناء المسئولين والمتنفذين في كل مرافق الدولة لا تخضع لمواصفات الكفاءات والخبرات والنزاهات وإستخدام أساليب التطفيش والإقصاء والتهميش للكفاءات والخبرات ولمن يحاربون الفساد في اليمن!! بحيث نادرا أن نجد أحد المسئولين الفاسدين المتنفذين في النظام قد خضع للمحاسبات والمسائلات القانونية مهما بلغ حجم الفساد والقضايا ضدهم بل على العكس يتم ترقية الفاسدين المتنفذين ونقلهم إلى مواقع أخرى مهمة!! ضاربين بالوطن ومصلحة الوطن عرض الحائط!! ما يؤكد بوضوح إن الرئيس اليمني/ علي عبدالله صالح هو رمز الفساد والإفساد في اليمن.

 

- سقوط نظام الرئيس/ علي صالح ضرورة وطنية يمنية قصوى:

بعدما تكشفت مخططات الرئيس اليمني/ علي عبدالله صالح وتصالحه المباشر مع مملكة آل سعود العدوانية الإقصائية التكفيرية الكهنوتية لمحاولة الإلتفاف على الدستور اليمني لمصلحة التمديد للحكم والتوريث!؟ ضاربا بدماء الشهداء والإبرار والأحرار عرض الحائط وضاربا بكل الوطنيين والتحرريين الذي أحتملوا كل أنواع الإقصاء والتهميش والمظالم والقهر للخروج باليمن إلى بر الأمان.. وبعد 32 سنة من حكمه الفاسد المفسد!! فقد أصبح لزاما على الشعب اليمني شرقه وغربه وشماله وجنوبه أن ينتفض ضده بمعية نظامه الفاسد مطالبين بقيمتهم وحقوقهم وحريتهم وكرامتهم وعن طريق إخضاعه ونظامه للمسائلات والقضاء العادل.. كضرورة وطنية يمنية قصوى... بعدما فقد مصداقيته تماما أمام الرأي العام اليمني ولمحاولاته البائسة الفاشلة المتأخرة لتقديم التنازلات والمبادرات التي لم تعد فاعلة أو مؤثرة.

اجمالي القراءات 15299