لماذا لا يتم القبض على مبارك.؟
عندما يتحول الطاغية إلى بطل وشهيد ..!!

رضا عبد الرحمن على في الثلاثاء ٢٢ - فبراير - ٢٠١١ ١٢:٠٠ صباحاً

عندما يتحول الطاغية إلى بطل وشهيد ..!!

                                 

بعد إعدام الرئيس العراقي صدام حسين كتبت مقالا تناولت فيه ردود أفعال عدة ـ على شخصية صدام وعلى الطريقة التي حوكم بها ، واليوم أعيد نشر هذا المقال مرة أخرى ، قبل محاكمة حسني مبارك ، الذي لا تزال تنبض في جسده أخر أنفاس السلطة و السيطرة على أذنابه وبطانته من أباطرة الفساد ف&e;اد في مصر ، ومن حين لآخر تكتب بعض الكلمات بين السطور في الصحف المقروءة تريد تحويل مبارك إلى بطل وأسطورة ، كما تقال بعض الكلمات في البرامج الفضائية للوصول لنفس الغرض ، كل هذا رغم كل ما سرقه من أموال المصريين ، كل هذا رغم كل من سحلهم وقتلهم في معتقلاته ، كل هذا رغم كل من أمر بقتلهم في ثورة 25 يناير ، كل هذا رغم تشجيعه للفساد والمفسدين وقتله وقمعه للإصلاح والمصلحين على مدى ثلاثة عقود مضت ، كل هذا على الرغم أنه كان سببا رئيسيا في نشر الجهل والفقر والمرض بين معظم المصريين ، كل هذه الجرائم لا تكفي للتحقيق مع مبارك والقبض عليه لمحاكمته محاكمة عادلة أمام القضاء وبالقانون ، وأحذر من الآن سيخرج بعض أبناء هذا الوطن من إعلاميين وسياسيين وعسكريين ورجال الدين يصفون مبارك بالبطل ويغفرون له ما تقدم من ذنبه وما تأخر ، سيخرج علينا من يدافع عن مبارك للضغط على العاطفة الشديدة عند المصريين ، حتى تتحول محاكمة مبارك إلى مسرحية هزلية تكون نهايتها قول أحد رجال الدين أنه حاكم مسلم عربي وأن الحكام العرب رموز يجب أن تحترم حتى لو ارتكبوا بعض الأخطاء ولكل حاكم سلبياته الخارجة عن الشريعة الإسلامية.!!

ومن أهم الأحداث التي ستساعد هؤلاء المنافقون في عملهم الخسيس هو ما يجري في الأراضي الليبية من إجرام وقتل وسفك للدماء الطاهرة البريئة التي تطالب بحقها المشروع ، حيث تحول الكثيرين لوصف ما يحدث في ليبيا أنه إجرام ووحشية وغير إنساني ، وكل هؤلاء كانوا يصفون شباب ثورة مصر أنهم مرتزقة وتمولهم جهات أجنبية وأن هؤلاء بلطجية وقلة مندسة يريدون إشعال نار الفتنة في البلاد ، ولا يعبروا عن صوت الشعب المصري كله.

الإعلام المصري بكل صراحة لا يريد البقاء ولا النزاهة وكما طالب أحد أعضاء المجلس الأعلى للقوات المسلحة في لقاءه
أمس في برنامج العاشرة مساء طالب كل من هاجم الثورة وشارك في تشويهها أن يقدم استقالته فورا ، وللأمانة تقدم بهذا الطلب بصفته مواطن مصري.

إذن هناك محاولات واضحة لتحويل مبارك لبطل وشهيد للثورة وأحذر من هذا وأنه سيحدث ، وسيشارك فيه الجميع من إعلاميين وعسكريين وسياسيين ومثقفين ورجال دين ، لو كنت مخطئا لماذا لا يقبض على مبارك حتى الآن .؟ وما الفرق في الإجرام بين مبارك وعز والعادلي وجرانة وغيرهم .؟

وإليكم المقال الذي نشر بتاريخ 6/1/2007م ، وأرى أن هذا المقال يتطابق في كثير من أجزاءه على حسنى مبارك و على كل حاكم مستبد.

المقال::::

عندما يتحول الطاغية إلى بطل وشهيد ..!!

http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=90746

بعد إعدام الرئيس العراقي صدام حسين تضاربت ردود الأفعال وتكاثرت الكلمات والتعليقات ,وتحول هذا الحدث إلى قضية قومية أكثر من قضية البطالة والفقر والظلم واستبداد الشعوب وقهرها..
فنرى في الشارع العراقي هتافا ضد هذا الفعل المشين وتجريم من قاموا بإعدامه , وهذا وضع طبيعي لأن هذا الرجل من نفس الدولة ويمكن أن يكون من نفس القرية التي تهتف باسمه , فالعاطفة تغلب على رد فعل هؤلاء فيقولون متأثرين بالعواطف التي تربطهم بمواطن عراقي حكمهم ما يقرب من ربع قرن وبالتالي تولدت بينهم وبينه نوع من الألفة والعشرة حتى لو كان يحكمهم بالظلم والقهر والاستبداد, وحتى لو قتل أبنائهم عذبهم في السجون , ولأن هذا ما تعود عليه المواطن العربي يأخذ على قفاه وفى النهاية يبكى على جلاده ..
ونجد في الشارع المصري ردود أفعال مشابهه لمن كانوا مغتربين في العراق وكونوا حياتهم الحالية من السفر إلى العراق في عصر صدام الذي كان يقدر المصري في بعض الأوقات بشهادة بعض المصريين المغتربين هناك , إن هؤلاء أيضا تعتبر ردود أفعالهم مبنية على العاطفة والمنفعة وعدم نسيان الجميل لأنهم مازالوا  يتذكرون السنين التي قضوها في العراق للعمل والحصول على أموال لم يجدوها في وطنهم مصر وبالتالي أمكنهم تكوين مستقبل مستقر إلى حد ما لهم ولأبنائهم..
وأصبح الحديث عن صدام حسين هو حديث الصباح والمساء لمعظم فئات المجتمع العربي..
وكثير من العراقيين يصفونه بالشهيد والبطل , كما وصفة بعض المصريين السابق ذكرهم بنفس هذه الأوصاف..
ولكن العجيب والمدهش أن يتحول الطاغية إلى شهيد وبطل في نظر رجال الدين , وذلك ما قاله السيد : نصر فريد واصل ــ نقلا عن نشرة كفاية : كتب ـ عيد عبد الجواد
أكد الدكتور نصر فريد واصل مفتي الديار المصرية الأسبق أن صدام حسين مات شهيداً، وقال: علي حد علمي أن علاقة صدام بالخالق سبحانه وتعالي كانت طيبة في الفترة الأخيرة. وأوضح واصل لـ «المصري اليوم» أنه يجوز أداء صلاة الغائب علي صدام لأنه ظل يدافع عن وطنه ضد الاحتلال الأمريكي، وأنه في النهاية مسلم. وأشار إلي أن تنفيذ حكم الإعدام في الرئيس العراقي يوم عيد الأضحى إهانة للمسلمين وحكامهم، ووصمة عار في تاريخ الأمة الإسلامية، وقال إن الحكام والرؤساء العرب رموز يجب أن تحترم حتى وإن ارتكبوا بعض الأخطاء، ولكل حاكم سلبياته الخارجة عن الشريعة الإسلامية.ولفت واصل إلي أن الشريعة الإسلامية بها ضوابط للقصاص، حيث يتم مراجعة الشهود أكثر من مرة وتذكرة مرتكب الخطيئة أيضاً، وأوضح أن الإسلام يرفض تنفيذ القصاص في أيام الأعياد، حيث يحث علي الفرحة والبهجة بين الكبار والصغار. وأوضح واصل أن تنفيذ حكم الإعدام في صدام ربما يكون كفارة عن الذنوب التي ارتكبها في السابق، ولكل إنسان ذنوبه وسيئاته.. هذا ما قاله سيادة المفتى ..

فلنتابع معا عزيزي القارئ ما قاله فضيلة المفتى الأسبق بشيء من التفصيل..
أولا : يقول أن صدام مات شهيدا ..!! هل يمكن أن يتساوى من مات وهو يدافع عن وطنه ويدافع عن دينه بمن حكم عليه بالإعدام جراء جرائم ارتكبها في حق البشرية ..؟؟
وهل من يقتل الأبرياء ويعذب الضعفاء والعلماء في السجون ويستبد شعبه نقول عليه شهيد عندما يأخذ عقابه..
ثانيا : يقول أن علاقته بالخالق كانت طيبه في الفترة الأخيرة وهذه مصيبة أخرى هل كنت معه يا شيخ نصر أم انك تعلم الغيب وهل عرفت أن المولى عفا عنه في كل ما اقترفه من ذنوب حتى تقول أنه قد مات شهيدا..!!
ثالثا : يقول أن صدام ظل يدافع عن وطنه ضد المحتل الأمريكي .. من الذي جعل الاحتلال الأمريكي يدخل العراق ويصل بالعراق إلى ما وصل إليه ألان.. ؟ , وكيف كان يعيش المواطن العراقي قبل دخول الأمريكان .. ؟؟
رابعا : السيد المفتى الأسبق يذكرنا برجال الدين في العصر العباسي الأول والثاني عندما قال أن الحكام والرؤساء العرب رموز يجب أن تحترم حتى وإن ارتكبوا بعض الأخطاء، ولكل حاكم سلبياته الخارجة عن الشريعة الإسلامية... !!! إن هذا الكلام يعتبر تقديسا واضحا للحكام , وجعلهم فوق مستوى البشر وإعطائهم تأشيرات للظلم والقتل في شعوبهم كما تتيح لهم الفرصة للخروج عن الشريعة الإسلامية..
كما اعتبر أن هذا الكلام يعد تأييدا لكل حاكم مستبد مازال على قيد الحياة..!!
خامسا: سيادة المفتى يريد مراجعة الشهود.. !!! , كما يريد تذكرة مرتكب الكبيرة.. شهود أيه يا شيخ نصر اللي عاوز تراجعهم وهات راجعهم في أيه ولا أيه الموضوع كبير والقتلى كثير..
ولماذا لم تذهب إلى مرتكب الخطيئة لتذكره انه على الخطأ كي يرجع ويعود إلى صوابه أليست هذه وظيفة رجال الدين أعتقد أن حضرتك من جيل صدام ويمكن لو كنت ذهبت له لكي تذكره انه قاتل وخاطئ ومستبد كان ممكن يسمع كلامك..
سادسا : يقول أن تنفيذ حكم الإعدام يعتبر كفارة عن السيئات التي ارتكبها .. يا سيادة المفتى إعدام صدام هو حق القانون والعدالة وليس له علاقة باليوم الأخر وعلم الغيب الذي تتحدث فيه ، ومن أين علمت أنه ارتكب سيئات .. ؟؟ ومن أين عرفت حجم هذه السيئات ..؟؟ كي تقول أن الإعدام كفارة عنها ..؟؟
السيد نصر فريد واصل للأسف يتحدث في كلام وأحكام منتهية الصلاحية ولا يمكن أن تتمشى مع عصر الحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان..

سابعا : المفاجأة الكبرى عندما تجد من يدافع عن صدام ويقول عليه بطل وشهيد ورمز ويجب علينا أن نزور قبره كما نفعل مع أولياء الله الصالحين لأنه بالفعل بطل لن يتكرر , هذا ما قاله الأستاذ: مشعان الجبورى ـ رئيس كتلة المصالحة والتحرير في مجلس النواب العراقي ـ في برنامج الاتجاه المعاكس على قناة الجزيرة يوم الثلاثاء الموافق 2/1/2007م
ويعترف الأستاذ : مشعان بكل فخر أن سيادة الرئيس صدام قد اعدم شقيقه...!!!
هذه هي العينات التي تدافع عن الطاغية يا سادة أعتقد أن الأمور وضحت الآن وكيف تحول هذا الطاغية إلى شهيد وبطل ملأت صوره الصحف والفضائيات والمواقع الإلكترونية..
نحن شعوب تتحكم فينا العواطف وتسيطر على معظم أقوالنا وأفعالنا لدرجة أننا قد نحيد عن الحق بسبب هذه العاطفة الخاطئة
..

اجمالي القراءات 10472