هل يصدق الإخوان؟!

مدحت قلادة في الأربعاء ٠٩ - فبراير - ٢٠١١ ١٢:٠٠ صباحاً

 

هل يصدق الإخوان؟!

إنها ثورة وليس إنقلاب قادها شباب مصر الصاعد الواعد فشباب 25 يناير قاد تلك الثورة المصرية الأصيلة بفكر واعي وصدق وطني وآمال عظيمة وما يحدث على أرض مصر من جلسات وحوارات لكل القوى السياسية مع نائب الرئيس عمر سليمان ما هو إلا نتيجة لأعمال عظيمة حققها شباب مصر الشرفاء.

ومن العجيب ظهور الأخوان ودخولهم حلقة النضال ضد النظام في ا&aYacute;ي اليوم الثالث بعد أن أنهك الشباب قوات الأمن وصد الضربات الأمنية بصدره الصامد وقلبه النابض بحب مصر وحاول السيد خامنئي مرشد إيران الإسلامية الظهور كمصدر للثورة الإسلامية للمنطقة متغاضي النظر عن أن ثورة شباب مصر تختلف إختلافاً كليا عن ثورات ملالي إيران أو الثورات الإسلامية فالثورات الإسلامية أشد ضرراً وخطورة من الثورات العسكرية ومن الحكم الإستبدادي فالثورات العسكرية تحكم بالقوة العسكرية والثورات الإسلامية تحكم بالحقيقة المطلقة فالقتل والنحر والذبح وإقصاء الآخر لها سند أيديولوجي في مذهب الثورات الإسلامية ومن يقف ضدهم فهو كافر زنديق يستحق النحر والذبح وتقطيع أوصاله خلف خلاف.

إن ثورة شباب مصر هي ثورة شباب واعد صادق متحضر مواكب الثورة العلمية مسخراً كل معطيات العلم ووسائل الاتصال لإنجاح ثورة مصرية مائة بالمائة فهي ثورة ليست إخوانية وليست إيرانية بل ثورة شباب مصر.

تحاول كل القوى السياسية إيجاد مخرج للأزمة المصرية تحت شعار مصري خالص بل صرح الأخوان أنهم ليسوا على استعداد لتولي رياسة مصر الآن؟!.

بالطبع فرح العديد من المصريين ببيان الأخوان غير عالمون أنهم مرحليون فقط وهم منذ نشأتهم وعيونهم على قلب المحروسة لرياستها وريادتها وتصدير فكرهم الإقصائي لكل المنطقة لإقامة الخلافة الإسلامية على جثث وأشلاء الأوطان وأبنائه.

بالطبع هلل العديدين لبيان الأخوان بل وصدقوه، ولكن من يحك على الأخوان مرحلياً يكون مخطئاً الأخوان لهم تاريخ وبدراسة تاريخهم يمكن التنبؤ بفكرهم وسلوكهم أيضاً فتاريخهم تاريخ دموي وجناحهم السري شاهد على ذلك وأعمال القتل وتصفية الآخر ماركة مسجلة لهم فلم يسلم من أعمال القتل كاتب أو قاضي أو رئيس وزراء أو رجل أمن بل الجميع مرشح على أجندتهم للقتل لذا فالخوف على مصر والمنطقة خاصة في حالة تسلم الأخوان مقاليد الأمور في مصر، فمصر ومكانتها وريادتها للمنطقة إن وقعت في يد الأخوان لن تقام لها قائمة والنظام الحالي نظام فاسد مستبد عديم الشرعية فما الضامن إذن.

الضمان الحقيقى لمصر والمنطقة ليس إقامة نظام ديموقراطي لأن حماس أتت بالديموقراطية وشوارع مصر والمنطقة مؤدلجة دينياً وشعارات جماعات الإسلام السياسي شعار يدغدغ مشاعر الدهماء والغوغاء "بدون توضيح أي إسلام وأي حل" لذلك الحل في إقامة نظام ديموقراطي علمانى أي ديموقراطية مع علمانية الدولة بذلك نحمي مصر من الإنزلاق في نفق مظلم من الممكن أن يستمر لعقود طويلة... فالنظام الديكتاتوري العسكري إنزلقت مصر معه خمس عقود متتالية وأما النفق الديني سيؤثر على مصر قرون طويلة.

أخيراً إن وافق الأخوان بمشورع دولة مدنية ديموقراطية سيبرهن على صدقهم بالطبع وسيحاولون مراراً وتكراراً إقامة دولتهم الدينية ولكن سيكون الدستور والجيش وشباب مصر الأوفياء هم حصن مصر

 

ترى هل يصدق الأخوان؟... بالطبع... الإجابة معروفة ومتروكة للقارئ

اجمالي القراءات 8964