يا مبارك .. أخرج منها مذءموماً مدحوراً :

آحمد صبحي منصور في الثلاثاء ٠١ - فبراير - ٢٠١١ ١٢:٠٠ صباحاً

 

مبلغ العلم  أنه لا مثيل لمبارك في حقارته ....

حقارة وضع مبارك تتمثل في عناصر ثلاثة ، تشكل الأضلاع الأساسية لكل موقف ، وهي المكان والزمان والإنسان .

حكم مبارك مصر ـ وهي من حيث المكان ـ واسطة العقد جغرافياً وحضارياً وعربياً واسلامياً وافريقياً .. وحكمها من حيث الزمان ـ فترة طويلة ، فهو  واحد من اربعة حكام هم الأطول عمراً،رمسيس الثاني،والمستنصر الفاطمي ، ومحمد علي باشا ، وحسني مبارك .ومن حيث الزمان  أيضا ، فالعصر هو عصر حقوق الإنسان والديمقراطية والععدل والحرية الدينية والسياسة . ومصر سبقت بعض دول أوربا في تكوين مجالس نيابية . سبقت بعض دول أوربا في السكك الحديدية وبعض التصنيع الحربي فى عصر محمد على، ثم جاء مبارك بعد انفتاح سياسي بدأ به سلفه انور السادات ، ومطلوب تطوير هذا الانفتاح السياسي بالمزيد من الديمقراطية استجابة للواقع المصري والمناخ العالمي .

كان امام مبارك أن يتميز علواً على عبدالناصر والسادات بشىء جديد هو التحول الديمقراطي ، وهو تحول كان ينتظره المصريون ويتوقون إليه ، خصوصاً وقد خفت لعنة التعذيب في عهد السادات وبدأ التحول الديمقراطي طبيعياً في زمانه ومكانه ..

ولكن نأتي هنا إلى العنصر الثالث بعد الزمان والمكان ، وهو الإنسان .. أي مبارك والشعب المصري ...

مبارك الإنسان الذي كان يجب أن يستجيب لعناصر الزمان والمكان اختار ان يسير عكس الاتجاه تماماً اختار الاستبداد المطلق الذي زاد به طغياناً على السادات وعبدالناصر .

اختار أن يهبط بمصر وبنفسه إلى أسفل سافلين .. واستمر في هذا السفل ثلاثين عاماً . ذاق فيها الشعب المصري القهر والتعذيب والحرمان ، وشهدت مصر مالم تعرفه في تاريخها الطويل من فساد ونهب وضعف وانحطاط .. والغريب أن العصر الراهن كله شاهد على ذلك يوثقه بالكلمة والصوت والصورة في عصر اصبح الاعلام الفضائي والانترنت شاهداً وفاضحاً ومؤثراً .ولكن مبارك لم يأبه بالفضائح ، وقف يتحدى الضمير المصري والعربي والعالمي بكل صفاقة وبكل بجاحة ، لا تؤثر فيه صرخات الضحايا المصريين ولا تقارير منظمات حقوق الإنسان ، او الشفافية وإدانات المجتمع الدولي ..

قام بتحصين نفسه في الداخل بالحرس الجمهوري ،وبتجييش البوليس والأمن المركزي وامن الدولة ، وبث الفرقة والعداء بين الأقباط والمسلمين في مصر، وفي الخارج ارتمى تحت اقدام الولايات المتحدة وإسرائيل يكتسب منها المشروعية والقدرة على البقاء .

كانت عناصر الزمان والمكان تشجع مبارك على أن يسموا بوطنه ويبر بالقسم الذي أقسمه حين تولى رئاسة الدولة المصرية . ولكن حقارته الشخصية جعلته يهبط بمصر إلى الحضيض .. ولذلك ثار عليه الشعب ثورة عارمة عاتية ..

ومبارك لا يزال مصمماً على التمسك بالسطة رغم انه انتهى سياسياً وفقد شرعيته .

لذلك نقول له : أخرج من مصر مذءوماً مدحوراً .

اجمالي القراءات 14042