قُم يا مصري في 25 يناير

محمد عبد المجيد في الأربعاء ١٩ - يناير - ٢٠١١ ١٢:٠٠ صباحاً

أي طاغية يسقط مرتين: الأولى عندما يبعث شبابُ الوطن رسالة حب لأهلهم، ولتراب بلادهم، ولمستقبل أولادهم فتُصِرّ كل أُم، ويُلِحّ كل أبّ أن يكون ابنهما في طليعة فرسان الوطن لتحريره من المستبد، وهنا فقط يُنْزَع الخوف من الصدور حتى لو كان في كل شبر من الأرض كتيبة مسلحة من رجال الأمن.

والثانية، عندما يُعِدّ طائرته، ويبلغ أهله أن الشعب اكتشف قيمة الكرامة، وأن رياح الغضب هبَّت في الصدور، وتستعد لاقتلاعه وعائلته.

25 يناير يوم تحرير مصر إذا التزم الثائرون الصغار بأنهم لن يعودوا إلى أهلهم وديارهم قبل أن يهرب مَنْ أذلهم سنوات طويلة.

المطالب المعروضة هي الحد الأدنى، لذا ينبغي الموافقة عليها، لكن ما وراء تلك المطالب المتواضعة يجب أن يكون الأكبر: أي محاكمة الديكتاتور حسني مبارك، وكلابه، ولصوصه، وبِنْعَلِيّيه، قبل أن يهرب بطائرة من شرم الشيخ فيها كنوز مادية من الصعب تعويضها.

هل يسمح لي شبابنا البطل أن أضع بين أيديهم الطاهرة بعض النصائح؟

1- 25 يناير يجب أن لا يكون الحضور على الفيس بوك لأكثر من عشر دقائق في اليوم بأكمله، فالشارع المصري في حاجة إلى كل شاب وفتاة، ولو نزل كل الفيسبوكيين العاشقين لمصر، فعلا وليس قولا، فإن حُكم مبارك لن يعيش ثلاثة أيام في حَدِّها الأقصى.

2- ضعوا ثقتكم في الأخ العقيد عمر عفيفي فهو سيُلهب حماس الثورة، ويقنع كبار رجال الشرطة بأن من يؤذيكم في هذا اليوم، لن يفلت من محاكمة عاجلة بعد نجاح الثورة.

3- التقطوا صورا لكل المتجاوزين من ضباط الأمن، واحفظوا الأسماء، وتأكدوا بأن من يتم اعتقاله، سيخرج بعد ساعات مرفوع الرأس أمام أهله، وأمام كل كاميرات الدنيا التي ستتابع الحدث الجلل.

4- خصوم ثورة الشباب هم كل من يرفع شعارا غير شعار مصر، وإذا رأيتم لافتات تشير إلى الاخوان المسلمين أو الأقباط أو اليساريين أو اليمينيين أو الوفد أو الكرامة أو السلفيين أو غيرهم، فتأكدوا أنها محاولة لسرقة ثورتكم.

5- لا تعوّلوا كثيرا على من أطلق عليهم المناضل الدكتور يحيي القزاز عواجيز المعارضة، فقد فشلنا جميعا، ولم يعد منا أحد يستطيع أن يناهض الطاغية علانية، فنحن أصحاب دكاكين وبرلمان شعبي ومعارضة دون كيشوتية، ومن فاته مقعد النائب، صنع لنفسه مقعدا جديدا .. بعيدا عن الشعب.

لا تحبطكم نصائح عواجيز المعارضة، ولا تحزنوا إذا رفض الدكتور البرادعي ومرشد الاخوان وقادة الأقباط ومفتو السلفيين ورئيس حزب التجمع الانضمام إليكم، فهذا والله يوم الفخر، والنصر سيكون خالصا لكم، ولن تملك أي جهة حُجةً لسرقته.

6- إذا عرفتَ عقيدة أو مذهب أو حزب أو فرقة من يسير بجانبك فالثورة قد خسرتكما معاً، والعقيدة الوحيدة التي تعترف بها عدالة السماء في هذا اليوم الطاهر هي تخليص مصر من صديد أوجع جسدها الطاهر لثلاثين عاما.

7- خذ معك طعامك ومشروبك ليوم كامل، ولا تغب عن وكالات الأنباء ومصوريها، فالعالم كله ينبغي أن يرى المصري من جديد.

8- إذا اقنعت أهلك، نساء ورجالا وأطفالا، فالثورة ناجحة لا محالة قبل أن يشرق فجر مصري جميل.

9- مصر كلها ممتلكاتك، خاصة أو عامة، والقاء حجرة على بيت أو محل أو بناية أو غيرها يعتبر عملا ضد ثورة الشباب.

10- تابعوا تعليمات العقيد عمر عفيفي بدقة شديدة فهو قادر على أن يجنبكم شرور ضباط الأمن.

11- إذا خرج الجيش وأطلق النار عليكم، فأفراده ليسوا أبناء أبطال العبور، ونحن نتمنى أن يكون جيشنا الذي أذله مبارك لا يزال جيش الشعب، لا يطلق النار على أهله وأولاده وأبناء شعبه.

12- هناك احتمالات كبيرة أن يرفض بعض كبار رجال الأمن اطلاق النار على الشباب وذلك إثر تأثرهم بنداءات زميلهم السابق العقيد عمر عفيفي، فتقدموا منهم، وصافحوهم، وعانقوهم فربما يكونوا أشد كراهية لمبارك منكم.

13- اصطحبوا معكم جيرانكم، ومعارفكم من العاطلين عن العمل، والعاجزين عن اللهاث خلف الغلاء والأسعار الجنونية، والغاضبين على مبارك من جراء أمراض أصيبوا بها،

14- كونوا دائما في الزحام الشديد للمظاهرة، ولا تتفرقوا لئلا تستأسد عليكم قوى الأمن.

15- لا تلتفتوا لمن يسخر منكم، ويقلل من شأنكم، ويعدكم بهزيمة نكراء.

16- كتبت لكم نشيد الثورة، فكرروه بصوت جهوري، ومتواصل، ليصل هدير الجماهير والثوار والشباب إلى الطاغية قبل هروبه،

قم يا مصري النهاردة يوم جديد

خد مبارك وجماله وسوزانه في الحديد

أما عادلي أو سجونه أو رجاله دول صديد

أما عزمي أو شريفه أو سروره أو شهابه

دول كلاب القصر منعوا احتفالنا بكل عيد

قُم يا مصري النهاردة يوم سعيد

17- لا تصدقوا من يقول لكم بأن التظاهر حرام، وأن الخروج على الحاكم مكروه، وأن اللجوء إلى أي وسيلة للاطاحة بمبارك مخالف للدين فالقائلون بهذا هم عبدة الشيطان.

18- لا ترفعوا شعار الهلال والصليب، فنحن بلد واحد لشعب واحد، ولا نحتاج لتذكير الآخرين أننا مختلفون.

19- حاولوا التحدث مع الأمن المركزي، فهم أهل بلدكم وأكثرهم أميون وتحت خط الفقر، ويكرهون أسيادهم الضباط، لكنهم مُجبَرون على القسوة.

20- هناك احتمال أن يلجأ مبارك للعبة قذرة قبل 25 يناير، فخذوا حذركم، وأي عمل ارهابي أو كارثة غير طبيعية أو وعود معسولة فلا تصدقوا، واستمروا.

أنتم أكثر من نصف مليون شاب على الفيس بوك، وشباب 6 ابريل، وطلاب الجامعات، وأحرار مصر، وشجعان الوطن، فلا تجعلوا عواجيز المعارضة يسخرون منكم، ولا تُدخلوا الحزن في قلوبنا بتواجد عشرات أو مئات يفترسهم حبيب العادلي بتوجيهات الطاغية مبارك، فبإمكانكم لو خرجتم جميعا، أن تصبحوا في غضون ساعة واحدة ملايين من الأحرار، ولا تقبلوا عذر عدم التواجد من أحد، إلا في ظروف استثنائية، وسنطلق زغاريد الفرح بهروب مبارك وعائلته.

قد لا يخرج الدكتور محمد البرادعي معكم، وقد لا يطلب من الملايين الذين جمع توقيعاتهم أن يشاركوكم فرحة تحرير مصر من الطاغية،( وهو ظن أكاد أراه يقينا)، لكن لا تهنوا، ولا تحزنوا وأنتم الأعلون إن كنتم ثائرين.

وسلام الله على مصر.



 

محمد عبد المجيد

رئيس تحرير مجلة طائر الشمال

أوسلو في 19 يناير 2010

Taeralshmal@gmail.com


 


 

اجمالي القراءات 16344