لو لم تكن الخمر محرمه, لتساءلت عن السبب فى عدم تحريمها

فوزى فراج في الإثنين ٢٥ - ديسمبر - ٢٠٠٦ ١٢:٠٠ صباحاً

اخى العزيز شريف هادى, ارجو ان تتقبل اعتذارى ان كان ما جاء بتعليقى الاخير قد احزنك لسبب او اخر فلم يكن ذلك مقصدى اطلاقا .

 

ان موقفنا المعاكس تماما من الخمر لن يسهل حله او حتى تقريب وحهات النظر فيه, فليس فيه حل وسط كما تعرف. ولقد قلت سيادتك فى اخر تعليقك (حتى الأن لم يرد أحد على الأدلة التي سقتها بأدلة مثلها أو بها نفسها بشرح آخر يخالف هذا الشرح وبالمنطق وأقسم بالله ساعتها سأقتنع وأرجع عن هذا الموضوع وإلا سترقى الإدلة عندي لمرتبة الفتوى وسأكون أمام رب العالمين خصيم كل من كان لدية الدليل ولم يشارك) ومن المحزن حقا ان شعورى انا الاخر لايختلف مع ما قلت وان كنت قد اضعه فى كلمات مختلفه غير ان المعنى سيكون واحدا, كلانا يشعر انه على حق , غير ان هناك فارقا واحدا بسيطا, انك لازلت تعطى لنفسك الفرصه فى تغيير رأيك , اما انا فعلى اقتناع كامل ومتكامل بأن الخمر حرام  حرام  حرام  حرام.

 

دعنى احاول مرة اخرى واطلب من الله العلى القدير التوفيق لك ولى في الهدايه الى الطريق السوى.

ولقد كان سؤالى لك من قبل عن هؤلاء الذين لايستطيعون الشرب وكيف يحلل الله شيئا للبعض ويحرمه على الاخرين, وكان ردك ان الزواج ((((محرم)))) على الرجل المريض ثم قدمت الآيه (ولا تمسكوهن ضرارا لتعتدوا ومن يفعل ذلك فقد ظلم نفسه) ولو قرأت الآيه كلها وليس الجزء الذى استقطعته, لتبين لك جليا ان الايه كانت بغرض اخر تماما غير ما نوهت له والايه تقول (واذا طلقتم النساء فبلغن اجلهن فامسكوهن بمعروف او سرحوهن بمعروف ولا تمسكوهن ضرارا لتعتدوا ومن يفعل ذلك فقد ظلم نفسه ولا تتخذوا ايات الله هزوا واذكروا نعمت الله عليكم وما انزل عليكم من الكتاب والحكمة يعظكم به واتقوا الله واعلموا ان الله بكل شيء عليم) هل لاحظت ان الايه تبدأ بالطلاق, وسبب نزولها كما قرأت لا علاقه له البته بما قلت, بل بأن بعضهم كان يطلق النساء ثم يعيدهن الى عصمته قبل انتهاء العده كى لا تتزوج وكى يعذبها وكى يمنعها من الزواج من رجل اخر.....الخ, كما ان الايه لم تتعرض الى ((تحريم)) الزواج بشكل او اخر, اضف الى هذا انه حتى ان كان الرجل مريضا كما قلت فلم يحرم الله عليه الزواج , اليس من المحتمل ان يجمعه الله على امرأه لها نفس المرض المعروف بعدم الرغبه الجنسيه؟ البرود الجنسى فى بعض النساء ويكون الزواج بينهما دون اى مشكله ؟؟

 ارجو ان تجد مثالا اخر فى ان يحرم الله على البعض ما احل للأخرين.

اما بالنسبه للآيه 93 من سوره البقره (ليس على الذين امنوا وعملوا الصالحات جناح فيما طعموا اذا ما اتقوا وامنوا وعملوا الصالحات ثم اتقوا وامنوا ثم اتقوا واحسنوا والله يحب المحسنين ) والتى فسرتها على انها اباحه للخمر, فأنا لااراها ولا افسرها كذلك, فليس من المعقول ان يقول سبحانه وتعالى فى الايه 90  الخمر والميسر رجس من عمل الشيطان فأجتنبوه, ثم فى الايه التاليه 91 يقول ان الشيطان يريد ان يوقع بينكم العداوة والبغضاء ويصدكم عن ذكر الله وعن الصلاه فهل انتم منتهون,ثم يأتى بعد ذلك فيقول فى الايه 93 , مسموح لكم ان تشربوا الخمر, الاترى ان ذلك شيئ غير منطقى على الاطلاق, ثم ارجو ان تفسر لى رغم انك لم تشرب الخمر, ما السر فى ان الخمر مع الميسر يشكلان خطيئه اكبر من اى منهما وحده, لا اجد ذلك منطقيا ايضا, فقد رأيت بنفسى تلك المجالس كلاهما معا وكلاهما على انفراد, ولم اجد مايستدعى ان ترفع الرايه الحمراء فى بعضهم دون البعض, بل كلهم والله لافرق بينهم فرادى او مجتمعين, كلهم شر و كلهم يصد عن ذكر الله وعن الصلاه,  اما تفسير الايه ولقد قرأت اكثر من 35 تفسيرا مختلفا وقصصا تشرح اسباب التنزيل, هو ان لاجناح على من فعل ذلك فى الماضى قبل تنزيل الايه, الا ترى ان ذلك منطقيا ومعقولا اكثر من التحريم فى 90, 91, ثم الاباحه فى 93, ورأفة بالقارئ لم اعرض ما قرأت, ولكن اذا اردت استطيع ان ارسله لك على بريدك الخاص.

اما بالنسبه للخمر فى سوره يوسف, فلعلك تذكر ان السجين الذى رأى نفسه فى المنام يعصر خمرا , لم يكن هو او سيده على دين يوسف او يعقوب او اسحق او ابراهيم, ومن ثم فليس ذلك فى حد ذاته دليلا ان الخمر كانت حلالافى شريعته.

 النقطه الاخيره هى ما قلت ان الديانات تكمل بعضها, ربما, وربما ان الديانات تأتى لتصلح ما فسد من بعضها وهذا هو الأرجح, الاترى ان اليهود لايأكلون الخنزير , لكن المسيحيون لايرون ان اكله حراما, ولا اذكر ان المسيح قد حلل ذلك لهم, فإن كان قد حلله  لهم, فكيف تفسر تحريمه فى الاسلام بعد اباحته, هل غير الله رأيه. كذلك لاتنسى ان كل دين له منهجه الذى يختلف عن الاخر كما قال الله (وانزلنا اليك الكتاب بالحق مصدقا لما بين يديه من الكتاب ومهيمنا عليه فاحكم بينهم بما انزل الله ولا تتبع اهواءهم عما جاءك من الحق لكل جعلنا منكم شرعة ومنهاجا ولو شاء الله لجعلكم امة واحدة ولكن ليبلوكم في ما اتاكم فاستبقوا الخيرات الى الله مرجعكم جميعا فينبئكم بما كنتم فيه تختلفون البقره 48) .

ختاما ,اننى لا ارى فى الخمر اى فائده لمن يشربها صحيه , او اقتصاديه او ثقافبه او اجتماعيه ......الخ, انها تشكل ضررا كبيرا على من يتعاطاها بصفه خاصه وعلى المجتمع بصفه عامه, ولو لم تكن محرمه لكنت اول من يتساءل لماذا لم يحرمها الله كما تساءلت من قبل لماذا لم يحرم الله الرق والعبوديه فى تساؤلاتى (4) المنشوره على هذا الموقع. ان جميع الاحصائيات فى الولايات المتحده تشير الى ان عدد المدمنين للخمر يقترب من 30 مليون,وهو عدد المدمنين وليس عدد المتعاطيين, وهم اى المدمنين,  يشكلون عبئا ثقيلا على هذا المجتمع, كما ان نسبه الحوادث التى تنتهى الى قتل عشرات الالف من الضحايا سنويا كانت بسبب الخمر , كما ان نسبة عاليه جدا من العدوان جنسيا وجسمانياعلى السيدات والاطفال هى بسبب الخمروذات علاقة مباشره بتعاطيه, وتكاليف رعايه المرضى بسبب الخمر تصل الى مئات البلايين من الدولارات سنويا,  وقد حاولت امريكا فى الثلاثينات تحريمها تماما وفشلت, كما انه جدير بالذكر ان هناك عدد لابأس به من الامريكيين لايشربون الخمر على الاطلاق, ليس لأسباب دينيه ولكن لأسباب عقليه ومنطقيه وصحيه بحته. ولعل ذلك هو السبب الذى من اجله قال سبحانه وتعالى (واثمهما اكبر من نفعهما) فلماذا اذن وبأى منطق ترى انه يجب تحليلها.  ثم لا تنسى ان اكبر اعدادا من الذين يتحولون من المسيحيه الى الاسلام فى امريكا او اوربا يعرفون جيدا ان الخمر محرمه فى الاسلام , بل ان بعض السود الذين اسلموا قالوا لى شخصيا ان سببا من اسباب تحولهم الىالاسلام انه يحرم الخمر والمخدرات والقمار تحريما تاما , وكان تعبيرهم انه دين (نظيف) هذا ما قالوا, ترى ماذا يقولون لو عرفوا ان هناك محاولات لأباحه الخمر!!!

تحياتى وتمنياتى لك بالتوفيق والهدايه.

 

اجمالي القراءات 23292