لماذا لا ندفن الحيوانات الميتة..؟

رضا عبد الرحمن على في الخميس ٢٣ - ديسمبر - ٢٠١٠ ١٢:٠٠ صباحاً

لماذا لا ندفن الحيوانات الميتة..؟

 

منذ أن خلق الله جل وعلا آدم عليه السلام ، وفي السنوات الأولى من الحياة الإنسانية إن صح التعبير ، ومنذ أن طوعت لأحد ابني آدم قتل أخيه فقتله ، وعندما فشل القاتل في كيفية التصرف في جثة أخيه ، فكان تدخل الله جل وعلا بأن بعث الغراب يبحث في الأرض ليريه كيف يواري سوأة (جثة) أخيه يقول تعالى (فَبَعَثَ اللَّهُ غُرَابًا يَبْحَثُ فِي الْأَرْضِ لِيُرِيَهُ كَيْفَ يُوَارِي سَوْأَةَ أَخِيهِ قَالَ يَا وَيْلَتَا أَعَجَزْتُ أَنْ أَكُونَ مِثْلَ هَذَا الْغُرَابِ فَأُوَارِيَ سَوْأَةَ أَخِي فَأَصْبَحَ مِنَ النَّادِمِينَ)المائدة:31.

وهذه القاعدة الإلهية التي حددها وقررها ربنا جل وعلا في كيفية التعامل مع الميت الآدمي يطبقها معظم الناس أو كل من يؤمن بعقيدة دفن الموتى في التراب منذ أرسل الله جل وعلا الغراب لابن آدم عليه السلام.

وأعتقد أن الله جل وعلا خالق هذا الكون له حكمة في دفن الموتى في التراب الذي خلق منه الإنسان ، حيث أن المكونات واحدة وهناك ما يسمى بدورة الحياة لأي كائن حي ، وخلال دورة الحياة هذه يتم المرور بعدة مراحل لا يمكن للكائن أن يتجدد مرة أخرى بدون اكتمال هذه الدورة .

ويقول ربنا جل وعلا (مِنْهَا خَلَقْنَاكُمْ وَفِيهَا نُعِيدُكُمْ وَمِنْهَا نُخْرِجُكُمْ تَارَةً أُخْرَى)طه:55  

إذن الإنسان بعد موته يعود للتراب وعند بعثه مرة أخرى سيخرج من نفس التراب الذي خلق منه من قبل ، وهذه هي قدرة الله وعظمته ، وهذا بخصوص الإنسان.

أما بخصوص الحيوانات (الميتة)::

إن الإنسان الذي كرمه ربنا جل وعلا وفضله على كثير من المخلوقات فقد فشل عقله ولم ينجح في الوصول لكيفية التصرف في جثة الميت ، وأرسل الله جل وعلا غراب وهو من الطيور ، ولا يمكن مقارنة عقل هذا الغراب بعقل الإنسان ولكن رغم هذا كان هذا الغراب بعقله المحدود هو المعلم للإنسانية جمعاء والمرشد لهم في كيفية التصرف في جثث موتاهم ، أعلم أن كل هذا حدث بأمر من الله جل وعلا ، ومن المؤكد أن له حكمة لا يعلمها إلا ربنا جل وعلا.

ورغم أن هذا الدرس موجود بين أيدينا في رسالتنا الخاتمة ونقرأه كثيرا ونسمعه أكثر ، ولكننا كمسلمين لا نعمل به شأن إهمالنا وتجاهلنا وهجرنا لآيات القرآن الكريم ، ولا نطبق الدرس ولا نستفيد منه ، على الرغم من أهميته وخطورته علينا وعلى حياتنا وعلى البيئة التي نعيش فيها.

والدرس هو ::

لماذا لا ندفن الحيوانات الميتة في التربة..؟ مثلما ندفن الموتى من بني الإنسان ، كما علمنا ربنا جل وعلا عن طريق المعلم الأول في هذا الشأن وهو الغراب.

معظم المسلمين يلقون الحيوانات الميتة في الترع ومجارى المياه العزبة المستخدمة في الري والشرب ، على الرغم من تأكدهم أن هذه المياه تروى منها أراضيهم الزراعية  التي يأكلون منها ، وتأخذ منها محطات المياه المسئولة عن تنقية وتحليل المياه لضخها في أنابيب مياه الشرب للآدميين ، ورغم تعرضهم لروائح كريهة جدا عند المرور على هذه الحيوانات الميتة وهي ملقاة على الطرقات أو في مجاري المياه العزبة ، ولكن لا يأبه الناس بكل هذا ويكررون نفس الخطأ ، ولا يدركون أن وجود هذه الحيوانات على الطرقات وفي المياه سيضر بهم آجلا أو عاجلا ، ولكنهم يفعلون.

مع العلم أن دفن الحيوانات الميتة في التربة الزراعية أو غير الزراعية  له فوائد عظيمة جدا ، فلو تم دفن هذه الحيوانات الميتة في التربة الزراعية وبعد أن تتحلل هذه الحيوانات ستزيد من خصوبة التربة حيث توفر للتربة جميع العناصر الموجودة في جسم الحيوان ، ستكون بمثابة السماد العضوي من ناحية ، ويمكن بعد مرور الزمان والعمر تكون ثروة للأجيال القادمة  في صورة بترول.

ولكن هذه الثقافة تحتاج لوسيلة إعلام كبيرة من الحكومة لتوعية الناس ونشر الوعي الكافي بفوائد دفن الحيوانات في التربة و معرفة أضرار هذه السلوكيات الخاطئة المدمرة من عدة نواحي ::

1 ـ أنها تضر بالثروة السمكية

2 ـ تضر بصحة الإنسان وذلك بسبب تلوث الهواء الجوي وكذلك تلوث مياه الشرب

3 ـ انتشار الأمراض والفيروسات والأوبئة

4 ـ فقدان مصدر هام من مصادر تسميد التربة

وأخيرا ::

إذا كنا نستخدم فضلات (روث) البهائم في تسميد الأراضي الزراعية واعتباره سماد عضوي هام جدا يضيف للتربة المزيد من العناصر العضوية الطبيعية ، فلماذا نبخل بدفن الحيوان كله عند موته لتكون الفائدة أكبر وأفضل.؟ ، مع تجنب الأضرار الناتجة من إلقاء الحيوان الميت في الطرقات وفي المياه العزبة.

ومن جهة أخرى يجب علينا كمسلمين أن نكون قدوة حسنة في سلوكياتنا وجميع تصرفاتنا وخصوصا ما تم شرحه وتوضيحه في كتاب الله القرآن الكريم ، ولأننا كمسلمين أهل وأصحاب هذه الرسالة الخاتمة فيجب علينا أن نكون قدوة ونكون أكثر الناس التزاما بها وتطبيقا لها كما فعل خاتم النبيين عليهم جميعا السلام ومن هنا كان الرسول قدوة لنا جميعا لأنه طبق شرع الله القرآن الكريم..

اجمالي القراءات 83314