د.منصور وعثمان .. وأهل القران

حمدى البصير في الجمعة ٢٩ - أكتوبر - ٢٠١٠ ١٢:٠٠ صباحاً

د. " منصور" و "عثمان " .. وأهل القران

حمدى البصير

اكثر من ثلاثة شهور وأنا فى ضيافة أهل القران ،بعد أن تلقيت دعوة كريمة بالكتابة فى هذا الموقع الهام ، وقد رحبت بكتابة مقالاتى المتواضعة هنا لأسباب تاريخية وإنسانية وعلمية وعقلية ، ولاسيما أن من دعانى هو مؤسس ومرشد هذا الموقع أخى الكبير الدكتور أحمد صبحى منصور، كما أن مرشدى للتعرف عن قرب عن هذا الموقع إنسان أحبه كثيرا وهو اخى الدكتور عثمان ،بعد أن أعاد نشر ندوة لى عن مجمع الÈil;لبحوث الأسلامية ، وكانت تلك الندوة قد عقدت منذ أعوام طويلة فى رواق إبن خلدون وكان يديرها مؤسس هذا الرواق وشيخه الدكتور احمد صبحى منصور .

وقد قررت بينى وبين نفسى أن أرصد تجربتى فى علاقتى بأهل القران ، وأهم المقالات التى كتبتها فى هذا الموقع المحترم ، والتعليقات عليها،بعد عام من المشاركة فى الكتابة بالموقع ، إذا أعطانى الله العمر ،بل يمكن أن يكون هذا الرصد فى كتاب أقوم بنشره فى مصر والوطن العربى،ولاسيما أن المعلومات عن أهل القران هنا فى مصر معلومات مغلوطة ومصدرها أمنى فقط ،وهناك تشويه متعمد للقرانيين وزعيمهم ، وقد تكون شهادتى فى هذا الكتاب غير مجروحة وموضوعية لأننى لست من أهل القران ولكن من اصدقاء أهل القران ،ومن هنا سيكون

ما أكتبه موضوعى ،بل سأعرف كيف أدافع عن ماأكتبه لأننى أرى الصورة من الخارج .

ولكننى الأن فضلت أن أكتب -مستعجلا - بعد مرور حوالى ثلاثة أشهر من تللك التجربة - من اواخر يوليو حتى نهاية أكتوبر - لسببين :

الأول هو وصول عدد قراء أول مقال لى هنا فى الموقع بعنوان " تركيا .. الرجل المريض يعود من جديد " الى حوالى 1100 قارىء وهذا عدد ضخم بالنسبة لاى كاتب صحفى ، كما أن عدد التعليقات على مقالاتى وصل إلى رقم محترم ،وأغلبها بالطبع كان موضوعى وإستفدت منها كثيرا ، بل إن كل من كتب كلمة إعجاب فى شخصى المتواضع ،كان فى الحقيقة يضع تاجا على رأسى ،فما أروع أن يكتب الصحفى ويجد من يقرأ له ويتواصل ويتفاعل معه ، وتلك متعة لم أتذوقها على مدى 25 عاما هى طول مشوارى البحثى والصحفى إلا فى هذاالبيت أو الموقع ومن أهل القران ، وهذا شجعنى كثيرا كى أجود فى كتاباتى .

والسبب الثانى هو تعليق أزعجنى وحيرنى كثيرا رغم إن صاحبه كتبه بأدب جم وأسلوب راق ،ولكن ماكتبه أستوقفنى كثيرا ،وجعلنى أتريث من أجل أن أستوضح الصورة أكثر وأكثر حثى يمكننى أن أبنى دراسة على أسس موضوعية ، واتأكد إن كان هذا التعليق يعبر عن أهل القران ككل ،أم هو نتاج لرأى شخص منتمى للقرانيين ؟ ،ولاسيما أننى أعرف الدكتور أحمد صبحى منصور جيدا وعرفت منهج تفكيره عن قرب ، ومتأكد أنه متمسك بالثوابت أم الفروع فمن الطبيعى أن يكون هناك تطور فى التفكير وهو رجل مجتهد بطبعه ،بل ومن أنصار إعادة فتح باب الإجتهاد وتنقية الإسلام من الشوائب ،وفى نفس الوقت يقدس حرية الرأى وقبول الأخر.

والتعليق الفارق والذى أزعجنى جاء من قارىء محترم علق على مقالة كتبته فى الموقع كانت بعنوان " هل مات أحمد زكى شهيدا؟" وكنت أسأل فيها عن إمكانية إستحقاق شاب مات غدرا على أيدى ثلاثة لصوص فى الطريق ووضح النهارلأنه منعهم من سرقة سيدة عجوز فى وسيلة مواصلات عامة والمارة يتفرجون عليه بسلبية متناهية .

ومثل أى كاتب يحشد أيات قرانية وأحاديث نبوية وأقوالا مأثورة ،من أجل تأكيد وجهة نظره ، قد إستشهدت بحديث نبوى يرجح إن هذا الشاب مات شهيدا.

وبعد نشر المقال فى 16 اكتوبر الحالى جاءتنى 4 تعليقات مؤثرة جدا، من الأستاذ خالد سالم الذى أضاف لى أبعادا أخرى فى مقالى إستفدت منها ،ومن الأستاذ عباس حمزة وهو جزائرى وأكد فى تعليقه أنه بكى كثيرا بعد قراءة المقال ،وتعليق ثالث من تونسية وهى الأستاذة سارة حميد التى تعاطفت مع الشاب المجنى عليه وقالت إن سبب كثرة اللصوص وعدم الأمان يرجع إلى التدين الشكلى ،بيما إنتقد الأستاذ خالد مدينة سياسية تربية الخراف والتى من وجهة ونظره هى السبب فى مانحن فيه الان .

ولكن اتعليق الاستاذ محمد دندن كان غريبا بعض الشىء ،ليس لأنه لم يعلق على المقالة ذاتها ، ولكنه أولا خاطبنى بصفة المحامى وهو شىىء أفخر به لأننى أجمع بين عضوية نقابتى الصحفيين والمحامين ولكنى لم اعمل كثيرا فى هذه المهنة المحترمة رغم أننى مسجل فى جدول النقض ، بل لأننى امارس العمل الصحفى والبحثى منذ ربع قرن ،وأيضا - وهذا الأخطر - أرشدنى الأستاذ دندن إلى أن هناك شروطا للنشر فى الموقع ،كما أكد إن إستشهادى بحديث نبوى كان خطأ من جانبى ويخالف شروط النشر فى الموقع ،بل وطالبنى بتجنب الحديث عن المروريات ، ويقصد يالطبع الأحاديث النبوية وكإنها رجس من عمل الشيطان ،وطالبنى أيضا بالجلوس مع الدكتور احمد صبحى منصور للتعرف على مايتخذون القران مرجعية وحيدة ، بل إن نص تعليق الأستاذ محمد دندن جاء كالاتى :

تعليق بواسطة محمد دندن - 2010-10-23

السيد المحامي حمدي المحترم

السيد المحامي حمدي البصير:

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

أنا على يقين ،أنه لو كان في عِلم حضرتكم المُسبق،شروط النشر على الموقع،لما استشهدتم بمقولة (قال رسول الله صلى الله عليه و سلم). مع احترامنا الشديد لكم ، وأكثر من ذلك إعجابنا و تقديرنا لما تكتبونه ، بما فيه من الفائدة العامة، نود أن نلفت إنتباه حضرتكم إلى أهمية تجنب الإشارة إلى بعض المرويات على أنها أقوال موْثوقة و موَثقة عن النبي صلى الله عليه و سلم .و أود بهذه المناسبة، و بكل أدب،أن أدعوك لإمضاء بعض الوقت في التعرف على فكر من يتخذون القرآن كمرجعية وحيدة في أمورهم الدينية ،و على رأسهم الدكتور أحمد صبحي منصور. شكرا لتفهمكم مع تجديد الإحترام لكم

 

بالطبع أنا سعيد بهذا التواصل بينى وبين القراء حتى الذى أخالفهم فى الراى وأجهل شروط النشر فى الموقع لأننى مستجد ،ولكننى من أصدقاء أهل القران ،ولست من أهل القران ، فأنا مسلم ولى قناعاتى ،وأعرف الدكتور أحمد صبحى شيخ القرانيين جيدا ،ولم أعرف عنه أبد أنه حجر على رأى أحد ،وهو من المدافعين عن حرية الرأى ودفع الثمن غاليا نتيجة ذلك ، بالإضافة إالى رجاحة عقلة وتبحره فى التراث ،بل إن قضية عمره هى أن يعرف الناس أصول دينهم معرفة صحيحة بعيد عن الخرافات والتدين الشكلى .

أما ان ]ياتى الاستاذ دندن ويقول أن هناك شروطا لمن يكتب لدى أهل القران ،فهذا شىء مستغرب ويذكرنى بالجماعات الأسلامية فى الثمانينيات والتسعينيات ،وقت أن كانوا ينشقون على بعضهم البعض ويتقاتلون ، وكان الدكتور منصور يكافح وقتها هذه الأفكار الغريبة .

والذى لايعرفه الاستاذ دندن إن علاقتى بالدكتور أحمد تاريخية ،ولا أحتاج الأن أن أجلس معه ، ولم يفرض على شروطا وقت أن دعانى للكتابة وعلق على اول مقالاتى

فقد كتب الدكتور أحمد صبحى مشكورا :

أهلا ومرحبا بالاستاذ حمدى البصير معنا فى أصدقاء أهل القرآن بجانب استاذه د. سعد الدين ابراهيم

تعرفت على الشاب الكاتب الصحفى المحامى حمدى البصير فى منتصف التسعينيات عندما كنت أكتب فى جريدة العالم اليوم ، فى صفحة عن الاقتصاد الاسلامى ، وكان هو مع زميل له أعمدة تلك الصفحة . وأعجبنى فيه طموحه و دأبه ، ومالبث أن دعوته لالقاء ندوة فى رواق ابن خلدون فأصبح من أعمدة الرواق ، ومن كتيبة مركز ابن خلدون البحثية ، وبرز وتفوق فى هذه الدائرة دون أن تعوق مسيرته كاتبا فى بقية الصحف المستقلة و مركز الأهرام للدراسات .

وانقطعت الصلة بيننا بالهجرة لأمريكا ، ثم عادت بلفتة كريمة منه تتجلى هنا فى بداية اسهاماته فى الكتابة فى الموقع ضمن أصدقاء أهل القرآن ، والذين يتزعمهم اخونا الأكبر رفيق مسيرة النضال الحقوقى والوطنى ىد. سعد الدين ابراهيم ، وهى مصادفة جميلة ان يتصدر الموقع مقاله الى جانب مقال استاذه د . سعد .

أهلا وسهلا بالاستاذ الباحث الكاتب الصحفى حمدى البصير فى موقعنا . وننتظر منه الجديد كما نعرف عنه فى المقالات وفى التعليقات .

 

ومن جانبى أستطيع أن اضيف وأقول أننى لم أستفد فقط من الناحيتين العلمية والمنهجية من الدكتور احمد صبحى بل على المستوى الإنسانى وهناك بعض الأشياء قد أوجزها وأعتبرها نقاط فارقة فى مشوارى ، بل محطات مؤثرة فى حياتى الصحفية والبحثية :

أولها إنه سبب معرفتى بالدكتور سعد الدين إبراهيم ومركز إبن خلدون ،وذلك عندما كنا نتزامل فى جريدة العالم اليوم منذ بداية عام 1991وطلب منى أعداد بحث انقد فيه التقارير الصادرة عن مركز أبن خلدون ،وقد قمت بكتابة البحث ، وأذكر أننى إنتهيت من كتابة هذا البحث قبل زفافى بيوم واحد- أى يوم الحنة - وأرسل لى إبنه شريف أو الأمير لا اذكر بالتحديد لأخذ البحث بعد إعداده ،وكان المؤتمر الذى نوقش فيه بحثى هو بداية معرفتى بإبن خلدون وبالدكتور سعد ، ويكفى أننى كنت رئيسا لتحرير أهم تقارير المركز وهو تقرير الأقليات لمدة أربع سنوات متصلة ،وأكثر المتحدثين والمشاركين فى رواق أبن خلدون ، بل وأذكر إن أول خروج لى بعد زواجى كان لحضور المؤتمر الذى نوقش بحثى فيه ،بل كانت معى زوجتى ، بل تلقينا دعوة كريمة من الدكتور سعد لحضور حفل عشاء على باخرة وكانت تلك اول عزومة مجانية لزوجتى وتعرفنا يومها على عائلة الدكتور أحمد خاصة زوجته الفاضلة والتى مازالت زوجتى وام بناتى الثلاثة تذكرها بكل خير حتى الان.

ثانى تلك المواقف هى ماحدث اثناء إعدادى إحدى فصول تقرير الاقليات ،وكتبت عن الأباضية من جانب واحد فإنزعج الدكتور أحمد جدا وطلب منى أن أعرض دائما الرأى والرأى الأخر ولاتكون لى أبدا أحكام مسبقة حتى مع أشد المخالفين لى فى الرأى، وكان ذلك درسا إستفدت منه جيدا.

وهناك موقف أخير أذكره من عشرات المواقف وهو رحلتى فى رواق أبن خلدون ،وهى فترة ذهبية فى حياتى ، حيث اعطانى الدكتور احمد اكثر من فرصة كى ألقى محاضرة عن مجالات عديدة ،وهنا زادت ثقتى بنفسى ، فأنا على سبيل المثال وبسبب تشجيع وتدريب منصور فى الرواق ،أصبحت مميزا فى تنظيم وإدارة الندوات ، وإستفدت من أيام الرواق عندما أصبحت وكيلا للجنة الأقتصادية فى نقابة الصحفيين ،وفى تنظيمى عشرات الندوات ، والتى إستضفت فيها وزراء وخبراء ومعارضين ، وكنت دائما محايدا فى إدارتى لتلك الندوات .

وكان يعجبنى أثناء الإعداد للرواق طريقة تعامل الدكتور أحمد مع أولاده والذين كانوا من صغرهم فى إبن خلدون وتربوا علميا فى رواقه ،وكانوا خير عون للباحثين والضيوف ، وكان ابوهم الصالح يديرهم بعينيه ويعرفون ماذا يريد ،وكانت تلك أفضل تربية لأنه بجانب أدبهم الجم تربوا فى رحاب المعرفة ، ولاأعرف إلى أين وصلوا الان ،واتمنى تربية بناتى على الطريقة المنصوريه ،والتى قوامها حسن الخلق وتقبل الراى الأخر والشجاعة .

بالطبع وبعد هجرة ال منصور لم يعد مركز إبن خلدون كما كان ،ولم يعد للرواق رونقا ولاسيما بعد أن سجن وسافر الدكتور سعد ،رغم وجود أساتذة افاضل تربطنى بهم علاقات تاريخية مثل حسن الشامى واشرف راضى وأسامة الأنصارى وأستاذنا أحمد شعبان ، ولعلى أذكر سرا الأن وهى أن قيادة المركز الجديدة الممثلة فى المهندس أحمد رزق شقيق الدكتورسعد قد عرضت على رئاسة تحرير مجلة المجتمع المدنى وإدارة رواق إبن خلدون ،ولكنى إعتذرت رغم محاولات الباحث العظيم والمؤرخ أحمد شعبان كى اقبل المهمة وكنى رفضت ،وكان الظاهر الأسباب المادية ، أما السبب الحقيقى هو رفضى الجلوس مكان د أحمد صبحى وغيا ب الدكتور سعد ، وعدم وجود شخص بقيمة الدكتور عثمان محمد على فى الرواق.

لأن الدكتورعثمان كان أبرز مفكرى الرواق الشباب وأخلصهم ،وأنا حزين بسبب هجرته لكندا ، ولكنى أعرف الضغوط لهائلة التى تعرض لها وجعلته يهجر وطنه الحبيب والمهموم بقضاياه،وأذكر أن عثمان كان ينظم ندوة فى أحد الفنادق ،وقت أن كان الارهاب والتطرف مستفحلا فى مصر ، وجاء من يمنع الندوة ويعتدى بالضرب على الجميع دون تدخل من احد ،وقتها قال لى عثمان لقد قلت لزملائى يجب أن نتحد " إحنا ملناش الابعض رغم قلتنا.

 

الحديث عن منصور وعثمان وأهل القران يطول ،وأتمنى أن أكتب تجربتى عن اهل القران فى عام دون أن يقيدنى احد ويصادر أفكارى بحجة مخالفتى شروط النشر فى موقع أهل القران ،ويكون ملكيا اكثر من الملك.

حمدى البصير

elbasser2@yahoo.com

اجمالي القراءات 12008