وجه الإعجاز في القرآن الكريم
لطالما تشدق المتكلمون عن الإعجازالبلاغي في المصحف الكريم، وفي واقع الأمرلم يرد هذا الإفتراء على لسان رسول الله، عقليا ومنطقيا هو مرفوض أيضا لأن مقياس البلاغة يختلف من شخص لآخر، فما هوبليغ عندي ليس بالضرورة بليغ عند الآخر، كما أن البلاغة متطورة مع الزمن فما هو بليغ في حقبة ما ليس كذلك بالضرورة في وقت لاحق.
في واقع الأمر المعجزة النبوية تتجلى في نجاح الدعوة إلى الله التي قام بها رسوله الكريم وهذا هو التحدي الإلاهي الممتد على الأزمنة والأمكنة بمختلف تضاريسها ولغاتها.
قال تعالى سورة البقرة ء الجزء 1 ء الآية 23 ء الصفحة 4
"وَإِن كُنتُمْ فِى رَيْبٍۢ مِّمَّا نَزَّلْنَا عَلَىٰ عَبْدِنَا فَأْتُوا۟ بِسُورَةٍۢ مِّن مِّثْلِهِۦ وَٱدْعُوا۟ شُهَدَآءَكُم مِّن دُونِ ٱللَّهِ إِن كُنتُمْ صَـٰدِقِينَ"
وقال أيضا في سورة يونس ء الجزء 11 ء الآية 38 ء الصفحة 213
"أَمْ يَقُولُونَ ٱفْتَرَىٰهُ ۖ قُلْ فَأْتُوا۟ بِسُورَةٍۢ مِّثْلِهِۦ وَٱدْعُوا۟ مَنِ ٱسْتَطَعْتُم مِّن دُونِ ٱللَّهِ إِن كُنتُمْ صَـٰدِقِينَ"
إذن كما هوواضح فليس السورة في حد ذاتها هي المعجزة بل نجاح الدعوة إلى الله بالنص المكتوب واستمرارية الدعوة المعجزأيضا بذات النص.
أمارسل المشركين، فالكل يعرف أنهم استمدوا قوة دعوتهم من قوة الدعوة الإسلامية تعصبا للقبيلة وارتدادا بعد إسلام، أما بعد حروب الردة فلم تقم لرسول عربي قائمة ، وصدق الله حين قال "فَإِن لَّمْ تَفْعَلُوا۟ وَلَن تَفْعَلُوا۟ فَٱتَّقُوا۟ ٱلنَّارَ ٱلَّتِى وَقُودُهَا ٱلنَّاسُ وَٱلْحِجَارَةُ ۖ أُعِدَّتْ لِلْكَـٰفِرِينَ ﴿24﴾ " سورة البقرة .