خرج ولم يعد
خرج ولم يعد

رمضان عبد الرحمن في الأحد ٠٥ - سبتمبر - ٢٠١٠ ١٢:٠٠ صباحاً

                      خرج ولم يعد

 

 

 

كنا نستمع لهذه الجملة ونحن صغار وكنا نتأثر بها، وخاصة إذا كان الأمر يتعلق  بطفل خرج ولم يعد، ولكن  مع مرور الوقت من الممكن أن يرجع الطفل إلى أهله إذا وقع الطفل في أيدي من هم من البشر الحقيقيون، أما الطامة الكبرى في أي أمة أو أي دولة حين تستمع أو تعلم عن أن الدكتور فلان من الناس قد خرج ولم يعد، وإذا سألت عن السبب لماذا خرج هذا الدكتور أو هذا العالم أو ذلك المهندس، لماذا خرجوا ولم يعدوا؟!.. وما هو السبب لخروج هؤلاء دون أن يرجعوا إلى بلادهم الأصلية؟!.. يكون الرد مفجع بأن هؤلاء منهم من حاول أن يصلح قومه عن طريق الدين أو السياسة أو عن طريق التقدم البشري لكي يتواكبوا مع العالم من حولنا  فكان رد هذه الدول على هؤلاء أن قامت باعتقالهم واضطهادهم في الرزق وفي الرأي إلى أن خرجوا من بلادهم، والأغلب أن هؤلاء خرجوا ولم يعودوا، وكما يطلق عليهم بلغة العصر الحديث (منفيين) من دول تقول أنها مسلمة وأن سلوك هذه الدول تجاه هؤلاء لا يعد من الإسلام بشيء، وأن الإسلام حتى يكون مكتمل عند المسلمين لا بد أن تقف بجوار المضطر وأن تقف بجور من يطلب منك المساعدة كما فعل رسول الإسلام من قبل مع حتى المشركين، من هنا من الممكن أن نقول أن الدول الإسلامية لم تتعرف على الإسلام بعد، والدليل أن من يطبق أخلاق الإسلام وأفعال الإسلام تجاه الإنسانية الدول الغير أسلامية وهذا ما طبقه الرسول قبل أربعة عشر قرناً من الزمان تجاه الإنسان، فباعتقادي من يؤمن بالرسول هو من يطبق أفعاله بغض النظر عن المعتقد الشخصي، المهم السلوك الإنساني تجاه الإنسانية وأن الدول الغير إسلامية هي من تحتضن ملايين من المسلمين وغير المسلمين قد خرجوا من بلادهم، وأن الدول الإسلامية ما عليها غير أن تصدر لهم من يقوم باضطهادهم إلى تلك الدول وبعد ذلك أغلب المسلمين يتهمون هذه الدول بالكفر ولا ندري من الذي كفر بالإنسانية من يساعد المضطر والضعيف أم من يقوم بتهجير الناس وأخرجهم من بلادهم الأصلية؟!....

 

والسبب كما ذكرت في بداية المقال أن أغلب هؤلاء المنفيين من بلادهم الإسلامية كما يقولون منفيين لأنهم يطالبون بإصلاح تلك الدول، وأعتقد لو كان المسلمين يؤمنون بالإسلام الحقيقي لرأينا العكس بمعنى أنه كان يجب أن يأتي إلى بلاد المسلمين من هو ضعيف أو من هو مضطهد أو مضطر ويكون هؤلاء من دول غير إسلامية، مع الأسف لم يحدث وأن قامت دولة من الدول الإسلامية واستقبلت أحد من المنفيين أو المضطهدين من الدول الغير إسلامية، بل العكس هو الصحيح، من أجل ذلك خرج ولم يعد، وهنا يتبين لنا أن الأنظمة الحاكمة والمستبدة في الدول الإسلامية هي التي تسعى أن تظل الدول الإسلامية في تخلف وعدم تقدم في كل شيء بسبب ملاحقة كل ذو رأي مختلف من الناس واعتقالهم على أتفه الأسباب، بل أن الفضيحة الكبرى للمسلمين في هذا العصر أن يأتي لهم الأمر والتوصية على حقوق الإنسان وعلى حرية الرأي وعن حرية المعتقد من الدول الغير إسلامية أعتقد لا يوجد أكثر من ذلك عار على المسلمين أي أن الغير مسلمين هم من يطالبون بحقوق المسلمين ويطالبون بهذه الحقوق مع الأسف من المسلمين فأصبح الأمر الآن محير لا ندري من هم المسلمين ومن هم غير المسلمين في هذا العصر الأغبر.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

اجمالي القراءات 8219