هؤلاء الخلفاء ..وغرامهم بالنساء

آحمد صبحي منصور في الأربعاء ٠١ - سبتمبر - ٢٠١٠ ١٢:٠٠ صباحاً

* يبدأ قيام الدولة بملوك أشداء يوطدون سلطانهم ولا وقت لديهم للحب وإنما للقتل والعزل وسفك الدماء ، ثم تتوطد أركان الدولة ويأتي ملوك يجدون الوقت للحب  واللعب وسماع الغناء واللهو والمجون.

 ينطبق ذلك على كل الدول التي قامت في التاريخ بغض النظر عن اللافتة التي ترفعها سواء كانت الإمبراطورية الفارسية أو البيزنطية أو الخلافة الأموية  والخلافة العباسية!!  الجميع كانوا يهدفون للحكم والسيطرة ويتصارعون على حطام الدنيا  وشهواتها من النساء والبنين والقناطير ال&atilatilde;قنطرة من الذهب والفضة  والخيل المسومة والأنعام والحرث . وإن كان من أسس الدولة لم يجد الوقت للتمتع بشهوات الدنيا فإنه كان يدخر ذلك لأحفاده الذين اتسع وقتهم للنساء والمجون .

* بعد تأسيس الدولة الأموية على يد معاوية ثم مروان بن الحكم وعبد الملك بن مروان جاء الخلفاء الماجنون من بني عبد الملك ، وقد اشتهروا بالفسق والعصيان ،  وكان منهم يزيد بن الوليد والوليد بن يزيد .

كان الوليد بن يزيد "فاسقاً شريباً للخمر  منتهكاً حرمات الله  أراد الحج ليشرب الخمر فوق ظهر الكعبة،" ولما قتلوه وجئ برأسه لأخيه  سليمان قال : أشهد أنه كان شروباً للخمر ماجناً فاسقاً  ولقد راودني على نفسي !!

واتهموه بالاتصال الجنسي بأمهات أولاد أبيه ، أي أنه نكح ما نكح أبوه  وهن من المحرمات عليه .

* وأسس الخلافة العباسية  السفاح ثم توطدت في خلافة المنصور بعد مقتل مئات الألوف . واستقرت أمورها في عصر المهدي  الذي قتل آلاف الفرس بتهمة الزندقة والردة .

وجاء ابنه الخليفة الهادي  فاتسع وقته للتمتع بالنساء. وفي ذلك الوقت راجت تجارة الجواري وتعليمهن الغناء والطرب بالعود وتثقيفهن بالشعر  والأدب واللباقة في الحديث  والمسامرة ، وتخصص بعضهم مثل إسحاق الموصلي  في شراء الجواري الحسان  الساذجات بالرخيص من المال  ثم تعليمهن وتثقيفهن ثم بيعهن لقصر الخلافة  بأضعاف أضعاف ثمنهن . وكان الخليفة يختبر البضاعة جسدا وعقلاً، ثم إذا أعجبه جمالها  وراقه حديثها اشتراها ولا يبالي بالثمن .

* وحدث أن الخليفة المهدي عرضوا عليه الخيزران وكانت رائعة الجمال ، وبعد أن فحص جسدها فلم يعجب بساقيها ، فقال لها: يا جارية إنكِ لعلى غاية المنى والجمال لولا دقة ساقيك وحموشهما – أي خشونة جلدهما – فقالت له : يا أمير المؤمنين إنك حين تكون أحوج إليهما  لا تراهما.. !! فأعجبه جوابها ، واشتراها وحظيت عنده ، وولدت له الهادي والرشيد ، وكلاهما تولى الخلافة .

* وحين تولى الهادي الخلافة استولت على قلبه إحدى جواريه واسمها غادر ، وقد خطر للخليفة الهادى  أنه سيموت ويتركها ويأخذها من بعده أخوه  هارون الرشيد حين يتولى الخلافة ، وقوى هذا الخاطر في نفسه إلى درجة أنه استحلف أخاه بالأيمان المغلظة من الطلاق والعتاق  والحج ماشياً حافياً ألا يأخذها بعده ، ثم استحلف الجارية نفس الأيمان المغلظة، وبعد موت الهادي طلبها الرشيد لنفسه فقالت له : كيف وقد حلفنا تلك الأيمان المغلظة ؟ فقال لها الرشيد : أنا أُكفّر عن تلك الأيمان ، وصارت له .

* وكان للرشيد أربعة آلاف جارية من أجمل النساء ، ومع ذلك كانت تصبو نفسه لما ليس في يده أو لما يحرمه عليه الشرع . وقد هوى جارية لأبيه فامتنعت عليه وقالت له : (إن أباك قد طاف بى ) أى نام معها وبالتالى تحرم على أولاده ومنهم الرشيد . فاشتدت رغبة الرشيد فيها وبحث عن حيلة شرعية ، فأفتى له بالفقيه أبو يوسف باستحلالها، قال ابو يوسف للخليفة هارون الرشيد : كيف نأخذ بشهادة جارية ؟ !، ولم يأخذ بصدق شهادتها  فيما تحكيه عن نفسها أن والد الرشيد ـ قد نالها من قبل .

* ويحكي أبو يوسف أنه جئ به من بيته ليلاً إلى الخليفة الرشيد فوجد عنده عيسى ابن جعفر، فقال الرشيد لأبي يوسف يستفتيه أنه طلب جارية مغنية من عيسى ابن جعفر وأنه رفض أن يعطيها له ، وأنه إن لم يفعل سيقتله،  وقال عيسى أنه كان قد أقسم بالطلاق و العتاق  أنه لن يبيع هذه الجارية ولن يهبها لأحد  وأنه لا يعرف كيف يخرج من هذا القسم ، فأفتى له أبو يوسف أن يبيع للرشيد نصفها وأن يهبه النصف الآخر ، ففعل وصارت الجارية ملكاً للرشيد  . وأحضروها له في المجلس فلما رآها قال لأبي يوسف: هل من سبيل إليها الليلة ؟ فقال أبو يوسف إنها مملوكة ولابد من استبرائها فلابد أن تعتقها وتتزوجها فإن الحرة لا تستبرأ  فأعتقها وتزوجها  وأعطى أبا يوسف مائتي ألف درهم  وعشرين ثمناً عن الثياب ، وأرسلت له الجارية عشرة آلاف درهم !!

وقد أخطأ أبو يوسف في إفتائه للرشيد بأن ينال الجارية بعد زواجها بلا استبراء ، لأن العدة بالنسبة للمرأة لا تختلف إن كانت المرأة جارية أو حرة ، ففى كل الأحوال لا بد من مراعاة العدة حتى تتيقن من خلوها من الحمل ،  ولكن كان العباسيون يملكون فقهاء الشرع  يحكمون لهم بغير ما أنزل الله تعالى .

* ودخل  الرشيد دار خالد البرمكي فرأى فيه جارية أعجبته وقد استوقفته الجارية وقالت له : أما لنا فيك من نصيب ؟ فقال لها : وكيف ؟ استوهبني من هذا الشيخ ، فأعطاها له  خالد البرمكي ، وكانت اسمها هيلانة .

* وقد جاء الخلفاء العباسيون اللاحقون من ذرية هارون الرشيد، وكان أغلبهم على شيمة الرشيد  في الغرام بالنساء سوى ابنه الأمين الذي هوى الصبيان !!

* وكان الخليفة المتوكل على طريقة جده الرشيد  وكان له أيضاً أربعة آلاف جارية حسناء ، ويقال أنه  استمتع بهن جميعاً ..!!وهذا ما قاله المسعودى فى تاريخه ( مروج الذهب ).

* أما الخليفة المعتضد ت 289 هـ فقد مات بسبب إفراطه في الجماع !! وكان يهوى جاريته دريرة ،  وقد أنشا لها بستاناً سماه البحيرة  وأنفق عليه ستين ألف دينار ، وكان يخلو فيه بمحبوبته  وباقي جواريه للغناء واللهو ، فقال فيه الشاعر ابن بسام : ـ

   تـــــرك الناس في حيــرة        وتخلى في البحــــيرة

   قاعــــداً يضرب بالطـبل        علـــــى (...)  دريـــــــرة

وما بين النقط  نستحى من ذكره !!!

* وهذه الأخبار وغيرها أوردتها كتب التاريخ المحترمة  مثل تاريخ ابن كثير وتاريخ الخلفاء للسيوطي ، وأما ما ورد في الأغاني والعقد الفريد  وكتب الشعر عن نسائيات الخلفاء  فإننا نعف عن ذكره ..

*  وبعض من يعيش في حلم  أن يكون خليفة يحكمنا باسم الإسلام  قرأ هذه الأخبار وانفعل بها ، واستسلم لأحلام اليقظة ، فتخيل نفسه وقد أصبح خليفة جالساً بالديوان وعلى يمينه  جعفر وعلى يساره الفقيه أبو يوسف  وأمامه السياف مسرور ،  وقد جئ له بفاتنات عصرنا من الممثلات والراقصات  من المحجبات وغير المحجبات ليصبحن عنده جاريات .. وسار به خياله إلى النهاية ، فاستيقظ من أحلام اليقظة وقد وجب عليه  الغســـل ..!! .

اجمالي القراءات 41123