كل هذا الحقد ،لأننا ندعو بدعوة خاتم المرسلين !!
(كتاكيتو بنّى ) :

آحمد صبحي منصور في الجمعة ١٦ - يوليو - ٢٠١٠ ١٢:٠٠ صباحاً

(كتاكيتو بنّى ) :
كل هذا الحقد ،لأننا ندعو بدعوة خاتم المرسلين (فَاعْبُدِ اللَّهَ مُخْلِصًا لَّهُ الدِّينَ )
مقدمة :
وصلنى عبر الايميل هذا الخطاب اللطيف ضمن الكثير من الخطابات الأخرى اللطيفة ، ولكن كاتب هذا الايميل مخلوق ظريف لم يذكر إسمه ، فقررت احتفاءا به أن أسميه ( كتاكيتو بنّى ) لأنه كتكوت لطيف يعبر عن قطاع عريض من الدواجن البشرية ـ التى أصبحت لسبب ما ـ تنطق وتتكلم مثل البشر ، بل تستعمل الانترنت ، وتكتب هذه الرسائل اللطيفة . سأنشر رسالته (اللطيفة ) كما هى ، ثم أعلق عليها بالتحليل .
أولا :
تحت عنوان ( الى موقع أهل الشيطان ) يقول (كتاكيتو بنى) البيان الحربى التالى :
( بسم الله عدوكم الذي عليه تحقدون :
الى الفاجر احمد منصور وبقية فريق الشيطان
أنتم والله كالكلاب تنبح ودين الله ينتشر رغما عن أنوفكم وأنوف الشيعة وأنوف النصارى
لقد اشترتكم قنوات الكفر بالمال والنساء، فجندتم كل الأبالسة من أمثالكم وكل الموتورين الحاقدين على هذا الدين لحربه فتستعينون بمن تظنون أنه قد يشفي حقدكم من أمثال هذا التافه الحقير الذي تسمونه أزهريا وهو لا يعلم شيئا من القرآن ولا من لغة القرآن ولا لغة العرب
من العجب العجاب أن يأتي تافهون جهلة من أمثالكم ليجادلوا في مثل هذه المواضيع وليردوا على سلف هذه الأمة أقوالهم، ووالله إنكم لأهون من أن يرد عليكم، فانه يرد على من كان يريد الخير والنقاش والفائدة، وليس من ملأ قلبه الحقد ويسعى الى تدمير هذا الدين واشتدت عداوته لله ورسوله وهذه الأمة، وتذكر أنه لواجتمعتم أنتم وجميع شياطينكم فلن تساووا نعلا انتعله واحد من سلف هذه الأمة
ووالله انكم مأجورون تخوضون حربا على الله، ولن تنتصروا على الله، لقد بدأ هذا الدين برجل واحد، وهو الآن ينتشر في جميع أصقاع الأرض، ولم يتوقف انتشاره أبدا ولن يتوقف أبدا، وذلك لأنه دين الحق المؤيد من الله وهو الذي سيظهره الله على الدين كله، وسترغم به أنوفكم وأنوف الذين يؤيدونكم وهو يوم ليس ببعيد،
وتذكر أيها التافه أحمد منصور أنه كلما ازدادت الحرب سعارا على الإسلام زاد انتشاره، وتذكر أن عدد من يدخلون في مصر وحدها في دين الله من النصارى قد يصل الى مائة الف في السنة، فأين تفرون من الله. قاتلكم الله وأخزاكم وأذلكم ). انتهى بيان الكتكوت المفترس.

ثانيا :
ملاحظات سريعة :
كعادة الدجاج فى الرد تتوالى الاتهامات بلا دليل ، ونكتفى بمثال واحد : ـ
يقول الكتكوت المفترس : ( لقد اشترتكم قنوات الكفر بالمال والنساء) ، ونرد عليه :
1 : إنه لم يحدد بالاسم ما هى تلك القنوات ، وهل هى قنوات فضائية أو قنوات إذاعية هوائية أو قناة هضمية ، هل هى قناة السويس أم قناة بنما . قال فقط انها قنوات الكفر . وبحثنا هنا وهناك عن قنوات تسمى بقنوات الكفر فلم نجدها حتى الآن . فالرجاء البحث عنها ، ومن يجدها يدلنا عليها لنطالبها بالمال وبالنساء .
2: ولم يحدد المبلغ الذى اشترتنا به تلك القنوات ، وهل هو بالدولار أم بالدينار أم بالرلال أم الدراخمة أو اليورو؟ و هل هى ( كاش ) أم شيكات ، ولو كانت شيكات فعن طريق أى بنك ؟.
3 : كما لم يحدد عدد النساء وأعمارهن وأوزانهن وجنسياتهن ، ومبلغ جمالهن . وللعلم فنحن أصحاب ذوق عال فى هذا المجال ، واسألوا نجمات هوليود!!.
4 : ولم يحدد توزيع الأموال والنساء علينا ، هل لى ثلث الأموال وثلث النساء والباقى لبقية أهل القرآن ؟ أم أكثر أم أقل ؟ . أعتقد بأحقيتى أكثر من الثلث ، خصوصا من النساء ، وأنا مغرم بالجنس اللطيف طبقا لحديث أبى هرّة القائل أنه محبب لى من دنياكم النساء والطّيب .
5 : الكتكوت المكّار ترك التوزيع غامضا ليوقعنا فى الاختلاف فى توزيع الغنائم من السلب والنهب والسبى أملا أن نقع فى الفتنة الكبرى التى وقع فيها الصحابة . آه منك انت يا كتاكيتو بنى .؟!!
6 : الكتكوت الفصيح نسى أن يوثّق اتهاماته بالأدلة .. إخص عليك يا أزعر .!!
7: ثم من الذى يمتلك مئات القنوات الفضائية ومئات المعاهد والكليات والجامعات ومئات الألوف من المواقع الانترنتية ومثلها من المساجد وأضعافها من قطيع المتحدثين النابحين ؟.
نحن نتمنى أن تكون لنا قناة فضائية وحيدة ، وأن يكون لنا مسجد واحد ومعهد واحد لتخريج العلماء . نسعى لتحقيق ذلك منذ ثلاثين عاما فى بلاد العرب وفى أمريكا ، فلم نحصل سوى على موقعنا الوحيد اليتيم الذى ننفق عليه بالكاد . وهذا الموقع الفقير يعتبر خازوقا حارقا تجلس عليه كل الكتاكيت والفراريج و الخيل و البغال والحمير .. وسبحان من يخلق ما لا تعلمون .
ثالثا :
1 ـ الواضح إن (كتاكيتو بنّى) يعتقد مثل بقية الفراخ والخراف أن دينه السّنى هو نفسه الاسلام . ولهذا فقد أخرجنا من دينه السّنى نحن والشيعة والنصارى . برافو ..ولكن كالعادة لم يستشهد بأى دليل ، وتناسى أن كل استشهاداتنا هى بالقرآن الكريم ، وكتب تراث دينه السّنى نفسها .
2 ـ بل أراح نفسه مقدما وأراح شيوخ دينه الأرضى السّنى من عناء الردّ علينا ، فقال ( فضّ فوه ) : (ووالله إنكم لأهون من أن يرد عليكم، فانه يرد على من كان يريد الخير والنقاش والفائدة، وليس من ملأ قلبه الحقد ويسعى الى تدمير هذا الدين واشتدت عداوته لله ورسوله وهذه الأمة ). أى أن الكتكوت الفصيح يتناقض مع نفسه ، فيرانا أهون من أن يرد علينا ، ثم يتقافز للرد علينا بالسبّ والشتم و الاتهامات الكاذبة . اى يعترف ضمنا إنه لا سبيل للرد علينا بالعلم وبالدليل العقلى و النقلى ، وليس من سبيل للرد علينا إلا بالفجور والكذب .
3 ـ وطبيعى أن يتعود الكذب من يقوم دينه على الافتراء على اهلْ جل وعلا كذبا وعلى رسوله الكريم . دين أرضى كاذب يقوم على روايات متناقضة مكتوبة بعد موت النبى بقرون. دين يقوم على حكاوى القهاوى من نوعية ( قال الراوى يا سادة يا كرام ) . دين الافتراء هذا لايمكن أن يكون أتباعه إلا محترفى كذب فى كل ما يقولون لأن الكذب عندهم اصبح شعيرة دينية . لذا ترى أحدهم ( لا يكذب أبدا إلا عندما يتكلم ).
ومن قاع الكذب هذا نشأ وعاش وترعرع وتبربع وكتب لنا كتاكيتو بنّى ..إسم النبى حارسه ..
ثالثا : الخلاف بيننا وبين كتاكيتو بنّى :
1 ـ جريمتنا أننا فى موقعنا ندعو الى إخلاص العقيدة لله جل وعلا ، وهو يريدنا أن نخلص عقيدتنا لمحمد وليس لرب محمد . وصلنا خطابه اللطيف بعد مقالنا عن الأذان للصلاة وضرورة أن يكون الأذان والصلاة والحج وكل العبادات خالصة لله جل وعلا وحده ، وأن لا نجعل محمدا شريكا لله جل وعلا فى العقيدة أو فى العبادة . جاء رده معبرا عن عقيدته و(نفسيته). ومن غرائب العصر أن تكون للكتاكيت والماعز والخيل والبغال والحمير ـ نفسية ..!
ونحن نرد عليه بآيات من القرآن الكريم الذى يكفر به .
2 ـ يقول جل وعلا فى مفتتح سورة الزمر : ( تَنزِيلُ الْكِتَابِ مِنَ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ إِنَّا أَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ فَاعْبُدِ اللَّهَ مُخْلِصًا لَّهُ الدِّينَ أَلا لِلَّهِ الدِّينُ الْخَالِصُ وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مِن دُونِهِ أَوْلِيَاءَ مَا نَعْبُدُهُمْ إِلاَّ لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى إِنَّ اللَّهَ يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ فِي مَا هُمْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي مَنْ هُوَ كَاذِبٌ كَفَّارٌ )( الزمر 1 : 3 ) . الدين الخالص لله جل وعلا أى ألا يكون لأى مخلوق أى نسبة من التقديس الواجب لله جل وعلا وحده ، أى يكون الدين عقيدة وعبادة لله جل وعلا بنسبة 100 % . لو طرأت 1 % ضاع الاخلاص فى الدين ، وأصبح الدين شركا أو شركة فى الالوهية ، يشارك فيها غير الله جل وعلا .والذى يقع فى هذا الشّرك وصفه رب العزّة بأنه كاذب كفار .
والملاحظ أن الخطاب الالهى هنا باخلاص الدين لله جل وعلا نزل رأسا لخاتم المرسلين المصطفى عليه السلام . وهو موصوف فى القرآن الكريم فى معرض التكريم بالعبودية لله جل وعلا : (سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ الاسراء 1). فإذا كان ( عبد اه ح ) محمد خاتم المرسلين مأمورا نفسه باخلاص الدين لهِ جل وعلا وحده فهل يجوز أن نجعله شريكا لهن جل وعلا فى التقديس والعبادة ؟ وإذا كان خاتم المرسلين قد كافح وناضل وأوذى فى سبيل أن يكون الدين لهن جل وعلا خالصا واصبا فهل يجوز أن نتناقض مع دعوته ومع سيرته ونضاله بأن نجعله هو شريكا لهن جل وعلا فى التقديس والعبادة ؟
لايفعل هذا إلا من هم فى المستوى العقلى والخلقى لكتاكيتو بنّى وأرباب دينه السّنى .
3 ـ بل أكثر من ذلك.
قريش كانت تصلى نفس الصلوات المتوارثة من ملة ابراهيم ولكن خلطتها بالتقديس للأولياء وعبادة البشر ـ كما يفعل الآن كتاكيتو بنّى وأضرابه ـ جعلت قريش البشر الموتى شركاء لله جل وعلا فى الأذان وفى الصلاة وفى التوسل والدعاء ، ورفع خاتم المرسلين صوته محتجا داعيا أن تكون المساجد لله جل وعلا وحده ، لا يرتفع فيها إسم مخلوق الى جانب اسم الله جل وعلا ، فما كان من خنازير قريش إلا أن اجتمعوا وكادوا يفتكون بعبد الله خاتم المرسلين ، مع إنه يدعوهم الى عبادة الله جل وعلا وحده ، وأنه لا يملك لهم ضرا ولا رشدا ، وان كل ما عليه هو تبليغ الرسالة حتى ينقذ نفسه من عذاب الله جل وعلا يوم القيامة حيث لا أحد يستطيع أن يجيره وينقذه سوى عمله الصالح .
إقرأ معنى هذا فى قوله جل وعلا ( وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَدًا وَأَنَّهُ لَمَّا قَامَ عَبْدُ اللَّهِ يَدْعُوهُ كَادُوا يَكُونُونَ عَلَيْهِ لِبَدًا قُلْ إِنَّمَا أَدْعُو رَبِّي وَلا أُشْرِكُ بِهِ أَحَدًا قُلْ إِنِّي لا أَمْلِكُ لَكُمْ ضَرًّا وَلا رَشَدًا قُلْ إِنِّي لَن يُجِيرَنِي مِنَ اللَّهِ أَحَدٌ وَلَنْ أَجِدَ مِن دُونِهِ مُلْتَحَدًا إِلاَّ بَلاغًا مِّنَ اللَّهِ وَرِسَالاتِهِ)( الجن 18 ـ )
هذه الآيات الكريمة تنطبق على حالنا ، خصوصا وأن من الإعجاز القرآنى هنا أن اهى جل وعلا يصف خاتم المرسلين بأنه ( عبد اهوَ ): (وَأَنَّهُ لَمَّا قَامَ عَبْدُ اللَّهِ يَدْعُوهُ كَادُوا يَكُونُونَ عَلَيْهِ لِبَدًا )، وهو وصف لكل عبد لهَ جل وعلا يخلص دينه لهس جل وعلا و يحتج على وضع اسماء بشرية الى جانب اله جل وعلا (الأكبر ) فى الصلاة وفى الأذان . إن مهمة العلماء فى الاسلام أن يدعو الى ما كان يدعو اليه (عبد اهَق ) محمد خاتم المرسلين ، وهى دعوة على بصيرة قرآنية تتأسس على القرآن وبه تهتدى ، وهذا ما أمر اهنّ جل وعلا به خاتم النبيين عليهم جميعا السلام : (قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَاْ وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَمَا أَنَاْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ) ( يوسف 108 ). ونحن ـ اهل القرآن ـ نتبع خاتم المرسلين فى الدعوة الى اهِك جل وعلا على بصيرة قرآنية ، وسبحان اهِي وما نحن من المشركين .
المشركون فى عصرنا ـ من أمثال كتاكيتو بنّى ـ هم الذين عبدوا محمدا رغم أنفه ، وهم الذين جعلوا المساجد شركة بين اهًا جل وعلا ومحمد، وجعلوه شريكا لهِ جل وعلا فى شهادة التوحيد (لاحظ انها شهادة التوحيد أى شهادة واحدة ) وجعلوه شريكا لهع جل وعلا فى الأذان وفى الحج وفى الصلاة .هم الذين جعلونا نقف أمامهم نحتج بالقرآن داعين بما كان يدعو به خاتم المرسلين : ( وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَدًا وَأَنَّهُ لَمَّا قَامَ عَبْدُ اللَّهِ يَدْعُوهُ كَادُوا يَكُونُونَ عَلَيْهِ لِبَدًا قُلْ إِنَّمَا أَدْعُو رَبِّي وَلا أُشْرِكُ بِهِ أَحَدًا قُلْ إِنِّي لا أَمْلِكُ لَكُمْ ضَرًّا وَلا رَشَدًا قُلْ إِنِّي لَن يُجِيرَنِي مِنَ اللَّهِ أَحَدٌ وَلَنْ أَجِدَ مِن دُونِهِ مُلْتَحَدًا إِلاَّ بَلاغًا مِّنَ اللَّهِ وَرِسَالاتِهِ)( الجن 18 ـ )
4 ـ ولقد كرّر رب العزة وأكّد فى سورة الزمر ما بدأ به سورة الزمر . وفى هذا التأكيد وذلك الشرح والتكرار إعجاز خفى نشهده اليوم ، إذ يرد مقدما ومسبقا على السنيين والشيعة والصوفية الذين أتوا بعد عصر النبى بقرون يقدسون البشر من أنبياء وأولياء وأئمة ، ويجعلونهم شركاء مع اهَ جل وعلا فى الالوهية . ومع كل هذا التأكيد الذى يشمل معظم آيات القرآن الكريم فإن كتاكيتو بنى وأمثاله لا يتعظون ، بل بالقرآن الكريم يكفرون وبه يكذّبون .
لنقرأ قوله جل وعلا فى نفس السورة يعيد الخطاب لخاتم المرسلين : ( قُلْ إِنِّي أُمِرْتُ أَنْ أَعْبُدَ اللَّهَ مُخْلِصًا لَّهُ الدِّينَ وَأُمِرْتُ لِأَنْ أَكُونَ أَوَّلَ الْمُسْلِمِينَ ) فهو عليه السلام أول المسلمين لأنه أكثر المسلمين إخلاصا فى عقيدته ودينه لهن تعالى رب العالمين. ونحن ـ أهل القرآن ـ بعده نرجو أن نكون بعملنا وجهادنا وصبرنا وتحملنا من المهتدين بهدى خاتم المرسلين فى اخلاص القلب لرب العالمين .
ولأنه عليه السلام بشر مثل بقية البشر وليس الاها مع اهُو فإن اهَا جل وعلا يأمره أن يعلن خوفه من رب العزة لو وقع فى معصية :(قُلْ إِنِّي أَخَافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ) ، ونحن أيضا نعلن خوفنا إن عصينا ربنا من عذاب يوم عظيم .
ثم يعاد التأكيد علي خاتم المرسلين بأن يعلن إخلاصه الدين لرب العالمين ، مع عدم إكراهه الآخرين فى الدين : ( قُلِ اللَّهَ أَعْبُدُ مُخْلِصًا لَّهُ دِينِي فَاعْبُدُوا مَا شِئْتُم مِّن دُونِهِ قُلْ إِنَّ الْخَاسِرِينَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنفُسَهُمْ وَأَهْلِيهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَلا ذَلِكَ هُوَ الْخُسْرَانُ الْمُبِينُ لَهُم مِّن فَوْقِهِمْ ظُلَلٌ مِّنَ النَّارِ وَمِن تَحْتِهِمْ ظُلَلٌ ذَلِكَ يُخَوِّفُ اللَّهُ بِهِ عِبَادَهُ يَا عِبَادِ فَاتَّقُونِ ) أى يكفيهم مصيرهم فى الجحيم . ومن هذا المصير فى الجحيم يحذّر رب العزة المؤمنين ، داعيا لهم لاجتناب الطاغوت الذى هو الدين الأرضى الذى يطغى على الحق القرآنى كما يفعل أصحاب الطاغوت الدينى فى عصرنا ، يقول جل وعلا عن الأحاديث و السّنة ووجوب اجتنابها على المؤمنين كى ينجو من النار يوم القيامة : (وَالَّذِينَ اجْتَنَبُوا الطَّاغُوتَ أَن يَعْبُدُوهَا وَأَنَابُوا إِلَى اللَّهِ لَهُمُ الْبُشْرَى فَبَشِّرْ عِبَادِ) . هم بعد إجتنابهم الأحاديث وقطع صلتها بالاسلام ترتبط قلوبهم بأحسن الحديث ، القرآن الكريم :( الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ أُوْلَئِكَ الَّذِينَ هَدَاهُمُ اللَّهُ وَأُولَئِكَ هُمْ أُوْلُوا الأَلْبَابِ ) أما الآخرون من معتقدى شفاعة البشر وشفاعة الأنبياء فإن اههَ جل وعلا يؤكد لهم مقدما أن خاتم المرسلين لا يستطيع أن يخرج أحدا من النار أو أن ينقذ أحدا من العذاب ، تقول الاية التالية : ( أَفَمَنْ حَقَّ عَلَيْهِ كَلِمَةُ الْعَذَابِ أَفَأَنتَ تُنقِذُ مَن فِي النَّار )( الزمر 11 : 19 ). هو استفهام إنكارى يرد مقدما وفى كل حين على مشركى المتأسلمين المعتقدين فى اساطير الشفاعة .
رابعا :
ألا يقرأ كتاكيتو بنى وشيوخه هذه الآيات الكريمة ؟
نعم يقرأونها بألسنتهم ولكن احتل الشيطان قلوبهم فزيّن لهم الحق باطلا والباطل حقا ، وبهذا فلا فائدة فيهم ، ولا يستحقون أن نشفق عليهم ، فقد كان هذا الصنف فى عهد خاتم المرسلين فقال جل وعلا له ولنا من بعده : (أَفَمَن زُيِّنَ لَهُ سُوءُ عَمَلِهِ فَرَآهُ حَسَنًا فَإِنَّ اللَّهَ يُضِلُّ مَن يَشَاء وَيَهْدِي مَن يَشَاء فَلا تَذْهَبْ نَفْسُكَ عَلَيْهِمْ حَسَرَاتٍ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِمَا يَصْنَعُونَ ) ( فاطر 8).
عندما يتحكم الشيطان فى عقولهم يقيم حجابا يمنع توصيل نور الحق الى النفوس ( النفس والعقل والفؤاد والقلب كلها مترادفات قرآنية)، وطالما إختاروا الضلالة وأصرّوا عليها تركهم اهدَ جل وعلا لما إختاروه بل وزادهم ضلالا ،وبذلك يتضخم فى داخلهم الحجاب الحاجز للحق القرآنى ، فإذا قرأت القرآن واستشهدت به ووجه القرآن بحجاب مستور خفى ، قام بتغليف قلوبهم فلا يجدون مخرجا إلا بالهرب لأنك تدعو اهَ جل وعلا وحده ، وبالقرآن وحده ،يقول جل وعلا : ( وَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ جَعَلْنَا بَيْنَكَ وَبَيْنَ الَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِالآخِرَةِ حِجَابًا مَّسْتُورًا وَجَعَلْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أَن يَفْقَهُوهُ وَفِي آذَانِهِمْ وَقْرًا وَإِذَا ذَكَرْتَ رَبَّكَ فِي الْقُرْآنِ وَحْدَهُ وَلَّوْا عَلَى أَدْبَارِهِمْ نُفُورًا ) ( الاسراء 45 ـ ). وبجانب الفرار تشمئزّ قلوبهم لأنك ذكرت اه و جل وعلا وحده مخلصا له الدين ، أما لو ذكرت آلهتهم المقدسة فسترى التكشيرة تزول ويحل محلها الرضى والقبول ، تأمل قوله تعالى يصف مشركى المتأسلمين فى عصرنا : (وَإِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَحْدَهُ اشْمَأَزَّتْ قُلُوبُ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِالآخِرَةِ وَإِذَا ذُكِرَ الَّذِينَ مِن دُونِهِ إِذَا هُمْ يَسْتَبْشِرُونَ ) ( الزمر 45 ).
أخيرا
عقيدة كتاكيتو بنّى هى ( لا اله إلا محمد )
أرجو من القارىء المحايد أن يعيد قراءة خطاب كتاكيتو بنى ليتأكد من أن سبب حقده علينا هو أنه لا مجال فى عقيدتنا لعبادة محمد أو أى بشر . ليس مهما عنده أننا نؤمن بالهأ جل وعلا ، ولكن المهم والأهم اننا لا نعبد محمدا ولا نجعله شريكا للرحمن فى الدين والعقيدة و العبادة . ومن أجل هذا فقد نفانا عن الدين بتاتا لأنه لا مجال فى عقيدته لأى حلّ وسط ، فإما أن تؤمن بمحمد وتجعله شريكا لهَ وإما أن تكون كافرا ، وليس مهما إن كنت تؤمن باله جل وعلا أم لا ، لأن اهِ جل وعلا لا يهمهم بشىء ، ولا يساوى عندهم أى شىء ، لأن محمدا هو عندهم كل شىء .
توصيف هذه الحالة العريقة فى الكفر أنهم لا يؤمنون بالهِ تعالى وحده ، لا بد أن يكون فى عقيدتهم شريك لهل حتى يؤمنوا بالهن ، ولذا فلو دعوتهم لهل وحده كفروا وعاندوا ورفضوا ، وعند الموت سيدركون الحقيقة ، ويعلنون وقت الاحتضار بعد فوات الأوان ايمانهم بالهق تعالى وحده وكفرهم بالشركاء: (فَلَمَّا رَأَوْا بَأْسَنَا قَالُوا آمَنَّا بِاللَّهِ وَحْدَهُ وَكَفَرْنَا بِمَا كُنَّا بِهِ مُشْرِكِينَ فَلَمْ يَكُ يَنفَعُهُمْ إِيمَانُهُمْ لَمَّا رَأَوْا بَأْسَنَا سُنَّتَ اللَّهِ الَّتِي قَدْ خَلَتْ فِي عِبَادِهِ وَخَسِرَ هُنَالِكَ الْكَافِرُونَ ) ( غافر 84 : 85 )
أما وضعهم يوم القيامة فى النار فهو أسوأ وأنكى ، يأتيهم لعن اهى جل وعلا مقترنا بلعنهم أنفسهم وتذكيرهم بكفرهم بالهر إصرارا منهم على وجود شركاء مع اهأْ جل وعلا (إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يُنَادَوْنَ لَمَقْتُ اللَّهِ أَكْبَرُ مِن مَّقْتِكُمْ أَنفُسَكُمْ إِذْ تُدْعَوْنَ إِلَى الإِيمَانِ فَتَكْفُرُونَ ) يطلبون مهلة للخروج من النار معتقدين أن اعترافهم بذنوبهم يجدى بعد الموت وفى الآخرة : ( قَالُوا رَبَّنَا أَمَتَّنَا اثْنَتَيْنِ وَأَحْيَيْتَنَا اثْنَتَيْنِ فَاعْتَرَفْنَا بِذُنُوبِنَا فَهَلْ إِلَى خُرُوجٍ مِّن سَبِيلٍ ) ؟ . ويأتيهم الرد بالرفض وسبب الرفض : (ذَلِكُم بِأَنَّهُ إِذَا دُعِيَ اللَّهُ وَحْدَهُ كَفَرْتُمْ وَإِن يُشْرَكْ بِهِ تُؤْمِنُوا فَالْحُكْمُ لِلَّهِ الْعَلِيِّ الْكَبِيرِ ) ( غافر 10 : 12 ). أى كانوا يكفرون بلا اله الا اهْ طالما لم يذكر الى جانبها محمد شريكا مع اها فى الشهادة و الأذان والصلاة و المساجد والحج .
آخر السّطر
جهادنا بالقرآن الكريم يفضح مفتريات السّنيين بالذات . موقعنا ( أهل القرآن ) مثل خازوق محمى يجلس عليه أمثال كتاكيتو بنّى .
تمتعوا بالجلوس فوق خازوق ملتهب عال هاى .. واشربوا شاى ..

اجمالي القراءات 18033