وَيَسْأَلُونَكَ عَن ذِي الْقَرْنَيْنِ
وَيَسْأَلُونَكَ عَن ذِي الْقَرْنَيْنِ

رمضان عبد الرحمن في السبت ٢٦ - يونيو - ٢٠١٠ ١٢:٠٠ صباحاً

وَيَسْأَلُونَكَ عَن ذِي الْقَرْنَيْنِ

 

في هذا البحث المتواضع سوف أعرض وجهة نظر قد تكون جديدة بما يخص يأجوج ومأجوج، من المتعارف عليه أن الله قد خلق الكون بكل ما فيه وجعل وحدد لكل فصيل من هذه المخلوقات هدف معين إلى أن يأتي يوم الحساب، ومن خلال آيات القرآن الكريم بين لنا الله عز وجل عن الذين سوف يحاسبوا وهم الجن والأنس بما أنه حدد لهم الله في الحياة الدنيا أن يعبدوه، يقول تعالى:

 

((وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ)) سورة الذاريات آية 56.

 

ويوجد في القرآن آيات كثيرة تجمع بين الأنس والجن وبين الشبه في الوصف على أن هؤلاء قوم وهؤلاء قوم ولكن الوصف واحد للاثنين من ناحية العبادة أو النعيم أو العذاب، يقول تعالى:

((يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ وَالإِنسِ أَلَمْ يَأْتِكُمْ رُسُلٌ مِّنكُمْ يَقُصُّونَ عَلَيْكُمْ آيَاتِي وَيُنذِرُونَكُمْ لِقَاء يَوْمِكُمْ هَـذَا قَالُواْ شَهِدْنَا عَلَى أَنفُسِنَا وَغَرَّتْهُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَشَهِدُواْ عَلَى أَنفُسِهِمْ أَنَّهُمْ كَانُواْ كَافِرِينَ)) سورة الأنعام آية 130.

 

وأنه لم يوصف في القران بكلمة قوم أو معشر غير الجن والأنس، هذا ما يؤكد على أن يأجوج ومأجوج إما من الجن أو من الأنس، وهذا ما سوف توضحه الآيات التالية، يقول تعالى:

((وَيَسْأَلُونَكَ عَن ذِي الْقَرْنَيْنِ قُلْ سَأَتْلُو عَلَيْكُم مِّنْهُ ذِكْراً{83} إِنَّا مَكَّنَّا لَهُ فِي الْأَرْضِ وَآتَيْنَاهُ مِن كُلِّ شَيْءٍ سَبَباً{84} فَأَتْبَعَ سَبَباً{85} حَتَّى إِذَا بَلَغَ مَغْرِبَ الشَّمْسِ وَجَدَهَا تَغْرُبُ فِي عَيْنٍ حَمِئَةٍ وَوَجَدَ عِندَهَا قَوْماً قُلْنَا يَا ذَا الْقَرْنَيْنِ إِمَّا أَن تُعَذِّبَ وَإِمَّا أَن تَتَّخِذَ فِيهِمْ حُسْناً{86} قَالَ أَمَّا مَن ظَلَمَ فَسَوْفَ نُعَذِّبُهُ ثُمَّ يُرَدُّ إِلَى رَبِّهِ فَيُعَذِّبُهُ عَذَاباً نُّكْراً{87} وَأَمَّا مَنْ آمَنَ وَعَمِلَ صَالِحاً فَلَهُ جَزَاء الْحُسْنَى وَسَنَقُولُ لَهُ مِنْ أَمْرِنَا يُسْراً{88} ثُمَّ أَتْبَعَ سَبَباً{89} حَتَّى إِذَا بَلَغَ مَطْلِعَ الشَّمْسِ وَجَدَهَا تَطْلُعُ عَلَى قَوْمٍ لَّمْ نَجْعَل لَّهُم مِّن دُونِهَا سِتْراً{90} كَذَلِكَ وَقَدْ أَحَطْنَا بِمَا لَدَيْهِ خُبْراً{91} ثُمَّ أَتْبَعَ سَبَباً{92} حَتَّى إِذَا بَلَغَ بَيْنَ السَّدَّيْنِ وَجَدَ مِن دُونِهِمَا قَوْماً لَّا يَكَادُونَ يَفْقَهُونَ قَوْلاً{93} قَالُوا يَا ذَا الْقَرْنَيْنِ إِنَّ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ مُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ فَهَلْ نَجْعَلُ لَكَ خَرْجاً عَلَى أَن تَجْعَلَ بَيْنَنَا وَبَيْنَهُمْ سَدّاً{94} قَالَ مَا مَكَّنِّي فِيهِ رَبِّي خَيْرٌ فَأَعِينُونِي بِقُوَّةٍ أَجْعَلْ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ رَدْماً{95} آتُونِي زُبَرَ الْحَدِيدِ حَتَّى إِذَا سَاوَى بَيْنَ الصَّدَفَيْنِ قَالَ انفُخُوا حَتَّى إِذَا جَعَلَهُ نَاراً قَالَ آتُونِي أُفْرِغْ عَلَيْهِ قِطْراً{96} فَمَا اسْطَاعُوا أَن يَظْهَرُوهُ وَمَا اسْتَطَاعُوا لَهُ نَقْباً{97} قَالَ هَذَا رَحْمَةٌ مِّن رَّبِّي فَإِذَا جَاء وَعْدُ رَبِّي جَعَلَهُ دَكَّاء وَكَانَ وَعْدُ رَبِّي حَقّاً{98} وَتَرَكْنَا بَعْضَهُمْ يَوْمَئِذٍ يَمُوجُ فِي بَعْضٍ وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَجَمَعْنَاهُمْ جَمْعاً{99} وَعَرَضْنَا جَهَنَّمَ يَوْمَئِذٍ لِّلْكَافِرِينَ عَرْضاً{100})) سورة الكهف (83 – 100).

 

أي أن يأجوج ومأجوج كانوا قوم والآخرون كانوا قوم، وجميعهم كانوا على الأرض وهم أقرب إلى الإنس أكثر من الجن لسبب بسيط جدا وهو أن الذي سأل عن هذا الموضوع من الأنس وليس الجن، هذا من جانب، ومن جانب آخر لماذا سألوا عن ذِي الْقَرْنَيْنِ أصلا إلا إذا كان الأمر مذكور في الأمم السابقة وفي التاريخ البشري، وهذا دليل على أن يأجوج ومأجوج هم من البشر، ثم كيف يسأل الناس عن أشياء إلا إذا كان يعتقدون أن لها وجود من قبل، ولذلك سألوا عنها، وحتى نوفر على البعض من الناس الذين يختلفون في هذا الموضوع الذين يقولون أن سليمان هو ذا القرنين هذا أمر خاطئ، وأن القران يقول ويسألونك عن ذي القرنين وليس سليمان ثم أن سليمان علية السلام كان من ضمن ملكه الجن والطير والرياح وألخ، يقول تعالى:

((وَحُشِرَ لِسُلَيْمَانَ جُنُودُهُ مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنسِ وَالطَّيْرِ فَهُمْ يُوزَعُونَ)) سورة النمل آية 17.

 

أي كان سليمان عليه السلام ليس بحاجة إلى أن يذهب لمطلع الشمس أو مغربه مثل ما فعل ذو القرنين والجن والأنس والطير، يقول تعالى:

((وَلِسُلَيْمَانَ الرِّيحَ غُدُوُّهَا شَهْرٌ وَرَوَاحُهَا شَهْرٌ وَأَسَلْنَا لَهُ عَيْنَ الْقِطْرِ وَمِنَ الْجِنِّ مَن يَعْمَلُ بَيْنَ يَدَيْهِ بِإِذْنِ رَبِّهِ وَمَن يَزِغْ مِنْهُمْ عَنْ أَمْرِنَا نُذِقْهُ مِنْ عَذَابِ السَّعِيرِ)) سورة سبأ آية 12.

 

أي كان يستخدم ما سخره الله له في الدعوة، ودليل أخر على أن يأجوج ومأجوج هم أقرب إلى الأنس من الجن موضوع الأطباق الطائرة التي تظهر من وقت إلى أخر في أماكن عدة من العالم، وحتى ألأطباق التي تكتشف على كواكب غير الأرض، هذا يثبت أنهم متقدمون عنا فيرسلون بأشياء مادية وهذا يدل على أنهم عالم مادي مثلنا تماما وأن سقوط الأطباق الطائرة في كل مكان هذا يعني تصديق لقول الله حين يخرجوا في نهاية الزمان، يقول تعالى:

((حَتَّى إِذَا فُتِحَتْ يَأْجُوجُ وَمَأْجُوجُ وَهُم مِّن كُلِّ حَدَبٍ يَنسِلُونَ)) سورة الأنبياء آية 96.

 

ثم أن البداية تقول: حين جاء ذِي الْقَرْنَيْنِ طلب من القوم الذين لا يفقهون أي شيء أشياء مادية مثل الحديد وغيره، يقول تعالى:

((قَالُوا يَا ذَا الْقَرْنَيْنِ إِنَّ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ مُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ فَهَلْ نَجْعَلُ لَكَ خَرْجاً عَلَى أَن تَجْعَلَ بَيْنَنَا وَبَيْنَهُمْ سَدّاً{94} قَالَ مَا مَكَّنِّي فِيهِ رَبِّي خَيْرٌ فَأَعِينُونِي بِقُوَّةٍ أَجْعَلْ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ رَدْماً{95} آتُونِي زُبَرَ الْحَدِيدِ حَتَّى إِذَا سَاوَى بَيْنَ الصَّدَفَيْنِ قَالَ انفُخُوا حَتَّى إِذَا جَعَلَهُ نَاراً قَالَ آتُونِي أُفْرِغْ عَلَيْهِ قِطْراً{96} فَمَا اسْطَاعُوا أَن يَظْهَرُوهُ وَمَا اسْتَطَاعُوا لَهُ نَقْباً{97} قَالَ هَذَا رَحْمَةٌ مِّن رَّبِّي فَإِذَا جَاء وَعْدُ رَبِّي جَعَلَهُ دَكَّاء وَكَانَ وَعْدُ رَبِّي حَقّاً{98})) سورة الكهف.

 

ثم كيف يطلبون مساعدة ذا القرنين إلا إذا كانوا يرون هؤلاء المفسدون بجوارهم، وقد يكونوا تأثروا من هذا الفساد، ولذلك طلبوا التخلص منهم، ونلاحظ هنا كلمة مفسدون في الأرض، أي كل شيء كان يحدث على الأرض، كما نلاحظ أيضا كلمة (ردما) أي مواد وقوة تفوق إمكانيتهم إلى أن يأتي وعد الله فهم كما قال الله تعالى ((وَتَرَكْنَا بَعْضَهُمْ يَوْمَئِذٍ يَمُوجُ فِي بَعْضٍ)) أي يمارسون العلم والتقدم ولا يملكون غير أن يرسلوا للعالم الخارجي أطباق طائرة لكي يثبتوا أنهم ما زالوا موجودين، وأعتقد لو قارنا عصر يأجوج ومأجوج وبين عصرنا هذا يوجد وجه شبه، ونحن لم نرى عصرهم في الماضي ولكن التمكين الذي مكنه الله لذي القرنين والعلم الذي جعله أن يذهب إلى مطلع الشمس ومغربها، وعلى النقيض تجد أقوام لا يفقهون شيء مثل ما يحدث الآن في ظل التقدم الموجود على الأرض وغزو الفضاء، وفي نفس الوقت يوجد من البشر من لا يعلم  شيء عن هذا التقدم، وهذا يدل أو يبدوا أننا اقتربنا من النهاية، والله تعالى اعلم.

 

 

 

 

اجمالي القراءات 13195