القادة العرب هم العنوان
القادة العرب هم العنوان

رمضان عبد الرحمن في الثلاثاء ١٨ - مايو - ٢٠١٠ ١٢:٠٠ صباحاً

 

 

القادة العرب هم العنوان

 

كنت أريد أن أشارك في برنامج نقطة حوار الذي يذاع على قناة البي بي سي ولم يحالفني الحظ بالاتصال بهم لكي أقول وجهة نظري فقررت أن أكتبها في مقال وإليكم وجهة نظري في هذا الموضوع.

لماذا يستثمر العرب في أوروبا وأمريكا أكثر من الدول العربية؟!.. هذا سؤال مهم ويجب أن يرد عليه، أولا إن هؤلاء الذين يستثمرون في أوروبا وأمريكا يعلمون أن أموالهم في الدول العربية غير آمنة، هذا من جانب ومن جانب آخر إن أغلبهم اكتسبوا هذه الأموال بطرق غير شرعية، فبالتالي يفضل أن لا يعلم عنهم أحد من نفس البلد الذين أكلوا حقوقهم، ثم إن القادة العرب هم العنوان للمستثمرين، لم نستمع في يوم من الأيام أن قام قائد عربي وهرب أمواله إلى دولة عربية، دائماً وأبداً القادة العرب يهربون أموالهم إلى أمريكا وأوروبا وهذا إن دال علي شيء لا يدال إلا على شيء واحد وهو كيف يؤمن حرامي على حرامي آخر؟!.. إذن هذا أمر متفق عليه بين القادة والمستثمرين لأنهم جميعاً في مركب واحد فهم يتوقعوا غرق المركب التي قاموا بخرقها ليغرقوا أهلها وهي الدول العربية، فهم في أي لحظة مستعادين للهروب إذا انتبه أصحاب المركب الحقيقيين فلا بد أن يكون لهؤلاء استثمارات خارجية حتى إذا استيقظت الشعوب الخاضعة والخانعة في أي وقت  يكون هؤلاء في بر الأمان بما جمعوه من أموال الشعوب، الشيء الغريب أن العرب لم يكن لهم تاريخ أو حضارة في الماضي غير ما اعتادوا عليه وهو قطع الطريق على الناس، وهم يعترفون بذلك، وكانوا يتعايشون من وراء هذا الأمر، فكيف خضعت وانبطحت الشعوب العربية الآن إلى الحكام بهذا الشكل المخزي؟!.. وأن العرب أيضاً في الماضي لم يخضعوا إلى أي نوع من الاستبداد وإذا ما أعجبهم الحاكم يعني يكونون في حكم الموتى، الأغرب من كل ذلك جاء الإسلام لكي يعزز حقوق الإنسان  ويرفع الظلم عن الضعفاء، مع الأسف أن المسلمين لم يستفيدوا من الإسلام  وأصبحوا يظلمون الضعفاء أكثر مما كانوا قبل الإسلام، وهذه حقيقة لا ينكرها إلا جاهل أو منافق، والدليل علي أرض الواقع باحتقار قلة من الأفراد لثروات الدول العربية وهم الحكام والمستثمرين الذين يستثمرون في أوروبا وأمريكا الذين استفادوا من الإسلام أكثر من المسلمين من ناحية حقوق الإنسان والتكافل الاجتماعي ولا يوجد في هذه الدول عشوائيات ولا يوجد بها عزبة الصفيح ولا أحد يسكن في المقابر وليس بها أطفال شوارع ولا يوجد بها من يقوم ببناء ناطحات السحاب والمدن في الماء والصحراء وعلى النقيض أغلبية الشعوب في بلاد المسلمين يقتتلون على رغيف الخبز فكيف يستثمر العرب في بلاد أكلوها ونهبوها، وأن شبح الظلم والمظلومين يلحقهم ويخشون على أنفسهم فهم يبحثون عن دول ليس لهم فيها أشباح مثل أوروبا وأمريكا لكي يستثمرون بها أكثر من الدول العربية والشيء الذي يحتاج إلى دراسة وتحليل لماذا العرب لا يثقون في بعضهم البعض؟!.. إلا أنهم ليسوا أهل ثقة أصلاً فيقومون بتهريب الأموال خارج الوطن العربي وكل ذلك لا يعد شيء وأن الفاجعة الكبيرة ما أذيع يوم الاثنين الموفق 17/5/2010 على قناة البي بي سي في برنامج نقطة حوار وكان الموضع يتناول  الاستثمارات العربية في الغرب 2400 مليار، أما في الدول العربية 37 مليار، فكيف نفسر كل ذلك غير شيء واحد أن الدول العربية من المحيط إلى الخليج بأموالها وشعبها وحكامها قد تم بيعها وعلى يد أصحابها ويبدو أن الدول العربية لم يصلح معها أي نوع من الإصلاح وإن شاء الله في اقرب وقت من الممكن أن ينفذ النفط وغيره من موارد أخرى وتصبح هناك بدائل تجعل هذه الدول خاوية علي عروشها كما كنت من قبل.

 

 

اجمالي القراءات 9005