فاقد الشيء لا يعطيه وخاصة في مصر
فاقد الشيء لا يعطيه وخاصة في مصر

رمضان عبد الرحمن في الإثنين ٢٦ - أبريل - ٢٠١٠ ١٢:٠٠ صباحاً

فاقد الشيء لا يعطيه وخاصة في مصر

 

إن فاقد الشيء لا يعطيه، وأعتقد أن هذه الجملة أو النظرية من الممكن أن تعمم على كل أمر من أمور الحياة، أي من المستحيل أن تقوم بإصلاح دولة أو مجتمع متفشي فيه الفساد المالي والإداري وانتهاز الفرص، أو يكون ذلك المجتمع قائم على إعمل لنفسك ولو على حساب غيرك، بمعنى أنه من الممكن أن يولد طفل وفي فمه ملعقة من ذهب، وتربى على أن جميع ما يطلبه يلبى له ولم يشعر في يوم من الأيام بنقص في أي شيء إلى أن أصبح في سن الشباب أو أصبح من الخريجين الذين تعد لهم الوظائف أو المناصب وهم أطفال طالما أنه يعيش في بلد تعد رقم واحد في العالم من ناحية الفساد والاستبداد، فهل من تربى في ثراء فاحش ولم يشعر ذات يوم بالضيق المادي أو غير المادي وبعد أن ينتهي من مرحلة التعليم وبقدرة قادر يصبح هذا الشخص سفير أو وزير أو رئيس دولة أو في أي منصب مهم لكي يجهز لطفله مثل ما حدث معه، أي من المستحيل أن يشعر هذا الإنسان ويبحث عن حقوق الآخرين  وهو من سلب ونهب حقوقهم، هذا أمر لا يصدقه غير مجنون  أي لا يشعر بالجوع غير الجائع.

أما الخونة والذين نهبوا ثروات مصر لا يفكرون إلا في أنفسهم  ثم أن التاريخ يبين أن أغلبية الذين قاموا بأعمال إنسانية والوقوف بجانب الفقراء والبحث عن حقوقهم أغلبهم من الفقراء وخرجوا من بيوت فقراء مثل الزعيم أحمد عرابي وغاندي الذي ناضل من أجل استقلال الهند وليس لنهب الهند والزعيم جمال عبد الناصر رغم بعض أخطائه ولكنه لم يسمح بإهانة أي مصري في عهده سواء داخل مصر أو خارجه، أما في عهد الزعيم حسني مبارك أصبح المصري يهان داخل مصر وخارجه، أصبح المصري يهان في البر والبحر، وعلى ذكر أن المصري يموت في البر والبحر دون أن يشعر به أحد، يوم السبت  الموافق 24/4/2010 كان رئيس كوريا الجنوبية يتحدث عن غرق (46) بحار لقوا حتفهم على متن سفينة حربية، كان يتحدث الرئيس وهو يبكي أما نحن في مصر يموت الآلاف ولم يشعر بهم أحد والسبب أن الذين يحكمون ويتحكمون في مصر بعد جمال عبد الناصر أغلبهم  جربوا وتربوا على الثراء الفاحش فلا يمكن أن يفكروا في فقراء مصر ولا في مستقبل مصر الذي أصبح على المحك بما يخص مياه النيل  والتي  تقوم إسرائيل من وقت إلى آخر بتدخل في الدول التي يمر بها نهر النيل واللعب على هذا الوتر أو ذاك حتى تضغط على مصر سياسياً كما لو كانت إسرائيل هي التي تقرر مستقبل مصر ودون أن يدرك النظام المشغول في قمع المصريين أن اتفاقية المياه التي أبرمتها مصر مع تلك الدول في زمن الاحتلال البريطاني من الممكن بين عشية وضحاها أن تصبح ملغاة، فماذا لو ذهبت مصر إلى تلك الدول لتقوم بفتح خطوط مباشرة ببناء مشاريع واستثمارات في هذه الدول لنؤمن أمن مصر ويصبح  قرارنا في أيدنا وليس في أيدي الآخرين أفضل من يخرج مسؤول ويقول أن المياه خط أحمر ونحن من الممكن أن نخوض حرب من اجل المياه وبهذا تكون قد نجحت إسرائيل فيما تخطط له وهذا الكلام لا يعني أن الحرب هي الحل، هذا لا يفيد أمن مصر بل أنه يسعى إلى خراب مصر وأن الحل هو الاستثمار لكي تفيد وتستفيد على المدى الطويل وأن المليارات التي تهرب  وتهدر على الرياضة وقنوات التلفزيون لو ذهبت تلك الأموال كنوع من أنواع البزنس في هذه الدول لملكنا إفريقيا وما وراء إفريقيا.

اجمالي القراءات 9500