إبليس لم ولن يكـن من الملائكة ملحق ثــان و أخير
- الأستاذ إبراهيم دادي.
سلام ، تحية مباركة طيبة.
1) نعم قلت أن إبليس لم يؤمر بالسجود – بصفة خاصة- معنى ذلك أن الله لم يأمره بئاية تتلى، كماأمر الملائكة في ءايات كثيرة، قبل الخلق،وحين الخلق، منها : الحجر 30- ص 73. البقرة 34 الأعراف 11. الإسراء 61 . الكهف 50 .... وهذه حقيقة قرءانية.
- وإنما قولي للذين يقولون : أن الله لم يأمر إبليس بالسجود كما أمر الملائكة ، فذلك يخالف المنهج القرءاني إذ أخبرنا الله بأنه أمره بالسجود بقوله في ءاية الأعراف12 ( قال ما منعك ألا تسجد إذ أمرتك ...)
2) قول الله ( ... كان من الجن ...) الجن هنا إسم جنس. كقول الله: الإنس- الإنسان- الاناسي. فلا تناقض – يا أستاذ – في كلامي.
3) أخي أنا الذي ذكرت قوله تعالى في سورة النساء 172 ( لن يستنكف المسيح أن يكون عبداً لله ولا الملائكة المقربون... ويستكبر...) .كيف يستنكمف المسيح – روح الله المصطفاة والملائكة المقربون كيف يستكبرون ?وقد وصف الله الملائكة بعدم الإستكبار في ءايات كثيرة، وهي صفة خَلقية جِبلّية أزلية . ( إن الذين عند ربك لايستكبرون عن عبادته...) النحل 49 والأنتبياء 19.
- إستغفرالله- يا أستاذ !فإنكم لا تزالون تتعنتون وتصرّون على أن إبليس من الملائكة المقربين. فأنا الذي أستغفر الله لأنني كتبت وأعدت كتابة قولكم – ولن تأخذني العزة بالإثم-
4) أما تفسيري لقوله تعالى في ءاية الأنبياء 29 ( ... ومن يقل منهم إني إله من دونه فذلك نجزيه جهنم كذلك نجزي الظالمين ) يفسره قوله تعالى يوم يقفون أمام العزيز الجبار( ويوم نحشرهم جميعا ثم نقول للملائكة أهؤلاء إياكم كانوا يعبدون قالوا سبحانك أنت وليّنا من دونهم بل كانوا يعبدون الجن أكثرهم بهم مومنون )سبأ 40/41. ومثل هذه الحجة، قوله في نفس يوم الحشر( وإذ قال الله يا عيسى ابن مريم ءانت قلت للناس اتخذوني وأمي إلاهين من دون الله قال سبحانك ... ما قلت لهم إلا ما أمرتني به ...) المائدة 116/118.
لفتــة: قول الملائكة في ءاية سبأ 41 : ( ... بل كانوا يعبدون الجن ... أكثرهم بهم مومنون ) الجن المقصود به هنا هم الشياطين ذرية إبليس وقبيله، والجن غيره، كما وضّحت ذلك ، في تبيين ماهية الجن في المقال الرئيسي.
-
وهذه أستاذي- هي الحجة الثالثة عشرة – لم أتنبه لها – وهي أن الملائكة، كان من المنطقي والمعقول أن يجيبوا الله سبحانه وتعالى – بقولهم – ( ... سبحانك ...) " بل كانوا يعبدون إبليس ( هذا إذا كان من الملائكة فكفر ) " – بالفاء – افتراضاً) إبليس الذي أبى واستكبر فصار ليس منا فكان من الكافرين.
-
5) لم يخلق الله الانسان ولا الجن مقرّبين منذ الخلق والنشأة الأولى وإنما هو الإصطفاء،والإجتباء ، وفي جنات النعيم ( ... وفي ذلك فليتنافس المتنافسون) المطففين 26.
- لم يجعل الله الإنس والجن مقربين كالملائكة ( لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يومرون ) و ( ... لا يستكبرون عن عبادته ولا يستحسرون يسبحون الليل والنهار لا يفترون )الأنبياء 20 بدليل : ( فسجد الملائكة كلهم أجمعون ) .
- أما المقربون في ءاية الواقعة 11 فهم : ( أولئك يسارعون في الخيرات وهم لها سابقون ) المومنون 61. وهم حسب تدبري لكتاب الله هم ( السابقون الأولون من المهاجرين والأنصار... ذلك الفوز العظيم ) التوبة 100. وكذلك الواقعة 11/12 و88. والمطففين 28.
- أما المقربون في ءاية المطففين 21 فهم الملائكة. لأن الشهادة جاءت في كتاب الله للملائكة الشافعين( ... إلا من شهد بالحق ) الزخرف 86.
( ... سائق وشهيد )ق 21.( ... والملائكة يشهدون ...) النساء 166 وشهادة الملائكة لأنهم يكتبون أعمالنا ( إذ يتلقى المتلقيان عن اليمين وعن الشمال قعيد ) ق 17 وجاء في الآيات :يونس 21. الإسراء 14. الأنبياء 94. الزخرف 80. الحاقة 19 و25. النبأ 29. الإنفطار11 والإنشقاق 7 و10.
-
كما جاءت الشهادة للأنبياء. ( يأيها النبئ إنا أرسلناك شاهدا ...) الأحزاب 45 ومثلها في النساء 41 و159. والمائدة 117. والنحل 84 و89. والحج 78. والفتح 48. والمزمل 15. وجاءت الشهادة-كذلك – للمومنين السابقين الأولين من المهاجرين والأنصار في ءايات كثيرة منها : ( ... وتكونوا شهداء على الناس ...) الحج 78. وكذلك البقرة 143 وءال عمران 140.والنساء 69. والحديد 19 إلى غير ذلك .
لفتــة: نلاحظ أن الله يوم الحشر يسئل الملائكة الشهود عن ضلال المشركين كما يسئل من الأنبياء: عيسى ( عليه السلام) وذلك في ءاية سبأ 41 وءايـــة المائدة 117 - كما سبق أن ذكرت-
- وجاء الوصف بالمقربين بالنسبة لرسول الله عيسى ( عليه السلام ) : في قوله تعالى في سورة ءال عمران 45 ( إذ قالت الملائكة يا مريم إن الله يبشرك بكلمة منه اسمه المسيح عيسى بن مريم... ومن المقربين ) لأن الله اصطفاه وروح منه.
6) لم يأمر الله الملائكة – أيها الأستاذ – أن يسجدوالآدم لتبجيله أو لأنه مقرب !أو لأنه يعصي أو لا يعصي !كما يتبادر لكم ذلك ?!وإنما لكونه مؤهل، في ملكاته الخَلقية للخليفة في الأرض ولما حباه الله من مواهب وكفاءات، خاصة لذلك ، لم يؤتها لجن ولا لِملائكة وصدق الله العظيم ،حين قال للملائكة رغم تسبيحهم وتقديسهم ( ... قال إني أعلم ما لا تعلمون)البقرة 30. – هداكم الله – أستاذي- والحمد لله – أن تجعلوا ءادم وإبليس في نفس مرتبة العصيان- هذا توفيق من الله !?– تدبروا مع قوله في ءاية الأعراف 27 ( ... إنا جعلنا الشياطين أولياء للذين لا يومنون) وقوله تعالى : ( ألم تر أنا أرسلنا الشياطين على الكافرين ...) مريم 83.
- ولكن : " أن يعصي الله كل مخلوق..." فهذا ليس من سنة الله في خلقه،وهديه – أبدا- فالملائكة غير الإنس والجن - كما بينت وبينت ولا أزال أبين...- ويا للأسف - !!وهذا ما علي وما علي أكثر من ذلك !
- ثم أستاذي الفاضل- لا تقولوا غير الذي قاله المولى العليم الخبير .. قال الله خالق الألسنة في ءاية البقرة 340 ( ... إلا إبليس أبى واستكبر وكان من الكافرين )– بالواو-
كانهنا بمعنى الكينونة كان في علم الله الذي خلقه. أما أنتم فقلتم " ... هو الوحيد الذي استكبر عن السجود لآدم ... واستعلى فكان من الكافرين." – بالفاء- التي تفيد الصيرورة كما بيّنت، وبينت ولن أزال أبيّن – ويا للأسف !أليس ذلك تناقض !?
- لم يقل الله ولن يقول ذلك !فكان: أي فصار بعد عدم سجوده – ( أفلا يتدبرون القرءان ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيرا )النساء 82 إذ الملائكة كما بيّنت ، وبيّنت ولن أزال أبيّـن !وياللأسف ( لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يومرون ) .
7) – أستسمحكم – ثانية – أستاذي – لم يكن الضمير في قوله تعالى : ( ... وقضى بينهم بالحق ...) رغم أنني بيّنت أن ذلك القضاء في الآية 75 من سورة الزمر إنما هو تأكيد لما جاء قبلها في نفس السورة وفي الآية 69 ( ... وقضى بينهم بالحق وهم لا يظلمون ) قبل أن يذكر لنا الملائكة في الآية 75 التالية وإنما كان ذكرهم - في جملة اعتراضية- : ( وترى الملائكة حافين من حول العرش يسبحون بحمد ربهم...) ليجـلّي لنا - سبحانه وتعالى- ذلكم المشهد العظيم – حينها-.
- ثم أيها الأستاذ الفاضل- قوله بعد ذلك : ( ووفيت كل نفس ما عملت وهو أعلم بما يفعلون ) الآية 70. لا يمكن أن تدخل في قوله : ( ... كل نفس ما عملت ...) الملائكة !!وماعملت الملائكة ?حتى توفّى عملها !?لنتدبر في ذلك – أيها الأستاذ- ولنتدبـــر- كذلك – مع الآيات التالية: ( ... إن ربك يقضي بينهم يوم القيامة فيما كانوا فيه يختلفون ) يونس 93. وغافر 78. وءايتي الزمر 69/75 والجاثية 17. وكذلك ءايات النحل 124 والسجدة 25.
- ثم - أيها الأستاذ – قوله تعالى : ( وترى الملائكة حافين من حول العرش يسبحون بحمد ربهم ...) جملةمعترضة بين مشاهد يوم الحشر، يوم الجزاء. مشهد ءاخر بين الذي قضى بينهم بالحق وسيقوا إلى الجنة زمراً وبين الذين سيقوا إلى جهنم زمراً.( ... فنعم أجر العاملين ) الزمر 72.و ( ... فبيس مثوى المتكبرين ).
- فحسب قولكم : فإن الملائكة تحاسب وتعاقب وتدخل النار. لنستغفر الله يا أستاذ !ما كان لأهل القرءان أن يقولوا مثل هذا !( يكاد السماوات يتفطرن ...) .
8) إستفسرتم –أستاذي – عن معنى قوله تعالى في ءاية الزمر68 ( ... فصعق من في السماوات ومن في الأرض إلا من شاء الله ...) ولم تذكروا الإستثناء !كمـن يستدلّ بـ: ( ويل للمصلين... ). وما معنى هذا الإستثناء يا أستاذ !. ( ... إلا من شاء الله ...) ونظيرها في كتاب الله ءاية النمل 87 ( ... ففزع من في السماوات ومن في الأرض
إلا من شاء الله...) وقوله – بعد ذلك –( وهم من فزع يومئذ ءامنون) النمل 89. فالملائكة – إذاً – هم ممن استثنى الله !أو هم كل من استثنى الله !ولا – شك في ذلك .