هايتي
ما بين غزة وهايتي

زهير قوطرش في السبت ٢٣ - يناير - ٢٠١٠ ١٢:٠٠ صباحاً

 

 
 
ما بين غزة  وهايتي:
 
ما حدث في هايتي هو مأساة إنسانية بكل المقاييس, دفع ثمنها الناس الفقراء والأغنياء,من أطفال ونساء وشيوخ ورجال ,لم يستثني الحدث أحداً.... كان من كان.دمار شامل قتلى وجرحى ...  فوضى عارمة, حيث انعدم الأمن ,وصار قانون البقاء هو الذي يحكم الضمير الإنساني ,كثرت أعمال السلب والنهب ,الكل يبحث عن لقمة عيش وشربة ماء ,أو دواء يضعه على جرحه ليخفف ألامه .
المحصلة مئات الألوف ممن قضوا ,ومئات الأ&aaedil;لألوف تشردوا وصاروا بدون مأوى.
العالم إزاء هذا الحدث المروع ,تصرف بسرعة ومسؤولية ,أعمال الإغاثة شاركت فيها الكثير من الدول ,المعونات الغذائية والطبية ,تم تجهيزها وترحيلها على الفور الى المناطق المنكوبة....القوات الأمريكية المارينز ,سيطرت على المطار وانتشرت كما يقال لحماية الأمن ,رغم اعتراض دول أمريكا اللاتينية اليسارية على هذه الخطوة ,التي اعتبروها مرحلة أولى في استغلال الحدث للسيطرة على هايتي.
لن أدخل في نقاشات لاهوتية ,لتحليل أسباب هذه الهزة الأرضية العنيفة على هذا البلد الفقير والتي اعتبرها بعض رجال الدين وكالعادة ,مؤشر على غضب الله .لانتشار المعاصي والرذيلة والخطايا بين أفراد هذا الشعب.هم أحرار في تحليلاتهم.
من منطلق إنساني ,فأني تأثرت الى درجة البكاء كلما شاهدت تلك المناظر التي نقلتها شاشات الفضائيات بالصوت والصورة في هايتي  .وخاصة معاناة الأطفال ,والنساء والشيوخ من أمثالي ....ساهمت بما أقدر عليه من خلال منظمات الإغاثة المتواجدة في البلد الذي أعيش فيه مثلي مثل أبناء هذا البلد الغربي الطيب  الذي يدين أهله بدين المسيحية ,يحملون تعاليم المسيح عليه السلام ,التي تواترت إليهم كقيم أخلاقية إنسانية يؤمنون بها ويطبقونها سلوكاً وعملاً.
قال الله تعالى في كتابه:
 الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا وَهُوَ الْعَزِيزُ الْغَفُورُ
 
وبالوقت نفسه ,لا أدري لماذا استحضرت في غمرة هذا الحدث المؤلم ,ما يجري على شعب غزة المسكين,وسألت نفسي ,ما الفرق بين ما حدث لشعب هايتي والشعب الفلسطيني في غزة.؟
العدوان الإسرائيلي المجرم ,كان بمثابة هزة عدوانية سببها جيش الاحتلال البغيض , الذي دمر البشر والحجر , ألاف القتلى والجرحى سقطوا ,ألاف من الأطفال والنساء والشيوخ  الذين تشردوا ....ومع كل أسف ,لم يتحرك العالم لمساعدة هذا الشعب ,كما تحرك إزاء الهزة الأرضية في هايتي,إلا من بعض الدول والقوى التي تؤمن بحق الشعوب في العيش بسلام .وتكافح مع الشعب الفلسطيني في نضاله ضد مخطط الشر والعدوان العالمي حيث  قامت بدعم أهل غزة معنوياً وسياسياً.
لم تنزل قوى المارينز في غزة ,لتقول لإسرائيل العدوانية كفى. حتى المعونات الإنسانية خضعت لآلية الحصار الإسرائيلي ,هذه الآلية التي وضعها الاحتلال بغية إخضاع الشعب الفلسطيني لإجباره على الخنوع لمخططه العنصري. فقام بإدخال الحد الأدنى من المساعدات الإنسانية ,خجلاً أمام العالم ...ولولا الرأي العام العالمي ,لقامت إسرائيل بتجويع شعب غزة حتى الموت.
منذ العدوان ,وحتى هذا اليوم ,لم يفعل العالم أي شيء لحل المشاكل الإنسانية  التي مازال شعب غزة يعاني منها كل يوم .
 فهل يمكننا بعد ذلك أن نتحدث عن عدالة العالم اتجاه مصائب الشعوب!!!
 
وهل يمكننا أن نطالب شعوب الدول العربية والإسلامية ,بعدم دعمهم للإرهاب في العالم  ومباركته إذا استمرت معاناة أهل غزة إلى ما لانهاية ....أليس لهم عيون ترى وآذان تسمع!!!!!
اجمالي القراءات 9988