مبارك ــ لابارك الله فيه

فوزى فراج في الأحد ٢٦ - نوفمبر - ٢٠٠٦ ١٢:٠٠ صباحاً

مبارك ــ لابارك الله فيه

كنت قد كتبت المقاله التاليه بعد قراءة مانشرته ابواق دعايه الحكويه المصريه على خطاب ( الرئيــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــس) غير انى لم اسمع او اقرأ خطابه, لحسن الحظ .

وقد لفتت نظرى هذه العناوين من جريدتى الجمهوربه والاهرام يوم 20/11/2006

نواب الشعب والشوري ل "الجمهورية":
خطاب مبارك علامة فارقة في مسيرة الإصلاح السياسي
الرئيس وضع أسس التعديلات الدستورية ل 30 عاماً قادمة
مجلس الوزراء يناقش تكليفات الرئيس.. في اجتماعه القادم
ميثاق وعهد بين القائد والشعب للمرحلة القادمة .. مناخ من التفاؤل يسود الجماهير والبورصة تنتعش
(((االجمهوريه 20/11/06)))

لا أقبل الضغوط‏..‏ ولا أنحني إلا لله
مبـارك في خطابه أمـام مجلسي الشـعب والشـوري‏:‏
نحاذر من قفزات غير محسوبة تعرض تجربتنا الديمقراطية للانتكاس
مشكلاتنا لا تستعصي علي الحل وطموحاتنا وآمالنا قابلة للتحقيق
أدعو الحكومة إلي تحقيق نتائج يلمسها المواطن
في مجالات التعليم والصحة والنقل والإسكان
(((الاهرام نفس التاريخ)))


بعد كتابة المقالة السابقه بعنوان " القيمه الفعليه لصوت الناخب -1" طالعتنى الصحف المصريه بعناويين مثيره, مثلا, قالت صحيفة الجمهوربه ( الرئيس وضع اسس التعديلات الدستوريه ل 30 عاما قادمه) الله الله الله الله الله , يبدو ان فخامته سوف يسيطر على التعديلات الدستوريه لمدة 30 عاما اخرى, اى بعد مايقرب من 30 عاما من الحكم , فسوف يكون لسيادته السلطه والحل والربط والامر ل 30 عاما اخرى. ولربما بعد ان يذهب, سوف تمشى وتسير الحكومه (على نفسه وعلى صيته واوامره وتوجيهاته لمدة 30 عاما اخر) ولو كانت الاعوام الثلاثون الماضيه مثالا يحتذى به على مايمكن ان يقدمه ويحققه فخامته , لأستطعنا ان نقول بكل ثقه ان ماسيحدث فى الاعوام الثلاثون الاتيه سوف يساوى صفرا , فالصفر زائد صفرلا يساوى الا صفر. اذا كان سعادته و فخامته و عظمته لم يقدم لمصر اى اصلاح سياسى يشار اليه خلال مايقرب من 30 عاما, فلم نعتقد انه سيقدم اى اصلاح على الاطلاق, هناك شيئ معروف لدى العالم يسمى المنطق والتجربه والاستنتاج, وجميعهم لايبشرون بأى خير من هذا المبارك لابارك الله فيه. ولست اعجب اذ يكرر الكاذب كذبه, ولكنى اعجب ان يعتقد البعض انه تاب عن الكذب, هناك مثلا يقول اذا خدعتنى مرة , فعيب عليك, اما ان تخدعنى مرتين فالعيب يكون على انا , ولكنه وشلته وابواقه لايزالوا يكررون التضليل والاستخفاف بالعقول ليس مرة او مرتين بل مئات المرات على مدى اكثر من ربع قرن.

لازال جنابه يتحدث عن الاصلاح وعن تعديل الماده 76 من الدستور, الم يعدلها فى العام الماضى؟؟؟؟, الم يقل لنا هو وعصابته ان هذا التعديل هو خير ما يمكن تقديمه, الم يقولوا ليس فى الابداع والامكان احسن ولا اعظم مما كان. لم لانعود الى نفس الابواق التى كانت تدق له فى العام الماضى, وليس ذلك ببعيد, لم لانعود الى عناويين الجرائد نفسها, منذ شهور, وليس منذ اعوام, لقد كنت اود ان اقول ان تلك الجرائد قد فقدت مصداقيتها, ولكن لا استطيع ان اقول ذلك, فمن لم يكن لديهم اى مصداقية منذ اكثر من خمسون عاما, لايمكن ان يوصفوا بأنهم فقدوها, وكما بقال ان فاقد الشيئ لايعطيه.
لقد قال البعض فى مناقشه ما, ماذا سيحدث لمصر بعد مبارك, فقلت لهم ساخرا ماذا سيحدث لمبارك بعد مصر.

ثم قالت الجربده ان مبارك كلف الحكومه بتعديل الدستور, لقد كنت ـ لسذاجتى ـ اظن ان الدستور يتم تعديله بمعرفة الشعب وممثلى ونواب الشعب , وليس بمعرفة الحكومه, كما ان الحكومه لا تختص بالمساس بالدستور او  حتى بإقتراح تعديله, ولكن كيف لمن هم على جهل وسذاجة مثلى بمعرفة اى شيئ , مبارك هو كل شيئ , هو الرئيس , وهو الحكومه , وهو القائد الملهم , وهو الناصح العالم بكل وشتى وكافة وخاصة وعامة الأمور , وهو الذى بيده مقاليد كل شيئ, وهو فى مصر من يقول للشيئ كن فيكون, وهو الذى لايخطئ ابدا ابدا ابدا ابدا ابدا, بل من المحال ان يخطئ , اللهم لاحول ولا قوة الا بالله العلى العظيم.

لو كان هذا هو خطابه الاول, لو كان قد تسلم اليوم زما م الرئاسه وادلى بهذا الخطاب الذى يقدم فيه رؤيته لما يواجهه الشعب من تحديات كنتيجه لنظام سابق, لكان ذلك مما يدعو الى التفاؤل والى الامل فى المستقبل, ولكنه هو نفسه النظام السابق والذى فى عهده انهارت كل المؤشرات الاقتصاديه, وانخفضت معدلات ومقاييس ومعايير الحياه للمواطن المصرى فى كافه المجالات, ولايمكن انكار ذلك, حتى من سيادته, فهو يوصى الحكومه بمواجهة مشاكل الصحه والتعليم والاسكان والنقل, فماذا تبقى, لقد انهار التعليم خلال فترة رئاسته , والاسكان والنقل والصحه. وارتفعت الاسعار بمعدلات اكبر من العالم اجمع, وانخفضت القيمه الشرائيه للعمله المصريه محليا وعالميا, فماذا يستطيع سيادته ان يقول انه قد حقق للشعب المصرى خلال اكثر من ربع قرن. بل هل يستطيع ان يقول شيئا.

انه يتحدث وكأنه يملك العالم , وكأن العالم يأتمر بأمره, من الذى يضحك على من !!!
يقول انه لاينحنى لغير الله, وذلك مايقوله اكثر من مليار مسلم اخر, فهل قلت من جديد يا سيادة الرئيس, وانه لايقبل الضغوط, اليس ذلك اعترافا ضمنيا ان هناك ضغوطا, وكونه يقول انه لايقبلها, فلاجدال ان تلك نكته اخرى من نكته السخيفه التى لا تضحك احدا.

لازال يحذر من قفزات غير محسوبه تضر بالديموقراطيه المصريه, اى قفزات يتحدث عنها , ان مصر محلك سر لأكثر من ربع قرن وكل القفزات كانت للخلف منذ اكثر من نصف قرن, ويردد تجربتنا الديموقراطيه, والله اننى اكاد اتقيأ كلما سمعت كلمه الديموقراطيه تتردد منه ومن امثاله, اى ديموقراطيه يتحدث عنها, لو عقرته الديموقراطيه فى مؤخرته لما استطاع ان يميزها او يتعرف عليها.

اما قوله ادعو الحكومه ان تحقق النتائج ((بلمس)) المواطن, فهل يعرف المواطن المصرى ما معنى لمس المواطن, انه يترجم ترجمه حرفيه ما يقال له او مايقرأ له, مثل مايقوله الغرب
Stay in touch with the people.
وهى لا تعنى الترجمه المباشره لكلمة ( لمس) ولكن تعنى ( قريبا من ) ولم يسأل نفسه هذا السؤال, هل ( لمس ) هو شخصيا المواطن, هل يعرف فخامته مايواجهه المواطن فى حياته اليوميه, متى كانت المره الاخيره التى حاول ان يركب تاكسى, او ان يذهب الى السوق لشراء اى شيئ, هل تذوق نيافته رغيف العيش المصرى , هل حاول ان يبحث عن مسكن لأحد ابنائه, هل تحدث مرة واحده ولو لمدة دقيقه مع من يسكنون المقابر, هل حاول ان يتعامل مع موظفى حكومته فى تخليص اى اوراق رسميه, هل حاول ان يعرف مايتعرض له خريجى الجامعات من البحث عن وظيفه, هل يتناول سعادته او اى من افراد اسرته اى من الادويه المحليه, هل وهل وهل وهل , ثم يجد فى نفسه الجرأه ان ينصح الحكومه (بلمس) الشعب.

ويقول مشكلاتنا لا تستعصي علي الحل وطموحاتنا وآمالنا قابلة للتحقيق , لوكان لديه امانه مع نفسه اولا, لأحصى تلك المشاكل التى يتحدث عنها , ثم عاد ليتساءل متى بدأت, وما الذى كان يفعله طوال اكثر من ربع قرن. هناك من الاقوال المصريه مايثير الضحك وما يثير العجب, وما يثير التقزز, ولكن هناك ايضا من الاقوال المصريه ما هو الحق والحق وحده, وينطبق عليه المثل, اللى اختشوا ماتوا, فلم يعد لديه اى حياء, بل ربما لم يعد لديه ما يخشاه من شعب كمايقولون, زماره تلمه وعصايه تجريه. ولكن المشكله ليست هو , المشكله هى ذلك الشعب الذى يستمع اليه, ويشترى جرائده ليقرأها بما فيها من غثاء واكاذيب وتفاهه, ولوقاطع الشعب شراء وقراءة جرائد الحكومه لمدة شهر واحد ووفر ثمنها,فلربما يفكر سيادته ولو لدقيقه واحده ان هناك من الشعب من يقول اريحونا من الأكاذيب لا اراحكم الله.

اجمالي القراءات 21564