النفاق
هل أهل القرآن منافقون؟

زهير قوطرش في الأحد ٢٧ - ديسمبر - ٢٠٠٩ ١٢:٠٠ صباحاً

 

 أهل  القرآن, هل هم منافقون؟
 
ما دعاني الى كتابة مقالتي هذه ,هو تجربتي الشخصية التي أستطيع أن اسميها تجربة حياة مع العديد من التنظيمات الإسلامية والشخصيات الإسلامية ,وبعض الأفراد العادين القائمين على أمور المسلمين.
مشكلة المسلمين ,وخاصة الذين يتربعون على عروش القيادة ,من خطباء مساجد الى مشايخ وعلماء ,أنهم يعلنون عكس ما يضمرون .
كوني ot;>كوني كنت واحداً من صفوف اليسار العربي والعالمي وما زلت ,لكني تزينت بالإيمان القرآني ,هذا الموقع جعلني في نظر الكثير من المسلمين شخصاً حيادياً ,يفتحون له أسرار قلوبهم ,وخاصة  حول معتقداتهم الطائفية والمذهبية ,ويعملون  باستمرار على تشويه صورة الأخر أمامي قد الإمكان  للصعود على أكتافه.
أهل السنة  ,في أحاديثهم الجانبية ,لا يتركون شاردة ولا ورادة عن أهل الشيعة إلا ويحاولون استغلالها ,لوصفهم بأقبح الأوصاف العقدية التي لو صحت ,لكان أهل الشيعة أكثر ضلالاً من قوم فرعون.
وأهل الشيعة بالمثل . في أحاديثهم الجانبية يتعرضون لأهل السنة بالقدح والسب ,كونهم حرفوا العقيدة وكأن أهل السنة هم من لعنهم الله.
 لا أنكر أن في المتعصبين من الطرفين مخلصون لدينهم,يظنون أنهم بكراهيتهم للفريق الأخر,يطيعون الله ورسوله وأنهم مأجورون على ما يقومون به من التعريف بسلبيات الأخر دون إيجابياته.
لكن المشكلة الأكبر ,والتي واجهتها مع الفريقين هي أنه عند اجتماعهم في مجلس واحد يضمهم تتغير اللهجة ,ويبدأ الإطراء بأننا مسلمون لله, وديننا وواحد, وكتابنا واحد.وأننا أي السنة نحترم أهل البيت والأمام علي ,ونحترم الأئمة  وعلماء الشيعة  كونهم ذخراً لهذه الأمة ,وأن من ينشر الخلافات التي لا أساس لها من الصحة هم أعداء الإسلام ,ونحن مع الوحدة الإسلامية .ويقابلهم أهل الشيعة بمدحهم أبو بكر وعمر, وأن موضوع الخلافة يجب أن لا تفرقنا ....وهكذا .
 
"كبر مقتاً عند الله أن تقولوا ما لا تفعلون"
 
هذا النوع من النفاق ,هو من أخطر ما تواجهه الأمة ,وخاصة أن المتنفذين من الفريقين ,يعلنون الاتفاق في الاجتماعات العلنية ومن على الفضائيات  ,ويحرضوا بالسر أتباعهم على التعصب ومهاجمة الأخر.
أمام هذا الواقع المؤلم .....سألت نفسي سؤالاً بسيطاً .هل أهل القرآن أيضاً منافقون؟
 
استعرضت كتابات أهل الموقع ,وتصريحاتهم المختلفة ,ووجدت أن الاتجاه أو الخط  العام الذي يسيرون عليه ,لا يمكن أن يكون خط نفاق...والسبب في ذلك أمرين.
 
الأول ترفعهم عن الانحياز الى أحد الفريقين , بل العكس من ذلك هم يقومون على تقويم فكرهم التراثي ومحاولة إعادته الى الكتاب الجامع.
الأمر الأخر ..دعوتهم الى العودة إلى كتاب الله التي لا يمكنها أن تحتمل مبدأ النفاق ,كون كتاب الله تعالى حارب النفاق والمنافقين ,وسنة الله تعالى لا نفاق فيها هي واضحة عقدياً وتشريعياً .ولا حاجة بهم الى النفاق فيها  ,لأنهم لا يتعصبون لمذهب أو طائفة أو طريقة.
 
والأمر الأهم هم رفضهم التعامل مع أي كتاب أخر مهما كانت مكانته التراثية ,وتقديسه من قبل الأطراف المعنية .كون هذه الكتب ما عدا كتاب الله هي مصدر الخلاف الدائم والمستمر ,والتي  إذا بقيت على مكانتها المقدسة , سيبقى الخلاف الى يوم الدين ,وهي من جهة أخرى مصدر النفاق بامتياز .واعتبارهم  أي أهل القرآن أن كتاب الله هو القيم والمهمين قولاً وفعلاً.وكونهم ليسوا طرفاً في الصراعات المذهبية والطائفية ,بل هم هدف الهجوم من قبل أئمة النفاق الإسلامي .فهم بعيدون عن أن ينافقوا أحداً.
 
فإذا أراد المسلمون العزة والوحدة  ,فالعزة  في طاعة الله والوحدة تحت راية لا إله إلا الله وأن ما جاء به محمد (ص) رسول الله هي سنة الله التي لا تبديل فيها ولا تغير.
 
" لَوْ أَنْفَقْتَ مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا مَا أَلَّفْتَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ أَلَّفَ بَيْنَهُمْ إِنَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ"
اجمالي القراءات 13308