استنكارا للحملة على سويسرا فى حظر المآذن
بيان من المركز العالمى للقرآن الكريم

آحمد صبحي منصور في الأحد ٠٦ - ديسمبر - ٢٠٠٩ ١٢:٠٠ صباحاً

بيان من المركز العالمى للقرآن الكريم : إستنكارا للحملة على سويسرا فى حظر المآذن
 

1 ـ يستنكر المركز العالمى للقرآن الكريم تلك الحملة المصطنعة التى يشنها المتطرفون المنتسبون للاسلام على سويسرا بشأن موضوع المآذن ، ويعتبر المركز العالمى تلك الحملة سلسلة من خطة طويلة الأجل لتعميق العداء بين المسلمين و الغرب .

ويؤكد المركز العالمى للقرآن الكريم أن هذا العداء من المتطرفين للغرب يتنافى مع دستور الاسلام ، ومن بنوده إن الله جل وعلا خلق الناس من اب واحد وأم واحدة أى أخوة ، وجعلهم مختلفين فى اللون واللغة  ليتعارفوا سلميا وليس ليتباغضوا حربيا  ( 49 /13 ). كما أن العلاقة مع الأخوة من أهل الكتاب يجب أن تؤسس على التنافس فى الخير و التسابق فى الخيرات ، وتأجيل الخلافات الدينية الى يوم القيامة حيث يحكم بيننا رب العزة فيما نحن فيه مختلفون ( 5 / 48 ). ومن التنافس فى الخير التسابق فى تأكيد الحرية الدينية للأقليات الدينية ورعاية حقوقها، و نصرة المضطهدين فى العالم ، وإغاثة المنكوبين والجوعى .

ويشهد المركز العالمى للقرآن الكريم أن تلك القيم الاسلامية الواردة فى القرآن ينفذها الغرب المسيحى بدون معرفة بوجودها فى القرآن ، بينما ينتهكها قادة المسلمين السياسيون والدينيون ، وهم على علم بمخالفتهم للاسلام وما جاء فى القرآن .

2 ـ أولئك المتطرفون أول من يعلم أن الصلاة فى الاسلام تجوز فى أى مكان بدون الحاجة الى بناء مسجد ، وهم الذين يرددون حديثا منسوبا للنبى محمد عليه السلام يقول ( جعلت لى الأرض مسجدا وتربتها طهورا ) بمعنى أن يصلى المسلم على التراب فى أى مكان .

أولئك المتطرفون يعلمون أن إقامة المآذن ليس تشريعا اسلاميا ، وأن المسجد الذى أقامه رسول الاسلام فى المدينة كان غاية فى البساطة ، مجرد حيطان وسقف بسيط ومفروش بالحصى ،وأن عمر بن الخطاب استنكر تجصيص وتزيين المساجد ،ولكن حينما عرف العرب المسلمون الترف قلدوا النموذج المسيحى فى إقامة الكنائس ، فأضافوا مآذن للمساجد تحاكى فى الشكل أبراج الكنائس وتنافسها فى الزخرفة والطول ، ثم غلب التعصب على المسلمين فى بعض العصور فحرموا إقامة الكنائس ، تمسكا بالتعصب الدينى فى العصور الوسطى،والذى ساد فى أوربا وبلاد المسلمين معا .

ثم تخلصت أوربا من سيطرة الكنسية ونهضت وتبنت العلمانية والديمقراطية والحرية الدينية وحقوق الانسان ، وكان المسلمون على وشك اللحاق بهم لولا قيام الدولة السعودية ونشرها ـ فى عصرنا الحديث ـ أكثر مذاهب المسلمين تعصبا فى العصور الوسطى ، تحت اسم الوهابية .

وبنفوذها النفطى وتأييد السياسة الأمريكية لها أتيح للوهابية أن تختطف اسم الاسلام ، وأصبح الاسلام متهما بالتطرف و الارهاب والتزمت والانغلاق.

3 ـ وربا وبلاد المسلمين

 

 

 

سويسرا تعتنق الديمقراطية المباشرة ، وبالديمقراطية المباشرة قررت ما قررته . والاعتراض هنا مرفوض ليس لأنه تدخل فى قرار شعب جاء بالطريق الديمقراطى ،ولكن لأنه قرار لا يمس الحرية الدينية ، ولا ينتهك فريضة اسلامية . يكفى أن فى سويسرا المسيحية يتمتع المسلمون بحرية دينية يحسدهم عليها المسلمون فى بلادهم الأصلية .

 

4 ـ فى سويسرا يستطيع المسلم ان يشترى كنيسة ويحولها الى مسجد، ولكن لا يستطيع القبطى المصرى إصلاح دورة مياه فى كنيسته الآيلة للسقوط إلا بعد موافقة رئيس الجمهورية أومن ينوب مكانه .

أليس من السخف أن يثور أولئك المتطرفون على ما تقرره سويسرا على أرضها بينما يسكتون عن معاناة المصريين والعرب و المسلمين من الاستبداد و الفساد ؟ ألم تصل الى مسامعهم صرخات الأبرياء المعذبين فى السجون ومراكز الشرطة العادية و الشرطة السياسية (أمن الدولة ) ؟

لم يتحرك لديهم شىء إسمه الضمير وهم يعلمون أن شيخا مثلهم اسمه حسن شحاته خرج من السجن محطما جسديا من التعذيب ومحطما نفسيا بعد أن أرغم الجلادون إبنه على التبرؤ منه ؟ كل جريمة الشيخ حسن شحاته أنه مارس حقه فى إعلان معتقده الشيعى فى مسجد وحيد ، بينما تتكاثر المساجد الوهابية فى كل ركن فى مصر .

للسنيين الحق فى إنشاءمساجد تفوق عدد سكان مصر ، ولكن ليس للشيعةالمصرين الحق فى بناء مساجدهم ودور عباداتهم ، وليس من حق الأقباط بناءكنائس لهم .!!

أما القرآنيون المستضعفون فى الأرض فليس من حقهم ـ أصلا ـ الصلاة ـ معا ـ فى بيوتهم ، بل يرغمونهم على حضور الصلاة فى المساجد السنية ليسمعوا بأنفسهم الهجوم عليهم وتكفيرهم.

هذا كله لا يحرك ساكنا لشيوخ السلطان .!!

لم يتحرك لديهم الضمير حين كان عبد اللطيف سعيد ورفاقه من القرآنيين عام 2007 يتعرضون للضرب والسحل والكهرباء فى امن الدولة فى شبرا الخيمة و مدينة نصر،وتحت التعذيب كانوا يستجوبونهم  فى عقائدهم وكيفية صلاتهم .!! وهو نفس ما كانت تفعله محاكم التفتيش فى العصور الوسطى .

 

5 ـ أولئك الشيوخ يشاركون فى ارساء الاستبداد والفساد والتعذيب وانتهاك حقوق الانسان ،ولذا تراهم يفتعلون القضايا  ويثيرون الأزمات مع الغرب لالهاء الناس عن حقوقهم الضائعة .

ولا نستبعد أن تكون تلك الضجة مفتعلة لالهاء الناس عن قضية خطيرة  بدآ المركز العالمى للقرآ ن الكريم طرحها للمناقشة ،وهى قضية الجهاد السلمى والسياسى و التنويرى لتحرير البيت الحرام فى مكة و الحج الاسلامى من السيطرة السعودية.

 

 

 

اجمالي القراءات 14658