إستخف قومه فأطاعوه

محمد دندن في السبت ٠٥ - ديسمبر - ٢٠٠٩ ١٢:٠٠ صباحاً

 

                      إستخف قومه فأطاعوه                                                                              
 
قبل البحث في الأسباب و المسببات، أنظر في المرآة.فما تراه هو واحد من المسؤولين و ليس المسؤول الوحيد عما انحدرت إليه أمورنا و مصائرنا كمجتمع. أنت بِصَمْتِك َو عدم اكتراثك وعدم تفاعلك و عدم اهتمامك بما حولك و بمن حولك ،أديت خدمة لا تقدر بثمن لمن استعبدك و استعبدني من أهل الداخل قبل لوم من استعبدنا من أهل الخارج. و كما أنّ على قدر أهل العزم تأتي العزائم،فإن المسؤولية على قدر الطاقة.فإذا كنت من كبار أعوان نظام فاسد ،فمسؤوليتك عن استمرار هذا النظام الفاسد هي تبع لمقدرتك على وضع حد لاستمراريته
 
.خذ أدنى رجل شرطة رتبة مثلاً ،عندما يرضى هذا الشرطي أن يكون هراوة بيد المستبد يهوي بها على المستضعفين من قومه، ألم يَدُرْ بخُلده أنه لولاه لما استطاع هذا المستبد أن يستمر باستبداده و ظلمه للعباد؟ عندما صال صدام و جال في العراق و استباحه، هل فعل ذلك بمفرده؟عندما اعتدى (و استُعْدِيَ)على جارته إيران،هل فعل ذلك لوحده؟(الرجاء لا تنسوا كل من كان شريكاً له من بقية المستبدين،من دعواتكم).ألا تعتقد يا سيدي الضابط رفيع المستوى،صاحب الأكتاف المرصعة بالنجوم،أنه لولاك لما استمر مبعوث العناية الإلهية في استبداد أهلنا في ليبيا للأربعين سنة الماضية؟ ألم يحن الوقت بعد لأن ينهض واحد أو مجموعة من رجالات تونس و يقولوا لمصبوغ الشعر،شكر الله لك، فُكْ عنا واذهب و استغفر ربك ما تبقى لك من العمر لما فعلته  بتونس و بأهلها ؟.ألا يخجل واحد ، واحد فقط ، من الملأ (بالمفهوم القرآني)من علية القوم في مصر، أن يستهزأ بكم، و يستخف بكم، و لا يستعبركم، من نزل بمصر و سمعتها إلى الحضيض؟أليس بينكم من يشعر بالمسؤولية تجاه جزر القمر؟ و يشهد الله أني لا أقولها استخفافاً بجزر القمر، البلد العضو في جامعة أنظمة حكمكم العربية؟،و لكن ذكّر بالقرآن من يخاف وعيد. ماذا فعلتم لانتشال الصومال من محنتها؟ أليس من السخف الذي ما بعده سخف أن يتحكم في أمور معاشنا و حتى معادنا، بعض الأشخاص ، جل همهم عدم ظهور شعرة بيضاء في فروة رؤوسهم ؟ عند قراءتكم للقرآن الكريم،إذا كنتم تقرؤونه ولم تكلفوا أحداً من مساعديكم قراءته بالنيابة عنكم، هل قلّبتم صفحتين معاً،ولم تقرؤوا قوله تعالى مخاطباً رسوله عليه السلام: "إنك ميت و إنهم ميتون"؟ هلا مر بخاطركم أنكم لن تبقوا في مناصبكم إلى الأبد؟
 لماذا لا نسمع عن حركة مسلحة لتوحيد الصحراء الغربية مع المغرب و الإطاحة بالنظام الملكي الوراثي الذي يتنافى و النص القرآني و الذي لايختلف مسلمان على قطعية ثبوته و القائل(و أمرهم شورى بينهم)؟ ماذا دهى القوم لكي يفكروا بالإنفصال و التشرذم بدلاً من تغيير أنظمة الحكم المستبدة؟ و ما مثل دارفور عنا ببعيد؟ هل نحن تجسيد لقوله تعالى(أمرنا مترفيها ففسقوا فيها فحق عليها القول فدمرناها تدميراً)
 
أنظمة حكم تتراوح بين ملكيات وراثية مطلقة (بعضها يتشدق بانها دستورية) و دكتتوريات مستبدة في وضح النهار ، و أخرى تحاول أن تضفي على نفسها شيئاً من المصداقية بإجراء إنتخابات صورية . تخيل معي من فضلك، لو أن صدام على علاّته التي لا تغتفر ، أعلن بعد دخوله الكويت ، أن العراق جزء لا يتجزأ من الكويت و ليس العكس،و أنه قرر تسليم مقاليد الأمور إلى من يختاره الشعب ؟ الا تعتقد أن مجريات الأحداث كانت ستأخذ منحىً قد يكون افضل مما آلت إليه؟ تذكر...قلت تخيل؟ نفس الأمر مع حافظ الأسد و قصته مع لبنان ؟
 
إن عملية (لا يغير الله ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم) تبدأ بالفرد ثم بالأسرة فالمجتمع . و قبل الشروع في أي عمل إيجابي يتطلب منك جهداً، هناك عمل لا يتطلب منك أي جهد على الإطلاق، و هو الإمتناع عن تأييد الظلم و الأستبداد. إن فعلت....فلن تطول مسيرة الخلاص
       
اجمالي القراءات 12374