لمحــات قرآنيــة عن الدولة المصــــرية في عصــر موســى
ثالثا : فرعون موسى

آحمد صبحي منصور في الثلاثاء ٢٠ - أكتوبر - ٢٠٠٩ ١٢:٠٠ صباحاً

 

ثالثــا: لمحــات قرآنيــة عن الدولة المصــــرية في عصــر موســى عليه الســــــلام : فرعون موسى

بين ملك الهكسوس وفرعون مصــــــر :

1 ـ من القرآن نلمح عناية النظام الهكسوسي في مصر بأبناء يعقوب ( إسرائيل) فاستقدمهم أخوهم يوسف بن&Yute;وسف بنفسه ، ودعاهم وهو علي الحدود لأن يدخلوا مصر آمنين .
ومن المنتظر أن ينعم أبناء إسرائيل( يعقوب ) برعاية ملوك الهكسوس بعد عصر يوسف، لأن الهكسوس وأبناء إسرائيل ينتمون معا إلي منطقة خارجية آتت إلي مصر من الشرق ، وهم معا أجانب يتمتعون بكراهية الوطنيين المصريين .
وفي التوراة الموجودة لدينا نصوص عن اهتمام ملك الهكسوس بأسرة يوسف، وتقول: ( وسكن إسرائيل في أرض مصر في أرض جاسان وتملكوا فيها وأثمروا وكثروا جدا ، وعاش يعقوب في أرض مصر سبع عشرة سنة . وسكن يوسف في مصر هو وبيت أبيه.. .. ومات يوسف وكل جميع اخوته وجميع ذلك الجيل . وأما بنو إسرائيل فأثمروا وتوالدوا ونموا وكثروا كثيرا جدا وامتلأت الأرض منهم).
 
2 ـ والتاريخ المصري ينبئنا بأن المصريين ما لبثوا أن ثاروا علي حكم الهكسوس وأسسوا الحكم الوطني الفرعوني بعد أن دحروا الهكسوس إلي ما وراء الشام،  ومن المنتظر بعدها أن تتبدل أحوال بني إسرائيل من العز الذي كانوا يتمتعون فيه في عصر الهكسوس إلي الاضطهاد بعد مجيء الحكم المصري الفرعوني الذي لابد أن ينتقم من كل أعوان الحكم الأجنبي .
تقول التوراة " ثم قام ملك جديد علي مصر لم يكن يعرف يوسف
، فقال لشعبه هو ذا بنو إسرائيل شعب أكثر وأعظم منا ، هلم نحتال لهم لئلا ينموا فيكون إذا حدثت حرب أنهم ينضمون إلي أعدائنا ويحاربوننا ." أي كان خوف فرعون منهم هو سبب اضطهاده لهم.
 
3 ـ ويقول رب العزة في القرآن "إِنَّ فِرْعَوْنَ عَلَا فِي الْأَرْضِ وَجَعَلَ أَهْلَهَا شِيَعًا يَسْتَضْعِفُ طَائِفَةً مِنْهُمْ يُذَبِّحُ أَبْنَاءَهُمْ وَيَسْتَحْيِي نِسَاءَهُمْ إِنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ :4 القصص "
وهنا رأي جديد نلمحه من خلال الآية الكريمة ، إذ أننا أمام فرعون ـ وليس مجرد ملك ـ وهو فرعون أوتي أسباب القوة " عَلَا فِي الْأَرْضِ " وقد استضعف فريقا من السكان وهم بنو إسرائيل ومارس عليهم جبروته وفرض عليهم نظريته الخاصة في تحديد النسل بأن يقتل الذكور وأن يستبقي الإناث .
والذي نفهمه من عشرات الآيات الأخرى التي تحدثت عن قوة فرعون وجبروته أن ذلك الطاغية لم يكن يخشى قوة بني إسرائيل إذا انضموا إلي عدوه ضده ، ولكن كانت له أسبابه الخاصة في اضطهاده لهم ، وهي أسباب تمتزج فيها الرغبة في الانتقام من تعاونهم السابق مع الهكسوس مع الرغبة في التخلص منهم باعتبارهم عنصرا غريبا مختلفا عن المصريين الذين اعتبروه إلها لهم بينما يعتبره أولئك الغرباء المستضعفون مجرد ملك لا يتمتعون في عهده بامتيازات .

من هو فرعون موسي ؟

1 ـ وهناك اختلاف في تحديد شخصية فرعون موسي مابين تحتمس الأول وسيتي الأول وامنحوتب الأول ورمسيس الثاني ورمسيس الثالث، وهناك من يري أن الفرعون الذي اضطهد بني إسرائيل هو رمسيس الثاني أما فرعون الذي غرق فهو ابنه منفتاح .
وذلك الاختلاف في تحديد شخصية فرعون موسي يقع في فترة زمنية تقدر بحوالي ثلاثة قرون . مابين تحتمس الأول (1539 ـ 1501) ق. م إلي خروج بني إسرائيل من مصر في حوالي (1213) ق.م. ولم يستطع المؤرخون الوصول إلي تحديد دقيق لفرعون موسي في هذه القرون الثلاثة.

2 ـ لقد كان الفراعنة معروفين بعدم تسجيل النكسات والهزائم ، في نفس الوقت الذي ينسب كل فرعون أمجاد السابقين لنفسه ، وذلك يمثل عامل شك كبير في صدق المصادر التاريخية الفرعونية ، خصوصا عندما نحاول أن نتعرف منها علي حقيقة الكارثة التي حدثت في عصر موسي ونتج عنها غرق الفرعون وجنده في البحر.
 
والأكثر من ذلك أن القرآن الكريم يثبت حقيقة تاريخية لم ترد في كتابات المؤرخين وهي أن أبناء إسرائيل قد ورثوا فرعون في حكم مصر بعد انهيار النظام الفرعوني وغرق فرعون وقومه أو جنده. يقول تعالي : " فَانْتَقَمْنَا مِنْهُمْ فَأَغْرَقْنَاهُمْ فِي الْيَمِّ بِأَنَّهُمْ كَذَّبُوا بِآَيَاتِنَا وَكَانُوا عَنْهَا غَافِلِينَ ،وَأَوْرَثْنَا الْقَوْمَ الَّذِينَ كَانُوا يُسْتَضْعَفُونَ مَشَارِقَ الْأَرْضِ وَمَغَارِبَهَا الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا وَتَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ الْحُسْنَى عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ بِمَا صَبَرُوا وَدَمَّرْنَا مَا كَانَ يَصْنَعُ فِرْعَوْنُ وَقَوْمُهُ وَمَا كَانُوا يَعْرِشُونَ : الأعراف 137:136 " إذن ورث بنو إسرائيل مشارق الأرض ومغاربها بعد أن دمر الله فرعون وآثاره وأن ذلك استمر إلي وقت قصير انتقلوا بعده إلي الشرق. ويقول تعالي عن فرعون وآله " كَمْ تَرَكُوا مِنْ جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ وَزُرُوعٍ وَمَقَامٍ كَرِيمٍ وَنَعْمَةٍ كَانُوا فِيهَا فَاكِهِينَ كَذَلِكَ وَأَوْرَثْنَاهَا قَوْمًا آَخَرِينَ: الدخان25 : 28 ". فمع إن فرعون كان مستبدا إلا إنه قام بتحويل مصر الى جنات وعيون ومزارع ومقام كريم ونعمة كانوا فيها فاكهين ، وقد ورث ذلك كله قوم آخرون .
وأولئك القوم الآخرون هم بنو إسرائيل فتقول الآيات الأخرى من سورة الشعراء.
"
فَأَخْرَجْنَاهُمْ مِنْ جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ (57) وَكُنُوزٍ وَمَقَامٍ كَرِيمٍ (58) كَذَلِكَ وَأَوْرَثْنَاهَا بَنِي إِسْرَائِيلَ (59) " أي ورث بنو إسرائيل جنات فرعون ومزارعه وكنوزه وأملاكه ، وملكه حينا من الزمان.
وذلك كله يكفي لأن تتجاهل المصادر التاريخية الفرعونية تسجيل ذلك الحدث الجلل إلي أن يأتي القرآن الكريم ويثبته .
 
 3 ـ ولكن يبقي السؤال مطروحا ، من هو فرعون موسي وهل في القرآن ما يشير إلي ذلك ؟
وفي البداية فإن المنهج القرآني كما أسلفنا ـ هو عدم تحديد الأشخاص . بل وتحويل الشخص المعروف باسمه إلي رمز كي يصبح عبرة لكل زمان ومكان ، ولذلك تحول ( أبولهب) مثلا و(آزر) إلي رمز للسقوط والتردي حتى لو كان ذلك الخاسر من أقارب النبي وبذلك تسقط دعاوى النسب الشريف التي تعطي حصانة لصاحبها
.
و" فرعون " هو في حد ذاته لقب سياسي وليس اسما شخصيا ، وقد اكتفي به القرآن الكريم رمزا لكل حاكم ظالم مدع للألوهية يسير إلي نهاية الشوط في حرب الله تعالي فيلقي جزاءه.
ومع ذلك تبقي بعض الإشارات القرآنية عامل توضيح وترجيح في تحديد شخصية فرعون موسي * ففي القرآن ما يرجح أن فرعون موسي شخص واحد هو الذي اضطهد بني إسرائيل وهو الذي طاردهم إلي أن غرق بجنوده في البحر ، خلافا لما يقوله بعض المؤرخين . نفهم ذلك من قول بني إسرائيل لموسي " قَالُوا أُوذِينَا مِنْ قَبْلِ أَنْ تَأْتِيَنَا وَمِنْ بَعْدِ مَا جِئْتَنَا قَالَ عَسَى رَبُّكُمْ أَنْ يُهْلِكَ عَدُوَّكُمْ وَيَسْتَخْلِفَكُمْ فِي الْأَرْضِ: الأعراف 129"
وقوله تعالي عن فرعون وملائه "
إِنَّ فِرْعَوْنَ عَلَا فِي الْأَرْضِ وَجَعَلَ أَهْلَهَا شِيَعًا يَسْتَضْعِفُ طَائِفَةً مِنْهُمْ يُذَبِّحُ أَبْنَاءَهُمْ وَيَسْتَحْيِي نِسَاءَهُمْ إِنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ (4) وَنُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ (5) وَنُمَكِّنَ لَهُمْ فِي الْأَرْضِ وَنُرِيَ فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَجُنُودَهُمَا مِنْهُمْ مَا كَانُوا يَحْذَرُونَ (6) القصص "
إلي أن يقول تعالي : "
فَالْتَقَطَهُ آَلُ فِرْعَوْنَ لِيَكُونَ لَهُمْ عَدُوًّا وَحَزَنًا إِنَّ فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَجُنُودَهُمَا كَانُوا خَاطِئِينَ : القصص 8 "
والسياق القرآني يقتضي أن يكون فرعون هو نفسه الذي اضطهدهم وهو نفسه الذي لقي عقوبته ، ومعه وزيره هامان وجنده. وفرعون الذي تربي موسي في كنفه تعرف علي موسي حين جاءه نبيا فقال له :
" قَالَ أَلَمْ نُرَبِّكَ فِينَا وَلِيدًا وَلَبِثْتَ فِينَا مِنْ عُمُرِكَ سِنِينَ ،َفَعَلْتَ فَعْلَتَكَ الَّتِي فَعَلْتَ وَأَنْتَ مِنَ الْكَافِرِينَ " ( الشعراء 18 : 19 )
* وليس منتظرا أن يكون فرعون موسي هو رمسيس الثاني الذي دحر الحيثيين في قادش بالشام وأرغمهم علي عقد أول معاهدة في التاريخ . وذلك لسبب بسيط ، أن موسي حين قتل المصري وهرب من فرعون اتجه إلي مدين بالشام ، فكيف يهرب موسي من فرعون إلي فرعون ؟
إذ أن رمسيس الثاني قد احكم سيطرته علي الشام فكيف يهرب موسي من يد فرعون اليمنى إلي يد فرعون اليسرى ؟
المفهوم أن يعيش في عصر رمسيس آخر يكون خلفا لرمسيس الثاني وأضعف قبضة منه علي الشام حتى يحس موسي بالأمن وهو يستقر هناك مختفيا عن الأعين.
والمفهوم أن يرث ذلك الفرعون عظمة سلفه رمسيس الثاني وأن يكون له من القوة الداخلية ما يمكنه من شغل وقت فراغه بتحديد النسل لطائفة مستضعفة في شعبه، ويستخدم جيشه في التدريب علي حرب داخلية مضمونة النصر ضد المستضعفين، علاوة علي ما انشغل به من عقد المؤتمرات وإلقاء الخطابات ـ علي نحو ما سنعرض له. ولو كان منشغلا بحروب خارجية ما التفت إلي الداخل بهذه الطريقة ، علاوة علي أنه لم يرد في آثار فرعون موسي أنه دخل في حرب خارجية.
* لقد تحدث القرآن الكريم عن بني إسرائيل في عصر موسي وهم يرفضون دعوته لدخول فلسطين لأن فيها ( قوما جبارين) وأولئك القوم لهم دولة ذات حدود وأبواب .
"
قَالُوا يَا مُوسَى إِنَّ فِيهَا قَوْمًا جَبَّارِينَ وَإِنَّا لَن نَّدْخُلَهَا حَتَّىَ يَخْرُجُواْ مِنْهَا فَإِن يَخْرُجُواْ مِنْهَا فَإِنَّا دَاخِلُونَ قَالَ رَجُلَانِ مِنَ الَّذِينَ يَخَافُونَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمَا ادْخُلُوا عَلَيْهِمُ الْبَابَ فَإِذَا دَخَلْتُمُوهُ فَإِنَّكُمْ غَالِبُونَ "( المائدة ـ 23 ). والمعني المقصود أنه كانت هناك دولة قوية في الشام أرهبت بني إسرائيل ، وليس متصورا أن تقوم مثل هذه الدولة في يوم وليلة ، وإنما المنتظر أن يكون بناؤها قد توطد بعد انهيار النظام الفرعوني. ومعناه أن فرعون موسي الذي انشغل ببني إسرائيل قد سمح بوجود كيانات مستقلة استقلالا ذاتيا في الشام أتيح لها أن تقوي وتتوطد بعده.
وبسبب تقاعس بني إسرائيل عن الجهاد حكم الله عليهم بأن يظلوا تائهين في الصحراء أربعين عاما حتى ينقرض ذلك الجيل المتهالك ويأتي جيل آخر . ومات موسي في فترة التيه كما يذكر كاتب التورا ة ،وبعد موسي بعث الله نبيا إلي بني إسرائيل وتم في عهده تعيين جالوت ملكا وهو الذي هزم طالوت ، وكان داود هو الذي قتله ، وتأسس بذلك ملك بني إسرائيل.
* والذي نفهمه أن الإمبراطورية المصرية تقلصت إلي حدود مصر الطبيعية بعد عصر فرعون موسي إلي حد أن قامت دولة بني إسرائيل الأولي علي حدودها الشرقية. وذلك يرجح أن يكون فرعون موسي المقصود من خلفاء رمسيس الثالث الذي قتلته إحدي زوجاته.
لقد تعاقب بعد رمسيس الثالث ثمانية من الملوك كل منهم يحمل اسم رمسيس ولا نسمع عنهم كثيرا علي حد قول مؤرخي مصر القديمة . وأحدهم هو المرشح لأن يكون فرعون موسي.
ويعزز ذلك أن مصر قد دخلت في دور من الضعف والإنقسام والإنهيار وتولي السلطة الليبيون والنوبيون وفراعنة ضعاف ثم تولي الآشوريون ثم الفرس ، ومعناه أن فرعون مصر في عصر موسي هو آخر الفراعنة العظام وقد لقي مصيره في اليم وحقت اللعنة علي حلفائه الذين يسيرون علي منواله. وذلك ما أثبته القرآن، يقول تعالي: " وَقَالَ مُوسَى رَبَّنَا إِنَّكَ آتَيْتَ فِرْعَوْنَ وَمَلأَهُ زِينَةً وَأَمْوَالاً فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا رَبَّنَا لِيُضِلُّوا عَنْ سَبِيلِكَ رَبَّنَا اطْمِسْ عَلَى أَمْوَالِهِمْ وَاشْدُدْ عَلَى قُلُوبِهِمْ فَلا يُؤْمِنُوا حَتَّى يَرَوْا الْعَذَابَ الأَلِيمَ ، قَالَ قَدْ أُجِيبَتْ دَعْوَتُكُمَا. "
( يونس 88 : 89 )
استجاب الله لدعوة موسي وهارون فطمس علي أموال الفراعنة وأذاقهم العذاب الأليم وأذهب ملكهم ، وذلك ما حدث فعلا
، وهو ما يمكن أن يحدث إذا ظهر في التاريخ المصري فرعون يدعي الألوهية ويقول (أَنَا رَبُّكُمُ الْأَعْلَى)

فرعــون موسـي : ملامـح شخصيته :

1 ـ ألوهية فرعون هي السمة البارزة في شخصيته، والتي استمد منها سلطانه المطلق ، والتي من أجلها اضطهد بني إسرائيل ولهم عقيدتهم التي ليس فيها عبادة الفرعون.
ولقد فرض الفرعون مراسم تأليهه علي بني إسرائيل ، واستغرب فرعون وآله من دعوة موسي كيف يدعوه للحق بينما قوم موسي مجبورون علي عبادة الفرعون، نفهم ذلك من قولهم:
"
فَقَالُوا أَنُؤْمِنُ لِبَشَرَيْنِ مِثْلِنَا وَقَوْمُهُمَا لَنَا عَابِدُونَ " ( المؤمنون 47 )
ولاريب أن فرعون افتخر بفعله ذلك أمام موسي وامتن عليه بأن قوم موسي يدينون له بالعبودية ، ولذلك قال له موسي: "
وَتِلْكَ نِعْمَةٌ تَمُنُّهَا عَلَيَّ أَنْ عَبَّدْتَ بَنِي إِسْرَائِيلَ ؟ " ( الشعراء 22 )
وأدت دعوة موسي لأن يخشى فرعون علي عقيدته التي يقوم علي أساسها سلطانه فقال للملأ "
إِنِّي أَخَافُ أَنْ يُبَدِّلَ دِينَكُمْ أَوْ أَنْ يُظْهِرَ فِي الْأَرْضِ الْفَسَادَ " ( غافر26 )
وعقد فرعون مؤتمرات شعبية تم فيها حشد الجماهير ووقف بينهم يعلن ألوهيته العظمي:
"
فَحَشَرَ فَنَادَى ،َقَالَ أَنَا رَبُّكُمُ الْأَعْلَى "( النازعات 23 : 24 )  
وواصل فرعون مسيرة التطرف الديني فقال في احدي تصريحاته
:
" يَا أَيُّهَا الْمَلَأُ مَا عَلِمْتُ لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرِي فَأَوْقِدْ لِي يَا هَامَانُ عَلَى الطِّينِ فَاجْعَلْ لِي صَرْحًا لَعَلِّي أَطَّلِعُ إِلَى إِلَهِ مُوسَى.." ( القصص 38 )
وباعتباره إلها معبودا كان المصريون في عصره يذكرون اسمه تبركا به عند القيام بأي عمل هام. ونفهم ذلك من فعل السحرة حين افتتحوا المباراة بذكر اسم فرعون، يقول تعالي عنهم:
"
فَأَلْقَوْا حِبَالَهُمْ وَعِصِيَّهُمْ وَقَالُوا بِعِزَّةِ فِرْعَوْنَ إِنَّا لَنَحْنُ الغالبون "( الشعراء 44 )  .

2 ـ وما حكاه القرآن اكتشفه علم المصريات، إذ يسجل أن المصريين في المباريات كانوا يحرصون علي ذكر اسم الفرعون ،كأن يقول أحدهم لرفيقه أثناء المبارزة. " اعلم تماما أنك أمام فرعون له الحياة والصحة والقوة ، مولانا الطيب "
وحين يلقي أحدهم في المصارعة برفيقه يقول له: " سوف أرميك ممزق الأضلاع أمام فرعون "
وفي أثناء التحطيب ـ المباراة بالعصي ـ يصرخ أحدهما :
" إن فرعون معي ضدك فله الصحة والحياة والقوة ، إنه مولاي. "

3 ـ ويقول الله تعالي يصف موقف فرعون حين آمن السحرة بموسي:
"
قَالَ فِرْعَوْنُ آَمَنْتُمْ بِهِ قَبْلَ أَنْ آَذَنَ لَكُمْ " ( الاعراف 123 ) (قَالَ آمَنتُمْ لَهُ قَبْلَ أَنْ آذَنَ لَكُمْ )( الشعراء 49 )
أي أن فرعون يعتبر نفسه مالكا للقلوب والأفئدة لا ينبغي أن تؤمن إلا بعد إذنه ، ومعناه أن فرعون بسلطانه الديني والزمني السياسي اعتبر نفسه يملك الأرض والبشر، وهي قمة التطرف في الاستبداد.
ويذكر مؤرخو الحضارة المصرية القديمة أن عصر الدولة الحديثة ـ خصوصا الرعامسة ـ شهد تركيز السلطة في يد فرعون ، وبدأ ذلك في عهد أحمس ، فقد تآمر علي أحمس بعض أمراء الإقطاع لذا عمل أحمس علي الاستحواذ علي جميع أملاك النبلاء وضمها لأملاك الفرعون .
وبذلك استحدثت الأسرة 18 تركيز الثروة والسلطة والقوة تركيزا فعليا في يد الفرعون مما ساعد علي تكوين جيش قوي منظم متطور . وبذلك انتهي عصر الأسرات الإقطاعية الحاكمة في الأقاليم وانتهت اللامركزية في الإدارة ، وسيطرت علي البلاد حكومة مركزية قوية .
وما أسهب المؤرخون في شرحه عبر عنه القرآن الكريم بإيجاز وإعجاز حين يذكر خطبة فرعون في قومه يبين استحقاقه بالألوهية والسلطان المطلق. "
وَنَادَى فِرْعَوْنُ فِي قَوْمِهِ قَالَ يَا قَوْمِ أَلَيْسَ لِي مُلْكُ مِصْرَ وَهَذِهِ الأَنْهَارُ تَجْرِي مِنْ تَحْتِي أَفَلا تُبْصِرُونَ ؟" (الزخرف 51 )
فالآية الكريمة تعبر عن تركيز السلطة في يد فرعون بقوله : "
أَلَيْسَ لِي مُلْكُ مِصْرَ ؟"
ثم تضيف الآية عنصرا آخر يبين الخلفية الجغرافية السياسية للبيئة المصرية وهو قوله:
"
وَهَذِهِ الأَنْهَارُ تَجْرِي مِنْ تَحْتِي.."
فالنيل هو الأساس الذي بني عليه الفرعون استبداده السياسي وملكيته لمصر.
فالنيل يشق الصحراء ويتجمع المصريون علي شاطئيه طلبا للاستقرار والزراعة والهدوء.
ونهر بهذا الطول يستلزم سلطة مركزية تقوم علي مراعاة الري والصرف والزراعة وحراسة الوادي من الطامعين . وأبناء النيل علي ضفافه يتعودون علي السكون والهدوء والاستمتاع بخيره وجناته ومناخه الرائع ، وهم علي استعداد للصبر علي جور الحاكم الفرعون طالما يتحمل عنهم مشقة الإشراف علي الداخل والدفاع عنه .
لقد استمد الفرعون من النيل وسيطرته عليه أساس سلطانه وافتخر بذلك فقال:
"
أَلَيْسَ لِي مُلْكُ مِصْرَ وَهَذِهِ الأَنْهَارُ تَجْرِي مِنْ تَحْتِي أَفَلا تُبْصِرُونَ؟"
فالذي يملك النيل يملك مصر معه ، ومصر كما يقال " هبة النيل "


4 ـ وتكاتفت عوامل الجغرافيا والتاريخ والسياسة لتجعل من استبداد فرعون المطلق ملمحا مميزا من ملامح الشخصية المصرية القديمة وبدونه فلا وجود لمصر .
وأصبح الرأي المستقل المخالف لمنطق فرعون تهديدا للنظام وإنذارا بانهياره مما يستلزم معه ضرورة الإتحاد بين فرعون والملأ ضد ذلك الرأي النشاز، ومن هذا المنطلق نظر فرعون وآله إلي النغمة الجديدة التي جاء بها موسي ، اعتبروها تهديدا خطيرا لكيانهم ووجودهم. "
قَالَ أَجِئْتَنَا لِتُخْرِجَنَا مِنْ أَرْضِنَا بِسِحْرِكَ يَا مُوسَى؟" ( طه 57 )
وكرر فرعون مقالته للملأ : "
قَالَ لِلْمَلَإِ حَوْلَهُ إِنَّ هَذَا لَسَاحِرٌ عَلِيمٌ ،يُرِيدُ أَنْ يُخْرِجَكُمْ مِنْ أَرْضِكُمْ بِسِحْرِهِ فَمَاذَا تَأْمُرُونَ ؟" ( الشعراء 34 : 35 )
وكرر الملأ فيما بينهم نفس المقالة :"
فَتَنَازَعُوا أَمْرَهُمْ بَيْنَهُمْ وَأَسَرُّوا النَّجْوَى ،قَالُوا إِنْ هَذَانِ لَسَاحِرَانِ يُرِيدَانِ أَنْ يُخْرِجَاكُمْ مِنْ أَرْضِكُمْ بِسِحْرِهِمَا وَيَذْهَبَا بِطَرِيقَتِكُمُ الْمُثْلَى ،فَأَجْمِعُوا كَيْدَكُمْ ثُمَّ ائْتُوا صَفًّا وَقَدْ أَفْلَحَ الْيَوْمَ مَنِ اسْتَعْلَى " ( طه 62 : 64  )
وحتى بعد أن أعلن السحرة إيمانهم انبهارا بما شهدوه من موسي قال لهم فرعون :
"
إِنَّ هَذَا لَمَكْرٌ مَكَرْتُمُوهُ فِي الْمَدِينَةِ لِتُخْرِجُوا مِنْهَا أَهْلَهَا " ( الاعراف 123 )
فمنطق فرعون والملأ الذي يعيش معه وبه أن الأرض أرضهم وأن سلطانهم علي هذه الأرض يقوم علي أسس دينية وفكرية تتجمع كلها لتؤكد الرأي الواحد للفرعون ، وأن الرأي الآخر هو تهديد لهذا النظام وكل رموزه وأعوانه .
ومن هذا المنطلق فإن فرعون في حواره لا يطيق المعارضة ، وهو إن كان يقول للملأ: "
إِنَّ هَذَا لَسَاحِرٌ عَلِيمٌ ،يُرِيدُ أَنْ يُخْرِجَكُمْ مِنْ أَرْضِكُمْ فَمَاذَا تَأْمُرُونَ " فلا يعني ذلك أنه يقبل مبدأ المشورة أوأنه يحكم بالديمقراطية ويقبل الاختلاف في الرأي ، إذ أنه يعرف الملأ الذين معه قد ارتبط وجودهم بوجوده . والأمر الحقيقي ليسوا هم مصدره ، وهو حين يقول لهم " فَمَاذَا تَأْمُرُونَ؟" لا يعني أن لهم الأمر ، بل هو يعطيهم الفرصة لكي يقولوا له ما يريد الاستماع له .
ولذلك فإن اقتراحاتهم في النهاية هي نفس ما اقترحه الفرعون من الدخول في مباراة مع موسي. إن فرعون حين يدير حوارا مع ملائه ينتظر منهم أن يفكروا في أحسن طريقة يتملقونه بها ولذلك فهو عن طيب خاطر يجعلهم أصحاب الأمر والنهي ، أما إذا اشتم راحة غريبة فإنه سرعان ما يعود إلي طبيعته الدكتاتورية ، وقد حدث ذلك حين قام واحد من الملأ وهو في الحقيقة من آل فرعون ولكن آمن بالحق وكتم إيمانه ، ومن منطلق مكانته أخذ يحاور الفرعون فلن يحتمل الفرعون ذلك الحوار المستقل ، كان الرجل المؤمن يقول : "
يَا قَوْمِ لَكُمُ الْمُلْكُ الْيَوْمَ ظَاهِرِينَ فِي الْأَرْضِ فَمَنْ يَنْصُرُنَا مِنْ بَأْسِ اللَّهِ إِنْ جَاءَنَا قَالَ فِرْعَوْنُ مَا أُرِيكُمْ إِلَّا مَا أَرَى وَمَا أَهْدِيكُمْ إِلَّا سَبِيلَ الرَّشَادِ " ( غافر 29 )
وهكذا أسفر فرعون عن حقيقة الحوار الذي يجري مع الملأ، فقال في النهاية أنه لا يريهم إلا ما يراه بعقله ولا يدلهم إلا علي الرشاد.
* * *
5 ـ والشخصية المصرية التي تميل للسخرية والتندر كانت تتغلب أحيانا علي فرعون موسي وهو يحاور موسي وهو في سلطانه وبين أعوانه إلا أنه سرعان ما يعود للجد بعد الهزل إذا تطرق الحوار إلي الدين ، دين فرعون وتأليهه ــ حينئذ تتبدل السخرية بموسي إلي تهديد له .
والقرآن الكريم يرسم لوحة حية لذلك الحوار : "
قَالَ فِرْعَوْنُ وَمَا رَبُّ الْعَالَمِينَ ،قَالَ رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا إِنْ كُنْتُمْ مُوقِنِينَ ،قَالَ لِمَنْ حَوْلَهُ أَلَا تَسْتَمِعُونَ ،قَالَ رَبُّكُمْ وَرَبُّ آَبَائِكُمُ الْأَوَّلِينَ ،قَالَ إِنَّ رَسُولَكُمُ الَّذِي أُرْسِلَ إِلَيْكُمْ لَمَجْنُونٌ ،قَالَ رَبُّ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَمَا بَيْنَهُمَا إِنْ كُنْتُمْ تَعْقِلُونَ ،قَالَ لَئِنِ اتَّخَذْتَ إِلَهًا غَيْرِي لَأَجْعَلَنَّكَ مِنَ الْمَسْجُونِينَ َ"( الشعراء 23 : 29 )
إن المصريين القدماء كانوا يعرفون الله ــ وذلك ما سنعرض له فيما بعد ــ ومعني ذلك أن سؤال فرعون لموسي " وَمَا رَبُّ الْعَالَمِينَ " كان مقصودا به السخرية والتندر ، وحين أجابه موسي يصف رب العالمين بأنه رب السماوات والأرض قال فرعون لمن حوله مستهزئا "
أَلَا تَسْتَمِعُونَ " ولابد أن الضحكات ارتفعت من هنا وهناك تنافق فرعون إلا أن موسي رد علي استهزائهم بقوله لهم عن رب العالمين. " قَالَ رَبُّكُمْ وَرَبُّ آَبَائِكُمُ الْأَوَّلِينَ"
وحول فرعون السخرية لتنال من موسي فوجه حديثه للملأ . "
قَالَ إِنَّ رَسُولَكُمُ الَّذِي أُرْسِلَ إِلَيْكُمْ لَمَجْنُونٌ "
ورد موسي بنفس التحدي يوجه حديثه للجميع. "
قَالَ رَبُّ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَمَا بَيْنَهُمَا إِنْ كُنْتُمْ تَعْقِلُونَ "
أي أن موسي يتهمهم بعدم التعقل ويدعوهم لأن يكونوا عقلاء ليعرفوا رب العالمين، وبذلك وصل الحوار مع فرعون إلي نقطة النهاية فتحول إلي تهديد باستخدام القوة. "
قَالَ لَئِنِ اتَّخَذْتَ إِلَهًا غَيْرِي لَأَجْعَلَنَّكَ مِنَ الْمَسْجُونِينَ " .
ولم يتوقف فرعون عن السخرية بموسي في مؤتمراته الشعبية ففي المؤتمر الذي قال فيه لقومه . "
أَلَيْسَ لِي مُلْكُ مِصْرَ وَهَذِهِ الْأَنْهَارُ تَجْرِي مِنْ تَحْتِي أَفَلَا تُبْصِرُونَ ؟"
كان يقصد عقد مقارنة بينه وبين موسي وفيها قال : "
أَمْ أَنَا خَيْرٌ مِنْ هَذَا الَّذِي هُوَ مَهِينٌ وَلَا يَكَادُ يُبِينُ ،فَلَوْلَا أُلْقِيَ عَلَيْهِ أَسْوِرَةٌ مِنْ ذَهَبٍ أَوْ جَاءَ مَعَهُ الْمَلَائِكَةُ مُقْتَرِنِينَ." ( الزخرف 52 : 53 )
أي عاب علي موسي أنه لا يحسن النطق ووصفه بالمهانة ، وبالطبع فهو يصف نفسه بالفصاحة والعزة .
ولكن إذا كان موسي عند فرعون بهذه الصفات فلماذا تنازل الفرعون الذي يعتقد الألوهية في نفسه ورضي أن يعقد مقارنة بينه وبين موسي ؟إن فرعون يريد أن يذكر قومه بمكانته وهو الذي يملك عندهم كل شيء في مقابل موسي الذي لا يملك شيئا.
وهذا التأكيد والتذكير يحتاج إليه فرعون لأن ملكه يقوم علي أسس دينية وفكرية مكانها في الحقيقة في اعتقاد الناس فقط.
فطالما هم يعتقدون أحقيته في الألوهية والسلطان فإن مركزه السياسي والديني في أمان .
وقد جاء موسي بدعوة دينية نقيضة فيها كل الخطر علي الأسس الدينية والفكرية التي يقوم عليها ملك فرعون . وحتى لا تنتشر دعوة موسي بين قوم فرعون لابد من الاستخفاف بموسي والاستهزاء به ليسقط في أعين المصريين وتسقط معه دعوته .
وهكذا استجاب آل فرعون وقومه فاستهزأوا موسي ودعوته يقول تعالي عنهم: ".
فَلَمَّا جَاءَهُمْ بِآَيَاتِنَا إِذَا هُمْ مِنْهَا يَضْحَكُونَ "( الزخرف 47 )
لقد تحكم الفرعون في عقلية القوم ، لذلك فإن القرآن بعد أن قص مؤتمر فرعون الذي قال فيه أليس لي ملك مصر قال تعالي يعقب علي قوم فرعون : ""
فَاسْتَخَفَّ قَوْمَهُ فَأَطَاعُوهُ إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْمًا فَاسِقِينَ"( الزخرف 54 )

6 ـ وتأكدت النزعة الدكتاتورية عند فرعون أكثر بوجهه العسكري، يقول مؤرخو الحضارة المصرية القديمة أن الفرعون في عصر الرعامسة كان رأس الدولة وقائد الجيش الذي يقود الجنود ويتقدمهم في ساحة الوغى والذي يرأس كثيرا المجالس الحربية
والقرآن الكريم يربط فرعون موسي بهذه الصيغة العسكرية ويجعله قائدا للجنود، ويجعل الجنود في أثره دائما
، يقول عن مطاردته لبني إسرائيل ،(وَجَاوَزْنَا بِبَنِي إِسْرَائِيلَ الْبَحْرَ فَأَتْبَعَهُمْ فِرْعَوْنُ وَجُنُودُهُ بَغْيًا وَعَدْوًا) ( يونس 90 ) ، ويقول عن زهوه العسكري" واستكبر هو وجنوده في الأرض بغير الحق" ( القصص 39 )وكان هامان قائد الجيش والوزير الأكبر لفرعون تعرف ذلك من قوله تعالي: " وَنُرِيَ فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَجُنُودَهُمَا مِنْهُمْ مَا كَانُوا يَحْذَرُونَ " " إِنَّ فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَجُنُودَهُمَا كَانُوا خَاطِئِينَ "( القصص 6 ، 8 )
ويقول عن نهاية فرعون مع جنوده "
فَأَخَذْنَاهُ وَجُنُودَهُ فَنَبَذْنَاهُمْ فِي الْيَمِّ." ( القصص 40 )
ووصف فرعون بأنه جندي محارب فقال: "
وَاتْرُكِ الْبَحْرَ رَهْوًا إِنَّهُمْ جُنْدٌ مُغْرَقُونَ "( الدخان 24 )  
وقال: "
هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ الْجُنُودِ فِرْعَوْنَ وَثَمُود" ( البروج 17 ).
اى هو استبداد عسكرى دينى وصل بصاحبه الى إدعاء الالوهية و الربوبية الكبرى . ويتكرر هذا المثل فيما بعد فرعون ، لذلك تحول فرعون موسى الى مثل لكل طاغية ، وسنذير شؤم لكل شعب يستكين للطغيان.

اجمالي القراءات 58534