ما هو لأعجاز العددي؟.

محمود دويكات في الثلاثاء ٠٦ - أكتوبر - ٢٠٠٩ ١٢:٠٠ صباحاً

 أنا لا أقصد أن أجرح أخواننا الذين يبحثون في الأعجاز العددي في القرءان الكريم (بغض النظر عن كيف ينظرون الى ذلك الإعجاز) .. و لكن الغرض من هذا المقال هو إشعارهم بأن ما يقومون به ليس شيئا جديداً. .. بل إن هناك تشابهاً كبيراً جداً في الأنماط و الأساليب بخصوص تلك لأحصاءات العددية (و التي لا يجمعها سوى مزيج مذهل من الانتقائية والعشوائية في آن واحد) التي كان و مازال يتبعها أهل الكتاب نحو إثبات وجود معجزة عددية في التوراة أو الكتاب المقدس.
سأعرض هنا مقتطفات من كتاب "وحي الكتاب المقدس" ليوسف رياض   -إنظر المصدر - من هنا – يقول فيه:
" هنا نحن أمام أحد براهين وحي الكتاب المقدس، قال عنه بحق أبرز الرواد فى هذا المجال (يقصد مجال الإعجاز العددي) ويدعى "إيفان بانين" "هو البرهان الذي لا يقبل الشك والذي أنت طالبه" و يعرض لنا "البرهان العددي" عن طريق تحليل الآية الأولى من الكتاب المقدس و هي الأية: ברשת  ברא אלוהים את השמים ואת הארץ  - في البداية خلق الله السماوات و الأرض.، و الحقيقة لا أجد أي اختلاف في الأسلوب أو حتى التفاصيل التي يعرض لها  يوسف رياض في هذه الأية و بين ما يعرضه أهل الأعجاز العددي في القرءان بخصوص البسملة مثلا  ، هناك أختلافان فقط: الأول هو الكلمات و الثاني هو محور الأعجاز!!! ، فالكلمات مختلفة ما بين "الآيتين" لكن يبدو أن كليهما يظهر نوعا من الإعجاز!!  ففي حين يدور محور هذه الاية حول الرقم 7!! نجد أن البسملة في القرءان محور إعجازها هو الرقم 19 !! (ربما) ..فهل هي مصادفة؟ أم هل هو إعجاز حقّاً؟
الجدول التالي يبين المعلومات الرقمية بخصوص هذه الأية:

 ترتيب الكلمة في الأية:    1       2          3          4         5            6          7

الكلمة بالعبرية:      בראשית        ברא    אלהים      את     השמים      ואת         הארץ

لفظ الكلمة بالعبرية :    بـريشِت       بّرا        إلاهيم      إيت     هـَشَمايم      فِـإيت     هإيريتس

المعنى العربي المكافيء:  في البدء     خلق      الله        --       السماوات        و  -     الأرض

عدد أحرف الكلمة بالعبرية:  6       3        5       2         5              3            4

القيمة العددية للكلمة بالعبرية :   913    203   86  401  395     407       296       

القيمة الموضعية (الترتيبية) للكلمة بالعبرية:  74   23    41    23     62    29      44


" القيمة الموضعية هي مجموع الارقام الترتيبية لأحرف الكلمة حسب ترتيبها في الأبجدية"

هذه الجملة هي الآية الأولى في الكتاب المقدس ( و في التوراة)  ، الكلمة الوسطى (إيت) (رقم 4 في الجدول) هي أصغر كلمات الأية  ، و هذه الكلمة (إيت) موجودة فقط في اللغة العبرية و ليس لها مكافيء في اللغة العربية ، و يستخدمها العبرانيون للتعبير عن المفعولية .. فعندما يقولون: أنا فتحت الباب .. يقولونها هكذا: أني بتخت إيت هديليت (ديليت = باب) .

يبدو – بحسب كلام رياض – أن محور الإعجاز في آية الكتاب المقدس هو الرقم 7 !! ..  على كل حال دعنا نتابع ما يقوله يوسف رياض بخصوص "الأعجاز العددي في وحي الكتاب المقدس":

الأية فيها 7 كلمات عبرية و 28 حرف (4×7)

    أصغر كلمة في الأية تتكون من حرفين و موقعها في الوسط تمامًا!!! ـ ويسبقها كلمة بـ 5 أحرف و يتلوها كلمة بـ 5 أحرف أيضا – أي المجموع هو 5+2 = 7 في أي اتجاه!

   الأسمـاء المذكورة فى هذه الآية وهى: الله - سماوات - أرض تحتوى معاً على 14 حرفاً = 2×7

   القيمة العددية لحروف هذه الكلمات الثلاثة هي (86+395+296) =  777 = 111×7

والقيمة الترتيبية (أو الموضعية) لهذه الكلمات (القيمة الموضعية- انظر الجدول) هى (41+62+44) =  147 = 21×7

  والفعل الوحيد في الجملة - "خلق"، قيمته العددية 203 = 29×7

  الكلمات رقم 3، 4 (لاحظ 3+4 = 7)  تبدأ بحروف متحركة  ( حروف علّة) وتتكون من 7  أحرف

  والكلمات أرقام 1، 2، 5، 6، 7 = تبدأ بحروف ساكنة كما تحتوى على 21 حرفاً أي 3×7

   (لاحظ أن 1+2+5+6+7= 21 = 3×7 )

    الحرف الأول والأخير من كل من الكلمات السبعة في الآية:

    - مجموع قيمتها العددية = 1393 =199×7     (لاحظ موقع الرقم 9 )

   - ومجموع قيمتها الموضعية = 133 =19×7  (لاحظ غياب الرقم 9  الذي كان موجودا أعلاه)

    القيمة العددية للأحرف الأول والأوسط والأخير (التى ترتيبها 1، 14، 15، 28) = 133 =19×7

   منها الحرفان الأولان قيمتهما العددية = 42 = 6×7 والأخيران  قيمتهما العددية = 91 = 13×7

وفي حروف الآية الثمانية والعشرين يوجد 3 أحرف فقط لم تتكرر، وهذه  قيمتها العددية 126 =18×7

كمـا أن الحروف العبرية المستخدمة في هذه الآية هي 11 حرفاً أي نصف الأبجدية العبرية تماماً!! و يمكن تجميعها في هذا الجدول الآتي بحسب قيمها الموضعية و العددية:

المجموعة :               1: مجموعة الآحاد       2: العشرات          3: المئات

الأحرف المستخدمة في الأية:    א  ، ב ، ה ، ו         י ، ל ، ם ، ץ             ר ،ש، ת

القيمة الموضعية :          1، 2، 5، 6      10، 12 ، 13، 18         20، 21، 22

القيمة  العددية   :    1، 2، 5، 6،        10، 30، 40، 90     200، 300، 400


إذا جمعنا  القيم الموضعية للأحرف الأول و الأخير من كل مجموعة  نجد أن:

  1+6 =7 =  1×7

  10+18 = 28 = 4×7

  20+22 = 42  = 6×7

  والمجموع =  77  = 11×7

  ثم لاحظ أن مجموعتي الآحاد والمئات تتكون من 7 أرقام، مجموع قيمتها الموضعية أيضا =  77 = 11×7

   منها مجموعة الآحاد فقط مجموعها 14 = 2×7

ومجموعة المئات مجموعها 63 = 9×7

   و المدهش هو هذه المصادفة :  أن الآية الأخرى – غير هذه الأية -  والوحيدة في التـوراة (الأسفار الخمسة الأولى من الكتاب المقدس) و التي تتكون من 7 كلمات ومن 28 حرفاً هي الأية الواردة في سفر الخروجExodus  20: 1 والتي  تبدأ  من بعدها كلمات الوصايا العشر ، هي الأية:  וַיְדַבֵּר אֱלהִים, אֵת כָּל הַדְּבָרִים הָאֵלֶּה לֵאמר =  , وتكلم الله ،  كل الكلام  هذا ، قوله  (7 كلمات عبرية و 28 حرفا عبريا )  و من ثم يلي تلك الأية الوصايا العشر.

الحقيقة ، إن المثال المضروب أعلاه هو جزء بسيط من أبحاث مضنية قام بها علماء اليهود و غيرهم حول التوراة و الكتاب المقدس ، و مما لاشك فيه أن ما يعنينا نحن (كمسلمين) هو أن كل هذه الأبحاث لا تفيد شيئا قاطعا أو جازما بخصوص وجود ما يسميه أصحابه بإعجاز أو غيره.  فالمسألة لا تعدو عن كونها تابعة للزاوية التي ينظر منها الشخص. فالباحث قد يجمع من الظواهر الرقمية ما يشاء من أجل إثبات وجهة نظر معينة لديه ، فههنا الاستاذ رياض قد جمع لنا جميع الظواهر الرقمية المتعلقة بالرقم 7! في آية سفر التكوين الأولى ،  و أثبت لنا أن تلك الأية هي آية معجزة ، و هذا ليس ببعيد عن ما يفعله أهل الإعجاز العددي في القرءان ، فهم يجمعون الظواهر العددية (لاشعورياً في معظم الأحيان) التي تختص بأرقام معينة و من ثم يفرضونها على أنها ذات ترابط فيما بينها. و حقيقة الأمر ، أننا لو جئنا بباحث آخر و كان تركيزه على ظواهر رقمية أخرى مختلفة فمما لا شك فيه أنه سيخرج لنا بنتائج لا تقل "إعجازاً" عن ما جاء به من سبقه.
إذن؟ هل هي المصادفة أم ماذا؟ من وجهة نظري فإن الموضوع لا يزيد عن كونه غيرة و اندفاع نحو مسألة الأعجاز دون النظر الى الصورة الكبرى حولها.  فأقول لأخواني الذي يشتغلون في هذا المجال أن عليهم العمل ليس فقط على تجميع الظواهر الرقمية (و التي هي منتشرة بطبيعتها في كل مكان) و إنما يجب العمل على إيجاد ترابط و تفسيرات منطقية لتلك الظواهر ، أضف الى ذلك أن تلك الظواهر يجب أن تخدم هدفا واضح المعالم من أجل أن يكون لها معنى ملموس أو محسوس.

ملحق للأحرف المربوعة المستخدمة في اللغة العبرية و القيم العددية لها.

قيمة ترتيبية   1   2     3     4      5     6     7     8     9      10      11

شكل    א     ב    ג     ד      ה     ו     ז      ח      ט        י         כ ، ך

لفظه   ألف    بيت    جيمل   داليت   هيه     فاف    زاين     حيط    طيت    يود    كاف

قيمته العددية    1   2     3    4      5      6     7      8     9   10   20

 
القيمة الترتيبية  12    13    14    15      16    17      18      19      20      21      22

شكل     ל     מ ،ם    נ ، ן    ס    ע    פ ، ף    צ ،ץ     ק   ר   ש     ת

 لفظ   لامد   ميم   نون   سامخ   عاين   في      تسادي  قوف    ريش    شين     تاف

قيمته العددية30   40    50    60   70   80  90   100  200  300  400

 


اجمالي القراءات 32252