فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَهُ يُؤْمِنُونَ
خواطر قرآني لأهل السنه والقرآن1

محمد البارودى في الإثنين ١٤ - سبتمبر - ٢٠٠٩ ١٢:٠٠ صباحاً

خواطر قرآني لأهل السنه والقرآن1

 
 بسم الله الرحمن الرحيم
على غرار سلسلة مقالات وتساؤلات الأستاذ الفاضل فوزي فراج وهي تساؤلات من القرآن لأهل القرآن سوف ابدأ معكم اخواني واحبائي سلسلة خواطر قرآني لأهل السنة والقرآن.
هي عبارة عن خواطري كمسلم قرآني عما يدور بذهني عندما احاول تدبر القرآن بمفردي وعندما احاول ان اقارنه بما في كتب السنة. واحب ان اذكر انني لست عالماً او فقيها ولكنني مسلم عادي بسيط يحاول ان يجتهد في القرآن ويتدبره كما امره الله ويحاول نزع غبار كتب التراث التى نشأ عليها.
أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَىٰ قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا. (محمد24).
بدايةً احب ان اقول ان موضوع الصلاة هو من اهم المواضيع التي تشغل بالي لأن اول ما يستدل به اهل السنة على وجود الأحاديث هو الصلاة وعدم ذكر كيفية ادائها في القرآن فتح لهم الباب لجعل مصدر ثاني للدين الا وهو الحديث.
وقد نشر د. احمد صبحي كتابه الصلاة الجزء الأول واحب ان اقول له انني على لهفة لقراءة الجزء الثاني لهذا الكتاب القيم.
انا كنت قد كتبت من قبل في موضوع الصلاة وكتاب آخرين كتبوا هنا على الموقع في هذا الموضوع ولكن اهل السنة مهما ذكرت لهم من آيات الله في القرآن التي تذكر الصلاة وكيفيتها وان الرسول محمد عليه السلام كان متبعاً لمله الرسول ابراهيم عليه السلام ولم يكن بدعاً من الرسل وان الدين عند الله الاسلام منذ بدء الخليقة وان صلاته ونسكه ومحياه ومماته لله رب العالمين وان الصلاة واحدة في كل الديانات السابقة.
وَإِذْ بَوَّأْنَا لِإِبْرَاهِيمَ مَكَانَ الْبَيْتِ أَن لّا تُشْرِكْ بِي شَيْئًا وَطَهِّرْ بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْقَائِمِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ وَأَذِّن فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالا وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِن كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ. الحج (26).
وَإِذْ قَالَتِ الْمَلائِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَاكِ وَطَهَّرَكِ وَاصْطَفَاكِ عَلَى نِسَاء الْعَالَمِينَ يَا مَرْيَمُ اقْنُتِي لِرَبِّكِ وَاسْجُدِي وَارْكَعِي مَعَ الرَّاكِعِينَ.آل عمران43.
وَجَعَلَنِي مُبَارَكًا أَيْنَ مَا كُنتُ وَأَوْصَانِي بِالصَّلاةِ وَالزَّكَاةِ مَا دُمْتُ حَيًّا . مريم 31.
وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِسْمَاعِيلَ إِنَّهُ كَانَ صَادِقَ الْوَعْدِ وَكَانَ رَسُولا نَّبِيًّا وَكَانَ يَأْمُرُ أَهْلَهُ بِالصَّلاةِ وَالزَّكَاةِ وَكَانَ عِندَ رَبِّهِ مَرْضِيًّا. مريم 54.
و الكثير من الآيات الآخرى التى تؤكد نفس المعنى.
لقد قال الله تعالى لبنى إسرائيل في عهد نزول القرآن: " وَاسْتَعِينُواْ بِالصَّبْرِ وَالصَّلاةِ وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلاَّ عَلَى الْخَاشِعِينَ. البقرة 45
ولأنها نفس الصلاة التي يصليها المسلمون الذين يقرأون القرآن فأن القرآن يكرر نفس الأمر للمسلمين في نفس السورة:" يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اسْتَعِينُواْ بِالصَّبْرِ وَالصَّلاةِ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ. البقرة 153).
 لو كانت الصلاة شيئا مختلفا بين الفريقين لنزل في القرآن ما يفيد ذلك حين توجيهه الحديث لبنى إسرائيل ولاتباع القرآن الكريم، ولكن على العكس جاء الخطاب واحدا يدعو الجميع إلى اتباع ملة إبراهيم حنيفا - أي بدون الوقوع في الشرك والمعاصي-و ملة إبراهيم هي الأصل في العبادات للجميع.
 ولكن لأن الحديث يغلب القرآن وينسخ ما فيه فهم يصدقوا ما في الأحاديث والقرآن للتبرك فقط.
 فياتوا لك من زاوية اخرى للاستدلال على ان صلاتنا تختلف عن صلوات جميع الرسل السابقين وهي الفاتحة. وبما اننا نقرأ الفاتحة في صلاتنا والفاتحة في القرآن فصلاتنا تختلف عن صلوات من قبلنا.
وايضاً لولا ان الصلاة شيء جديد لما استلزم وجود المعراج حيث ان الرسول عرج به الى السماء ليفرض الله عليه الصلاة بنفسه.
 وبناءً على ما تقدم احب ان اقول الآتي:
اذا رجعنا الى كتبكم المعتمدة فسوف نجد ان هناك شبه اتفاق تام على ان ترتيب نزول سور القرآن كالآتي:
اول سورة نزلت هي سورة العلق.
ثاني سورة نزلت هي سورة القلم.
ثالث سورة نزلت هي سورة المزمل.
رابع سورة نزلت هي سورة المدثر.
خامس سورة نزلت هي سورة الفاتحة.
وعند النظر الى هذا الترتيب وعند قراءة سورة المزمل وبالتحديد اول اربع آيات منها نجد الله سبحانه وتعالى يقول بسم الله الرحمن الرحيم   يَا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ (1)
 قُمِ اللَّيْلَ إِلَّا قَلِيلًا (2
 نِصْفَهُ أَوِ انْقُصْ مِنْهُ قَلِيلًا (3
 أَوْ زِدْ عَلَيْهِ وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلًا (4)
وبالنظر الى هذه الآيات ومع الأخذ في الاعتبار ترتيب نزول السور نجد ان الله يأمر نبيه بقيام الليل ونحن نعلم ان قيام الليل هو نافلة وليس فرض.
 واول سؤال هنا هل امر الله رسوله بالنوافل اولاً قبل ان يامره بالفرض؟
السؤال الثاني كيف كان يصلي الرسول عليه السلام ولم تفرض عليه الصلاة بعد ولم ينزل عليه جبريل لتعليمه كيفية آداء الصلاة؟
السؤال الثالث ماذا كان يقرأ الرسول في الصلاة اذا كانت سورة الفاتحة لم تنزل بعد؟
وبالنظر الى هذه الأسئلة فاعتقد ان ليس هناك امامهم اختيارات متعددة فاما ان يسلموا بأن الصلاة كانت موجودة من الأصل وهذا هو المراد او يعترفوا ان هذا الترتيب غير سليم وعلى هذا فان ليس كل ما اجتمعت عليه الأمة ووافق عليه الائمة والشيوخ هو الصواب.
وهنا لا بد من وقفة مع النفس ومراجعة جميع كتب السنة والتراث ومقارنتها بالقرآن و وأد  وتنقيح كل ما هو مخالف للقرآن وهذه الخطوة الأولى للعودة الى كتاب الله وترك كل ما هو من عند غير الله.
أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ  وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا . النساء82.
فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَهُ يُؤْمِنُونَ. المرسلات 50.
تلك آيات الله نتلوها عليك بالحق فبأى حديث بعد الله وآياته يؤمنون. ويل لكل أفاك أثيم. يسمع آيات الله تتلى عليه ثم يصر مستكبراً كأن لم يسمعها كأن فى أذنيه وقرا فبشره بعذاب أليم.الجاثية6-8.
أَوَلَمْ يَنْظُرُوا فِي مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا خَلَقَ اللَّهُ مِنْ شَيْءٍ وَأَنْ عَسَىٰ أَنْ يَكُونَ قَدِ اقْتَرَبَ أَجَلُهُمْ  فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَهُ يُؤْمِنُونَ. الأعراف 185.
اتمنى ان يتدبر أهل السنة القرآن و أن يردوا على هذه الأسئله وايضاً تعليق اهل القرآن على هذه الخواطر.
اجمالي القراءات 16179