رسالة الى الأحبة (23 ) قبل أن تقرأ كتاب الموت :

آحمد صبحي منصور في الثلاثاء ٢٣ - يونيو - ٢٠٠٩ ١٢:٠٠ صباحاً

أولا :
1 ـ فى اوائل التسعينيات كنت أمر بأقسى فترة من الضنك والفقر و المتابعة الأمنية . قليل ممن حولى من أهل القرآن من كان يدرك ذلك ،فقد كان بيتى مفتوحا يستقبل الأحبة والأصدقاء فى القاهرة وقريتى (ابوحريز)،وهذا المظهر يعطى إنطباعا مغايرا لما نعانيه .
أتذكر أن جاء لزيارتنا فى القاهرة أحد الأحبة من بلد بعيد وكان معه صديق له يريد التعرف بى ، ولم يكن فى بيتنا ما يفى بواجب الضيافة ، ولم يكن فى جيبى ما استطيع أن أقوم له بالواجب ، وليس من عادتى أن أقترض من أحد ، ركبنى الهول وأنا أستقبل ضيفى وصديقه ، وجاء الفرج حين صمم الأخ العزيز على أنه ليس لديه وقت لارتباطه بموعد هام تأخر عنه ، وكانت سيارتهما تنتظر يدور محركها ، وقال إنه يفى بوعده لصديقه بأن يمرّ علىّ بسرعة ، على وعد آخر بأن نجلس معا وقتا أطول.انصرفا بسرعة ، وتنفست مستريحا.
أحمد الله جل وعلا أن مرّت هذه الفترة ، وأحمد الله جل وعلا أن مرت بدون أن يتشفى فىّ أحد ، بل على العكس كان الخصوم يشيعون ويكتبون كيف أن الأموال تأتينى من الخارج من أعداء الاسلام . أحمد الله جل وعلا أن لم يضعنى فى موقف حرج فى هذا الوقت . وبيتى مقصود ومفتوح.
وقتها أراد بعض الأحبة من أهل القرآن مساعدتى بنشر بعض مؤلفاتى . كنت فى الثمانينات أخطب وألقى الدروس اسبوعيا ، وأكتشف الجديد من القرآن مع كل خطبة و درس. وكنت أسجل موجز كل خطبة فى نصف صفحة فى ملف خاص توطئة لاصدارها فى سلسلة قرآنية حين يتيسر الأمر . وكان منها خطبة عن الموت فى القرآن الكريم ،أتذكر أنها أخذت بألباب المستمعين . عرض صديقى أن يكلم أحد معارفه فى نشر بعض مؤلفاتى الصغيرة ، وقد إفتتح دارا جديدة للنشر . وطلب منى تجهيز كتاب ليعرضه عليه . فى جلسة واحدة كتبت هذا الكتاب عن الموت ، وأرسلت به مع صديقى للناشر .
اتصل بى الصديق وقال إن الناشر مصمم على حذف أى تعرض للسنة او البخارى فى الكتاب، وأن يكون الكتاب عن الموت فى القرآن فقط . وافقت .
قابلت الناشر فابدى إعجابه بالكتاب وسألنى عما أريد مقابل النشر. قلت له : أنا مؤلف أتميز بشيئين : أننى عبقرى ومفلس ، ولذلك فسأرضى باى مبلغ تعرضه ، ولكن لن أنسى لك موقفك ، إن أنصفتنى أو ظلمتنى. قال : سأعطيك مائتى جنيه مقابل أن يكون لى حق طبع الكتاب أى عدد من الطبعات أشاء.
وقتها كنت أكتب (أحيانا ) مقالات لبعص الصحف باجر يتراوح بين 200 الى 500 جنيه ، ولم يكن هذا دائما بطبيعة الحال ، ولكنه كان السعر لمقالاتى . وهذا يعطى لمحة عن مدى استغلال هذا الناشر لموقفى.
أسرعت بالموافقة ، وأخذت المائتى جنيه شاعرا بأننى أحمل مائى مليون جنيه ، فقد كان الفقر فى أروع حالاته .

2 ـ وتم طبع الكتاب ونشره فقوبل بقبول حسن .
نشرت عنه صحيفة الشعب ـ التى يسيطر عليها الإخوان المسلمون ( المعتدلون ) . كتبت تمدح الكتاب دون أن تذكر اسم المؤلف . لأن إسمى كان من المحرمات لديهم ـ ولا يزال .
أحد أصدقائى ، وكان من كبار رجال الأعمال ورجال التصنيع ، قرأ الكتاب فاعجبه واشترى منه عشرات النسخ ليوزعها مجانا على معارفه، وفى جلسة معه أخذ يشيد بالكتاب ، ولما ضحكت وقلت له ما حدث مع الناشر والمائتى جنيه استغرب وقال : ولماذا لم تقل لى ؟ كنت سأعطيك المائتى جنيه ؟.
ابتسمت ساكتا وتحليت بالصبر الجميل .
ذهبت أقدم نسخة من الكتاب هدية لصديقى د. فرج فودة ـ يرحمه الله ـ وكان قد تأخر ، فجلست أنتظره فى المكتب ، وجاء صديق ملحد مزعج فى الحاده حتى كنت أتجنب الحديث معه. أراد أن يتكلم فاردت إلهاءه عن الكلام معى بأن أعطيته نسخة كتاب الموت. فتحه ، وغرق فى قراءته الى أن انتهى منه لاهيا عنا وعن مجىء د. فرج فودة و حديثنا معا. بعد أن فرغ من قراءته أعطاه لى وخرج دون أن يتكلم ، ولم أره بعدها.

3 ـ جاء أوان الكتاب الثانى للنشر ، والذى نوّهت عليه فى خاتمة كتاب الموت ، كان الكتاب الجديد بعنوان ( القرآن يتحدث عن القرآن ) وهو عنوان محايد لا يكشف مضمون الكتاب الذى يؤكد أن ليلة الاسراء هى ليلة القدر ، ليلة نزول القرآن ، وان المسجد الأقصى فى جبل الطور.
صاحبنا الناشر حين قرأ نسخة الكتاب الجديد أصابه الهلع ، وقطع علاقته بى،رافضا أى كتاب من السلسلة التى وعد بنشرها . وبذلك لم يصدر منها سوى كتاب الموت.
قابلته صدفة فى القاهرة بعدها بعدة سنوات ، كان يسير مبتهجا فالتقينا وجها لوجه بحيث لا يمكن لأحدنا أن يتجاهل الاخر. عندما رآنى ارتسم الرعب على ملامحه ، وضاع الابتهاج وحل محله الذعر والانزعاج . ضحكت وأنا أصافحه . أشفقت عليه .
ومات بعدها ..يرحمه الله جل وعلا. !!

ثانيا
1 ـ بعد الهجرة لأمريكا واطلاق موقع أهل القرآن تكفل بعض الأحبة فى مصر باعادة كتابة مؤلفاتى السابقة ، ما تم نشره منها وما لم ينشر من قبل ، لنعيد نشرها على الموقع . ودفعوا الثمن فى موجة الاعتقال عام 2007 . جزاهم الله تعالى خيرا .
من تلك الكتب التى نسخوها كتابا ( الموت ) والكتاب الذى كان مفترضا أن يليه عام 1990 . وهو بعنوانه الأصيل ( ليلة الاسراء هى ليلة القدر ، ليلة نزول القرآن الكريم كتابا ).
وقد تفضل الاستاذان محمد مهند مراد أيهم و أسامة حمود بمراجعة وتصحيح كتاب الموت ، وقام الاستاذ حمود بإثبات التصحيح فى أصل الكتاب ، وتفضل بارساله لى .
وهو الان بين أيديكم أنشره على مسئوليته التصحيحية ، مع عميق الشكر له وللاستاذ محمد مهند مراد أيهم ولأهل القرآن الذين اسهموا من قبل فى كتابة هذا الكتاب وغيره .
وأرجو من الله تعالى العلى القدير ان يجعل جهادنا هذا خالصا لوجهه الكريم ، وأن يثيبنا عليه خير الثواب.

2 ـ فى نفس الوقت فإن الكتاب التالى وهو ( ليلة الاسراء هى ليلة القدر ، ليلة نزول القرآن الكريم كتابا ) سيوضع فى ركن التصحيح ، يطلب المساعدة فى المراجعة و التصحيح .
أى إن المطلوب من الأحبة (أهل القرآن ) التعليق على كتاب الموت ، وتصحيح الكتاب الجديد .

3 ـ تفضلوا الآن بالتعليق على كتاب الموت لنستفيد من علمكم.
لقد قلت إننى كتبته على عجل منذ 19 عاما ، وقلت إن الاجتهاد فى القرآن يعطى المزيد والمزيد بقدر ما لديك من حرص ومن علم ورغبة فى التعلم من القرآن .
ولقد قرأت هذا الكتاب عن الموت منذ أشهر فلم يعجبنى ، حتى لقد فكّرت فى إعادة كتابته ، فقد طافت بعقلى إستنتاجات قرآنية جديدة فى موضوع الموت،منها مثلا : المقارنة بين آيتين عن الموت ( 4/ 78) ( 62 / 8 ) للوصول الى حقيقة أن الموت فينا ، فاذا فررنا منه فسيدركنا من الخلف ، وسيقابلنا من الأمام لأنه فى داخلنا ، نحمله معنا اينما سرنا .
بلاشك هناك حقائق علمية كثيرة تتشابك مع موضوع الموت فى القرآن الكريم ، وحقائق أخرى لم نلتفت اليها ولم ندركها.
لذا أريد منكم التعليق لأستفيد من علمكم.

4 ـ ولأنه ليس متاحا التعليق على أى كتاب فى ركن الكتب فالتعليق هنا على كتاب الموت ..

5 ـ خالص الامتنان والمحبة و التقدير.

أحمدصبحى منصور.
الثلاثاء 23 يونية 2009 .

اجمالي القراءات 19744