إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ مَن يَضِلُّ عَن سَبِيلِهِ:
( 8 )(قُتِلَ الإِنسَانُ مَا أَكْفَرَهُ !!).

آحمد صبحي منصور في السبت ٠٦ - يونيو - ٢٠٠٩ ١٢:٠٠ صباحاً

أولا : قُتِلَ الإِنسَانُ مَا أَكْفَرَهُ !!.
1 ـ لقد إخترت عنوان المقال آية قرآنية كريمة يقول فيها رب العزة عن الانسان (قُتِلَ الإِنسَانُ مَا أَكْفَرَهُ) (عبس 17 ). وهو وصف نرجو ألا ينطبق علينا .
2 ـ إن مصطلح ( الانسان ) فى القرآن يخالف مفهومه عندنا حين نتحدث عن ( الانسانية ) و( حقوق الانسان ) و(الأعمال الخيرية الانسانية ). (الانسان ) فى مصطلح القرآن الكريم يعنى الجانب الضال فى البشر ، من ادمان الغرائز الجسدية والعناد والكفر و الالحاد وشتى الشرور .
والبشر يوم القيامة سيكونون على نوعين :
أغلبية ساحقة خاسرة ، وهى التى عاشت على غرائزها وهواها وصراعها فى سبيل حطام الدنيا .هذه الأغلبية سيمثلها من كان ( إنسانا ) أى ( ضالا ) فى الدنيا ، وحافظ على ضلاله الى النهاية ، عاش به ومات عليه ، وعند القيامة سيندم هذا الانسان .
والنوع الآخر هو من سما بنفسه عن تحكم غرائز الشهوة وعبادة الهوى ، وتحرر من ضلاله واهتدى . هذا النوع الآخر يلقى ربه (نفسا مطمئنة)، وليس (إنسانا) .
3 ـ يقول جل وعلا عن قيام الساعة واليوم الاخر:(كَلاَّ إِذَا دُكَّتِ الأَرْضُ دَكًّا دَكًّا وَجَاءَ رَبُّكَ وَالْمَلَكُ صَفًّا صَفًّا وَجِيءَ يَوْمَئِذٍ بِجَهَنَّمَ ). ويقول عن ندم الضّال أى (الانسان) وقتها : ( يَوْمَئِذٍ يَتَذَكَّرُ الإِنسَانُ وَأَنَّى لَهُ الذِّكْرَى يَقُولُ يَا لَيْتَنِي قَدَّمْتُ لِحَيَاتِي )،أى يتذكر ويتندم الضال أى الانسان الذى ظل بنفس الصفات الشريرة للانسان الى أن مات وبعث عليها ، ويتمنى لو كان قدّم شيئا لحياته ،أى إنه سيعرف بعد فوات الأوان أن الحياة الحقيقية ليست فى الدنيا بل فى الاخرة ، وأن الحياة الدنيا مجرد متاع الغرور . مصير هذا الانسان هو العذاب : ( فَيَوْمَئِذٍ لّا يُعَذِّبُ عَذَابَهُ أَحَدٌ وَلا يُوثِقُ وَثَاقَهُ أَحَدٌ )
وفى مقابل الانسان تكون النفس المطمئنة ، لمن أفلح فى الدنيا بالسمو بنفسه عن الغرائز، ومن إعتاد أن ينهى النفس عن الهوى. يقول جل وعلا لهذا الصنف المفلح يوم القيامة :(يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَّرْضِيَّةً فَادْخُلِي فِي عِبَادِي وَادْخُلِي جَنَّتِي) ( الفجر 21 : ـ ).
4 ـ هذا الانسان فى الدنيا قال عنه جل وعلا (قُتِلَ الإِنسَانُ مَا أَكْفَرَهُ). ومن الأدلة على كفره أن الكرة الأرضية على اتساعها لا يوجد فيها مسجد واحد لتقديس الله تعالى وحده . كما أن الموقع الوحيد المخصص لتقديس الله تعالى وحده يأبى بعضهم إلا أن يقوم فيه بإضلال الناس ، مع وجود مئات الألوف من المواقع للشرك والكفر والضلال والاضلال والفسق والفجور .
نحن فى موقعنا لا نسمح بالاضلال حتى لا ندخل ضمن الصنف الذى قال عنه رب العزة (قُتِلَ الإِنسَانُ مَا أَكْفَرَهُ ).نحن فى موقعنا نتدبر القرآن ونتعلم منه معا حتى تنتفى عنا صفة:(قُتِلَ الإِنسَانُ مَا أَكْفَرَهُ ) وحتى نلقى الله عزوجل يوم القيامة فيقول لنا : (يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَّرْضِيَّةً فَادْخُلِي فِي عِبَادِي وَادْخُلِي جَنَّتِي) .
ثانيا : أهل القرآن هدفهم ليس الدنيا ولكن النجاة فى اليوم الآخر :
1 ـ يلفت النظر الى أن مصطلح ( لا ريب فيه ) جاء وصفا للقرآن الكريم واليوم الآخر، والأمثلة كثيرة منها عن القرآن الكريم :(ذَلِكَ الْكِتَابُ لاَ رَيْبَ فِيهِ )( البقرة 2 ) (تَنزِيلُ الْكِتَابِ لا رَيْبَ فِيهِ مِن رَّبِّ الْعَالَمِينَ )( السجدة 2 )، ومنها عن اليوم الاخر : (رَبَّنَا إِنَّكَ جَامِعُ النَّاسِ لِيَوْمٍ لاَّ رَيْبَ فِيهِ )( فَكَيْفَ إِذَا جَمَعْنَاهُمْ لِيَوْمٍ لاَّ رَيْبَ فِيهِ )( آل عمران 9 ، 25 ). فالقرآن الكريم لا ريب فيه ويوم القيامة لا ريب فيه.
2 ـ وبالتالى فالقرآنى الحقيقى هو الذى يؤمن إيمانا حقيقيا باليوم الآخر ، ليس بمجرد اللسان بل بالموقف والنضال .
من أجل الفوز فى اليوم الآخر ـ وأن نكون أشهادا على عصرنا يوم الحساب ـ فإننا نتحمل الأذى ونتمسك بالدعوة للحق دون مطامع دنيوية. لا نلقى الانصاف ممن ندافع عن حقهم فى حرية الدين والرأى و الفكر ، فالملحدون والكارهون للاسلام إن لم يهاجمونا فهم على أفضل الأحوال لا يرتفع صوتهم بالدفاع عنا ونحن تحت نير الاضطهاد طوال ثلاثين عاما ، ندافع عنهم ولا يدافعون عنا. وفى نفس الوقت فان المتطرفين يختلفون مع أعدائهم الحكام المستبدين فى كل شىء إلا فى مطاردتنا ، ونظام مبارك يستسهل اضطهادنا ليرضى المتطرفين وليظهر أنه يدافع عن(السنة) . طريقنا لا أمل فيه بالفوز فى الدنيا ، ونحن نعرف هذا ونرضى به ونصبر عليه أملا أن نفوز بالآخرة ، وكفى به فوزا.
3 ـ إن المهارة فى البحث وسيلة محايدة ، يمكن استغلالها فى الخير وفى الشر، ينطبق هذا على البحث فى العلوم الطبيعية من الذرة الى الجينات ،كما ينطبق على البحث القرآنى الذى قد يتحول الى هدى أو الى ضلال حسب مشيئة الباحث واختياره:(الاسراء 82 )( فصلت 44 )(آل عمران 7 ).
كان ممكنا لى أن استغل مهارتى البحثية فى القرآن والتراث فى تدعيم التطرف والارهاب ، ولن يستطيع أحد ـ أقولها بكل تأكيد وثقة وموضوعية ـ أن يتفوق علىّ فى هذا المجال ، لا الشعراوى ولا القرضاوى ولا ابن آوى. كلهم لم ولن يصل الى عشر معشار ما لدى من قدرة علمية ، ولو استغللت هذه القدرة العلمية فى الباطل لأصبحت لهم جميعا زعيما ، وحينها لن تكون حرية العلمانيين كما هى عليه الآن لأن عقل الأرهابيين والمتطرفين سيكون رهن إشارتى ،وبفتوى تكفير واحدة ستطير الرءوس ، والذين يتطاولون علىّ الآن سيسعون الى مجلسى بكل خضوع. وستفتح امامى الفضائيات والمواقع والجامعات والجمعيات.
ولكن إخترت أن أستغل المهارة العلمية فى قول الحق ، وما يعنيه ذلك من اضطهاد ومعاناة.
السبب هو إختيار الاخرة ، فالذى يؤمن حق الايمان بأن القرآن لا ريب فيه لا بد أن يؤمن حق الايمان بان الآخرة لا يب فيها ، وأن الله جل وعلا لم يخلقنا عبثا ،بل مصيرنا اليه يوم القيامة : (أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثًا وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لا تُرْجَعُونَ ( المؤمنون115 ) .المؤمن الحق يختار الآخرة لأن كل نعيم الدنيا المتاح لكل البشر لا يساوى لحظة نعيم فى الجنة ، وكل عذاب الدنيا الذى عاناه وسيعانيه لكل البشر لا يعدل لحظة عذاب فى جهنم .
من هنا يأتى حرصنا فى موقع (أهل القرآن ) على أن نهتدى بالقرآن لننجو يوم القيامة ، ويأتى حرصنا على دعوة المسلمين الأحياء الى الهداية والتوبة قبل الموت أملا فى النجاة من النار. ونتحمل الاضطهاد والسفالات والتطاول ، ونعفو ونتسامح ـ أملا فى أن يكون لنا الأجر عند الله تعالى يوم القيامة ..
هذه هى وظيفة الموقع فهل يجوز أن يتحول الموقع من الدعوة للهداية الى الدعوة الى الاضلال ؟
ثالثا : اهل القرآن فى الموقع وخارج الموقع
1 ـ هناك فارق زمنى قدره عشرون عاما بين أول محنة واجهناها فى مصر ( 1885 : 1987) واطلاق موقع (أهل القرآن ) 2005 . تعرض اهل القرآن الى موجة ثانية من الاعتقالات (2000 : 2001 ) والتى بسببها هاجرت الى المنفى لأواصل النضال فى حرية . عند إطلاق الموقع أحجم معظم أهل القرآن عن الكتابة فيه ، وعندما بدأ يكتب فيه بعض أفراد من عائلتى جاءت الموجة الثالثة من الاعتقالات عام 2007 .
أقول هذا تأكيدا لحقيقة مجهولة هى أن موقع ( أهل القرآن ) لا يمثل كل (اهل القرآن ) الحقيقيين الذين بدءوا معى من منتصف السبعينيات وصمدوا ، ثم بسبب الضغط الأمنى عزفوا عن الكتابة فى الموقع بسبب ارهاب نظام مبارك ، وترصده لهم ، ولهم ( ملفات ) فى أمن الدولة بمصر ، حيث أصبح إضطهاد التيار القرآنى فى مصر فرصة لزياة الدخل بالدولار والريال .
وهناك سبب آخر هو أن معظم ما أكتبه فى البحث القرآنى سبق أن قيل ونوقش بحضورهم منذ الثمانينيات . ومنها تلك الموضوعات التى زلزلت (القرآنيين الجدد ) فى الموقع ، مثل التفرقة بين الأنبياء والتفاضل بين الأنبياء والشهادة الواحدة للاسلام ، ونفى شفاعة البشر ونفى العصمة عن الأنبياء خارج الوحى ..نفى تقديس البشر ونفى تقديس الأنبياء أمر مفروغ منه لدى أهل القرآن الحقيقيين قبل اطلاق الموقع بربع قرن وأكثر .
القرآنيون الجدد الذين التحقوا بالموقع كانوا منذ ربع قرن فى واد آخر ، ثم توافدوا على الموقع مع عام 2005 وصاروا من كبار أعمدته ، ولكن ليست لهم الخلفية العلمية والعقيدية مثل قدامى القرآنيين الصامتين ، لذا عندما إثيرت موضوعات نفى التقديس عن خاتم الأنبياء محمد عليه السلام فوجىء بها القرآنيون الجدد ، وحدثت رجّة هائلة فى الموقع.
2 ـ هذه الرجّة صارت أزمة أشعلها من ليس قرآنيا ، بل وفد عليهم من الخارج ، فهناك نوع جديد من (العمالة المصرية الرخيصة الوافدة ) وإختصارها بالحروف هو :( ع . م. ر . و ) ،وفدت هذه (العمالة المصرية الرخيصة الوافدة : ع . م. ر. و ) لموقع (أهل القرآن ) وهى عميلة لجهاز الأمن المصري . دخلت موقعنا ( لدواع أمنية) لتكون ذراع (أمن الدولة ) داخل الموقع لتدمره من الداخل. ذلك شىء مفهوم ، فقد أصبحت مطاردة المدونين و المواقع الاليكترونية مهمة أساس لأمن الدولة فى النظم العربية المستبدة ، فى مصر وغيرها ، وبالتالى فإن موقع ( أهل القرآن ) مستهدف من الأمن المصرى ، وهو محجوب فى السعودية وبعض دول الخليج ، ومطاردة الأمن المصرى للموقع هو جزء الاضطهاد الذى يعانى منه القرآنيون فى مصر ، خصوصا وان موجة الاعتقالات الثالثة كانت أصلا بسبب نشاطهم فى الموقع ، فأجبرهم الاضطهاد على الصمت شأن قدامى القرآنيين .
ونحن نعرف أن من بين من يكتب على الموقع أكثر من شخص ينتمى الى مخبرى أمن الدولة تحت اسماء مستعارة ،أوحقيقية . وجد هؤلاء فرصتهم عند نشر مقالاتى فى نفى تقديس النبى محمد ، وكرروا نفس دور(امن الدولة ) مع الأزهر فى الاضطهاد الذى جرى فى الثمانينيات ، والذى كان بسبب نفس الموضوعات.
رابعا : طبيب (فالح جدا فى الطب ) برتبة مخبر فى أمن الدولة
1 ـ طبيب (فالح فى الطب) ( لا أقول الفاشل ) هو الفاعل الرئيس فى تلك (الرجّة )التى تعرض لها موقع (أهل القرآن ). وقد انتهت بسلام بعد طرده من الموقع .
2 ـ أى طبيب ( نصف ناجح ) لا بد أن يكون مشغولا بالعمل فى المستشفى ثم فى عيادته الخاصة ، ثم بابحاثه فى الدراسات العليا ، تراه منشغلا دوما بمرضاه ودراساته وأبحاثه بحيث لا يكاد يجد وقتا للراحة أو للبيت والزوجة والأولاد . أما إذا كان ناجحا فى عمله فوقته لا يتسع للتدريس فى الكلية وبين المستشفيات ومراكز الأبحاث . أما هذا الطبيب ( الفالح ) ولا أقول ( الفاشل ) فهو شأن آخر ..عزيز الوجود فى هذا الوجود. !!
لا يمكن ان تتصور طبيبا اجتاز الخمسين من عمره يتفرغ آناء الليل وأطراف النهار للصعلكة فى فضاء الانترنت إلا فى حالة واحدة ، هى أن يكون (فالحا) جدا فى الطب الى درجة ان يهجر مهنة الطب التى تستلزم التفرغ لها لكى يتطوع بالكتابة هنا وهناك فى المواقع الاليكترونية العربية . وحين تقرأ له وهو يدافع عن مجرمى التعذيب فلا بد أن يكون عميلا لمجرمى التعذيب ، خصوصا وهو فى دفاعه عن نظام مبارك يقول نفس الحجة التى يرددها عواجيز الحزب الوطنى ، وهى أن نظام مبارك أرحم من أنظمة عربية أخرى ،أى يقارن مصر بما هو أسفل كما يفعل خدم السلطة ، ولا يقارنها بالغرب شأن من يريد الاصلاح . أى هو طبيب (فالح ) ليس فى الطب ولكن فى عمالته للأمن المصرى .
2 ـ كنت أحسن به الظن ، فدعوته للكتابة بعد أن قرأت له مقالات ضد التطرف فحسبته معنا على الخط ، إحتفلت به وأفردته بركن مميز فى الموقع ، ولكنه أعلن أنه ليس من (اهل القرآن ) فصار برغبته ضمن (أصدقاء أهل القرآن ).
تحت لافتة ( أصدقاء أهل القرآن ) ننشر لأصدقائنا العلمانيين المسلمين مثل د. سعد الدين ابراهيم ، والأساتذة طارق حجى ومحمد عبد المجيد ( طائر الشمال ) ونبيل شرف الدين و خالد منتصر وعلى سالم ومحمد الحداد وآخرين .. كما ننشر للمناضلين الأقباط مثل كميل حليم ومجدى خليل وكمال غبريال و مدحت قلادة . كلهم لا شأن له بما نكتب فى مجالنا فى القرآن والتراث ، ولكن يكتبون بثقافتهم المدنية فيما نتفق معا فى الدفاع عنه ، وهو الدولة المدنية العلمانية وقيم الديمقراطية والعدل والحرية وحقوق الانسان وحقوق الأقليات.
الطبيب (الفالح ) ( لا أقول الفاشل ) بعد أن نسى الطب تفرغ لنا بالكامل ليقحم نفسه فى كتابات (أهل القرآن ) مع رفضه أن يكون منهم، وتعليقاته فى الدفاع عن الاستبداد ومجرمى التعذيب تقطع أن بينه وبين العلمانية وحقوق الانسان أمدا بعيدا . أى تفرغ لنا ليهدم الموقع من الداخل ، وتلك هى مهمته كعميل ومخبر لأمن الدولة .
3 ـ باب النقد عندنا مفتوح فى ظل شروط النشر التى لا تختلف كثيرا عن معظم المواقع المفتوحة فيما يخص الترفع عن السباب والتعرض لشخص الكاتب . ولكن الطبيب (الفالح )( لا أقول الفاشل ) وضع نفسه فوق مستوى الجميع ، يكتب ينتقد السنيين والشيعة والقرآنيين ، ويوزع تهم التطرف على الجميع طبقا لمواصفات ومعايير (أمن الدولة )، وأقحم نفسه فيما لايعرف فى علوم القرآن والتراث فلما جاء الرد العلمى عليه تحول الى البذاءة فى الرد ، وأسرف فى التطاول علىّ بالسب والشتم حتى أثار حنق النبلاء فى الموقع ، وتشجع غيره من عملاء (امن الدولة ) داخل الموقع ، يناصرونه ويصفقون له ويزايدون عليه فى سوء الأدب ، ثم يتبجح ويهدد أننى لو طلبت منه الرحيل فسيرحل ولكن سيهاجمنى فى المواقع الأخرى . صبرت عليه وأعلنت أننى لن أرد عليه وأننى برىء من الأفكار التى يقولها فى الموقع .كنت أعتقد أنه سيراجع نفسه ولكنه إزداد فجورا ، وبدأ يطور هجومه بالايقاع بينى وبين القرآنيين الاخرين فى الموقع ، فإذا تعرضت بالنقد لأحد الشباب بقصد التوجيه تدخل هو ليثير حنقه ، ولو أنتقدت ( حالة ) من الحالات كتب يقول إننى أقصد فلانا ..
4 ـ قررت أن أتخلص منه فمنعته من الدخول هو وبعض المناصرين له ، وهذا حقى باعتبارى صاحب البيت ، ولا يصح فى أى عرف أن يدخل بيتك واحد عديم الأدب يظل يسبك وانت تتسامح الى ما لا نهاية .
بعد طرده فوجئت بعودته أكثر فحشا وبذاءة يهدد بأنه سيترجم مقالاتى الى الانجليزية ويبعث بها الى السلطات الأمريكية ليثبت أننى متطرف ، فأثبت على نفسه بهذا أنه ( مخبر أمن دولة) عريق فى كتابة التقارير ، ولكنه (مخبر أمن دولة مصرى ) يعتقد أن أمريكا مثل مصر تلاحق الأفكار وتعتقل المفكرين ، وهو (مخبر أمن دولة مصرى جاهل ) لأن لأجهزة الأمن الأمريكية مترجمين عربا يزودونها بكل المكتوب عن أمريكا وعما يمس التطرف من قريب أو بعيد بالتأييد أو الرفض. أعدت طرده وحذف شتائمه فعاد أسوأ ، فكتبت أقول له إنه لا يليق به أن نبعده ويعود ، فعاد يسب ويلعن مصمما أنه لن يجعلنى أنام .
التسجيل فى موقعنا مفتوح للجميع كى يكتب ويعلق ، واستغل هذه الفرصة ليعيد تسجيل نفسه ويواصل بذاءاته ،فاضطررت الى قفل التسجيل فى الموقع حتى لا يعيد تسجيل نفسه ويعود ، ففوجئت به قد استعد من قبل ، وتزود بالعديد من الباسورد ، فعاد يستعمل واحدة منها ويدخل ليسب ويشتم ،( يعنى عميل امن دولة جاهز ومحترف وفاضى لنا ومتفرغ 24 ساعة ). ظللت أطرده ويعود الى أن استنفذ كل ما لديه من احتياطات الباسوورد ، ولم يعد قادرا على الدخول للموقع فوقف أمام أسوار موقعنا يرسل لى الايميلات يسب ويشتم ويهذى ويلطم الخدود ويشق الجيوب و يتغنى بحرية الرأى التى حرمناه منها. ثم انتقل يحمل أوزاره الى مواقع أخرى يتقيأ نفس الهراء ( بالهمزة و ليس بالراء ). هو بذلك ينفّذ أمرى حين قلت له من قبل: (اذهب الى أى موقع واشتمنا كما تريد ولن نرد عليك ، ولكن لا تشتمنا فى بيتنا) .
وكل ما قلته عنه هنا موثق عندنا فى الموقع دليلا عليه الى يوم الدين .
5 ـ لايزال يواصل مهمته بنجاح .. فالطبيب (الفالح ) ( لا أقول الفاشل ) قد وجد نفسه اخيرا فى مجال ينجح فيه بعيدا عن مهنة الطب التى هجرها وهجرته . ولا نملك إلا أن نتمنى له الشفاء من الجهل ومن الغباء ..
خامسا : اتجاهات القرآنيين الجدد فى الموقع :
1 ـ عانينا من قبل من ( متطرفى ) القرآنيين ، قبل الموقع وبعد إطلاقه. أقصد بهم أولئك الذين يجعلون الصلوات الخمس ثلاثا أو أقل ، أو يتطرف فيلغى العبادات كلها ، ويتلاعب بآيات القرآن الكريم ليثبت وجهة نظره . كتبت مقالات فى النصح لهم أملا فى تصحيح مسارهم ، فلما تمادى بعضهم أنذرته ، فلم يرتدع فأبعدته عن الموقع ، فرحل فى كرامة ، وتركنا ونحن نحترمه . ليس مثل ذلك الطبيب الفالح جدا فى الطب .
2 ـ بعد استبعاد الطبيب الفالح ( لا أقول الفاشل ) يبقى اهل القرآن الجدد ، وتحليل كتاباتهم التى تعارضنى يشير الى الآتى : ـ
* الأغلب علي من يعارضنى فيهم هو سرعة الردّ على مأ اكتبه ، دون التروى . بعضهم يكتب دون أن يكون قد قرأ كل ما نشرته من مقالات وأبحاث وكتب ، وبعضهم يأخذ وقتا حتى يقتنع ، وبعضهم لا يقتنع إطلاقا . فالمفترض فيمن يقتنع برأى سبق أن رفضه أن يعلن ذلك ، فتلك من مناقب الباحث الحقيقى الموضوعى.
* ـ بعض من يعارض يلتزم المنهج العلمى فى البحث القرآنى، بالدخول على القرآن الكريم بدون نية مسبقة ، أى بتجميع كل الآيات المتعلقة بالموضوع وبحثها وتحليلها وفهم مصطلحاتها من داخل القرآن ، لذا تأتى معارضته مفيدة تتيح لى أن أتعلم منه. فطالما نتبع معا نفس المنهج العلمى فسينحصر الخلاف فى التفصيلات ، وسيكون الخلاف سهل الحل ، ومفيدا للكاتب .
* ـ بعض من يعارضنى لا يتبع ذلك المنهج العلمى؛ ينتقى بعض آيات القرآن ويلوى معناها ليثبت رأيه المناقض للقرآن، خصوصا فى تقديس شخص النبى محمد.
3 ـ ونعطى مثالا للنقد الموضوعى :
مقال (وَوَجَدَكَ ضَالًّا فَهَدَى) كان أولا بعض أسطر فى بحث ( عصمة النبى ) فى كتاب ( الأنبياء فى القرآن الكريم : دراسة تحليلية ) عام 1985 ، والذى بسببه تركت جامعة الأزهر . ومنذ أسابيع بدأت كتابة مقال بحثى عن (إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ مَن يَضِلُّ عَن سَبِيلِهِ) فأصبح سلسلة من المقالات ، أفردت منها مقالا خاصا عن ( ووجدك ضالا فهدى ).
أى إن البحث القرآنى الموضوعى بالتدبر فى الآيات الخاصة بموضوع معين يجعلك لا تعرف متى تنتهى من البحث ، فكلما تدبرت وتعمقت عرفت المزيد وتعلمت المزيد. ومما يساعدك على معرفة المزيد أن تجىء تعليقات ناقدة ومتسائلة ، وتريد أن تجيب عليها فتنفتح أمامك أعماق لم تعرفها من قبل فى أسرار القرآن الكريم . ومثلا فإن الاستاذ ليث عواد تساءل عن توقيت متى كان (محمد ) ضالا ؟ وربط هذا بآيات سورة الضحى التى وردت فيها آية (وَوَجَدَكَ ضَالًّا فَهَدَى). واستفدت بهذه الفكرة التى لم تخطر على بالى من قبل ، وكتبت أرد عليه معترفا بفضله ـ ولا أزال. وعلى هامش الرد قارنت بين المرحلة العمرية التى اهتدى فيها ابراهيم فقلت إنه إهتدى مذ كان فتى ، واستدللت بما قيل عنه عندما قام بتكسير الأصنام .
لكن لم يقتصر الأمر على هذا الحد ، والفضل كما قلت يرجع للاستاذ ليث عواد . لقد تبين لى خطئى حين قلت : (يظل النبى بهذا الاصطفاء رجلا من قومه يحمل ثقافة قومه، ) الخطأ هنا فى التعميم . كنت أظن أن ذلك ينطبق على (ابراهيم ) عليه السلام ، أى كان ابراهيم يحمل فى قلبه ثقافة قومه المشركة الى أن اهتدى عندما بلغ الحلم واصبح فتى . الخطأ هنا أن ابراهيم كان يتكلم بلسان قومه ولكن لم يحمل ثقافة قومه الشركية ، بل استعمل لسان قومه فى دعوته لهم بالهداية.
لم يذكر القرآن الكريم أمرا لابراهيم بالاخلاص لله تعالى فى الدين ، أو نهيا يقول له : لا تكن من المشركين ، كما تكرر مع محمد ، ولكن تكرر التأكيد الالهى بأن ابراهيم لم يكن من المشركين . أى إن الجديد الذى عرفته لأول مرة أن ابراهيم عليه السلام رفض الشرك منذ وعى ، فلم يكن من المشركين . هذه حقيقة عرفتها الان ـ فى الستين من العمر ـ وبعد معايشة للبحث القرآن استهلكت معظم العمر.
رجعت أتأمل الايات القرآنية الخاصة بابراهيم عليه السلام ، كأنى أقرؤها لأول مرة :
يقول جل وعلا عنه : (وَقَالُواْ كُونُواْ هُودًا أَوْ نَصَارَى تَهْتَدُواْ قُلْ بَلْ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ )(البقرة 135 ) (مَا كَانَ إِبْرَاهِيمُ يَهُودِيًّا وَلاَ نَصْرَانِيًّا وَلَكِن كَانَ حَنِيفًا مُّسْلِمًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ) (قُلْ صَدَقَ اللَّهُ فَاتَّبِعُواْ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ) (آل عمران 67 ، 95 ) (قُلْ إِنَّنِي هَدَانِي رَبِّي إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ دِينًا قِيَمًا مِّلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ ) (الأنعام 161 ) . تكرر وتأكّد فى الايات الكريمة السابقة أن ابراهيم لم يكن مشركا قط ، بل تكرر هذا مرتين فى مدح ابراهيم عليه السلام :(إِنَّ إِبْرَاهِيمَ كَانَ أُمَّةً قَانِتًا لِلَّهِ حَنِيفًا وَلَمْ يَكُ مِنَ الْمُشْرِكِينَ شَاكِرًا لِّأَنْعُمِهِ اجْتَبَاهُ وَهَدَاهُ إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ وَآتَيْنَاهُ فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَإِنَّهُ فِي الآخِرَةِ لَمِنَ الصَّالِحِينَ ثُمَّ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ أَنِ اتَّبِعْ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ) ( النحل 120 : 123). وبالتالى فانه لم يعرف منذ وعى عبادة الأصنام وتقديس البشر ، ومنذ وعى أخذ يتساءل عن تلك الخرافات ، معبرا عن ايمان يقينى فى قلبه بالايمان بالله تعالى وحده حسبما جاء فى قوله جل وعلا : (وَكَذَلِكَ نُرِي إِبْرَاهِيمَ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَلِيَكُونَ مِنَ الْمُوقِنِينَ ) (الأنعام 75 ). وبهذا اليقين المبكر بدأ مبكرا مرحلة الدعوة لأبيه وقومه ، فلما أعرضوا عنه قام بكسر الأصنام ليثبت لهم أنها مجرد حجارة . فعل هذا وهو فتى صغير ، أما الهداية فقد كانت متاصلة فيه من قبل بحيث لم يقع فى الشرك أبدا.
من هنا نفهم قوله جل وعلا : (وَلَقَدْ آتَيْنَا إِبْرَاهِيمَ رُشْدَهُ مِن قَبْلُ وَكُنَّا بِه عَالِمِينَ إِذْ قَالَ لِأَبِيهِ وَقَوْمِهِ مَا هَذِهِ التَّمَاثِيلُ الَّتِي أَنتُمْ لَهَا عَاكِفُونَ )( الأنبياء 51 ـ ) قوله تعالى (مِن قَبْلُ ) بمعنى السبق الزمنى فى ابراهيم مذ كان طفلا ، فالقرآن الكريم يفسّر بعضه بعضا ، والدليل على ذلك قوله جل وعلا :(وَإِنَّ مِن شِيعَتِهِ لَإِبْرَاهِيمَ إِذْ جَاءَ رَبَّهُ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ إِذْ قَالَ لِأَبِيهِ وَقَوْمِهِ مَاذَا تَعْبُدُونَ أَئِفْكًا آلِهَةً دُونَ اللَّهِ تُرِيدُونَ فَمَا ظَنُّكُم بِرَبِّ الْعَالَمِينَ ) ( الصافات 83 : ـ ).أى حين تصدى لقومه بالدعوة كان صاحب ( قلب سليم) نظيف من أى ذرة من الشرك. أى بينما يطمع كل مؤمن أن يلقى الله تعالى بقلب سليم يوم الحساب فإن الله تعالى يشهد لابراهيم أنه من طفولته جاء ربه بقلب سليم .
المستفاد مما سبق إنه مهما بلغ الباحث القرآنى من تمكن ورسوخ فعمله ناقص ، ويحتاج الى النقد النزيه الموضوعى ، كما يحتاج الى المزيد من التعمق فى نفس الموضوع مهما بحث فيه من قبل ، فكلما تعمق فى البحث إكتشف أن ما يجهله أضعاف أضعاف ما يعلمه فى الموضوع الذى يبحثه . وأنه لو كان باحثا حقيقيا فعليه أن يعلن خطأه لو وقع فى الخطأ ، وأن يعترف لأهل الفضل فى توجيهه.
وكل ذلك بالطبع مرتبط بايمان الباحث القرآنى باليوم الاخر ، وخوفه من أن يقع فى خطأ يترتب عليه إضلال للناس فيخسر الآخرة ، والفوز فى الآخرة هو التعويض الذى ينتظره بعد أن ترك الدنيا للمتكالبين عليها ، فلا بد أن يتحسس ويتحسب لما يكتب حتى لا يأتى يوم القيامة (إنسانا) يقول : (يَا لَيْتَنِي قَدَّمْتُ لِحَيَاتِي )
4 ـ ونعطى مثالا للنقد غير الموضوعى :
لأن القرآنيين الجدد لا يزالون فى بداية الطريق عقيديا فقد كتبت مترفقا بهم فى موضوع( وَوَجَدَكَ ضَالًّا فَهَدَى ) فجاء المقال بتسلسل موضوعى هادىء .
مثلا جاء شرح قوله تعالى:(وَوَجَدَكَ ضَالًّا فَهَدَى )(: الضحى 7 ) فى آيات قرآنية تحت عناوين يسلم بعضها لبعض بحيث أن المقال مبنى على آيات قرآنية لا يفصل بينها إلا تعليق على كل آية مستمد من معناها.
من الآيات القرآنية ما جاء للنبى من نصح وتحذيروتأنيب: (أَلَيْسَ اللَّهُ بِكَافٍ عَبْدَهُ وَيُخَوِّفُونَكَ بِالَّذِينَ مِن دُونِهِ) ( الزمر 36 ). (وَإِن كَادُواْ لَيَفْتِنُونَكَ عَنِ الَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ لِتَفْتَرِيَ عَلَيْنَا غَيْرَهُ وَإِذًا لاَّتَّخَذُوكَ خَلِيلاً وَلَوْلاَ أَن ثَبَّتْنَاكَ لَقَدْ كِدتَّ تَرْكَنُ إِلَيْهِمْ شَيْئًا قَلِيلاً إِذَاً لَّأَذَقْنَاكَ ضِعْفَ الْحَيَاةِ وَضِعْفَ الْمَمَاتِ ثُمَّ لاَ تَجِدُ لَكَ عَلَيْنَا نَصِيرًا)( الاسراء 73 : 75 ). (فَلا تُطِعِ الْمُكَذِّبِينَ وَدُّوا لَوْ تُدْهِنُ فَيُدْهِنُونَ وَلا تُطِعْ كُلَّ حَلاَّفٍ مَّهِينٍ)(القلم8: 10). (وَاتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِن كِتَابِ رَبِّكَ لا مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِهِ وَلَن تَجِدَ مِن دُونِهِ مُلْتَحَدًا ) ( وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُم بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ وَلا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَن ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا) ( الكهف 27 : 28 ) .
ومنها وصف له قبل النبوة بالغفلة (نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ بِمَا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ هَذَا الْقُرْآنَ وَإِن كُنتَ مِن قَبْلِهِ لَمِنَ الْغَافِلِينَ )( يوسف 3 ). (وَاذْكُر رَّبَّكَ فِي نَفْسِكَ تَضَرُّعًا وَخِيفَةً وَدُونَ الْجَهْرِ مِنَ الْقَوْلِ بِالْغُدُوِّ وَالآصَالِ وَلاَ تَكُن مِّنَ الْغَافِلِينَ ) ( الأعراف 205 ) وعدم معرفة الايمان و الكتاب ، أى الضلال (وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحًا مِّنْ أَمْرِنَا مَا كُنتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلا الإِيمَانُ)(الشورى52) .
ومنها اوامر له وهو نبى بأن يعبد الله تعالى وحده ونواهى تنهاه عن الشرك والكفر (وَمَا كُنتَ تَرْجُو أَن يُلْقَى إِلَيْكَ الْكِتَابُ إِلاَّ رَحْمَةً مِّن رَّبِّكَ فَلا تَكُونَنَّ ظَهِيرًا لِّلْكَافِرِينَ وَلا يَصُدُّنَّكَ عَنْ آيَاتِ اللَّهِ بَعْدَ إِذْ أُنزِلَتْ إِلَيْكَ وَادْعُ إِلَى رَبِّكَ وَلا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُشْرِكِينَ وَلا تَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلاَّ وَجْهَهُ لَهُ الْحُكْمُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ ) (القصص 86 – 88 ). (فَإِن كُنتَ فِي شَكٍّ مِّمَّا أَنزَلْنَا إِلَيْكَ فَاسْأَلِ الَّذِينَ يَقْرَؤُونَ الْكِتَابَ مِن قَبْلِكَ لَقَدْ جَاءَكَ الْحَقُّ مِن رَّبِّكَ فَلاَ تَكُونَنَّ مِنَ الْمُمْتَرِينَ وَلاَ تَكُونَنَّ مِنَ الَّذِينَ كَذَّبُواْ بِآيَاتِ اللَّهِ فَتَكُونَ مِنَ الْخَاسِرِين )(يونس 94 : 95) ( فَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ وَمَن تَابَ مَعَكَ وَلاَ تَطْغَوْا إِنَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ وَلاَ تَرْكَنُواْ إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُواْ فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ وَمَا لَكُم مِّن دُونِ اللَّهِ مِنْ أَوْلِيَاء ثُمَّ لاَ تُنصَرُونَ ) (وَكُلاًّ نَّقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنبَاء الرُّسُلِ مَا نُثَبِّتُ بِهِ فُؤَادَكَ وَجَاءَكَ فِي هَذِهِ الْحَقُّ وَمَوْعِظَةٌ وَذِكْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ ) ( هود 112 : 113 ، 120 ) (وَأَنْ أَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا وَلاَ تَكُونَنَّ مِنَ الْمُشْرِكِينَ وَلاَ تَدْعُ مِن دُونِ اللَّهِ مَا لاَ يَنفَعُكَ وَلاَ يَضُرُّكَ فَإِن فَعَلْتَ فَإِنَّكَ إِذًا مِّنَ الظَّالِمِينَ وَإِن يَمْسَسْكَ اللَّهُ بِضُرٍّ فَلاَ كَاشِفَ لَهُ إِلاَّ هُوَ وَإِن يُرِدْكَ بِخَيْرٍ فَلاَ رَادَّ لِفَضْلِهِ يُصِيبُ بِهِ مَن يَشَاء مِنْ عِبَادِهِ وَهُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ ) ( يونس 105 : 107 ).
الى تكرار الأمر له بكلمة (قل ) ردا على الدعوة المضادة له بالعودة الى ما كان عليه من دين الأسلاف :.
* يقول له ربه جل وعلا : ( قُلْ إِنِّي أُمِرْتُ أَنْ أَعْبُدَ اللَّهَ مُخْلِصًا لَّهُ الدِّينَ وَأُمِرْتُ لِأَنْ أَكُونَ أَوَّلَ الْمُسْلِمِينَ قُلْ إِنِّي أَخَافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ قُلِ اللَّهَ أَعْبُدُ مُخْلِصًا لَّهُ دِينِي فَاعْبُدُوا مَا شِئْتُم مِّن دُونِهِ قُلْ إِنَّ الْخَاسِرِينَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنفُسَهُمْ وَأَهْلِيهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَلا ذَلِكَ هُوَ الْخُسْرَانُ الْمُبِينُ)(الزمر 11 : 15 )(قُلْ أَفَغَيْرَ اللَّهِ تَأْمُرُونِّي أَعْبُدُ أَيُّهَا الْجَاهِلُونَ وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ بَلِ اللَّهَ فَاعْبُدْ وَكُن مِّنْ الشَّاكِرِينَ وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ ) ( الزمر 64 : 67 ). (قُلْ إِنَّنِي هَدَانِي رَبِّي إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ دِينًا قِيَمًا مِّلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ قُلْ إِنَّ صَلاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ لاَ شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَاْ أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ قُلْ أَغَيْرَ اللَّهِ أَبْغِي رَبًّا وَهُوَ رَبُّ كُلِّ شَيْءٍ ) ( الأنعام 161 : 164 ) :( قُلْ إِنِّي نُهِيتُ أَنْ أَعْبُدَ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِن دُونِ اللَّهِ لَمَّا جَاءَنِيَ الْبَيِّنَاتُ مِن رَّبِّي وَأُمِرْتُ أَنْ أُسْلِمَ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ) غافر 66) ( قُلْ إِنِّي نُهِيتُ أَنْ أَعْبُدَ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِن دُونِ اللَّهِ قُل لاَّ أَتَّبِعُ أَهْوَاءكُمْ قَدْ ضَلَلْتُ إِذًا وَمَا أَنَاْ مِنَ الْمُهْتَدِينَ) (الأنعام 56).
وبعد الاستدلال بمعظم الايات الخاصة بالموضوع قلت فى النهاية (إذا كان يجوز الاعتذار بسبب قول الحق فإننا نعتذر لو كان هذا المقال قد جرح القارىء . فى النهاية هو الحرص على الهداية قبل أن يحلّ الموت. وقد وضح أننا تدبرنا قوله تعالى :(وَوَجَدَكَ ضَالًّا فَهَدَى ) فى ضوء القرآن ، ولم نقل رأيا خاصا ، بل هو ترديد لآيات القرآن الكريم فى سياقها ، ولكل إنسان الحرية فيما يؤمن به وفيما ينكره ، وموعدنا جميعا امام الخالق جل وعلا ليحكم بيننا فيما نحن فيه مختلفون . )
الباحث الموضوعى قد يتساءل ليعرف نقطة غامضة يراها مخالفة ، أو قد يضيف آيات تؤكد الاتفاق مع الموضوع . مثلا فى موضوع (قل ) يمكن للباحث القرآنى الموضوعى أن يضيف آيات أخرى أمر الله تعالى خاتم المرسلين أن يرد على الدعوة المضادة له بالرجوع الى ملة الكفر ، يمكن الباحث القرآنى أن يضيف مثلا سورة ( الكافرون ) بأكملها . ولكن المضحك أن بعض الأفاضل استشهد بالسورة الكريمة على نفى كل الايات السابقة .
هنا مثل على المنهج (الرغبى ) المتبع للهوى ، فهو بهواه يقدس النبى محمدا ، ولا يستقيم هذا مع معظم آيات القرآن الكريم ، لذا يحقق (رغبته) بأن يلوى معنى آية لتتفق مع هواه،وليس مهما عنده بعدها أن يكفر بعشرات الآيات القرآنية .
5 ـ يكتب بعضهم بمنهج المحامى كى يرد على المنهج البحثى الموضوعى .
منهج المحامى لا يهدف للوصول للحق ، بل هدفه أن يغلب بكل طريقة ، أى يبدأ بفكرة مسبقة هى كيف يغلب ، وتتنوع طريقته ، لو كان المتهم مظلوما ومع المحامى أدلة واضحة قوية فلا بأس أن يستعمل المنهج الموضوعى، أما لو كان المتهم مذنبا فلا بد من استعمال الفهلوة وأى وسيلة فى الدفاع عنه .
منهج المحاماة فى البحث القرآنى هو خطيئة كبرى وأساس فى الاضلال ، إذ يؤكد لبعض الكائنات الدقيقة مقولة (أن القرآن الكريم حمّال أوجه ) أى طالما اختلف فلان وفلان من(اهل القرآن ) فى فهم موضوع محدد فالقرآن يقبل الآراء المختلفة والمتعارضة ، كما إنه يؤدى الى تشويش أولئك الذين هم فى بداية الطريق.
من السهل على أى (كاتب محامى) (عقر ) فى زقاق حىّ شعبى بالقاهرة أن يكتب مذكرة قانونية يشغب فيها ويشوش على بحث قانونى فقهى محترم كتبه العلامة عبد الرزاق السنهورى أو د. محمد عصفور أو د. يحيى الجمل . ومن السهل على أى (محامى) على شاكلة ( حسن سبانخ ) فى فيلم عادل إمام أن يصيح فى المحكمة يقول اى كلام وأى دفوع ويرهب الحاضرين بعلو الصوت ، ولكن يبقى الحق ناطقا أمام من يريد الحق ويبحث عنه بموضوعية هنا وهناك ، وهى مسئوليته الشخصية لو أراد الهداية والنجاة من الجحيم ، فالله جل وعلا يؤكد أن من اهتدى فقد اهتدى لنفسه ومن ضل فانما يضل على نفسه ، أما نحن فقد قمنا بمسئولية التوضيح على قدر المستطاع ، وبكل ما فينا من نقص البشر وعجزهم ، ولا شفيع لنا سوى أخلاص عملنا لله جل وعلا وحده ، وهو الأعلم بما فى القلوب، ولا يبقى إلا أن نسأل الله تعالى لنا التوفيق فى الهدى والنجاة من النار.
من السهل على كاتب المحامى أن يرد على الايات التى تتحدث عن فترة الضلال التى كان عليها محمد بن عبد الله بأن يذكر آيات أخرى تتحدث عن هداية النبى محمد ، تماما مثلما يتحدث المعلم عن برودة الشتاء عند الاسكيمو فيرد التلميذ النجيب يؤكد أن أديس أبابا هى عاصمة اثيوبيا . التلميذ النجيب لم يخطىء ، ولكن يتحدث فى موضوع آخر .
ثم إن جعبة ( حسن سبانخ ) لا تخلو من المفاجآت ، فهو يستطيع أن يجعل الضلال هدى والهدى ضلالا ، وأن القصد من كذا ليس كذا بل هو كذا ، ويدخل فى متاهات ، ويصرخ كما جاء فى الفيلم ( ماذا أقول وكل ما قيل يقال وقد قيل بالمقول والمقال ولكل مقام مقال .. )
لا أعتقد أن موقعنا (أهل القرآن ) مؤهل لأن يتحمل المزيد من هذا الهراء(بالهمزة وليس بالراء )..
أخيرا : الى الله جل وعلا ارفع الشكوى مما أعانيه ..
1 ـ حاولت فى مصر ان أقيم مسجدا لذكر الله تعالى وحده ، لا تقديس فيه إلا لله وحده ، فطوردت من مكان الى مكان ، حتى منعونى الصلاة فى بيتى . جئت لأمريكا أحلم ببناء مسجد لله جل وعلا وحده ، وكتبت مقالا بعنوان ( مسجد لله يا مسلمين ) فاكتشفت أن كل هذا الكوكب الأرضى الذى يحتوى على ملايين المساجد والمعابد التى تقدس البشر والحجر من المستحيل أو من المتعذر أن يبنى فيه مسجد واحد لله جل وعلا وحده،حتى فى أمريكا التى توجد فيها معابد لعبادة الشيطان.! الى الله جل وعلا أشكو قلة حيلتى وعجزى عن بناء مسجد يتم فيه تطبيق قوله جل وعلا (وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَدًا ) ( الجن 18)
2 ـ قنعت بالنشر فى الانترنت عن حلم المسجد ، ووجدت فرصتى فى المواقع المفتوحة ، والتى تزدحم بمقالات الكفر ومحاربة الله جل وعلا ، وقد تفضلوا بالسماح لى بالنشر ، وأنا هنا إثنى على موقع الحوار المتمدن بالذات الذى لا يزال ـ مشكورا ـ يواصل نشر مقالاتى وأبحاثى .
ثم أنشأت موقع (أهل القرآن ). كان فى البداية لتجميع كل أصحاب الفكر القرآنى ليتدارس فيه (اهل القرآن ) حقائق الاسلام ، وأفردت فيه جانبا (لأصدقاء أهل القرآن ) من العلمانيين الذين يتفقون معنا فى الاصلاح الديمقراطى و الدفاع عن حقوق الانسان والأقليات. وكنت أتمنى أن يرتفع سقف الحرية في موقع (أهل القرآن )، ولكن الحرية تستلزم المسئولية والتجرد فى الطرح والترفع عن الجدل العقيم و السباب والشتم والسىء من القول . أضطررت الى تغيير شروط النشر ليكون الموقع مدرسة نتعلم فيها معا البحث القرآنى ، وبالتالى إنخفض فيها سقف الحرية فى القول الى ما يناسب اسلوب المدرسة فى العلم والتعلم واصول النقاش المنضبط ،لأن الغرض من نشأة الموقع هو أن يكون للهداية وليس للاضلال. وقد أتسامح مع من يتطاول علىّ بالسب و الشتم واعرض عنه إبتغاء مرضاة الله جل وعلا ، ولكن لا أتسامح مطلقا مع من يقوم بتحويل الموقع من الهداية الى الاضلال . ولا زلت اعانى داخل موقعى بنفس المعاناة التى عاصرتها فى جامعة الأزهر ، خصوصا عند نشر بعض الأبحاث التى تركت فى سبيلها الأزهرمنذ أكثر من ربع قرن ، والتى تعارض تأليه النبى محمد ورفعه فوق مستوى الأنبياء..
هذا الذى يحدث فى موقع (أهل القرآن ) يجعلنى اتساءل بحسرة : هناك مئات الألوف من المواقع التى تقدس البشر والحجر ، وهى فى إزدياد ..فهل يكون من الكثير أن يوجد موقع واحد وحيد يدعو لتقديس الله تعالى وحده ؟ هل تستكثرون على رب العزة جل وعلا وجود موقع فقير وحيد قليل الحيلة ينصف رب العزة مما يقال عنه ، ويحاول أن يقدّر الله جل وعلا حق قدره ؟
إننا نحترم حق الآخرين فى إختيارهم العقيدى الذى يخالفنا ، بل نكتب دفاعا عنهم مؤكدين الحرية المطلقة فى الاسلام فى العقيدة و الشعائر و الدعوة لكل صاحب فكر ورأى وعقيدة ، ومسئوليته أمام الله تعالى وحده يوم القيامة على إختياره الدينى . ولكن الآخرين لا يحترمون حقنا داخل موقعنا فى أن ندعو سلميا الى إصلاح عقائد المسلمين بالقرآن الكريم . يتركون فضاء الانترنت على إتساعه وهو يعج بآلاف المواقع التى تطعن فى الاسلام والتى تقدس النبى محمدا والصحابة والأولياء والأئمة وكل من هب ودبّ ، و يتفرغون لموقعنا لتعطيلنا عن الدعوة الى أنه لا تقديس إلا لله تعالى وحده وأنه لا اله الا الله ..
الى الله جل وعلا أشكو قلة حيلتى وعجزى عن جعل هذا الموقع قلعة لنشر الاخلاص فى الدين لله جل وعلا وحده .. اللهم إننى أشهدك على خصومتى لكل قول ينشر فى هذا الموقع فيه مساس بالتقديس الواجب لك وحدك يا أرحم الراحمين .
آخر السطر :
(قُتِلَ الإِنسَانُ مَا أَكْفَرَهُ )..!!.

اجمالي القراءات 22538