تساؤلات من القرآن لأهل القرآن – 28

فوزى فراج في السبت ٣٠ - مايو - ٢٠٠٩ ١٢:٠٠ صباحاً

 

تساؤلات من القرآن لأهل القرآن – 28

1- فى حلقة اليوم من التساؤلات نقرأ فى الآية رقم 157 من سورة الأعراف:

 

الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِندَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالإِنجِيلِ يَأْمُرُهُم بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ  الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالأَغْلالَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ فَالَّذِينَ آمَنُواْ بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُواْ النُّورَ الَّذِيَ أُنزِلَ مَعَهُ أُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ.

 

نلاحظ فى هذه الآيه انها تتحدث بصفة خاصة الى اليهود والنصارى, الذين إتبعوا الرسول بعد ان تبين لهم ان الرسالة التى حملها اليهم تتفق مع ما هو مكتوب لديهم فى التوارة والإنجيل, كما ان رسالته احلت لهم من الطيبات وحرمت الخبائث …....الخ مما بينته الآيه, ونلاحظ أيضا ان الآيه تتحدث عن إتباعهم له , وتعزيزهم ونصرهم له, بما معناه وبكل بساطة انهم قد دخلوا الإسلام الذى دعا اليه, إذ ليس هناك تفسير أخر اللهم إلا إن كان هناك من لديه تفسير أخر, ثم نجد ان الآيه قد وصفتهم بأنهم ( هم ) المفلحون. فإن كانوا قد افلحوا فى إتباعهم الرسول , ألا يعنى ذلك ان من لم يتبعه منهم لا يسرى عليهم ذلك الوصف,أى المفلحون, وعكسه الغير مفلحون او الخاسرون, او الخائبون, وقد ساق القرآن عددا كبيرا ممن وصفهم بغير المفلحون ومنهم الظالمون ومنهم المجرمون, والكافرون.........الخ. هل من الممكن ان نستنتج من ذلك ان اليهود والنصارى الذين رفضوا إتباع الرسول لم يفلحوا كما قلت أعلاه, ومن ثم, فكيف يمكن ان نفسر الآيه الأخرى فى القرآن ( ان الذين امنوا والذين هادوا والنصارى والصابئين من امن بالله واليوم الاخر وعمل صالحا فلهم اجرهم عند ربهم ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون البقرة 62) وكذلك الآية ( ان الذين امنوا والذين هادوا والصابؤون والنصارى من امن بالله واليوم الاخر وعمل صالحا فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون المائدة 69), كيف يمكن التوفيق بين الآيات الثلاثة.

 

نضيف أيضا ان الآيه قد ذكرت ( وإتبعوا النور الذى أنزل معه....) ماذا تعنى كلمة النور الذى انزل معه, ما هو ذلك النور, أهو القرآن, القرآن أنزل اليه أو أنزل عليه وليس معه, فما هو ذلك النور الذى انزل معه ؟؟؟؟؟, مع ملاحظة ان الأيتين من سورة الأحزاب رقم 45 و 46 ( يا ايها النبي انا ارسلناك شاهدا ومبشرا ونذيرا , وداعيا الى الله باذنه وسراجا منيرا ), وهنا تخاطب الآيه النبى وليس الرسول, من حيث ان هناك من لازال يقول ويعتقد ان كلمة الرسول فى القرآن تعنى القرآن, فما معنى ان يصف الله عز وجل النبى بأنه سراجا منيرا...........

 

 

2- نأتى الآن الى سورة الأعراف , فى الأيات رقم 172-174 و التى كانت قد نوقشت من قبل مناقشة فرعية فى أحد التساؤلات, ولكن لم تعطى حقها فى المناقشة واود ان اضعها بصفة خاصة للمناقشة فهى بالنسبة لى من اكثر الآيات غموضا على, وربما من أهم أيات القرآن.

 

وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِن بَنِي آدَمَ مِن ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُواْ بَلَى شَهِدْنَا أَن تَقُولُواْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هَذَا غَافِلِينَ

 

أَوْ تَقُولُواْ إِنَّمَا أَشْرَكَ آبَاؤُنَا مِن قَبْلُ وَكُنَّا ذُرِّيَّةً مِّن بَعْدِهِمْ أَفَتُهْلِكُنَا بِمَا فَعَلَ الْمُبْطِلُونَ

 

وَكَذَلِكَ نُفَصِّلُ الآيَاتِ وَلَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ

 

ولن أعلق على تلك الأيات لا لسبب سوى اننى لست متأكدا تماما من معناها وربما قد تفتح المناقشة بمشيئة الله عز وجل ابوابا جديدة لنرى المعنى الذى اراده الله لنا ان نفهمه ونهتدى به.

 

 

3- ثم نصل الى الآيتين التاليتين من نفس السورة وهما 175, 176

 

وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِيَ آتَيْنَاهُ آيَاتِنَا فَانسَلَخَ مِنْهَا فَأَتْبَعَهُ الشَّيْطَانُ فَكَانَ مِنَ الْغَاوِينَ

 

وَلَوْ شِئْنَا لَرَفَعْنَاهُ بِهَا وَلَكِنَّهُ أَخْلَدَ إِلَى الأَرْضِ وَاتَّبَعَ هَوَاهُ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ الْكَلْبِ إِن تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ أَوْ تَتْرُكْهُ يَلْهَث ذَّلِكَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُواْ بِآيَاتِنَا فَاقْصُصِ الْقَصَصَ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ

 

يقول لله عز وجل للرسول , وأتل عليهم نبأ الذى أتيناه أياتنا............الآيه, ثم يكمل فى الآية التالية ويضيف لو شئنا لرفعناه ….................الى ان ينتهى بقوله عز وجل فأقصص القصص لعلهم يتفكرون....................

 

لم أجد فى القرآن (وربما لأنى فشلت فى ذلك وقد ينجح البعض بتوفيق من الله) اى شيئ يشير من قريب او بعيد الى ذلك الشخص ( الذى أتيناه أياتنا فإنسلخ منها فأتبعه الشيطان...........) ذلك الشخص الذى تحدثت عنه الآيه ووصفته بأنه إتبع هواه مثل القوم الذين كذبوا بآيات القرآن , بل إن الله يحث الرسول على ( فأقصص القصص لعلهم يتفكرون) , ما معنى أقصص القصص, هل عرف الرسول شيئا من القصص التى لم تأتى فى القرآن لكى يقصه عليهم كما أمره الله , ام ان هناك ما فاتنى فى القرأن ولم اوفق فى ان اراه من تلك القصص مما يفسر هذه الآيه على وجه التحديد ويفسر لنا من هو المقصود فى قوله وأتل عليهم نبأ الذى أتيناه أياتنا , بالطبع لا أبحث عن أسماء لأن القرآن لم يذكر الكثير من الاسماء, ولكن نبحث عن حدث وعن واقعة وعن أشخاص .

 

مع وافر شكرى مقدما لكل من شارك برأيه وبما فتح الله عليه وهداه به, وفقنا الله لما فيه الخير.

 

 

 

اجمالي القراءات 27641