الجيمانيزيوم يسرق رجولة المصريين

خالد منتصر في السبت ١٦ - مايو - ٢٠٠٩ ١٢:٠٠ صباحاً

أطباء الذكورة فى مصر يدقون ناقوس الخطر، مما يحدث فى صالات الجيم، فكثيراً ما يزورهم فى عياداتهم شباب منتفخ العضلات، باى سيبس فولاذية، وتراى سيبس نووية، ورقبة كعمود السوارى وأكتاف يخشى الصقر أن يحط عليها !

وعندما يطلبون منه تحليل سائل منوى، تكون المفاجأة الصاعقة، لا توجد حيوانات منوية فى التحليل، بمعنى الخصية مدمرة، مصنع إنتاج الذكورة معطل ومرفوع من الخدمة! والسبب أن هرقل الذى يقف أمام الطبيب ضحية من ضحايا الجيم.

لكى تنتفخ العضلات ويستطيع الشاب &C; الروش أن يتخايل كالطاووس فى المصيف لابد أن يذهب إلى الجيم، وهناك يصطاده البعض من معدومى الضمير الذين يبيعون الوهم عبر إعطائه الهرمونات أو ما يطلق عليه المنشطات، بحجة أنها ستحقق الحلم المنتظر، وهنا تكون الكارثة.

هذه المنشطات الوهمية تتكون من: هرمون النمو growth hormone، وهذا الهرمون إذا استخدم بدون داع ومبرر واضح أو كتعويض لنقصه المرضى، هنا تكون الكارثة ويختل إيقاع الجسم الهرمونى المنضبط كالساعة.

الجريمة الكبرى هى إضافة عقار الميثوتركسات methotrexate على بعض المنشطات بغرض التخسيس للأجسام البدينة، وهى عقاقير تستخدم فى علاج الأمراض السرطانية ولها أضرار جانبية خطيرة.

للأسف يتم إعطاء هؤلاء الشباب مادة boldenone undecylenate «بولدينون أن ديكلينات»، وهذه مادة تنتمى إلى طائفة الأندروجين (الهرمونات الذكرية) التى تستخدم بيطرياً، وتعطى للحيوانات التى لا تؤكل مثل الحصان، ولا يجوز حقنها فى الإنسان، وهى تعطى بجرعات كبيرة توازى عشرة أضعاف الجرعة الطبية، وذلك لبناء سريع للعضلات، وهذه الأندروجينات محرمة دولياً، ولكن لماذا هى محرمة ومجرّمة؟.

سر التحريم والتجريم الدولى للأندروجينات كمنشطات للاعبى كمال الأجسام يرجع إلى عدة أسباب، منها أن هذه المنشطات تؤدى إلى حدوث ضمور فى أنسجة الخصية، مما يؤدى إلى توقف إنتاج الحيوانات المنوية، وأحياناً يكون التدمير لا رجعة فيه، خللاً فى وظائف الكبد، سرطان الكبد، تغيير نسبة الدهون بالدم وزيادة الإصابة بتصلب الشرايين وارتفاع ضغط الدم.

وتداول السرنجات بين الرياضيين قد يؤدى إلى انتقال فيروس سى وبى والإيدز، ويتعرض هؤلاء الشباب إلى مخاطر عديدة تتم عن طريق الحقن بواسطة أشخاص غير مدربين على إعطاء مثل هذه الحقن، وتؤدى إلى تهتك فى أوتار العضلات والتهاب فى الأعصاب والأوعية الدموية، وزيادة عدد كرات الدم الحمراء وحدوث جلطات متكررة فى الأماكن الحيوية بالجسم تنتهى بالوفاة الفجائية، تضخم فى عضلة القلب، التكلس المبكر للغضاريف الموجودة فى نهاية العظام مما ينتج عنه قصر القامة، الاكتئاب، احتباس السوائل داخل الجسم.

هذه البلابيع ليست منشطات وإنما هى مدمرات، مخربات، وأخطر من المخدرات، فتحت ضغط المال وحمى المنافسة الشرسة بين هذه الصالات التى يدير معظمها، للأسف، أشخاص ذوو ثقافة محدودة، لا يهمهم إلا جمع المزيد من البنكنوت على جثث هؤلاء الشباب،

ولا بد من ظهور أبطال كمال الأجسام الحقيقيين من الشرفاء على وسائل الإعلام ليحكوا قصص نجاحهم دون هذه المنشطات المدمرة، ولابد أيضاً من نظرة وتفتيش على هذه الصالات وتجريم هذه التجارة الشيطانية.

السؤال هل هذه المنشطات هى وسيلة لتنظيم النسل دون حبوب منع الحمل ؟!

اجمالي القراءات 18300