الرد عل مقال البخاريون في الأرض

أسامة عبد الرحمن في الأحد ٠٥ - نوفمبر - ٢٠٠٦ ١٢:٠٠ صباحاً

بسم الله الرحمن الرحيم
أخي مهيب الأرنؤوطي.....
انطلاقا من مبدأ حرية التعبير ، فإني أقدم للقراء ردا على مقالك (البخاريون في الأرض) إن قرأت هذا الرد أرجو منك استيعابه وأرحب بردك عليه
لقد اعتمد مقالك على حقائق وأرقام تم استمدادها من عدة كتب ومراجع قديمة (شرح الشبختيري على الأربعين النووية , وابن خلكان , ومفاتيح السعادة , وطبقات المكي) ومما قاله مسلم عن أستاذه البخاري ، تفيد المعلومات بأن الأحاديث التي يبلغ عددها زهاء أربعة آلاف حديث (بإسقاط المكرر) تم جمعها وتنقيتها من أصل 600000 حديث وتبين بعض الأمور بشأن عدد المحدثين الذين جمع عنهم البخاري الحديث وبلغ عددهم (1080) رجل وتتحدث أيضا عن طريقة جمع الأحاديث وأن البخاري كان يصلي ركعتين قبل أ يكتب حديثا في جامعه ، ثم قمت بتحليل رياضي بسيط لا تخفى روعته تبين أن عمره لم يكن ليكفي بأن يجمع كل هذه الأحاديث وينقيها ويستخلص الأربعة آلاف حديث الصحيحة.
عجبي عليك يا أخي أي عجب ، فأنت تقوم بتكذيب البخاري وتصدق أناسا عاصروه وتحدثوا عنه وقدسوه وربما افتروا على لسانه الافتراءات دون أن توجه لهؤلاء الذين تقولوا هذا الكلام على البخاري أي انتقاد وتعتبر كلامهم مرجعية صادقة ، ألا يكون من الجائز أن يقوم هؤلاء الناس بتلفيق هذا الكلام على البخاري حتى يعطوا بعض القدسية وصفة الصحة المطلقة للأحاديث المروية عن البخاري مجابهة لبعض الطوائف الأخرى التي نشأت في عهده وقبله كالرافضة مثلا....وأكرر (مثلا) وليس تخصيصا
ثم أن قصة ال (600000) حديث هذه لا تدخل عقلي فمن الذي يستطيع تأليف وتشكيل هذه المنظومة الدقيقة من الأحاديث دون أن يكون فيها أي تناقض أو أي لبس ودون أن يظهر تعارضها جليا واضحا مع القرآن ، ثم إن البخاري لم يكن وحده الذي يجمع الأحاديث ، فالذين جمعوا الأحاديث كثر والذين سعوا في طلب العلم والتفقه في الدين كثر أيضا ، فأين ذهبت الأحاديث التي بلغ عددها 596000 حديثا ، هل تبخرت ؟؟ لماذا لم يدونها أحد؟ ولماذا لم تصل إلينا ؟ ولماذا لم يقم أرباب الطوائف الأخرى بتدوينها ليأخذوها كحجة على أهل السنة بسبب ضعفها ؟
الإجابة بسيطة يا أخي وهي أنه لم يكن هنالك أساسا 600000 حديث وأنها مجرد كذبة تم افتراؤها على البخاري والغرض منها اتخاذها كدليل وحجة على صحة الأحاديث التي انتقاها منها
أود الآن أن أوضح أمرا هاما حتى لا يظن بي البعض الظنون ، ألا وهو أنني كل ما أفعله هو طرح وجهات نظر أخرى ، تكون صحتها محتملة و أيضا غير محتملة ، فبدلا من أن نكذب البخاري ونلعن سنسفيل أبو اللي جابوه نقوم بتوجيه الاتهامات نحو صدور أخرى ، فلا نستطيع أن نكذب شخصا واحدا متخذين من حديث أشخاص آخرين لا نعلم عن مدى صدقهم وأمانتهم شيء كحجة على تكذيب ذلك الشخص .
لنتابع.....
لنفرض أن كذبة ال600000 حديث هذه صحيحة فما هي الأهداف التي ستجنى من وراء تلفيقها ؟
في نظري ليس هنالك سوى الأغراض السياسية عندما نتصور ذلك العصر الممتلئ بالفتن والدسائس والمؤامرات السياسية ولا نرى أن الأحاديث التي وردت في البخاري خاصة بالسياسة ، وكما أنها لا تقوم على أساس خلق التناقض بينها وبين القرآن ، فغالبا ما يحدث انسجام بين آيات القرآن والأحاديث ، وعندما نجد تناقضا نقوم بمحاولة التقريب بين كل منهما ثم نقوم بعد ذلك بترجيح كفة العقل والمنطق فهما لم يوهبا لنا هباء ، ولأهل السنة والحديث بعض الطرائق التي يقربون بينها بين الحديث والقرآن في حال التناقض ، وذلك على أساس أن التناقض سببه الأخذ بالتفسير الظاهر فمثلا يرون أن هنالك تعارضا بين الحديث القائل ( لا بارك الله في قوم وليت أمورهم امرأة) وبين الآيات التي تحدثت عن بلقيس وملكها فالتقريب هنا يعود إلى مقصد الرسول ألا وهو قوم ساسان الذين ولوا أمورهم لأحدى بنات كسرى ظلما واستبدادا وهنالك من هو أجدر منها
وختاما أريد التطرق إلى التعليقات الساخرة التي أعقبت مقالكم يا أخي الكريم وبعضها يسخر من أهل السنة وخاصة تلك التي تقول بأن السنة سيحرمون علم الحساب وأكثر ما أثار حفيظتي التعليق الذي يقول أن السنة سينسبون إلى النبي فوله 6+6=2
يكفي التذكير بقوله تعالى (ولا يسخر قوم من قوم عسى أن يكونوا خيرا منهم )

اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا

Usamafa_1010@hotmail.com

usamafa_1010@yahoo.co.uk

 

اجمالي القراءات 5933