العدوان ، الغزو ، الفتح ، الحرب ، القتال

شريف هادي في الثلاثاء ٣١ - مارس - ٢٠٠٩ ١٢:٠٠ صباحاً

الحمد لله الذي كتب علينا القتال وهو يعلم أنه كره لنا ، وعسى أن نكره شيئا ويجعل الله لنا فيه خيرا كثيرا ، والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء محمد بن عبد الله ومن والاه وأهتدى بهديه إلي يوم استخدام النفيرا
كثر الحديث بين الإخوة الأحباب على معنى الفتح والاحتلال والفرق بينهما ، وما هو حكم القرآن في ذلك ، حتى وصل بأحدهم أن قال نصا (ولذا الحل هو اعتبار هذه الآيات[الآيات القرآنية التي تتحدث عن القتال] تراثا لعصر مضي ولا يصح تطبيقها الآن .. هكذا ببساطة .. ومن يحاول تطبيقها ..م&de;ثل مجانين القاعدة يعاقبون بقسوة ..) ، وقد نسي أو تناسى سيادته قوله سبحانه وتعالى"ثم انتم هؤلاء تقتلون انفسكم وتخرجون فريقا منكم من ديارهم تظاهرون عليهم بالاثم والعدوان وان ياتوكم اسارى تفادوهم وهو محرم عليكم اخراجهم افتؤمنون ببعض الكتاب وتكفرون ببعض فما جزاء من يفعل ذلك منكم الا خزي في الحياة الدنيا ويوم القيامة يردون الى اشد العذاب وما الله بغافل عما تعملون" البقرة 85كما أني أربأ بموقع أهل القرآن أن يتخذه البعض منبرا لأخذ القرآن عضين نؤمن ببعضه ونعلب بعضه في العلب لنضعه على الرف في مخزن التاريخ ، وقد قال الله سبحانه وتعالى "ان هذا القران يهدي للتي هي اقوم ويبشر المؤمنين الذين يعملون الصالحات ان لهم اجرا كبيرا" الاسراء9 ، وهذا اسم إشارة على كل القرآن فلا يجوز أن نقول أن بعض الآيات قد استنفذت الغرض منها ، ويجب عدم العمل بها ، وكيف يكون هذا حالنا بالأخص مع آيات القتال ، ونحن نعلم أن الإنسان بطبيعته يميل للتسيد وفرض رأيه بالقوة ويميل للعدوان ، فلم نسمع عن أسد حبس أسدا وسامه سوء العذاب ثم قتله ، بل لم نسمع عن أي حيوان يقتل لمجرد القتل ، فالحيوانات في الغابة يقتلون بحثا عن الطعام أو درءا لخوف إلا الإنسان صاحب المبادئ السامية ، وحقوق الانسان الذي يقتل دائما إشباعا لغريزة الموت بداخلة ، وقد بدأ الإنسان مسيرته على هذه الأرض بقتل أخيه ، وكتب الله عليه أنه سيقتل ويسفك الدماء ، فكيف بعد ذلك نطالب بوقف العمل بآيات القتال ووضعها في متحف التاريخ ، بل ونعاقب من يحاول تطبيقها ، ليس هكذا يأخذ القرآن.
وكان الأولى بمن قال ذلك ان يقول (ويجب أن نفهم آيات القتال في القرآن والغرض منها وفقا لمقصود رب العزة سبحانه وتعالى ، وليس كما فهمها بن لادن وعمرو إسماعيل) ، وكانت لي محاولة لتدبر جميع آيات القتال في سورة التوبة (براءة) في مقالتي الجهاد( خواطر في رحاب سورة التوبة) ، والتي قمت فيها بعرض تدبري وفهمي لآيات القتال في سورة براءة وكانت كلها مخالفة تماما للفكر السلفي الأصولي ويمكن الرجوع لها ، ومن الأمانة العلمية أن يقوم سيادته بعرض الرأي الآخر حتى ولو لم يكن مقتنعا به ، ويقول لو صح هذا التدبر فماذا عن الآيات التي يطالب بوضعها على الرف – تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا – ولكن عدم عرضه مرده إلي إحدى اثنتين لا ثالث لهما أربأ به وأشفق عليه من أي منهما ، ولا بأس من إعادة تدبر وفهم بعض المعاني في باب الحرب حتى نتمكن من تكوين رأي وترجيح رأي على الآخر ونبدأ بشرح الكلمات الآتية:
(العدوان) وأصلها عدا وعدا يعدوا عدوان فهو عاد ومنها تعدى وأعتدى ، والعدوان هو التعدي على الغير أو أي من حقوقه وهو مذموم قرآنيا ومنهي عنه وعقابه غزي في الدنيا ويرد إلي أشد العذاب يوم القيامة وسيصليه الله نارا ، قال تعالى"وقاتلوهم حتى لا تكون فتنة ويكون الدين لله فان انتهوا فلا عدوان الا على الظالمين" البقرة 193 ، والشاهد من قوله (فإن انتهوا) أن البادئ بالقتال والعدوان هم الكفار والمشركين ، فجاء الأمر (وقاتلوهم) لرد عدوانهم لأن الاستكانة على العدوان (فتنة) لضعاف النفوس ، لذلك قال تعالى (حتى لا تكون فتنة) فيظن البعض أن الحق باطلا والباطل حقا ، (ويكون الدين لله) ودين الله (لا إكراه في الدين قد تبين الرشد من الغي) و (من شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر)
وتدبر قوله تعالى"...ولا يجرمنكم شنان قوم ان صدوكم عن المسجد الحرام ان تعتدوا وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الاثم والعدوان واتقوا الله ان الله شديد العقاب" المائدة2 ، ليس أكثر من ذلك صراحة في رفض العدوان ، حتى صد المشركين للمسلمين عن المسجد الحرام ليس – وأضع تحت ليس ألف خط – أقول ليس مبررا للعدوان ، والعدوان ضد تقوى الله ، وسبحانه عقابه شديد لمن لا يتقيه ، ولو أننا فهمنا كل آيات القتال على قاعدة من عدم التعدي لكان أولى من القول بأن القرآن جاء وفقا لمفردات عصره من قتل وغزو وهذا أمر في غياهب التاريخ ويجب أن يبقى تاريخا لأن هذه الكلمات والعياذ بالله تجعل قائلها يخلع ربقة الاسلام من عنقه
والسؤال متى يكون العدوان جائز؟ ، والعدوان لا يجوز إطلاقا في أي حال من الأحوال والجائز فقط هو رده دون أن نعتدي أو نتعدى حدودنا في الرد لقوله تعالى "الشهر الحرام بالشهر الحرام والحرمات قصاص فمن اعتدى عليكم فاعتدوا عليه بمثل ما اعتدى عليكم واتقوا الله واعلموا ان الله مع المتقين" البقرة 194 ، والشاهد قوله (بمثل) والتي تعني المماثلة في رد العدوان كما تعني حصرا عدم البدأ في العدوان ، وتدعونا الآية للتقوى حتى نضمن معية رب العالمين ونصره ومؤازرته ، ونسأل هل هناك أفضل من رد العدوان بمثله؟ نقول نعم الصبر لقوله تعالى"وان عاقبتم فعاقبوا بمثل ما عوقبتم به ولئن صبرتم لهو خير للصابرين" النحل 126 ، والآيات القرآنية قطعية الثبوت والدلالة في رفض العدوان والتعدي وذمه وإعتباره من الذنوب كثيرة ومكررة في مواضع كثيرة من القرآن لثبوت التأكيد على رفض العدوان، وهي القاعدة التي يجب أن ترد إليها كل آيات القتال في القرآن الكريم ، وحتى في سورة براءة نطالع قوله تعالى"الا الذين عاهدتم من المشركين ثم لم ينقصوكم شيئا ولم يظاهروا عليكم احدا فاتموا اليهم عهدهم الى مدتهم ان الله يحب المتقين" التوبة 4 ، فقبل أن يأذن الله سبحانه وتعالى بقتال المشركين في الآية 5 ، وحتى لا يأخذها المسلمين ذريعة لنقض عهودهم فإن الله وضع قاعدة عدم نقض العهد بما يوضح أن القتال لم يكن كما قال أحدهم بالنص متحللا من الدين كله (أيات سورة التوبة أو براءة واضحة تماما وهي سميت كذلك لأنها براءة مما سبق .. براءة من العهود .. هكذا فهمها المسلمون الأوائل في عصر الرسول و مابعده بسنوات قليلة فساحوا في الآرض تقتيلا لمن يعتبرونهم مشركين وقتالا لمن اعتبروهم من أهل الكتاب الذين لا يؤمنون بالله واليوم الآخر .. واتفق الجميع علي أنه ليس للمشركين إلا الاسلام أو القتل حسب نص الآية الواضحة: فَإِذَا انْسَلَخَ الْأَشْهُرُ الْحُرُمُ فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ وَخُذُوهُمْ وَاحْصُرُوهُمْ وَاقْعُدُوا لَهُمْ كُلَّ مَرْصَدٍ ۚ فَإِنْ تَابُوا وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ فَخَلُّوا سَبِيلَهُمْ) وقد ذكر سيادته الآية 5 دون أن يذكر الآية 4 التي تؤكد على عدم نقض العهود ، والبراءة فقط ممن نقضوا العهود أولا ونقصوا المسلمين حقوقهم وظاهروا عليهم ، فلا براءة من عهودهم كما أراد أن يفهمها سيادته ، ثم الآية 6 شديدة الوضوح أن القتال ليس بالنية وليس على الهوى ، (وان احد من المشركين استجارك فاجره حتى يسمع كلام الله ثم ابلغه مأمنه ذلك بانهم قوم لا يعلمون) أي أن هذا المشرك عندما يستجيرك لا تقتله حيث وجدته ولا تحده ولا تحصره ولا تقعد له كل مرصد ، وهذا الاستثناء لأنه لم يقاتل بل جاء يطلب استجارة المسلمين ، ولما كان الاستثناء لمن لم يعتدي من المشركين نفهم الآية الخامسة من براءة أنها تخص المعتدين فقط والذين نقضوا عهودهم بعد ابرامها ، فيكون سبب القتال نقضهم للعهد وبدأ جورهم على المسلمين ، وأدعوا الله أن يفتح قلوب قد غفلت عن هذه الحقائق وأعتبرت هذه الآيات سبة في جبين الإسلام يجب التحلل منها وربطها بزمانها – أستغفر الله العلي العظيم –
(الغزو) وأصلها غزا يغزو غزوا فهو غاز ، ولم تأت الكلمة ومشتقاتها في القرآن إلا مرة واحدة لقوله سبحانه وتعالى" يا ايها الذين امنوا لا تكونوا كالذين كفروا وقالوا لاخوانهم اذا ضربوا في الارض او كانوا غزى لو كانوا عندنا ما ماتوا وما قتلوا ليجعل الله ذلك حسرة في قلوبهم والله يحيي ويميت والله بما تعملون بصير" آل عمران 156 ، والآية في غاية الوضوح (ضربوا في الأرض) للسفر والتجارة والسياحة ومقابلها (ماتوا) ، و(غزى) للحرب ومقابلها (قتلوا) ، والغزو هنا يفهم على قاعدة من عدم الاعتداء فيكون في سبيل الله ، وهذه الآية وإن كانت دليلا على مشروعية الغزو فهي ليست دليلا على معناه وكيفيته ، وكما قلنا مرارا وتكرارا أن الآيات القرآنية ليست جزرا منعزلة ولكنها تفهم وفقا للسياق مع تدبر كل الآيات في نفس الموضوع ولما كان الأصل في القتال عدم العدوان ولكنه رد الاعتداء فيكون الغزو على قاعدة رد الاعتداء ، والمثال الواضح ورود الأدلة على أن الدولة المجاورة تعد العدة لحربنا فنبدأ نحن بالحرب إتقاء للضربة الأولى ، أو نغزوهم تأمينا لعدم غزوهم بلادنا ، والصورة التاريخية الواضحة على هذا المعنى (غزوة بني المصطلق) عندما أتت الأخبار للرسول أن زعيم بني المصطلق الحارس بن أبي ضرار يجهز جيشا لغزو المدينة وقد أشتروا سلاحا وخيلا ، وأرسل الرسول قبل الغزوة بريدة بن الحصيب الأسلمي للتأكد فعاد للرسول بالخبر ، وهنا لا يمكن السكوت حتى يغيروا على المسلمين وهم غافلون ، فكانت الغزوة ، وهي الحالة الوحيدة التي يشرع فيها الغزو ونستدل على ذلك بفعل الرسول الذي عندما جاءه الخبر لم يسرع بالخروج والغزو ولكن أرسل يستطلع صحة الخبر ، ولو كان الغزو مشروعا دون سبب ما أرسل يستطلع خبر القوم.
(الفتح) فتح يفتح فتحا فهو فاتح ، والفتح يكون لأرض أغلقت دون أصحابها فيجوز لأصحابها إعادة فتحها ، وهو ما حدث في فتح مكة والتي هاجر منها المسلمين وأمتنع الكفار عن ردهم أو إعطائهم أموالهم ، بل وردوا المسلمين عنها حين ذهبوا محرمين ، فأجاز الله لهم فتحها ونصرهم نصرا عزيزا ، ولنتدبر قوله تعالى" إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُّبِينًا (1) لِيَغْفِرَ لَكَ اللَّهُ مَا تَقَدَّمَ مِن ذَنبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ وَيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكَ وَيَهْدِيَكَ صِرَاطًا مُّسْتَقِيمًا (2) وَيَنصُرَكَ اللَّهُ نَصْرًا عَزِيزًا (3)[سورة الفتح] ، والفتح هنا هو فتح مكة ، وكذلك قوله "إذا جاء نصر الله والفتح" ، ولا يكون الفتح إلا بعد إغلاق ، كقوله (فتحنا أبواب السماء بماء منهمر) ، فبكفر قوم نوح وصدهم عن سبيل الله فتح الله عليهم ابواب الساء بماء منهمر شديد لا يتوقف قوي يجرف ، ودلالة الفتح هنا بعد اغلاق ، وكأنهم كانوا يتندرون نزول الماء قبل فتح ابواب السماء وهذا قد يكون سببا أن ابن نوح رفض ركوب السفينة وظن أن الجبل سيعصمه من الماء لأن هذا المطر لم يكن من طبيعة أرض نوح.
(الحرب) حارب يحارب حربا فهو محارب ، الحرب هي التحضير للمعركة والحض عليها ثم هي آتون المعركة ، وهي جماع ظرفي الزمان والمكان ، فجميع العمليات التحضيرية بما في ذلك الحض عليها تسمى حربا لقوله تعالى"...كلما اوقدوا نارا للحرب اطفاها الله ويسعون في الارض فسادا والله لا يحب المفسدين"المائدة64 , وكذلك أي قتال بين فئتين تحده أرض ما في وقت ما يسمى حربا ، لقوله تعالى" فاما تثقفنهم في الحرب فشرد بهم من خلفهم لعلهم يذكرون" الأنفال 57 ، ولقوله تعالى"... حتى تضع الحرب اوزارها... الآية"محمد4 ، لذلك في آية الحرابة قال سبحانه (يحاربون الله ورسوله) فقاطع الطريق مثلا إختار مكانا وزمانا لفعله فكان حربا على الله ورسوله ، ولذلك في موضوع العشرة الذين أغتصبوا المرأة بعدما أخذوها من بيتها قلت وقلبي مطمئن أنهم حاربوا الله ورسوله ، وكان لهذه الحرب زمانا ومكانا معلومين.
(القتال) قتل يقتل قتالا فهو قاتل واسم المفعول مقتول ، والقتال هو المواقعة التي تنتهي بقتل أحدهما للآخر ، وقد كتب على المسلمين القتال لقوله تعالى "كتب عليكم القتال وهو كره لكم وعسى ان تكرهوا شيئا وهو خير لكم وعسى ان تحبوا شيئا وهو شر لكم والله يعلم وانتم لا تعلمون" البقرة 216 ، فما هو الخير في القتل؟ هل هو السبي والنهب والفتيات الحسان؟ كما ظن البعض ، وأتخذوها ذريعة لترويع الآمنين وقتال من لم يقاتلهم ، وسبي نساءهم وأستعباد أطفالهم وصبيانهم ، لا والله ليس ه9ذا هو الخير الذي يقصده رب العالمين ، ولنفهم ونتدبر القرآن بالقرآن ونتدبر قوله تعالى"...هل عسيتم ان كتب عليكم القتال الا تقاتلوا قالوا وما لنا الا نقاتل في سبيل الله وقد اخرجنا من ديارنا وابنائنا فلما كتب عليهم القتال تولوا الا قليلا منهم والله عليم بالظالمين" البقرة246 ، فقد كتب عليهم القتال لأنهم أخرجوا من ديارهم وابنائهم ظلما وعدوانا وتعديا عليهم فكان القتال لرد العدوان واسترداد الحقوق وليس للغنائم وسبي النساء واستعباد العباد (عباد الله)
ونتدبر أيضا قوله سبحانه وتعالى"الم تر الى الذين قيل لهم كفوا ايديكم واقيموا الصلاة واتوا الزكاة فلما كتب عليهم القتال اذا فريق منهم يخشون الناس كخشية الله او اشد خشية وقالوا ربنا لم كتبت علينا القتال لولا اخرتنا الى اجل قريب قل متاع الدنيا قليل والاخرة خير لمن اتقى ولا تظلمون فتيلا" النساء77 ، وكف الأيدي عن العدوان ، ثم تجد الله سبحانه وتعالى يقول بعد أن كتب عليهم القتال (والاخرة خير لمن اتقى) ومن هو المتقي في باب القتال؟ هو من لا يعتدي على الغير لقوله تعالى(فمن اعتدى عليكم فاعتدوا عليه بمثل ما اعتدى عليكم واتقوا الله واعلموا ان الله مع المتقين) البقرة 194 ، والشاهد الآن قوله (واتقوا الله) فتقوى الله في الحرب والقتال تكون برد العدوان بمثله مع عدم التعدي في ذلك ، فكل قتال يجب أن يكون على قاعدة من تقوى الله.
كان ذلك في عجالة ومن أراد المزيد فليرجع لبحثنا (الجهاد خواطر في رحاب سورة التوبة)
وبقيت لي كلمة أسديها لوجه الله تعالى ، كما أنه ليس بيننا مكانا لمن ينسب كلاما زورا لله تحت مسمى (الحديث القدسي) ، وليس بيننا مكانا لمن ينسب للرسول كلاما تحت مسمى (الحديث الشريف) وليس بيننا مكانا لمن يحترف التعصب والعنصرية وتكفير الآخر ، ويعتقد بقتل الغير على الهوية ويحكم على القرآن بالحديث والقياس وفعل البشر ، وليس بيننا مكانا لمن يروع الآمنيين ولا يتسابق مع الغير في الخيرات وفقا لأمر رب العالمين ، فإنه ليس بيننا مكانا لمن يريد أن يتحلل من فرائض الاسلام كالصلاة والصوم ، وليس بيننا مكانا لمن يتخذ القرآن عضين ، وليس بيننا مكانا لمن يتجرأ على كتاب الله ، وليس بيننا مكانا لمن يدعوا إلي عقائد باطلة كالحلول والاتحاد ، فنحن مسلمون أحناف على ملة إبراهيم نتبع كتاب الله فهو شرعتنا ، ونطيع الرسول فهو منهاجنا وقدوتنا ، ونصلي ونصوم ونؤدي الفرائض ، ونحن خدم مطيع في رحاب كتاب الله ، نتدبره في أدب ولنا في ذلك منهجا لا نحيد عنه قيد أنملة ، ونحن نؤمن بالقرآن مصدرا وحيدا للتشريع ، ونؤمن بأن فعل الرسول فصل الأمر المجمل بالأداء في كتاب الله فنصلي كما كان يصلي عليه الصلاة والسلام ونؤدي عباداتنا كما كان يؤديها وقد تواترت إلينا تواترا متصلا غير منقطع
هذا هو سبيلي ولن أحيد عنه حتى ألقى الله سبحانه وتعالى ، وأظن أن القائمين على أمر هذا الموقع يشاركونني السبيل ، وأعتذر للجميع أنني كلما رأيت تنكبا لهذا السبيل فلن أقف مكتوفا للأيدي صامتا بل سأتكلم وأدافع وأحتسب عند رب العالمين ، والجميع دون إستثناء أخوة لي أحبهم وأحترمهم جميعا ما أحترموا كتاب الله وديني ، وكل حر فيما يدين ويعتقد ولكن دون الإساءة لما أدين وأعتقد ، أو إستخدام منبر القرآن للدعوة لغير القرآن ، والله سبحانه على ما أقول شهيد
والسلام عليكم جميعا ورحمة الله وبركاته
شريف هادي

اجمالي القراءات 42792