الى جميع المسلمين حول تبيان حقيقة الأشراك بالله ...!!!
نحو التكامل الإسلامي ( 3 )

احمد شعبان في الجمعة ٢٠ - مارس - ٢٠٠٩ ١٢:٠٠ صباحاً

بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صلي على محمد وآل محمد
السلام عليكم جميعاً
نكمل بعونه تعالى بوضع النقاط على الحروف بتتمة شرح الهميسع الإسماعيلي الأغاخاني لمفهوم الشرك الذي إبانه الله عز وجل في محكم تنزيله ... !!!
ومع أن الحوار هنا ثنائي فقط ومن قوانينه أنه لا يسمح لأحد في التدخل به سوى تسجيل المتابعة فقط .
وعلى من له تعليق على مضمونه ... أن يتفضل مشكوراً بفتح موضع جديد لذلك .
إلا أن تعليق الأخ nidal كان هاماً جداً وفي صلب الموضع تماماً .
مما يجعلني أن لا أتجاهله ... وسوف أجيب عليه ...!!!
حيث كتب مشكوراً التالي :
++++++++++++++

وخلص لأن المعنى هو أننا يجب أن لا نتبع من يفسر القرآن لنا ويرشدنا عن الحلال والحرام. ولكن الأمر جلي وهو أنه أمرنا أن لا نأخذ بتفاسيرهم وكأنهم أرباب لا يخطئون ولا نناقشهم فيما يقولون وهذا عكس العصمة التي يصر البعض عليها. وفي الحقيقة فإننا نجد أن الآية تقول لنا من دون الله ولم تقل لنا من دون الله وأئمته المعصومين مثلا. فالشرك والله أعلم بجوهره استعباد البعض للآخر عن طريق احتكار المقدس وتجسيده. والغاية من محاربة الشرك هي تحرير الإنسان من عبوديته وتحريم شرعنة العبودية. ولكن الإنسان بسبب تعلقه بالمحسوس يعود فيخترع الأوثان من حجر وبشر ويظن أن بها خلاصه فتراه يقع في شراكها،
+++++++++++++++++
أخي الكريم nidal المحترم
أن الله سبحانه وتعالى قد حدد وحصر و وضح وأبان لجميع عباده المرجعية الوحيدة التي يجب أن نرجع إليها خلافنا في أي شيء نختلف به ومهما كان هذا الشيء .
وحول أي تنازع نتنازع به وبأي شيء نتنازع به ...!!!
وعلينا جميعاً التمسك بهذه المرجعية التي أمرنا بها الله عز وجل ...!!!
وعدم أبتداع مرجعيات جديدة من بنات عقولنا لا آمرنا بها الله عز وجل في محكم تنزيله ولا بشرنا بها محمد رسول الله صلى الله عليها وآله وسلم في حديثه .
واليك الدليل على ذلك من كتاب الله سبحانه وتعالى حيث قال :
{وَمَا اخْتَلَفْتُمْ فِيهِ مِن شَيْءٍ فَحُكْمُهُ إِلَى اللَّهِ ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبِّي عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ }الشورى10
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَطِيعُواْ اللّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنكُمْ فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللّهِ وَالرَّسُولِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً }النساء59

ولنعيد بتوضيح أكثر مع التركيز على إظهار أن المرجعية الذي آمرنا الله عز وجل برد أي اختلاف وأي تنازع بأي شيء ومهما كان هذا الشيء ... { مِن شَيْءٍ } { فِي شَيْءٍ } ...؟؟؟
ومهما كان هذا الشيء كبيراً أو صغيراً ... عظيماً أو بسيطاً ... فهو على جميع الاحتمالات و التسميات يبقى أسمه شيئاً ...!!!
لقوله تعالى :
{وَمَا اخْتَلَفْتُمْ فِيهِ مِن شَيْءٍ فَحُكْمُهُ إِلَى اللَّهِ } { فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللّهِ وَالرَّسُولِ }
نلاحظ أن الرد بحل أي خلاف أو أي تنازع في أي شيء ومهما كان هذا الشيء هو لله عز وجل ورسوله محمد صلى الله عليه وآله وسلم .
{ فَحُكْمُهُ إِلَى اللَّهِ } { فَرُدُّوهُ إِلَى اللّهِ وَالرَّسُولِ }
وهنا هو مربط الفرس وبيضة القبان وجوهر البحث كله ...وكل البحوث على الإطلاق و هنا بالظبط وتماماً وقع خلاف وانشقاق وتفرق وتمذهب جميع أديان الأرض وليس المسلمين فقط .

فالأخوة الدكاترة الكرام والباحثين الإسلاميين الأفاضل المنشقين عن المسلمين معتنقي أهل السنة والجماعة لهم تحياتي واحترامي وتقديري جميعاً ... و المنشقين عن قيادة جامع الأزهر الشريف في مصر الشقيقة بالإضافة إلى انضمام زملائهم من بقية الدول الإسلامية الشقيقة والصديقة .
والمؤسسين لمذهب إسلامي جديد بما يسمى لديهم ( بالقرآنيين )
والذي يدور حوارانا هذا حول مفهوم الشرك في كتاب الله عز وجل مع ممثل عنهم ومنهم وهو الباحث الإسلامي أحمد شعبان المحترم والذي يقوم مشكوراً بنقل كتابات الهميسع أول بأول إلى صفحته في موقع ( أهل القرآن )
على هذا الرابط
http://www.ahl-alquran.com/arabic/show_article.php?main_id=4988
تحت عنوان ( نحو التكامل الإسلامي ( 2 ) )
فقد لفت انتباهي تحرير حديث لرسول الله محمد صلى الله عليه وآله وسلم كان يشرح به عليه الصلاة والسلام الآية المستشهد بها من قبلي حول مفهوم الأرباب من أحبار اليهود والأرباب من رهبان المسحيين بقوله تعالى :
{ اتَّخَذُواْ أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَاباً مِّن دُونِ اللّهِ } التوبة 31

حيث كتب الأخ أحمد شعبان التالي :
+++++++++++++++++++++++++
إعتذار من احمد شعبان للأستاذ الهميسع

أعتذر لعدم نشر الأحاديث لأن شروط النشر على الموقع تمنع ذلك ، رغم أن تلك الأحاديث تؤكد ما ذهبت إليه

++++++++++++++++++++++++++++
هذا رأيه طبعاً وهذا هو القانون عندهم في منتدى أهل القرآن ...!!!
فهم ينكرون و يتنكرون لسنة رسول الله محمد صلى الله عليه وآله وسلم جملة وتفصيلاً .
وهذا حقهم في اعتقاد ما يروه أنه صواباً ...!!!
وهناك الكثير الكثير من المسلمين من يكفرهم ( ومحرك البحث عنهم على الانترنيت ( google ) ... يظهر ذلك بوضح ... !!
وهذا خطأ فادح يراه الهميسع يرتكب بحقهم وحق أي مذهب كان يتم تكفيره من قبل الغير بعيداً عن الحوار وإفساح المجال لدفاع المتهم عن نفسه لا...!!!
فحقنا عليهم أن نسألهم ونستفسر منهم عن تبيان حجتهم في نكرانهم لمرجع أساسي أمرنا الله عز وجل برد أي تنازع إليه مرفقاً لكتاب الله عز وجل ...!!!
و واجبهم إمامنا أن يجيبونا على استفساراتنا هذه بالحجة الدامغة والدليل القاطع والبرهان الساطع كما نجيبهم نحن على أستفسارتهم بحقنا .
وهكذا وبتضافر الجهود والتعاون يد بيد لإعلاء كلمة الحق الذي يوافق كتاب الله وآياته ... يزهق الباطل الذي يخالف كتاب الله وآياته ويبان النور المشع الساطع للجميع ويتحقق التكامل الإسلامي الذي ينشده محاوري الأستاذ أحمد شعبان وزملائه الأفاضل .
قال الله تعالى :
{بَلْ نَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَى الْبَاطِلِ فَيَدْمَغُهُ فَإِذَا هُوَ زَاهِقٌ وَلَكُمُ الْوَيْلُ مِمَّا تَصِفُونَ }الأنبياء18
{قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءكُمُ الْحَقُّ مِن رَّبِّكُمْ فَمَنِ اهْتَدَى فَإِنَّمَا يَهْتَدِي لِنَفْسِهِ وَمَن ضَلَّ فَإِنَّمَا يَضِلُّ عَلَيْهَا وَمَا أَنَاْ عَلَيْكُم بِوَكِيلٍ }يونس108
والحقيقية التي يقرها الهميسع إمام الجميع أن معتنقي مذهب ( القرآنيين ) معهم بعض الحق وليس كله ... بنكرانهم المتشدد للسنة النبوية الشريفة ... !!!!
ومعتنقي مذهب أهل السنة والجماعة وبقية المذاهب الشيعية الأخرى معهم أيضاً بعض الحق وليس كله ... !!!
أين هي الحلقة الضائعة أذاً ... التي بوجودها يحدث التكامل بين المسلمين وتنتبذ الفرقة والضياع والتشتت ...!!!
الحلقة الضائعة هي :
بالكشف عن هوية هذا الرسول الذي آمرنا الله عز وجل أن نرد إليه تنازعنا بأي شيء نتنازع فيه ومهما كان هذا الشيء .
طبعاً كما أوردنا في إرسالنا السابق من شرح حول الآية
( 31 ) من سورة التوبة :
{ اتَّخَذُواْ أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَاباً مِّن دُونِ اللّهِ }
أن اتخاذ اليهود للأحبار وهم علماء اليهود كأرباب واتخاذ المسيحيين رهبانهم كأرباب ... أي أتباعهم واللهاث ورائهم والتمسك بعمائمهم وعباءتهم هو من أجل الإفتاء بدين الله عز وجل من تحريم وتحليل ... لم يجدوه في توراتهم ولا في أقوال رسول الله موسى عليه السلام ... ولم يجدوه في أنجيلهم ولا في أقوال رسول الله عيسى عليه السلام .
وكذلك تكرر الحال بالنسبة للمسلمين أيضاَ .
فقد كان للمسلمين مرجعاً موحداً و وحيداً كما آمرنا الله عز وجل في محكم تنزيله ....!!!
وهو كتاب الله عز وجل ... وإفتاء رسول الله الحي محمد صلى الله عليه وآله وسلم .
ومن الطبيعي وتطبيقاً لسنن الله عز وجل في خلقه ... أن موسى وعيسى عليهم السلام لن يبقوا أحياء أبد الدهر للإفتاء بدين الله عز وجل إلى ما شاء الله .
وكذلك رسول الله محمد المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم لن يبقى حياً أبد الدهر ليفتي بدين الله لعباد الله بما أراه الله عز وجل ... وليس بما أرتاه لنفسه .
لقوله تعالى :
{إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُم مَّيِّتُونَ }الزمر30
{إِنَّا أَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِتَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ بِمَا أَرَاكَ اللّهُ وَلاَ تَكُن لِّلْخَآئِنِينَ خَصِيماً }النساء105
{ لِتَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ بِمَا أَرَاكَ اللّهُ }
أذاً شرط الحكم بين الناس بما اختلفوا فيه أو تنازعوا عليه هو أن يكون بما أراه الله عز وجل .... وليس بما أرتاه لنفسه .
وهذا الشرط لن يتحقق أبد الدهر إلا بشرط لم يمت رسول الله محمد صلى الله عليه وآله وسلم وبقي حياً إلى يوم الحساب .
وهذا محال لقوله تعالى :
{ كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ }الأنبياء35
وبغير وجود رسول حي معصوم هادي يحكم بين الناس بما أراه الله عز وجل ... لن يتحقق العدل الإلهي وعدم الظلم بين عباده ولن نتسطيع العمل بالمرجعية الإلهية لرد أي تنازع وأي خلاف إليها .
لقوله تعالى :
{مَا يُبَدَّلُ الْقَوْلُ لَدَيَّ وَمَا أَنَا بِظَلَّامٍ لِّلْعَبِيدِ }ق29
فعندما يكون محض الصدف بولادة أجدادنا في زمن وجود رسول لله عز وجل حي معصوم يحكم بين الناس بأمر ووحي من الله عز وجل ....!!!
ومحض الصدف أوقع ولادة أبناءهم وأحفادهم في زمن وجود عباد لله يفتون بدين الله عز وجل ويحرمون ويحللون بما ارتأوه لأنفسهم بما لم يجدوه في كتاب الله عز وجل ولم يجدوه في سنته الشريفة ... ولم يجدوه في سيرة وأقوال وأفعال الصحابة الكرام والتابعين وتابعين التابعين ... الخ رضي الله عنهم جميعاً وأدخلهم فسيح جنانه .... !!!
هذا يعني بعبارة أوضح ... أن الله سبحانه وتعالى ( والعياذ بالله) قد غير القول لديه و أوقع الظلم بعباده ... ( والعياذ بالله ) ...!!
السؤال الذي يفرض نفسه هنا :
وهو موجه من الهميسع مدير منتدى الحوار المتحضر الإسماعيلي إلى جميع علماء المسلمين ومرجعياتهم وشيوخهم على اختلاف فرقهم ومذاهبهم وأطيافهم ... والى جميع القنوات الفضائية والصحف والمجلات المهتمة بالشؤون الإسلامية :
لا خلاف أطلاقاً ما بين المسلمين على مرجعيتهم بشأن كتاب الله عز وجل ... !!
فكتاب الله عز وجل ذاته ... يتمسك به الجميع ... من حيث كلماته وطريقة رسمها وتشكيلها ولفظها ...!!
ولكن يختلفون على تفسير آياته ... وهذا صحيح أيضاً .
يبقى خلافهم الذي شتتهم وفرقهم وقطع أواصر المودة والالتحام والتكاتف فيما بينهم هو على المرجعية المرافقة لكتاب الله عز وجل ... وهو مرجعية رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم .
مصداقاً لقوله تعالى :
{ فَحُكْمُهُ إِلَى اللَّهِ } { فَرُدُّوهُ إِلَى اللّهِ وَالرَّسُولِ }
الأخوة معتنقي مذهب أهل السنة والجماعة لهم تحياتي جميعاً .
فسروا عندهم الرد إلى رسول الله { وَالرَّسُولِ } بعد وفاة رسول الله محمد صلى الله عليه وآله وسلم ... هو الرد إلى أقوال وأفعال وما تم جمعه وتذكره عن رسول الله محمد صلى الله عليه وآله وسلم .
فحتى يتم عندهم العمل بجوهر الآية الكريمة .. عمدوا إلى تجميع أحاديث رسول الله محمد صلى الله عليه وآله وسلم بعد زمن طويل من وفاته عليه الصلاة والسلام ...!!!
مع أن هناك تناقل لأحاديث كثيرة ينهى بها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عن كتابة حديثة ... ويأمر أصحابة بمحي أي شيء كتب عنه ... وقد جاء التبرير من البعض ... أن هذا النهي هو كي لا يختلط تدوين حديث رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم مع تدوين آيات الله عز وجل .
وعلى جميع الاحتمالات والأعذار ولن نناقش صحتها من عدمه ولن نتطرق إلى الأنواع العديدة من الحديث التي تفوق الخميسن نوعاً ... هنا في هذا البحث عن مفهوم الشرك بالله عز وجل ... !!
فجميعها تنال احترامنا وتقديرنا ... احتراماً لاسم النبي العظيم رسول الله محمد صلى الله عليه وآله وسلم المرافق لها ...!!
ولكن لنفترض جدلاً أن جميع الأحاديث التي تم جمعها هي صحيحة وواجب على المسلم التمسك بها كمرجع رئيسي لرد أي تنازع وأي خلاف بين المسلمين أليها مرافقة لكتاب الله عز وجل حسب الآمر الإلهي :
{ فَحُكْمُهُ إِلَى اللَّهِ } { فَرُدُّوهُ إِلَى اللّهِ وَالرَّسُولِ }
فهل هي كافية لحل جميع الأشياء التي نتنازع بها أو نختلف عليها ...!!!
الجواب هو غير كافية طبعاً ... وإلا لما استكملت المرجعية الإلهية بمراجع تشريع مساندة لها لا آمر بها الله عز وجل ولا أخبرنا عنها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ... من أجماع وقياس واجتهاد وتقليد وأخيراً بما يسمى ولاية الفقيه.
لنلاحظ بدقة قوله تعالى :
{مَّا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِّن رِّجَالِكُمْ وَلَكِن رَّسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ وَكَانَ اللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيماً }الأحزاب40
{ وَلَكِن رَّسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ }
{ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ }
الكلام الإلهي دقيق ويجب التعامل معه بذات الدقة العالية ... فكلام الله عز وجل خالق الخلق علام الغيوب ... ليس اعتباطياً لنفسره على هوانا بما يوافق عقولنا ويتطابق مع أقول علمائنا ومرجعياتنا ويثبت معتقد مذاهبنا المختلفة والمتفرقة والتي تكفر بعضها البعض ...!!

لنعيد وندقق معاً ببصرنا وبصريتنا قوله عز وجل :
{ وَلَكِن رَّسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ }
{ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ }
وعلى اعتبار أن رسول الله محمد صلى الله عليه وآله وسلم لن يعيش أبد الدهر ليفسر كتاب الله عز وجل لعباده كما أراده سبحانه وتعالى ... كان العقل والمنطق والحكمة الإلهية يقتضي إحقاق الحق كما أراده الله عز وجل بشكل عادل بين جميع الناس .... أن يتابع هذه المهمة الإلهية أئمة معصومين مختارين اصطفاهم الله عز وجل على العالمين .
أن الأئمة الأطهار يتابعون هدي الله عز وجل إلى عباده بعد انتقال رسول الله إلى الرفيق الأعلى .
مصداقاً لقوله تعالى :
{وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا وَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِمْ فِعْلَ الْخَيْرَاتِ وَإِقَامَ الصَّلَاةِ وَإِيتَاء الزَّكَاةِ وَكَانُوا لَنَا عَابِدِينَ }الأنبياء73
{ وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا وَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِمْ }
{ يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا } { وَ }{ أَوْحَيْنَا إِلَيْهِمْ }
فمن يهدي عباد الله بأمر من الله عز وجل ويهدي عباد الله بوحي من الله عز وجل ... فهم الأحق بمتابعة مهمة رسول الله محمد صلى الله عليه وآله وسلم ..!!
أما السؤال الذي يطرح نفسه هنا هو :
هل هذا الجعل الإلهي للأئمة الأطهار هو خاص بذاك الزمان الغارق في القدم ... وهل هذا الأخبار الإلهي بأراده المطلقة بهذا الجعل المبارك للأئمة الإطهار عليهم السلام جميعاً كان لبضع عشرات الأولوف من الناس فقط ... وقد مات الجميع في ذاك الزمن الغارق في القدم وأنتهى العمل بجوهر الآية الكريمة ... !!!!
و بتوضيح أكثر وبسؤال صريح موجه من الهميسع الإسماعيلي الأغاخاني الى جميع علماء المسلمين بمختلف شرائحهم ومسمياتهم واختلاف مرجعياتهم ...!!!
هل نسخ العمل والتطبيق بهذه الآية الكريمة الآن أيها السادة ونحن نعيش في القرن الواحد والعشرين ميلادية ... والمفترض على جميع المسلمين أتباعهم لهدي بعضهم البعض لأناس ناقصين علم مهما بلغوا من العلم والمعرضين للوقوع بالخطأ وأتباع الظنون مهما توخوا الحيطة والحذر لعدم الوقوع فيه ... في تحريم وتحليل والإفتاء بدين الله عز وجل لأناس مثلهم ... مما يخالف الآمر الإلهي الواضح الصريح برد أي تنازع إلى كتاب الله تعالى ورسوله الحي الهادي الدائم محمد صلى الله عليه وآله وسلم في حياته والأئمة الأطهار في أتباع خطاه والسير على هداه وإكمال مسيرته بعد وفاته
مصداقاً لقوله تعالى :
{ إِنَّمَا أَنتَ مُنذِرٌ وَلِكُلِّ قَوْمٍ هَادٍ }الرعد7
{{{{{{{ وَلِكُلِّ قَوْمٍ هَادٍ }}}}}}}
وهؤلاء الهداة عليهم السلام جميعاً يشكلون حبلاً من ناس مرافق لحبل الله عز وجل من آمره وهديه سبحانه وتعالى :
مصداقاً لقوله عز وجل :
{وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعاً وَلاَ تَفَرَّقُواْ }آل عمران103
{ضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ أَيْنَ مَا ثُقِفُواْ إِلاَّ بِحَبْلٍ مِّنْ اللّهِ وَحَبْلٍ مِّنَ النَّاسِ }آل عمران112
{ وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللّهِ } { إِلاَّ بِحَبْلٍ مِّنْ اللّهِ وَحَبْلٍ مِّنَ النَّاسِ }
فالتكامل الإسلامي بين المسلمين و وحدة الصف و وحدانية المرجعية لجميع المسلمين يستحيل أن يتحقق إلا بشرط واحد ووحيد وهو التفاف الجميع للتمسك بهادي الزمان الذي أصطفاه الله عز وجل على العالمين .
فجميع أديان الأرض تعترف بالله عز وجل ولا يوجد بينهم خلاف على وجود خالق ومبدع ومسيطر ومحيط ومتحكم بكل شيء وأي وشيء في هذا الكون الفسيح .... ولكن الجميع أيضاً وفي ذات التوقيت وكلاً منهم على انفراد يتبع مرجعية من عباد الله من أناس أمثالهم للإفتاء بدين الله عز وجل .
لذلك الشرك بالله هو في هذه النقطة تماماً وحصرياً وفقط .
و طائفتنا الإسلامية الشيعية الإسماعيلية الأغاخانية عندما تردد شعار ( يا علي مدد ) بين بعضها البعض ... !!!
هذا يعني أنها تطلب الهدي الإلهي من خلال من خصهم الله عز وجل لهذه المهمة ... !!
أي بتوضح أكثر وبشرح أوضح نحن ندخل إلى البيت من بابه المخصص لذلك ... ففيه البر وتقوى الله عز وجل ... وأتيان البيت من غير الباب المنصب من قبل الله عز وجل لذلك فيه الشرك والعصيان والبعد عن تقول الله كما هو الآمر الإلهي الواضح الصريح في محكم تنزيله :
مصداقاً لقوله تعالى :
{ وَلَيْسَ الْبِرُّ بِأَنْ تَأْتُوْاْ الْبُيُوتَ مِن ظُهُورِهَا وَلَـكِنَّ الْبِرَّ مَنِ اتَّقَى وَأْتُواْ الْبُيُوتَ مِنْ أَبْوَابِهَا وَاتَّقُواْ اللّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ }البقرة189
فهذا الخطاب الإلهي لعدم دخول البيوت إلا من أبوابها المنصوبة والمخصصة لهذا الدخول ليس موجهاً للحراميه الخارجين على القانون ... فهم لا يقرؤون القرآن وهذه الآية الكريمة لا تشكل ردعاً لهم ... وهم يهمهم العبث بأمن المواطنين وتعريض حياتهم و ممتلكاتهم للخطر ... والداخل إلى بيوت الناس من أسطحه المنازل بخلع النوافذ والأبواب ... لا يبحث عن البر وتقوى الله عز وجل ... والأجهزة الأمنية في كل زمن تتكفل بهم ... .
فهذا البيت هو الإسلام وهو الحق وهو الذكر وهو الصراط المستقيم ... الخ .
ولهذا البيت له أصحاب وأهل وباب منصوب مختار مصطفى على العالمين أمرنا عز وجل بسؤال أهل هذا البيت عن أي شيء لا نعلمه .
فهم الرجال الذي يوحي لهم الله عز وجل ... وعندما نحن الإسماعيلية الأغاخانية نقول ( يا علي مدد ) أي أننا نطلب هذا الهدي الإلهي من أهله ... وكل إمام وفي كل زمان هو علي هذا الزمان والعبد الصالح في كل زمان وهو الخضر الحي لكل زمان وهو الهادي لكل قوم .
{{{{{{{ وَلِكُلِّ قَوْمٍ هَادٍ }}}}}}}

قال تعالى :
{وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ إِلاَّ رِجَالاً نُّوحِي إِلَيْهِمْ فَاسْأَلُواْ أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ }النحل43- الأنبياء7
{أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا وَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِمْ}{وَلِكُلِّ قَوْمٍ هَادٍ}{رِجَالاً نُّوحِي}
البيت هو الإسلام والحق واليقين والصراط المستقيم وهو له اصحب واهل وباب منصوب للدخول ليه .
وليس هو بيت من حجارة وتراب وطين وغرف ومطبخ وطناجر وصحون وفرش ولحف وزوار وأطفال يركضون ويلعبون ويبكون وواع و ويع .
و ليس هذا البيت كما يتوهم البعض قد كان مبنياً في زمن ما وقد تهدم الآن ومات أهله وساكنيه ... وأصبح نسياً منسيا .
قال الله عز وجل :
{ إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً }الأحزاب33
{ أَهْلَ الْبَيْتِ } {وَلِكُلِّ قَوْمٍ هَادٍ}{ أَهْلَ الذِّكْرِ }
قال الله تعالى :
{وَإِذْ قُلْنَا ادْخُلُواْ هَـذِهِ الْقَرْيَةَ فَكُلُواْ مِنْهَا حَيْثُ شِئْتُمْ رَغَداً وَادْخُلُواْ الْبَابَ سُجَّداً وَقُولُواْ حِطَّةٌ نَّغْفِرْ لَكُمْ خَطَايَاكُمْ وَسَنَزِيدُ الْمُحْسِنِينَ }البقرة58
قال الله تعالى :
{يَا قَوْمَنَا أَجِيبُوا دَاعِيَ اللَّهِ وَآمِنُوا بِهِ يَغْفِرْ لَكُم مِّن ذُنُوبِكُمْ وَيُجِرْكُم مِّنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ }الأحقاف31
{وَمَن لَّا يُجِبْ دَاعِيَ اللَّهِ فَلَيْسَ بِمُعْجِزٍ فِي الْأَرْضِ وَلَيْسَ لَهُ مِن دُونِهِ أَولِيَاء أُوْلَئِكَ فِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ }الأحقاف32
فالإسماعيلية الأغاخاينة تردد بين بعض البعض شعار ( يا علي مدد ) اقتداء بسنة رسول الله محمد صلى الله عليه وآله وسلم عندما طلب المدد من الإمام علي عليه السلام في غزوة أحد عندما سقط في الحفرة وكسرت رباعيته وحاول كفار قريش الإجهاز عليه وقتله ...!!!
فكان رسول الله ينده بأعلى صوته :
( يا علي المدد ) ( و ) ( المدد يا علي )
وتنفيذاً للآمر الإلهي في محكم تنزيله :
{ وَادْخُلُواْ الْبَابَ سُجَّداً وَقُولُواْ حِطَّةٌ نَّغْفِرْ لَكُمْ خَطَايَاكُمْ وَسَنَزِيدُ الْمُحْسِنِينَ }
هذا آمر الهي واضح وبين وصريح بوجب دخول البيت من بابه المنصوب من اجل غفر الخطايا ومن يزيد فان الله عز وجل يزيد المحسنين .
فالله سبحانه وتعالى لا يروي لنا الحكايا في قرآنه الذي أبان وفصل وأحصى به كل شيء ولم يفرط به من شيء ... عن باب خشبي أو حجري كان في زمن ما وقد دمر هذا الباب ومات أهله ومعاصريه .
والآمر الإلهي لجميع عباده في ذاك الزمان بقولهم وتردادهم لقوله سبحانه وتعالى :
{{{{{{{ وَقُولُواْ حِطَّةٌ }}}}}}}

وحطة هو لقب لإمام ذاك الزمان عليه السلام وهو داعي الله في ذاك الزمان وكل زمان ومنذ الأزل ولم يزال ... نور خالد أبدي سرمدي ... إمام من عقب إمام ذرية بعضها من بعض وذلك منذ بدأ الخلق وهكذا إلى يوم الحساب .
وأستغرب أن احد الدكاترة من علماء المسلمين والذي له حضور واسع على القنوات الفضائية قد فسر تغير القول لهؤلاء القوم من الآمر الإلهي { وَقُولُواْ حِطَّةٌ } إلى قولهم ( يا حنطة )
بينما كان هذا هو أشراكهم بالله برفض طلب المدد والهدي من هادي ذاك الزمان وهو إمام زمانهم ( حطه ) عليه السلام وهو لقب ( الإمام معد بن عدنان ) عليه السلام .... وطلبهم للإفتاء بدين الله من أناس مثلهم غير معصومين عن الوقع بالخطأ .
الشرك هو الابتعاد عن هدي أسماء سماها الله عز وجل في محكم تنزيله وأنزل بها سلطاناً وهو المرسوم الإلهي بتسميتهم واصطفائهم على العالمين ذرية بعضها من بعض ... وأتباع أسماء وألقاب أسميناها نحن و آبائنا لإتباع تحليلهم وتحريم بدين الله وهم ذرية بعضها من غير بعض ... وهذه تعتبر عبادة لهم وشرك بالله ...!!!
لقوله تعالى :
{مَا تَعْبُدُونَ مِن دُونِهِ إِلاَّ أَسْمَاء سَمَّيْتُمُوهَا أَنتُمْ وَآبَآؤُكُم مَّا أَنزَلَ اللّهُ بِهَا مِن سُلْطَانٍ إِنِ الْحُكْمُ إِلاَّ لِلّهِ أَمَرَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَـكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ }يوسف40
{قَالَ قَدْ وَقَعَ عَلَيْكُم مِّن رَّبِّكُمْ رِجْسٌ وَغَضَبٌ أَتُجَادِلُونَنِي فِي أَسْمَاء سَمَّيْتُمُوهَا أَنتُمْ وَآبَآؤكُم مَّا نَزَّلَ اللّهُ بِهَا مِن سُلْطَانٍ فَانتَظِرُواْ إِنِّي مَعَكُم مِّنَ الْمُنتَظِرِينَ }الأعراف71
{إِنْ هِيَ إِلَّا أَسْمَاء سَمَّيْتُمُوهَا أَنتُمْ وَآبَاؤُكُم مَّا أَنزَلَ اللَّهُ بِهَا مِن سُلْطَانٍ إِن يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَمَا تَهْوَى الْأَنفُسُ وَلَقَدْ جَاءهُم مِّن رَّبِّهِمُ الْهُدَى }النجم23
فهناك فرق كبير ما بين رجل أبكم يتبع الظنون ويقع في الخطأ وناقص علم وما بين رجل معصوم مصطفى على العالمين يأتي بالخير ويأمر بالعدل وهو على الصراط المستقيم .
مصداقاً لقوله تعالى :
{وَضَرَبَ اللّهُ مَثَلاً رَّجُلَيْنِ أَحَدُهُمَا أَبْكَمُ لاَ يَقْدِرُ عَلَىَ شَيْءٍ وَهُوَ كَلٌّ عَلَى مَوْلاهُ أَيْنَمَا يُوَجِّههُّ لاَ يَأْتِ بِخَيْرٍ هَلْ يَسْتَوِي هُوَ وَمَن يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَهُوَ عَلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ }النحل76
أذا العكس صحيح وهي أسماء سماها الله عز وجل وأنزل بها سلطان وهو مرسوم الهي مثبت في محكم تنزيله .
وبهذا السلطان اختم جوابي
قال الله عز وجل في محكم تنزيله :
{ إِنَّ اللّهَ اصْطَفَى آدَمَ وَنُوحاً وَآلَ إِبْرَاهِيمَ وَآلَ عِمْرَانَ عَلَى الْعَالَمِينَ ذُرِّيَّةً بَعْضُهَا مِن بَعْضٍ وَاللّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ } آل عمران 33 – 34
نلاحظ بما لا يدع للشك أو الظن أن الله عز وجل قد خص وخصص باصطفاء أناس من عباده على العالمين
وأن آخر اصطفاء أثبته سبحانه وتعالى في محكم تنزيله هو لعمران عليه السلام وآله الطيبين الطاهرين عليهم السلام جميعاً ذرية بعضها من بعض .
مصداقاً لقوله تعالى :
{ إِنَّ اللّهَ اصْطَفَى ...... َآلَ عِمْرَانَ عَلَى الْعَالَمِينَ ذُرِّيَّةً بَعْضُهَا مِن بَعْضٍ }
الاصطفاء مثبت والتسمية مثبته وبالاسم الصريح الواضح الذي لا لبث به ولا غموض .
وكذلك الإثبات أن هذا الاصطفاء هو على العالمين وليس لفترة زمنية محددة ... وكذلك ثبت الله عز وجل أن هذا الاصطفاء هو من ذرية عمران عليه السلام بعضها من بعض وليس بعضها من غير بعض ....!!!
يبقى السؤال الحائر الذي هو جوهر سؤالي والذي أوجهه إلى جميع علماء المسلمين بجميع فرقهم ومذاهبهم وأطيافهم واختلاف مسمياتهم وموجه إلى جميع القنوات الفضائية والمجلات والصحف المهتمة بالشؤون الإسلامية :
من هو ( عمران ) عليه السلام ... وما هي أسماء ذريته التي لها صفة الاصطفاء على العالمين ولها شرط أن تكون بعضها من بعض ... وليس بعضها من غير بعض ...!!!
وللإيضاح أكثر نذكر لكم

أن هذه الآية الكريمة يتجاهلها أهل السنة والجماعة وذلك بسبب أنهم يرفضون في جوهر معتقدهم أي شيء يوحي بوجود إمامة مصطفاة من الله عز وجل على العالمين .
وللأسف يتجاهلها أهل الشيعة الأثنا عشرية أيضاً لأن جوهر معتقدهم مبني على التعداد الأثنا عشر للأئمة الأطهار وهم يرفضون أي تلميح مهما كان صغيراً لوجود أي فكرة إمامة تزيد أو تنقص من العدد الأثنا عشر .
لذلك جميعهم يعتبر أن الإمام عمران عليه السلام هو عمران والد مريم عليها السلام والدة رسول الله عيسى عليه السلام ... وينتهي تفسيرهم عند هذا المقام والسلام ... فهو يوافق الجميع .. ولا يؤثر على جوهر معتقد الجميع ...!!!
ولكن هذا التفسير المغلوط يقوي الباطل لدحض الحق ... ولا ينصر دين الله عز و جل ...!!!
فهل نساهم في هذا الدحض للحق بنصرة الباطل عندما يبان لنا الحق ظاهراً جلياً واضحاً يشع نوراً للعيان .
والله عز وجل يقول وقوله الحق والصدق :
{إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى مِن بَعْدِ مَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتَابِ أُولَـئِكَ يَلعَنُهُمُ اللّهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللَّاعِنُونَ }البقرة159
والآن حول دحض فكرة أن عمران عليه السلام هو عمران والد مريم والدة عيسى عليهم السلام جميعاً أقول :
أولاً :
لو افترضنا مبدئياً أن عمران المصطفى على العالمين في الآية المذكورة هو عمران والد مريم عليهم السلام
هذا يقودنا إلى أن رسول الله عيسى عليه السلام هو المقصود بقوله تعالى { ذُرِّيَّةً بَعْضُهَا مِن بَعْضٍ } ... وهذا لن يكون صائباً إلا أذا تزوج الأب عمران من أبنته مريم ... وهذا محال .. ولم يحصل في الواقع ...!!!
ثانياً :
لو افترضنا أن عمران المصطفى على العالمين هو عمران والد مريم عليهم السلام .
هذا يقودنا إلى أن قوله تعالى { ذُرِّيَّةً بَعْضُهَا مِن بَعْضٍ } تعني أن هناك أب وأبن وحفيد وأبن حفيد وحفيد حفيد ... وهكذا .
وكما نعلم أن رسول الله عيسى عليه السلام لم يتزوج ... وهذا يضع الله بعدم المصداقية ... والعياذ بالله .

ثالثاً
أن الله عز وجل يقول :
{ إِنَّ اللّهَ اصْطَفَى ...... َآلَ عِمْرَانَ عَلَى الْعَالَمِينَ ذُرِّيَّةً بَعْضُهَا مِن بَعْضٍ }
{ عَلَى الْعَالَمِينَ }
وهذا يعني أن عمران عليه السلام وذريته مصطفين على العالمين إلى يوم الحساب وعلى جميع خلق الله .
وكما نعلم أن عمران ومريم وعيسى عليهم السلام ماتوا جميعاً خلال زمن أقل من مائة عام ... !!!
وهذا يضع الله بعدم المصداقية ( والعياذ بالله ) بحصر زمن اصطفائهم فقط بزمن حياتهم وعلى بضع عشرات الألوف من البشر ... وكان قوله تعالى { عَلَى الْعَالَمِينَ }بدأت بزمانهم و انتهت بموتهم .
والسؤال الذي أطرحه الآن :
من هو عمران عليه السلام وما هي أسماء ذريته التي لها صفة وشرط أن تكون بعضها من بعض الذين اصطفاهم الله عز وجل على العالمين .
الهميسع
مدير منتدى الحوار المتحضر الإسماعيلي
http://readz.yoo7.com/forum.htm
http://readz.yoo7.com/montada-f19/topic-t593.htm#4243

Muwlana@hotmail.com









اجمالي القراءات 11340