نظرية داروين في التطور
الخلق ونظرية التطور

عوني سماقيه في الأحد ١٥ - فبراير - ٢٠٠٩ ١٢:٠٠ صباحاً

الأصدقاء الأعزاء
بناءا علي طلب الأخ أحمد شعبان، فقد قمت بترجمة مقالي عن الخلق ونظرية التطور. أرجو أن يكون المولي تعالي قد ألهمني الصواب في ترجمتها حيث اني لا أعتبر نفسي خبيرا في اللغة العربية أو الانجليزية. وفيما يلي النص المترجم:
يقول أخي وصديقي فوزي فراج أن نظرية داروين في التطور غير مثبوته وما هي الا مجرد نظرية.
وأحب أن أقول أن كلمة نظرية لا تعني أن الافتراض خاطئ أو غير مثبت علميا. عنما كنت أدرس هندسة اقليدس في المرحلة الثانوية كان علينا أن نتعلم عدد من نظريات الهندسة المستوية بلغ، ان لم تخني الذاكرة، أربعة وعشرين. وكان من المقرر علينا أن نثبت بالبراهين هذه "النظريات"
وتعرف موسوعة الويكيبيديا كلمة نظرية بـــ :
(المحصيات العلمية) بيان مترابط أو مجموعة من البيانات التي تحاول شرح شواهد طبيعية منظورة. وعلي سبيل المثال العبارة التالية : "توجد حاليا نظرية متكاملة للشحن الكهربائية"
وتعريف أخر لكلمة "نظرية":
(المحصيات العلمية) بناء منطقي يمكن من استنتاج النتائج الممكنة لكل تجربة يقع في مجالها. وعلي سبيل المثاال العبارة التالية: "قدم أينشتين نظرية النسبية"
وكلنا يعلم أن "نظرية النسبية" قد تم اثباتها عمليا ولكنها ما زالت تعرف بــ "نظرية"
اني لست من المتعصبين لنظرية الارتقاء حيث اني لا أعرف بالكفاية عنها وحتي انني لم أقرأ كتاب داروين "عن أصل الأنواع"
وأعود لموسوعة الويكيبيديا التي تفيد:
لقد حقق دراوين وأوضح أن جمبع أنواع الكائنات الحية قد ارتقت بمضي الزمن من سلف مشترك بواسطة عملية "الانتقاء الطبيعي." وان استمرار التطور أصبح حقيقة علمية أقرها المجتمع العلمي وعدد كبير من الرأي العام في حياة داروين. ومنذ نشر أول كتاب لداروين عام 1859 قد أضيف العديد من الدراسات التي هدفت الي تنقية أو اضافات لنظريته.
ولم يكن العالم البريطاني ملحدا وانما أقر وجود خالق للكون ولكنه لم يقر الأديان عموما. وسواء رفضنا كلية نظريته بناء علي اعتقادات دينية فهذا أمر شخصي. وبالرغم من فاني أعتقد أن قبول نظرية داروين لا يعني رفض الايمان الديني. ولا أعتقد وجود أي شخص يجادل في ان الكرة الأرضية قد تكونت من ملايين السنين. هذه حقيقة علمية أثبتت بوسائل علمية متعدده بما لا يدع مجال للشك. ان الكتب السماوية قد تنقص عمر الأرض الي بضع آلاف.ولكن هل نحن البشر ندرك الكامل المعني الكامل لهذه الكتب؟ ا، آخر الكتب السماوية، القرآن الكريم، التي أنزل منذ ألف وأربعمئة سنة مضت. آنذاك لم يكن باستطاعة العباد العد لأكثر من الآلاف علي أكثر تقدير. فهل كان من الممكن لهم تصديق كتاب مقدس يذكر البلايين؟ ان هذا يشابه محاولة شرح النظرية الكمية لطفل في الخامسة.
ان السؤال الذي يواجهنا الآن هو: هل يمكن للدين أن يتعايش مع نظرية التطور؟ في المقال التالي لكاتب مسلم يدرس علم "التكامل العلمي" و "العلوم الانسانية"، يوضح الدكتور سلمان حميد هذه النقطه. وهو مقال يستحق القراءة.
نطلب من المولي تعالي الهداية الي الطريق القويم.
عوني
كتبت نيقول نيرولياس
وكالة أخبار الشئون الدينية
نشرت في 14 فبراير, 2009
أثناء نشأته في الباكستان, تجول سلمان حميد بحريه بين عقيدته الاسلامية وبين دراساته العلمانية. والآن بصفته أستاذ مساعد لـ "التكامل العلمي" و "العلوم الانسانية " بكلية هامبشير بولاية ماساشوستس, يقوم بتدريس مادة "النشأة العلمية للكون, بما فيها نظرية التطور لشارلز داروين.
وفي زيارته الأخيره لموطنه الأصلي اكتشف حميد, وهو في الثامنة والثلاثين, نظرية مضادة سريعة الانتشار وهي "نظرية الخلق الاسلامية" يساندها كاتب تركي خصيب اسمه هارون يحيي. ولقد أصابت هذه الحركة العلماء والأكاديميون في الغرب فب عام 2007 عنما تلقوا نسخا من كتاب يحيي المملوء بـ 850 صفحة من الأفكار المغرية والحيوية والمسمي بـ أطلس الخليقة . وفي الرد عليه، كتب حميد في عدد ديسمبر, 2008 من مجلة العلوم مقالا بعنوان "الاستعداد للخلق الاسلامي."
وبعض الاجابات قد اختصرت منعا للاطالة ولمحتوياتها.
(س) كيف علمت باخاق الاسلامي؟
(ج) عند زبارتي لباكستان في أواخر التسعينات، لاحظت انتاج هارون يحيي في كل مكان، مع تخصيص أماكن خاصة لانتاجه في مكتبات عالية المستوي. وهذه الكتب من النوع الفاخر ذو الورق المصقول ولككنها تباع بمبالغ زهيدة. ولاحظ أنه في الباكستان، ولتلاميذ المدارس، الكتب المقررة للتدريس لا تقرب لهذه الجودة. وهذا الأمر قد يسبب مشكله.
(س) وكيف تختلف نظرية الخلق الاسلامي عن نظيرتها التقليدية في المسيحية؟
(ج) ان نظرية خلق الأرض-الحديثة – وتصور عمر الكرة الأرضية هو 6000 عام – غير موجودة في العالم الاسلامي. وان القرآن (الكريم) غير واضح في هذه النقطة – ويتناول القرآن (الكريم) خلق الأرض في ستة أيام ولكنه يذكر في مكان آخر ان طول اليوم (عند المولي تعالي) قد يكون10,000 عاما (مما تعدون), وفي مكان آخر قد يكون اليوم 50,000 يوما. ولهذا فقد تقبل المسلمون الجواب العلمي لعمر الأرض، وهو يبلغ البلايين من السنين. ولم يوجد خلاف مع العلماء.
(س) وهل يعكس هذا الاختلاف أن القرآن (الكريم) نزل بنحو 2,000 عاما بعد سفر التكوين، عندما كان الخلق علي درجة أعلي من المعرفة العلمية بشئون الكرة الأرضية؟
(ج) ا، هذا السؤال أجدر بتوجيهه لعلماء القرآن (الكريم.) وببساطة، لم يتعرض لكبفية الخلق كما تعرض لها سفر التكوين. ويقول الكثيرين من علماء التوراة أن سفر التكوين يمكن تفسيره بطرق متعددة؛ أما في القرآن (الكريم) فان نظرية الخلق ليست علي وضوح كامل.
(س) كيف تقبل المسلمون نظرية الارتقاء لداروين في بدايتها؟
(ج) لقد ذكر القرآن (الكريم) كثيرا من التفاصيل عن خلق (سيدنا) آدم. حيث ذكر أن آدم قد خلق من طين. وفي مكان آخر يخبرنا عن خلق الحياة من الماء. وهنا يستمل الناس تخيلاتهم. ويمكن هنا أن تستخلص نظرية الخلق الالهي بأن الهل (تعالي) استخدم عملية التطور لخلق (سيدنا) آدم. وبعد نشر كتاب داروين، عن أصل الأنواع، اعتقد الكثيرون من المصلحون المسلمون بأن نظرية التطور قد تتمشي مع العقيدة الاسلامية، ولهذاالسبب لم يلعب الحوار دورا رئيسيا بين العلم والدين. ولكن هذا الحوار يدور الآن.
(س) ما هو السبب في أن نظرية الخلق تنتشر حاليا في العالم الاسلامي؟
(ج) ان انتشار وسهولة الاتصالات اللاسلكية (الانترنت) حاليا قد سهلتا الحصول علي المعلومات عن نظرية التطور ،سواء كانت صادقة أو مضللة. وفي الخمس أو العشر سنوات القادمة سوف تتبلور وجهات النظر عن المنظور الاسلامي تجاه (نظرية) التطور. انه لا توجد في الاسلام سلطة مركزية مماثاة لسلطة البابا، وعلي الأخص في المذهب السني. وتوجد حهات مختلفة تحاول أن تكون هي المتحدثة باسم الاسلام. وحاليا، يعلو صوت المؤمنون بنظرية الخلق، مثل هارون يحيي، علي الأصوات الأخري معرفين نظرية التطور بأنها دعاية غربية، أو أسوأ، وتربطها ربطا مركزا بالالحاد. وبالنسبة للمسلمين لو ارتبطت نظرية التطور بالالحاد وتساوت معه، فسوف يرفضونها حيث أن التدين يلعب دورا مركزيا في ثقافتهم.
(س) يوجد مسيحيين كثيرين في أنحاء العالم يرفضون نظرية التطور. فلم يكون هناك مشكلة لو رفضها المسلمون أيضا؟
(ج) ا، الخطر يكمن في أن العالم الاسلامي حاليا في حالت تأخر في التطور العلمي. لقد كان القرن العشرين هو قرن الفيزياء، ولكن القرن الحادي والعشرين هو قرن التقنية البيولوجية. فلو رفض المسلمون نظرية التطور – ونحن نتحدث هنا عن سدس سكان العالم- فسوف يكون ذلك مضر للتطور العلمي ولهذه الدول نفسها.
(س) وماذا تقترح عمله لترويج نظرية التطور في العالم الاسلامي؟
(ج) يجب أن يقف المعلمون والعلماء معا لتقديم النظرية كحقيقة علمية، بدون ربطها بالعقيدة الشخصية. ويمكن دائما القول ، لو كنت مؤمنا، أن العملية تمت باقرار من المولي (تعالي) أو أن قوانين الاختيار الطبيعي هي من مشيئة الله (تعالي) . ولو تم تعريف نظرية التطور في اطار الالحاد، قان غالبية عظمي سوف تنتهي برفض النظرية. لنقطة الأساسية هي القول بأن الدين الاسلامي متمشي مع العلم.

اجمالي القراءات 19213