كيف علم الجن تفسير القرآن

رمضان عبد الرحمن في السبت ٠٧ - فبراير - ٢٠٠٩ ١٢:٠٠ صباحاً

كيف علم الجن تفسير القرآن

كيف علم الجن تفسير القرآن؟!.. ولمجرد أن علم الجن بنزول القرآن والاستماع إليه ذهب البعض منهم إلى بقية أقوامهم لكي ينذروهم، دون أي إضافات أو تفسيرات أخرى غير التي جاء بها القرآن الكريم، فاهتدوا عن طريق قول الله كما استمعوا إليه، ومما لا شك فيه أن جميع الناس تتفق على أن الجن المسلم آمن بالرسالة الخاتمة وأصبحت الدستور والتشريع لهم، وأنوه هنا وعن ذاك العصر، لم يكن غير الرسول والقرآن، وهذا ما سوف نوضحه من بعض آيات الله عز وجل، دون أن أتهم أحد ممن أضافوا أشياء قد تكون لا علاقة لها بدين الله، يقول المولى عز وجل:

((قُلْ أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّهُ اسْتَمَعَ نَفَرٌ مِّنَ الْجِنِّ فَقَالُوا إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآناً عَجَباً)) سورة الجن آية 1.

ونلاحظ هنا أن الجن الذي آمن بقول الله دون أن يجادل كما يجادل البعض من الناس في كلام الله دون أن يتدبروه، ثم يتهمون القرآن أنه لا يفهم إلا عن طريق كذا وكذا، فكيف إذاً فهم الجن قول الله؟!.. يقول تعالى:

((وَإِذْ صَرَفْنَا إِلَيْكَ نَفَراً مِّنَ الْجِنِّ يَسْتَمِعُونَ الْقُرْآنَ فَلَمَّا حَضَرُوهُ قَالُوا أَنصِتُوا فَلَمَّا قُضِيَ وَلَّوْا إِلَى قَوْمِهِم مُّنذِرِينَ{29} قَالُوا يَا قَوْمَنَا إِنَّا سَمِعْنَا كِتَاباً أُنزِلَ مِن بَعْدِ مُوسَى مُصَدِّقاً لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ وَإِلَى طَرِيقٍ مُّسْتَقِيمٍ{30} يَا قَوْمَنَا أَجِيبُوا دَاعِيَ اللَّهِ وَآمِنُوا بِهِ يَغْفِرْ لَكُم مِّن ذُنُوبِكُمْ وَيُجِرْكُم مِّنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ{31} وَمَن لَّا يُجِبْ دَاعِيَ اللَّهِ فَلَيْسَ بِمُعْجِزٍ فِي الْأَرْضِ وَلَيْسَ لَهُ مِن دُونِهِ أَولِيَاء أُوْلَئِكَ فِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ{32})) سورة الأحقاف.

أي تتدبر في كلام الله لكي تعلم، ثم أن الله العلي القدير العليم الخبير بما نحتاج إليه كبشر ذكر لنا كل شيء في القرآن، يقول تعالى:
((وَلَا يَأْتُونَكَ بِمَثَلٍ إِلَّا جِئْنَاكَ بِالْحَقِّ وَأَحْسَنَ تَفْسِيراً)) سورة الفرقان آية 33.

والمثل هنا بمعنى التشريع من الله، وقوله تعالى في أكثر من آية:
1. ((وَلَقَدْ صَرَّفْنَا لِلنَّاسِ فِي هَـذَا الْقُرْآنِ مِن كُلِّ مَثَلٍ فَأَبَى أَكْثَرُ النَّاسِ إِلاَّ كُفُوراً)) سورة الإسراء آية 89.
2. ((وَلَقَدْ صَرَّفْنَا فِي هَذَا الْقُرْآنِ لِلنَّاسِ مِن كُلِّ مَثَلٍ وَكَانَ الْإِنسَانُ أَكْثَرَ شَيْءٍ جَدَلاً)) سورة الكهف آية 54.
3. ((وَلَقَدْ ضَرَبْنَا لِلنَّاسِ فِي هَذَا الْقُرْآنِ مِن كُلِّ مَثَلٍ وَلَئِن جِئْتَهُم بِآيَةٍ لَيَقُولَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ أَنتُمْ إِلَّا مُبْطِلُونَ)) سورة الروم آية 58.
4. ((وَلَقَدْ ضَرَبْنَا لِلنَّاسِ فِي هَذَا الْقُرْآنِ مِن كُلِّ مَثَلٍ لَّعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ)) سورة الزمر آية 27.

وأعتقد بعد قراءة هذه الآيات العظيمة أن نعيد النظر في كل شيء، وليس عيباً أن نبحث في القرآن من جديد، ومن هنا أقول لعلماء المسلمين أن يتجهوا إلى القرآن دون حكم مسبق، حينئذ سوف يعلمون أنه لا تفسير للقرآن إلا من داخل القرآن نفسه، ربما نصبح على طريق مستقيم كما فعل الجن المؤمن، وأذكر هنا لو أن الناس أعطوا القرآن حقه من الاجتهاد والتدبر سوف يعلمون أنهم لا يحتاجون لغيره، وبالرغم من أن الله سبحانه وتعالى كرم الإنسان على كثير من خلقه ولكن حين ذكر أعداء الأنبياء ذكر الإنس قبل الجن، قال تعالى:
((وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نِبِيٍّ عَدُوّاً شَيَاطِينَ الإِنسِ وَالْجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُوراً وَلَوْ شَاء رَبُّكَ مَا فَعَلُوهُ فَذَرْهُمْ وَمَا يَفْتَرُونَ)) سورة الأنعام آية 112.

أي أن الافتراء جاء من البشر فقال الله للرسول:

 ((.... فَذَرْهُمْ وَمَا يَفْتَرُونَ)) سورة الأنعام آية 137.

ثم تأتي آية أخرى تحذر المؤمنين، يقول تعالى:
((وَإِن تُطِعْ أَكْثَرَ مَن فِي الأَرْضِ يُضِلُّوكَ عَن سَبِيلِ اللّهِ إِن يَتَّبِعُونَ إِلاَّ الظَّنَّ وَإِنْ هُمْ إِلاَّ يَخْرُصُونَ)) سورة الأنعام آية 116.

أي أن الأغلبية لا تريد الحق.

رمضان عبد الرحمن علي

اجمالي القراءات 21339