ردا على مقال للأخ عمرو الشفيع عن اللسان واللغة

رضا البطاوى البطاوى في الثلاثاء ٠٣ - فبراير - ٢٠٠٩ ١٢:٠٠ صباحاً

الحمد لله وكفى والصلاة والسلام على من اتبع الهدى وبعد :
أعتقد أن صاحب المقال الذى أرد عليه هو الأخ عمرو الشفيع وأعتذر إن لم يكن هوقال الكاتب " وما لم نصحح التحريف في علوم اللسان فلن نستطيع أن نصحح التحريف في علوم الكتاب. "انتهى
الخطأ هو تصحيح التحريف فى علوم اللسان حتى نستطيع تصحيح التحريف فى علوم الكتاب
لا يمكن لأحد من البشر حتى ولو اجتمعوا أن يصحح التحريف فى علوم اللسان فذلك يحتاج إلى بعث الناس من آدم(ص) حتى الآن أو على أحسن تقدير من عصر خاتم النبى(ص) وهو أمlde;ر محال وأيضا الكتب والبحث لن يصلا بنا سوى لتصحيحات قليلة ويظل الباقى بلا تصحيح والحل الوحيد كما قلت فى مقالى الكعبة الحقيقية ليست الكعبة الحالية هو البحث عن الكعبة التى بها الوحى الإلهى من آدم (ص) وحتى محمد(ص) مكتوب وبها تفصيل كل شىء من الله وأما البحث والدراسة فسنظل نختلف فيما يأتون به من أحكام قد تكون صادقة أو باطلة فالحل هو من عند الله وليس من عندنا وواجبنا فقط البحث عن الكعبة الحقيقية
قال الأخ الكاتب "ومشكلتنا المزمنة أن الآبائية والسلفية في الفقه الديني ترتكز أساساً على الآبائية والسلفية في الفقه اللساني. إذ أن الفكر سواء كان دينياً أو فلسفياً أو علمياً يقوم على الأصول اللسانية أياً كان لسان المفكر أو الفقيه. والأصول اللسانية في مجال التداول العربي الإسلامي ما زالت تقوم على إعتباطية العلامة اللسانية وتحريف دلالة اللفظ بمساواته بلفظ آخر قد لا يلتقي معه حتى في حركة الدلالة العامة والمجاز القاتل للحقيقة والنظر للألسنة منفصلة عن بعضها البعض. وهذا عجيب في قوم نزل عليهم كتاب من عالم الأمر هو بيان لعالم الخلق وبما أن عالم الخلق لا توجد فيه عشوائية فكذلك البيان هو مبرأ من العشوائية"انتهى
الخطأ هنا هو أن البيان ليس عشوائيا
والسؤال لكم ما هو رأيكم لو كانت العشوائية هى قانون اللغة والبيان الذى اختاره الله لها ؟
والعشوائية ليست سوى قانون لله فى الكون فى بعض الأمور مثل مواعيد الولادة والموت وكمية الرزق وموعده فلا أحد ينكر أن مواعيد ولادة المخلوقات وموتها وعمرها ليست عشوائية لأن كل منا يعيش عمرا مختلفا عن الأخر وكم الرزق ومواعيده وكذا الموت والحياة والعمر ليس له نظام ثابت ومن ثم فالعشوائية المقصودة من الله هى قانون محكم
وبالنسبة لعشوائية البيان كنت قرأت فى أحد كتب ابن القيم لعله بدائع الفوائد أن أول كلمة الله الألف ومخرجه هو أقرب مخرج صوتى للقلب – وهو يقصد قطعا أن القلب العضلى هو النفس أى الروح – معللا ذلك بأن الله أقرب إلينا وهذا التعليل هو دليل على أن القدماء حاولوا أن يكون للبيان قوانين ولكن فات ابن القيم أن أول أصوات كلمتى الشيطان وإبليس والشهوات وغيرها من الكلمات الدالة على الكفر هو الألف أيضا
قال الكاتب"في لسان القرءان هناك فرق بين الكلمة والكلام إذ أن الكلمة من عالم الخلق (عيسى كلمة الله) والكلام من عالم الأمر (ألا له الخلق والأمر تبارك الله رب العالمين) ومفردات عالم الخلق مثل الطبيعة والأشياء ومفردات عالم الأمر مثل الروح والقرءان. وعالم الخلق فيه المحسوس مثل المادة (شمس، إنسان، حيوان) وفيه غير المحسوس مثل النفس."انتهى
الخطأ هنا وجود فرق بين الكلمة والكلام هو أن الكلمة دالة على الخلق والكلام دال على الأمر والحق أن الكلمة هى دالة على الأمر كما فى قوله "ولولا كلمة سبقت من ربك لقضى بينهم فيما فيه يختلفون"فهنا كلمة أى حكم أى أمر سابق من الله لم يأتى أوان حدوثه وقوله " كذلك حقت كلمة ربك على الذين فسقوا أنهم لا يؤمنون"كلمة هنا تعنى حكم أى أمر الله أن الفسقة لا يؤمنون
وقوله"إن الذين حقت عليهم كلمة ربك لا يؤمنون" كلمة هنا تعنى حكم أى أمر أن الكفار لا يؤمنون
وقوله" وتمت كلمة ربك لأملأن جهنم من الجنة والناس أجمعين"تعنى كلمة ربك حكم ربك وهو أمره بملء النار بالجن والناس الكافرين
وقوله " وينذر الذين قالوا اتخذ الله ولدا ما لهم به من علم ولا لآبائهم كبرت كلمة تخرج من أفواههم" هنا الكلمة تخرج من الأفواه فليست خلق قوله "حتى إذا جاء أحدهم الموت قال رب ارجعون لعلى اعمل صالحا فيما تركت كلا إنها كلمة هو قائلها" هنا الكلمة مقولة
قوله " أفمن حق عليه كلمة العذاب أفأنت تنقذ من النار " ما هى كلمة العذاب أليست أمر الله بدخول النار
قوله "وكذلك حقت كلمة ربك على الذين كفروا أنهم أصحاب النار"هنا نفس الأمر كلمة الرب هى أمر الله فى الكفار
قال الكاتب "ثم بقي أن نشير إلى أن النظام اللساني (صوت ـ مقطع ـ لفظ ـ جملة ـ نص) والنظام البيولوجي (ذرة ـ جُزيء ـ عنصر ـ مركب) والنظام الشمسي ( قمر ـ كوكب ـ نجم ـ مجرة) هي أنظمة متماثل"انتهى
الخطأ هنا هو أن الأنظمة اللسانية والبيولوجية والشمسية متماثلة
والسؤال كيف تتماثل تلك الأنظمة وفيما ؟
ما ذكره الأخ الكريم هنا ليس متماثل فهناك خمسة فى النظام الصوتى وأربعة فى النظامين الأخرين زد على هذا أن الصوت إذا كان مماثلا للذرة فليس مماثلين للقمر لأن القمر ليس وحدة تكوين النظام الشمسى ولو جئنا للقرآن لوجدنا ما هو أصغر من الذرة كما قال تعالى " "وما يعزب عن ربك من مثقال ذرة فى الأرض ولا فى السماء ولا أصغر من ذلك ولا أكبر إلا فى كتاب مبين" زد على هذا أن الكوكب هو النجم فى القرآن وقارن بين قوله تعالى " إنا زينا السماء الدنيا بزينة الكواكب" وقوله "ولقد جعلنا فى السماء بروجا وزيناها للناظرين" أضف لذلك أنه لا يوجد شىء اسمه المجرات فى القرآن فهو اختراع بشرى لم يشاهده أحد فى الحقيقية ويستحيل إثباته عمليا
ولو قلت يا أخى إن الأنظمة تتماثل فى وجود وحدة صغرى تتكون منه الوحدات الأكبر لكان هذا صحيحا
قال الكاتب "ما ورد في القرءان العظيم هي ألفاظ العلامة واللسان والبيان"انتهى
الخطأ هنا هو ورود لفظ العلامة فى القرآن فلا يوجد فى المصحف الحالى لفظ علامة وإنما علامات
قال الكاتب "واللسان يتكون من مرحلة الكلام ويمر بمرحلة القول وقد ينتهي بمرحلة اللفظ "انتهى
الخطأ هنا هو أن القول غير اللفظ وهو ما ينفيه الله بقوله "ما يلفظ من قول "فالقول هنا هو الملفوظ أضف لهذا أن القول هو جزء من الكلام الذى هو قول ورمز وهو ما نسميه الإشارة مصداق لقوله تعالى "ألا تكلم الناس ثلاثة أيام إلا رمزا "
قال الكاتب " ما يجمع الأمة هو الإيمان بقيم عليا تؤثر على سلوكها وتوحد ثقافتها وما يجمع القوم هو اللسان ولذلك يمكننا أن نقول أن الأمة ثقافة والقوم لسان"انتهى
الخطأ هنا هو أن الأمة غير القوم
فى المصحف الحالى أحيانا تكون الأمة إحدى وحدات وهى أجزاء القوم كما فى قوله تعالى" ومن قوم موسى أمة يهدون بالحق"اى ومن شعب موسى جماعة يهدون بالعدل والدليل على أن القوم هم الأمة ذاتها أن الله سمى المسلمين الأمة الوسط ومع هذا قال أنهم يتكونون من أمم أى وحدات هى الأمم مثل أمة الخير كما بقوله تعالى ""ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر"
قال الكاتب"اللغة كائن حي متطور) تولد وتشبّ وتكهل وتشيخ مهما طال بها الزمان"انتهى
الخطأ هنا هو أن اللغة متطورة تولد وتشب وتكهل وتشيخ
اللغة كائن حى متطور قول باطل فكل الأسماء علمها الله لآدم (ص) وفى هذا قال تعالى " وعلم آدم الأسماء كلها " فهى ولدت كاملة تامة ليس فيها نقص حتى تشب فتكتمل والحق هو أن اللغة لا تتطور وإنما تحرف معانى ألفاظها بسبب الكفر غالبا مثل تأنيث كلمة إله

اجمالي القراءات 11581