آل سعود وإيران... وجهان لعملة واحدة !!
آل سعود وإيران... وجهان لعملة واحدة !!

أنيس محمد صالح في الأربعاء ٢١ - يناير - ٢٠٠٩ ١٢:٠٠ صباحاً

بسم الله الرحمن الرحيم, وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له, والصلاة والسلام على والدينا وعلى جميع الأنبياء والمُرسلين.. وبعد

في حرب الحوثيين المذهبية الشيعية في اليمن ( حرب صعدة في اليمن ) كان الدعم المالي والسلاح من طرف آل سعود للحوثيين على طول الحدود اليمنية الآل سعودية بشروط آل سعود المحددة لعودة النظام الملكي الإمامي الكهنوتي إلى اليمن مرة أخرى كشرط وحيد لدعمها للحوثيين!!! وكلما هدأت الحرب والإقتتالات الأهلية والتهدئة مؤقتا بين الحوثيين والجيش اليمde;ني, تعود الحرب أدراجها مرة أخرى!! حينما كان الأخوان الحوثيون ( يحي وعبد الملك الحوثي ) يتنقلان بين مملكة آل سعود وليبيا ومصر تمويها للخلاف بين آل سعود وليبيا وإستحلابا للمال حينها, ووجودهما في ايران تارة أخرى, كونها شيعية مطالبين بالدعم المالي لحركتهم الإنقلابية على الشرعية في اليمن.
عندما آل سعود كانت تدعم الحوثيين بالمال والسلاح وتحرك أوراقها القبلية والسلفية من خلال الإجتماعات بشيوخ القبائل ووجاهات اليمن السلفية في السفارة الآل سعودية في اليمن!! كانت وفودها الأميرية لا تنقطع إلى اليمن!! مُقدمة في نفس الوقت الدعم المالي واللوجستي للنظام اليمني لإبادة الحوثيين الشيعة على حدودها!! خوفا من أي تهديد لعروشهم في المستقبل في حالة المواجهة المذهبية السُنية الشيعية بين ايران وآل سعود ( إن وقعت ) وخاصة إن العلاقات الإيرانية الآل سعودية القائمة على أديان أرضية وضعية ملكية مذهبية!!! دائما في حالة عدم إستقرار.
نستخلص من درس حرب الحوثيين الشيعية ضد الشرعية في اليمن, إن آل سعود تقتل القتيل وتمشي بجنازته عندما تدعم الحوثيين بالمال والسلاح من جانب!!! وتدعم الحكومة اليمنية بالمال والسلاح لإبادة الحوثيين في نفس الوقت من جانب آخر!! والمستفيد ماليا من هذه الحروب هم الهاربون خارج اليمن من الحوثيين ويأججون الصراعات والتصريحات والإقتتالات الأهلية!! والخاسر الوحيد في القتال هم اليمنيون أنفسهم سواء من الجيش اليمني أو الحوثيين اليمنيين, بمعنى آخر إن اليمنيين هم الخاسر الأكبر والأوحد في الحرب لصالح الطاغوت إبليس الشيطان الرجيم آل سعود؟؟؟
وعندما تكشفت المؤامرة الآل سعودية هذه, أعلن الرئيس اليمني وقف الحرب تماما, بعدما أحكم قبضته على الحدود اليمنية الآل سعودية مع صعدة اليمنية.

نفس الوضع يتكرر الآن في فلسطين, حماس خالد مشعل وهنية خرجا عن الشرعية الفلسطينية!! ويأخذان المال والسلاح الإيراني وتهريبه إلى فلسطين عبر الحدود المصرية وعن طريق البحر وسوريا, ليحقق خالد مشعل وهنية آجندة إيران التوسعية, وليس آجندة الشعب الفلسطيني الضحية الأولى في القتل والدمار الشاملين, وتحقق إيران الهدف من إبادة حماس والفصائل الفلسطينية المُسلحة المذهبية السُنية أولا والموالية لآل سعود المذهبية السُنية بالأصل, ولإبادة الشعب الفلسطيني الأعزل الضحية!! بآلة القتل والدمار الشاملين الإسرائيلية ثانيا, تحسبا في حالة نشوب صراع مصالح مستقبلي بين ايران وآل سعود!!! وتوجه الأنظار بعيدا عن مفاعلاتها النووية قيد الإنشاء وعن طريق سفك دماء الفلسطينيين وإبادتهم جماعيا ثالثا!!!
نستخلص من هذا إن خالد مشعل وهنية هما الوحيدان المستفيدان في سباق محموم لجني ثمار الأزمات وسفك الدماء التي يعيشها أهلهم وناسهم في فلسطين!! وهم وحدهم المستفيدون من خارج فلسطين ماليا وإستقرارا وغباءا!! ودونما أن يتبادر إلى ذهنهم إن ايران تقتل القتيل وتمشي بجنازته كآل سعود تماما, والخاسر الأوحد هو الشعب الفلسطيني الأعزل, وتدخل حماس والفصائل الفلسطينية الأخرى ضمن حرب الإبادة الجماعية هذه, التي تريد أن تحققها ايران مستقبلا بإسم اللعب بورقة القضية الفلسطينية!! وينطلي ذلك على السياسيين الفلسطينيين والعرب الجاهلين المتشددين المتعصبين للإقتتالات الأهلية في فلسطين ويروح ضحيتها أهلهم وناسهم في فلسطين.
فهل يجب أن يُباد الشعب الفلسطيني بما فيه فصائل العمل المُسلح في فلسطين, حتى يدرك القادة الفلسطينيون إنهم ضحية مؤامرة خسيسة إيرانية عربية, أم إنهم لا يعلمون ذلك!!!

وما يحز بالنفس أن تجد كيف إن الجميع يعلم تماما إن نجد والحجاز تم ضمهما وإلحاقهما بعد إتفاقية سايكس بيكو ووعد بلفور بمؤامرة بريطانية آل سعودية حينها على مرأى ومسمع الجميع!! وتجد النفاق السياسي العالمي يتمثل من خلال إن أمريكا وأوربا التي تدعي الديمقراطية وحقوق الإنسان, وهما يعلمان يقينا إن الكرامات والقيَم والحريات وحقوق الإنسان معدومة تماما في نجد والحجاز !! وتتكلم ( إن تكلمت ) أمريكا وأوربا عن آل سعود الظلامية القمعية الكهنوتية الإقصائية الوهابية التكفيرية بإستحياء شديد؟؟ آخرها قرار البرلمان الأوربي لإدانة مصر في ما يخص ملف حقوق الإنسان, مع علم الإتحاد الأوربي وأمريكا, إن مصر تمثل حالة أفضل بالمقارنة مع ما يحصل في نجد والحجاز!!! وهل يستطيع أهل نجد والحجاز المقموعين, المبطوش بهم ومن خلال كهنوت آل سعود الوهابية الإجرامية والفلسطينيون في نجد والحجاز لا يستطيعون أن يتظاهروا سلميا لينصروا أهلهم وناسهم في غزة!!! وهي تحت النار والحصار والعدوان الهمجي الغاشم بأعتى أدوات وأسلحة القتل والدمار الشاملين للأطفال والشيوخ والنساء الضحايا الأبرياء, خاصة بوجود عدد كبير لأكثر من مليون شخص من الفلسطينيين في نجد والحجاز, ولا يستطيعون مناصرة أهلهم وناسهم في غزة وهم تحت القمع والبطش الآل سعودي!!! أليس هذا هو النفاق السياسي بعينه؟؟؟

المصيبة, إن الناس تردد كالببغاوات ما يقرأونه ويسمعونه, وظلت نبرة ولهجة الخطاب في منتصف القرن الماضي حول الصهيونية والإمبريالية والإستعمار!! في إشارة لتوجيه أصابع الإتهام إلى أمم أهل الكتاب ( اليهود والنصارى ), دونما أن تحلل وتعمل عقولها, إن هذه الدعوات والخطابات هي تحقق للأنظمة الحاكمة بنظام الوراثة والأسر الحاكمة غير الشرعيين الهدف الذي وُجدت من أجله, بنظرية ( فرق تسُد ), وحتى لا يعلم الإنسان العربي إن هذه الأنظمة هي قادة الصهيونية والإمبريالية, وهي عبارة عن محميات لدى الدول الإستعمارية في القديم والجديد!! وحتى لا تفقه وتدرك الشعوب من إننا مُستعمرون من الداخل !! والأنظمة تستنفر جيوشها وشرطتها كأدواتا قمع وبطش موجهة ضد الشعوب المُستضعفة في الأرض, ويخدرون الناس بخطابات الإستنكار والشجب في إجتماعات الحضيض ( القمة) التي يعقدونها إستهبالا وتجهيلا وتضليلا للشعوب التي سلمت أمرها ورقابها للآلهة الحكام غير الشرعيين وغير المُنتخبين بالشورى بين الناس والتبادُل السلمي للسلطة يكفل للإنسان العربي قيمته وحقوقه وحريته وكرامته.
ولا أخفي عنكم, خوفي من أن يعود النظام الملكي الكهنوتي إلى مصر الحبيبة الغالية علينا جميعا, لأن حسني مبارك تصالح ( للأسف الشديد ) مع الكهنوت الآل سعودي الوهابي الظلامي الإقصائي المريض!!! إستخلافا لولي العهد القادم المحروس إبنه, ولا يتوارى حسني مبارك لقمعه وبطشه بالإنسان المصري الرائع. وعلينا جميعا أن نقف صفا واحدا وبلا هوادة للوقوف في وجه مخططات آل سعود المدعومة أمريكيا لعودة النظام الملكي الكهنوتي إلى مصر الغالية, تحقيقا لأمن ولمصلحة إسرائيل في الشرق الأوسط!! وقد صدر هذا البيان منذ شهرين تقريبا على لسان هنري كسنجر وزير الخارجية الأمريكي الأسبق, ولتستمد إسرائيل قوتها من ضعف أنظمتنا وأسرها الحاكمة غير الشرعية والحكام العرب غير المحددين بسقف زمني لدوراتهم الإنتخابية!! الحريصة على عروشها وقصورها وسراياها ( كآلهة تُعبد ) ومُشرعة من خلال مؤسساتهم الدينية الكهنوتية المذهبية ( السُنية والشيعية ) الباطلين غير الشرعيين وعلى حساب القيم والحقوق والحريات والكرامات العربية؟؟

اجمالي القراءات 13918