رسالة من ملحد

خالد حسن في الثلاثاء ٠٦ - يناير - ٢٠٠٩ ١٢:٠٠ صباحاً

كتاب ومشرفو ورواد موقع أهل القرآن السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

بينما كنت أتجول على مواقع الانترنت وقع نظري على رسالة من ملحد عقلاني يبعث برسالة الى المسلمين فأردت نشرها على هذا الموقع الكريم لنرى بأم أعيننا ما فعله أهل الروايات وأهل الخرافات بدين الله عزوجل , فلقد كان أهل الروايات وأصحاب الحديث هم السبب الرئيسي في الصد عن ذكر الله وعن الاسلام وهم سبب تخلف المسلمين الذي نعايشه اليوم فلقد كان الاسلام هو الضحية الاولى وكان المسلمون وما يزالون يدفعون Çedil;لثمن لهذه الضلالات التي نسميها حديث والتي للأسف يدافع عنها العامة بغاليهم ورخيصهم بعدما سخر منهم المترزقون بالدين وغسلوا دماغهم ليدوم لهم شرفهم الزائل انشالله . وها هي الرسالة بين أيديكم

أعزائي إنا اعلم مسبقا بانكم ستقومون ووبساطة شديدة بتسفيهنا وتكفيرنا وشتمنا... و تصنفونا إلي فئات ... وتقسمونا وتحللونا ... و تتقمصون الله حسب هواكم فتلبسوا ثوبه، وتتحدثوا باسمه، و تضعون أنفسكم مكان الله ... وتحددون من هو المؤمن ومن هو الكافر...من هو الملحد ومن هو الموحد من هو الخارج عن دين الله ومن هو الداخل إلي دينه...
ومع هذا كله ونظرا لغيرتي علي اسلام الله وليس إسلامكم اسمحوا لي ان أدلي بدلوي في قضية الإعجاز العلمي:
القرآن – من وجهة نظري كتاب هداية و عقيدة و قيم , و ليس كتاب علوم و جيولوجيا و طب , فليست المشكلة في القرآن بل المشكلة في عقول من يقرؤون القرآن و يدافعون عنه بهذا الشكل العاطفي المنفعل التلفيقي المضحك؟
فلماذا يدَّعي اليهود و النصارى و البوذيين و الهندوس و غيرهم أن كتبهم كذلك تحتوى إعجاز من نوع أو آخر , فقد ازدهرت الكتابات حول الإعجاز العلمي للإنجيل في القرون الوسطى , فهي ظاهرة عالمية و ليست خاصة بالمسلمين؟
و هي كتابات تزدهر في عصور انحطاط الأمم و عصور انغلاق المجتمعات و تقوقعها عبر فهم سلبي للهوية ولقد فشلت كل هذه الدراسات حول الإعجاز العلمي – وفي كل الأديان حول العالم- في صناعة حتى تلفون جوال أو ولاعة أو أو دراجة عادية و لا أقول نارية؟
من يتكلم عن الإعجاز العلمي عليه أن يحترم العلم كمنظومة قائمة على البرهان والتجربة و المنطق فقط , فالعلم هو العلوم بالمعنى الخاص " الطبيعية و التجريدية " و ليس شيء آخر
لقد كانت ظاهرة التفسير والإعجاز العلمي ظرفية تعكس الوهن الحضاري والثقافة السائدة، وستبقى في حالة مد وجزر وهي الآن في حالة طفرة ورواج سيعقبها زوال وكمون لانكشاف هشاشتها لدى المخدوعين بها وعدم تأثيرها في دفع الحراك الحضاري للمسلمين، بل إنها تؤدي دورا سلبيا خادعا وهو تضخيم وهم الأسبقية واعتبار الإعجاز العلمي نصرا إسلاميا في زمن الهزائم الحضارية.
إن دعاوى التفسير والإعجاز العلمي المعاصرة إنما هي ظاهرة تدل على فقدان الثقة بالخطاب الإسلامي الدعوي التقليدي وعجزه عن اجتذاب الناس، ومن جهة أخرى عجز علماء الدين المختصين عن إقناع شريحة من الناس برؤاهم، ما فتح الطريق أمام دعاة جدد لم يتخرجوا في مدارس العلم الشرعي التقليدية، إنما أتقنوا أدواتها ومصادرها في الوعظ ووظفوا معارف العصر التقنية والعلمية في الدعوة وسط عالم من النجومية صنعته لهم وسائل الإعلام، ما أجج موقف الشيوخ التقليديين منهم، إذ إن الدعاة الجدد أضافوا إلى تطفلهم انتزاع جمهورهم.
يظهر واضحا من خلال الأمثلة التطبيقية أن اعتماد المفسر العلمي على التفسير بالقرآن الكريم لم يكن مفصولا عن أفقه المعرفي وثقافته العلمية؛ بل كان ذلك دافعا إلى أن يبحث في الآيات القرآنية عن إجابات لتساؤلات أثارها العلم. فالعلم هو المنطلق وهو الأساس بالنسبة له، والقرآن هو القابل للتشكل حسب نتائج العلم لديه، ولكن هذا ليس مطلقا، فهناك تفاسير كان منطلق المفسر فيها من النص وثقافة العصر.
والمفسر العلمي استند في تفسيره على عدة ركائز أساسية أسهمت في وجود هذا النوع من التفسير، يمكن حصرها في ثلاثة أمور هي: استشهاد القرآن بأمور واقعية خاضعة للحس، وطبيعة اللغة، وثقافة العصر.
إن المتأمل في أدوات المفسر العلمي المستدل بها يجد أن أهمها يرتكز على طبيعة اللغة، واكتفى الباحث هنا ببيان دور دلالات الألفاظ التي تتفرع إلى دلالات مختلفة بحسب الزاوية التي ينظر منها. فللفظ في اللغة العربية دلالات متنوعة تبدأ بالدلالة الوضعية، مرورا بدلالة منطوقه ودرجة شموله إلى مجازه.
ن القول بالسبق القرآني في ذكر العلوم قبل اكتشافها حسب ما قدمه البحث من تطبيقات، يعتبر مستندا ومسوغا للقراءات المعاصرة التي تسعى إلى جعل النص القرآني مادة هلامية يشكلها قارئه كما يريد، وخاصة أنها تتجاوز معهود الخاطبين في عصر التنزيل في استعمالاتهم اللغوية والبلاغية التي تعتبر شرطا أساسيا في التفسير؛ لذا علينا أن نكون موضوعيين أولا، ومنسجمين مع أنفسنا ثانيا، وفاء لقدسية القرآن الكريم، وإبرازا لفاعليته البعيدة عن القراءة الإسقاطية، مما يعكس المبادئ والقيم والمقاصد التي جاء بها ولأجلها، دون أن نلجأ إلى مثل هذه القراءات التي كان من أبرز أسباب وجودها ردة الفعل تجاه التقدم العلمي في الغرب.
و هذا يفتح أمامنا باب طويل عريض للمدعين و الدجالين و الادعاءات المضادة؟ و إن كان أمثال هذا قليل في عصرنا إلا أنه كان منتشرا و بشده في عصور سابقة من مدعي الخرافات و المعجزات و النبوات و كلهم فاعلين اجتماعيين و دينيين و سياسيين بدرجات متفاوتة؟
الحديث الذى أخرجه الشيخان عن حركة الشمس والذى يقول " كنت مع النبى فى المسجد عند غروب الشمس، فقال ياأبا ذر ! أتدرى أين تغرب الشمس ؟، قلت: الله ورسوله أعلم !، قال : فإنها تذهب حتى تسجد تحت العرش فذلك قوله تعالى والشمس تجرى لمستقر لها "، وللعلم إعتمد على هذا الحديث بن باز فى فتواه التى كفر بها من يقول بكروية الأرض وحركتها حول الشمس، وفى رواية أخرى يتحدث الرسول عن أن الشمس يقال لها إرتفعى وإرجعى فتطلع وتغرب ...الخ، ومن المعروف الآن لطلاب المرحلة الإعدادية فى الجغرافيا أن الشمس مستقرة فى مكانها وأن الشروق والغروب ليس سببه حركتها هى بل سببه دوران الأرض حول نفسها، وأن هذا الشروق والغروب مستمران طيلة الأربع والعشرين ساعة وفى كل لحظة تكون فى حالة شروق بالنسبة لمكان فى الأرض، وفى الوقت نفسه فى حالة غروب بالنسبة للمكان المقابل من الأرض، ومن الواضح أن الحديث يتماشى مع ثقافة أهل هذا الزمان ومفاهيمهم التى تعتبر الأرض ساكنة ومسطحة وأن الشمس هى التى تتحرك، ولم يكن مطلوباً من الرسول أن يكون عالماً بنظريات الفلك فى القرن العشرين ولم يكن تقصيراً منه أن يتحدث بلغة وعلوم قومه وإلا لرفض أهل البادية إعتناق دينه حينذاك

حديث خلق الله آدم طوله ستون ذراعاً وأن الخلق لم يزل ينقص بعده حتى الآن والذى أخرجه الشيخان أيضاً، وهنا تبرز إشكالية علمية هامة فالذراع عند العرب إما 24 أصبع أى حوالى 48 سم أو 32 أصبعاً أى حوالى 64 سم، يعنى بهذا القياس فإن أبانا آدم لن يكون طوله أقل من ثلاثين متراً بأى حال من الأحوال وهذا يخالف كل ماإكتشفه علماء الآثار والحفريات عن أقدم هياكل البشر العظمية التى لايختلف طولها عماعليه الإنسان الآن إلا قليلاً !، وأيضاً لم يلاحظ هذا القصر التدريجى من ثلاثين إلى عشرين إلى عشرة متر ...الخ، والغريب أن هذا الحديث مثلما أدهشنى أدهش الحافظ بن حجر العسقلانى فقد كتب فى كتابه فتح البارى " ويشكل على هذا مايوجد الآن من آثار الأمم السالفة كديار ثمود، فإن مساكنهم تدل على أن قاماتهم لم تكن مفرطة فى الطول على حسب مايقتضيه الترتيب السابق، ولاشك أن عهدهم قديم، وأن الزمان الذى بينهم وبين أول هذه الأمة، ولم يظهر لى إلى الآن مايزيل هذا الإشكال ".

حديث آخر أخرجه الشيخان يقول " إذا سمعتم صياح الديكة فإسألوا ألله من فضله، فإنها رأت ملكاً، وإذا سمعتم نهيق الحمار فتعوذوا بالله من الشيطان، فإنه رأى شيطاناً "، وهذا الحديث من غرائب مرويات أبى هريرة، وسنناقش بالمنطق هذا الحديث فالقرآن والحديث ينصان على أن لكل إبن آدم ملائكة حفظة وملكان يكتبان أعماله وعلى ذلك فلابد أن تصيح الديكة طيلة الأربع والعشرين ساعه، وكذلك الحال مع الحمار لابد هو الآخر أن ينهق أربعاً وعشرين ساعة لأن لكل إنسان شيطاناً موكلاً به وقريناً يضلله، وفى القرى المصرية نشاهد حميراً كثيرة أمام المساجد وفى الشوارع فيجب عليها طبقاً للأحاديث أن تنهق عند الآذان لأن هناك حديثاً يقول أنه إذا نودى للصلاة أدبر الشيطان له ضراط، فهنا كان لابد للحمار أن ينهق عند سماع صوت المؤذن لأنه سيشاهد الشيطان الذى خرج وأدبر !!.

الحديث الذى أخرجه البخارى والذى يقول أن التثاؤب من الشيطان، والمختصين درسوا التثاؤب فى كلية الطب بأنه إنعكاس فسيولوجى عند التعب أو النعاس ولاعلاقة له بشيطان أو خلافه

وكذلك الحديث الذى أخرجه الشيخان والذى يقول " مامن مولود يولد إلا نخسه الشيطان فيستهل صارخاً من نخسة الشيطان إلا إبن مريم وأمه "، وبالطبع يعرف جميع أطباء النساء والولادة أن سبب صراخ المولود هو دخول الهواء للرئتين لأول مرة بعد أن كان يعتمد الجنين على الحبل السرى فى الغذاء والأوكسيجين.

حديث آخر أخرجه الشيخان مروى عن أبى هريرة ويتعارض مع العلم الحديث ويقول " إشتكت النار إلى ربها فقالت رب أكل بعضى بعضاً، فأذن لها بنفسين :نفس فى الشتاء، ونفس فى الصيف، فأشد ماتجدون فى الحر، وأشد ماتجدون من الزمهرير "، وبالطبع ينكر علم الجغرافيا هذا الكلام فسبب الحر والبرد عوامل جغرافية وجوية مثل ميل الشمس وعموديتها وحركة الرياح والضغط الجوى والقرب والبعد عن سطح البحر .....الخ، والسؤال إذا كان هذا النفس يخرج على العالم كله فكيف نفسر تفاوت وإختلاف درجات الحرارة فى بقاع العالم المختلفة فى نفس الوقت .
وفى النهاية نقول نحن ننتقد دعاة الإعجاز العلمى وكان هدفنا الأول هو الدفاع عن الدين وعن العلم أيضاً، ويجب علينا أن ننظر إلى كم التخلف والجهل الذى نعيش فيه كمسلمين ونعترف بأننا فى الحظيظ فكرياً وعلمياً، والحل هو أن نتسلح بالمنهج العلمى فى التفكير ونؤمن بأن معجزة ديننا فى أفكاره وثورته الإجتماعية وتفاعله مع رغبات البشر وحياتهم البسيطة، وليس عيباً أو نقيصة أو قدحاً فى الدين ألا نجد فيه نظرية فيزياء أو معادلة كيمياء ورياضيات فيكفيه أنه نصحنا بأن نسير فى الأرض ونقرأ وندرس ونحلم بتغيير المستقبل .
أقول لا يمكن التحقق بشكل موضوعي من هذا القول " بأن الله وحده يستطيع خرق هذه النواميس؟!"
ليس المقصود من نقاشيً رفض الإلوهية , و لكن إقرار مفهوم للإلوهية يتفق مع البداهة و الفطرة, مفهوم ايجابي ينمي المصالح المشتركة للبشر , مفهوم :
1- يتفهم الظاهرة الدينية و يدرس طرق تشكلها كبعد إنساني وجودي و ليس كظاهرة علمية, فالعلم و الدين حقلان منفصلان لكل منهما هوية
2- الرقي باللاهوت الإسلامي من مستوى المفبركات و علم الكلام, إلى منظومة معرفية للعقائد و الإيمان قائمة بذاتها غير متكلة و ليست عالة لا على العلم و لا على غيره
فالعلم لا يؤدي لنفي الدين , و الدين لا يؤدي لنفي العلم بالضرورة , و العلم لا يؤدي للإيمان بدين أو تصور محدد دون غيره , بل يترك الايجابه أمام احتمالات متعددة أمام كل إنسان و له الحق في خياره الخاص الذي ترتاح نفسه إليه, و قد يعرضه على الآخرين من دون الادعاء أنه قد وقع على كنوز المعرفة و استملك أرض الحقيقة.
ومن المفارقات المضحكة والمبكية في موضوع الاعجاز القرآني قصة الاعجاز العددي في القرآن ، فكثيرا ما نقرا عن حسابات عجيبة وغريبة حقا تتعلق بكلمات تتكرر في القرآن بتواتر دقيق ( على حد زعم المنظرين الاسلاميين .. !!!!!
ولا ننسى في هذا المقام ان اول من ابتكر صرعة الاعجاز العددي في القرآن هو الدكتور رشاد خليفة في كتيب نشره في الثمانيات سماه "عليها تسعة عشر" يومها هلل الكثيرون لهذا الكتيب دون ان يحاول شخص واحد ان يتحقق من صحة الحسابات والأرقام التي ذكرها خليفة .
"الإعجاز العلمي" يحتاج الي معرفة العلوم الطبيعية الكثيرة : مثل علوم الكيمياء والفيزياء والطب والرياضيات والجيولوجيا والعلوم النووية والذرية والكهربائية والنبات والحيوان والمواد والكمبيوتر وتكنلوجيا المعلومات . أو حتى علوم التاريخ والآثار وعلوم الإنسان (الأنثروبولجي) والاجتماع التي تزخر الإشارات عنها في القرآن الكريم .وهذه العلوم والمعارف الهائلة التي تتشعب إلى مئات المجالات المعرفية الدقيقة والمتخصصة التي تغطي أبحاثها أكثر من عشرة آلاف كتيب ومئة ألف مجلة علمية متخصصة حول العالم وتناقش نتائجها في آلاف المؤتمرات والندوات . وليس بين هذا الكم الهائل من النشاط العلمي أي حضور عالمي لمن يعرفوا بدعاة الإعجاز العلمى في الكتب المقدسة.. إلا في بعض ديار المسلمين المتخلفة وبحضور محدود جداً .. تغلب عليه المجاملة وانبهار البسطاء .
هذا الموضوع أصاب الإسلام في السنوات الأخيرة أضرار بالغة وخطيرة وكان أمل المخلصين والمصلحين دائماً أن للخلاص من التعصب والجهل والفقر والتخلف هو بتمكنهم من ناصية العلوم الحديثة وتقنياتها والتعرف على الحياة واكتشاف أسرارها والتمتع بمباهجها والمساهمة الحقة في دفع التطور البشري إلى آفاق جديدة عبر العمل المتقن والجاد والبحث الرصين . وهنا تبرز أهمية مساهمة المشتغلين في العلوم من المسلمين تجاه شعوبهم وأمتهم : عبر نقل المعارف المفيدة وتوطين الخبرات والتنوير وتحفيز الشباب على الإبداع والتفكر . أما الاتجار في العلوم الحديثة باسم الدين فهو مضرة للعلم ومضرة للعقيدة ووصفة أكيدة وجديدة لمزيد من التخلف .
إن الاهتمام بالإعجاز العلمي هو من باب تبرير عقدة نقص موجودة في اللاوعي الديني,إذ لو كانت كل هذه الكنوز و الإعجازات العلمية موجودة في الكتب المقدسة منذ أربعة عشر قرنا , ً فلماذا لم يكتشف الأوائل و هم العباقرة - من أجيال الصحابة و أجيال الأئمة و المحدثين الثقات الجهابذة و هم الضليعين بعلوم اللغة و دلالاتها - النظريات العلمية و يسخرونها على أرض الواقع لينتجوا حضارة علمية و ثورة صناعية و قنبلة ذرية ؟ لماذا؟
لماذا لم يكتشفوا الميكروبات و الجراثيم المسببة للأمراض؟
لماذا لم يكونوا يعرفوا أن الدماغ هو مركز التفكير و المشاعر و ليس مضخة القلب؟
لماذا لم يعرفوا أن الهواء يتألف من أكسجين و نتروجين؟ و أن الجسم يحتاج الأوكسجين و يطرح غاز co2؟ و لماذا لم يكتشفوا وجود مرض يدعى الداء السكري مثلا ً؟
واخيرا اريد ان أوكد بأن هذا الموضوع سيؤدي إلى ظهور ما يمكن تسميته بالعلم الكاذب pseudo-science وهو (العلم الزائف) اتجاه يحظى بالانتباه في هذا الجزء من العالم لأنه يخاطب مشاعر الشارع الإسلامي بعاطفية دينية، غير علمية، ليبتعد به بعيدا عن العلم والمعرفة، وليغرقه في أوحال الجهل والخرافة...آلاف من النظريات والحقائق والاختراعات أبدعها الإنسان الآخر بدون الحاجة إلى الكتب المقدسة، أو أي كتاب ديني آخر. الكهرباء والميكانيكية وأشعة اكس، الفيروس والبكتيريا والخلية، النواة والجزيء والهرمونات، القنبلة الهيدروجينية والطيران والإرسال الرقمي، والـ - دي أن أي- وزراعة الأعضاء والاستنساخ، كلها ذات تطبيقات عملية يستفيد منها المسلم ايضا في كل لحظة من حياته...ولن تجد لأي من ذلك ذكرا في القرآن، أو في التوراة أو في الإنجيل أو في أي كتاب ديني آخر.. [وان كنت تجد ذكرا لـ ياجوج وماجوج والجن، في النصوص الدينية للأديان التوحيدية ولكنك لن تجد ذكرا لـ ديناصورات] اختراعات لانهائية من إبداع الإنسان الذي لا يقرأ القرآن، يمكن أن يبدعها أيضا الذي يقرأ القرآن، لو درس العلوم الطبيعية بدلا من "العلوم" اللاهوتية.. أو لو درسهما معا من خلال ربط العلم والإيمان .ويمكن "لعلماء" الدين الاهتمام بالجانب الأخلاقي في الدين.. المحبة والغفران والصدق في المعاملة والتسامح.. والمبادئ التي تؤكد عليها ثقافة إنسان اليوم.. من العدالة والمساواة والحرية. كنت أشاهد برنامجا وثائقيا عن عاصمة الصين القديمة وضمن البرنامج لفت انتباهي وجود أقلية مسلمة فيها، وان أهل المدينة يصفون المسلمين هناك بالنزاهة والصدق والنظافة، قالوا للصحفي الغربي: اذهب إلى الحي الإسلامي إذا أردت أن تشتري أو أن تأكل، فهناك لا يغشك أحد والأكل نظيف.. مفهوم راقي لمعنى الانتماء إلى "فكرة" دينية.. ولكن كيف أتى لهم ذلك؟ ترى لماذا اصبح المجتمع المسلم، في اكثر من مكان واحد، لا يوصف سوى بأنه مستنقع من الكراهية والغضب والعنف والكذب والخداع؟.. هل هم أعداء الإسلام كالعادة؟ أو ربما كانت اسرائيل والموساد خلف هذا الموضوع,,,,,, أم أننا فعلا كذلك؟.. هل المجتمع الإسلامي يتسم بالمحبة والتسامح والفرح والمرح هذه الأيام؟ هل هم الآخرون؟ ..أم أن لدينا فعلا أزمة أخلاقية؟

اجمالي القراءات 17814