والمجموعه المتنفذه
فهم جديد للقران-ج3-عائدية العباد

علي الاسد في الأحد ٠٤ - يناير - ٢٠٠٩ ١٢:٠٠ صباحاً

السلام عليكم
موضوع البحث : عائدية العباد في : سورة الزمر-آيه 53
{ قل يعبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعا إنه هو الغفور الرحيم }
بغض النظر عن هوية المتكلم والسامع فاننا بازاء امر صادر من جهة الى جهة منفذة وعند تطبيق شروط الالتزام بالنص وعدم ادخال افكار القارىء للنص فاننا نرى ان هناك ايات اخرى تحوي اوامر ونتوقع من المخاطب بها تنفيذ الامر. فمثلا في اية
{ وبشر المؤمنين بأن لهم من الله فضلا كبيرا .نتوقع ان يقوم المخاطب(بالفتح)او متلقي الامر بالتوجه الى مجموعة يعرف ان صفتها(مؤمنين)ثم يبشرهم بان لهم من الله فضلا كبيرا. وفي اية في : سورة آل عمران-آيه 64
{ قل يأهل الكتاب تعالوا إلى كلمة سوآء بيننا وبينكم ألا نعبد إلا الله ولا نشرك به شيئا ولا يتخذ بعضنا بعضا أربابا من دون الله فإن تولوا فقولوا اشهدوا بأنا مسلمون.كذلك نتوقع من متلقي الامر ان ينفذه وهنا الامر هو قل فاذن التنفيذ هو ان يتوجه الى مجموعة اهل الكتاب ثم يقول:يأهل الكتاب تعالوا .... .وكذلك في : سورة الأعراف-آيه 158
{ قل يأيها الناس إني رسول الله إليكم جميعا الذي له ملك السماوات والأرض لآ إله إلا هو يحيي ويميت فآمنوا بالله ورسوله النبي الامي الذي يؤمن بالله وكلماته واتبعوه لعلكم تهتدون } .يتوجه الى مجموعة معرفه هم الناس ويقول لهم : يأيها الناس إني رسول الله إليكم جميعا .... . اذن في الايه موضوع البحث نتوقع ان متلقي الامر يتوجه الى مجموعه يعرفها ويقول لهم : يعبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله ..... . وهنا يستوقفنا امر تبعية هؤلاء العباد فالمخاطب(المتلقي.. وهو الرسول صلى الله عليه واله حسب الفهم الابتدائي) يسميهم عبادي اي انهم عباد متلقي الامر وليس عباد من اصدر الامر والا لكان الخطاب كما في : سورة ابراهيم-آيه 31
{ قل لعبادي الذين آمنوا يقيموا الصلاة وينفقوا مما رزقناهم سرا وعلانية من قبل أن يأتي يوم لا بيع فيه ولا خلال } . ولا اخفي ان اكثر من شخص بدأت معه التحليل كما سلف يقر ان الامر هو كما نتوقع اي ان يكون الخطاب من المتلقي للامر هكذا(يعبادي) ولكنهم لم يجرأ منهم من يقر بها حيث ان المعتاد ان العباد هم لله سبحانه. وهنا يأتي دور تطبيق المنهج اللفظي حيث ان هذا الاشكال يزول اذا نص القران على ان العباد(وليس العبيد) تختلف تبعيتهم كما في : سورة النور-آيه 32
{ وأنكحوا الأيامى منكم والصالحين من عبادكم وإمائكم إن يكونوا فقرآء يغنهم الله من فضله والله واسع عليم }
حيث نفهم من هذه الايه ان هناك مجموعه هم المخاطبين في هذه الايه بامر وانكحوا وان هذه المجموعه لديهم عباد بنص (من عبادكم) . وهنا حللنا اشكال عائدية العباد في الايه موضوع البحث...ولكن ... الايه الاخيره ربما تحمل من النتائج اكبر مما اشكل علينا من موضوع عائدية العباد . فلنعيد قرائتها . الامر الى المجموعة لم يوجههم الى عبادهم وانما الى الصالحين من عبادهم(والصالحين من عبادكم وإمائكم ) وهذا هين بالفهم القديم ولكن حسب النظام القراني فالامر كبير جدا .حيث ان جزء من عباد هذه المجموعه هم من مجموعة (الصالحين) وهي درجه عليا في درجات التفضيل. فمثلا ان ابراهيم عليه السلام وهو نبي ماذا يقول في : سورة الشعراء-آيه 83
{ رب هب لي حكما وألحقني بالصالحين }
ويوسف عليه السلام بعد ان اتاه الله علما وحكما وبعد ان خروا له سجدا ماذا يقول في : سورة يوسف-آيه 101
{ رب قد آتيتني من الملك وعلمتني من تأويل الأحاديث فاطر السماوات والأرض أنت وليي في الدنيا والاخرة توفني مسلما وألحقني بالصالحين }
فمن هؤلاء ...الذين يكون من ضمن عبادهم صالحين .
-------------

المتكلم في القران
هذا يقودنا الى البحث عن المجموعات في القران .ولطالما تساءلت عن المتكلم حين تاتي صيغة المتكلم بالجمع كما
في : سورة مريم-آيه 40
2-{ إنا نحن نرث الأرض ومن عليها وإلينا يرجعون }
في : سورة يس-آيه 12
3-{ إنا نحن نحيي الموتى ونكتب ما قدموا وآثارهم وكل شيء أحصيناه في إمام مبين }
في : سورة ق-آيه 43
4-{ إنا نحن نحيي ونميت وإلينا المصير }
في : سورة الإنسان-آيه 23
5-{ إنا نحن نزلنا عليك القرآن تنزيلا }
ولا اخفيك اني اتساءل عن المخاطب(بالفتح)ايضا وهذا موضوع اخر. ولكن هناك ايه تختص بمجموعة ولنسميها المجموعه الحاشره نستطيع ان نفهم منها ان المتكلم ليس الله سبحانه:

في : سورة مريم-آيه 85
3-{ يوم نحشر المتقين إلى الرحمن وفدا }

حيث نلاحظ في سورة مريم-آيه 85 -{ يوم نحشر المتقين إلى الرحمن وفدا } ان هناك افتراق بين المجموعه الحاشره والمحشور اليه ولو ابدلنا صيغة الجمع للمتكلم الى المفرد حسب من يفهم ان الجمع هو صيغة تفخيم للذات الالهيه وسلمنا ان الرحمن تعبير عن الله سبحانه وهنا مقام ذكر الرحمه فسوف لن يستقيم الكلام(اي ان يكون المتكلم هو الله سبحانه ويقول بما معناه:يوم احشر المتقين الى الله وفدا) حيث ان من الواضح ان هناك حاشرين ومحشور اليه.


عند العوده الى موضوعنا الاول وهو مايتعلق بالمتكلم والمخاطب :ففي في سورة مريم-آيه 85 -{ يوم نحشر المتقين إلى الرحمن وفدا } توصلنا الى ان المتكلم هم مجموعه خاصه هي المجموعه الحاشره ولكن...ارجو ان يتسع الصدر فانا لست بمقام من يصدر الفتوى او التفسير ولكنها محاوله للفهم لا اكثر







بسم الله الرحمن الرحيم..الحمد لله
اللهم صلي على محمد وال محمد
ربما يكون النظر الى الموضوع السابق يعطي انطباع ان فيه مواضيع مختلفه , حيث ان هناك البحث عن عائدية العباد , وهناك اشارة الى البحث عن معرفة المتكلم والمخاطب في القران والتمييز في مجموعة حاشرة عن المحشور اليه وحتى في وعدي الاولى والاخرة للعقاب على على الافساد.
ان ما يجمع المواضيع اعلاه في موضوع واحد هو بحث واحد ولنطلق عليه البحث عن (المجموعه العليا) او المجموعة المفوضة وكذلك تدرجات هذه المجموعة . حيث لاحظنا ان هناك مجموعة احدى خصائصها هو ان لها عباد صالحين وهذا يخرجها من دائرة الايات التي تمدح مجاميع العباد من صالحين فما دونهم بل ربما يكون الخطاب الموجه من مجاميع المؤمنين المنظوين في مجاميع الصالحين فما دون موجه الى هذه المجموعة المفوضة او سيدها على الخصوص. فلنبحث عن مجموعة تكون من صفاتها ان تحيي وتميت ومن صفاتها الخلق ولم لا؟؟؟

ولازالة الشك في كون المتكلم هو شخص او مجموعة اشخاص فهناك اية توضح ان المتكلم هو شخص مخلوق يتكلم باسم المجموعه التي ينتمي اليها اي ان المتكلم في هذه الايات هو المجموعة المفوضة بواسطة احد افرادها وهي :
سورة الذاريات-آيه 49 الى ايه 51
49-{ ومن كل شيء خلقنا زوجين لعلكم تذكرون }
50-{ ففروا إلى الله إني لكم منه نذير مبين }
51-{ ولا تجعلوا مع الله إلها آخر إني لكم منه نذير مبين }

فهذه الايات الثلاثة مع مايسبقها من ايات سورة الذاريات المتكلم فيها مجموعة تتحدث عن بناء السماء وفرش الارض وخلق الازواج وتنتهي بتكلم المفرد والذي يتبين كونه فرد مخلوق و ليس الله سبحانه بقرينة توجيههم بالفرار الى الله وكونه منه نذير مبين بدون فاصل مثل قل او قال الرسول او قال او يقول لاحالة الاية الى صيغة السرد ..بل هي تكلم مباشر من مخاطب متكلم الى مخاطبين . اذن هذه المجموعه وهذا الشخص هم متكلمين في القران وليس مخاطبين(بالفتح) وهو امر خطير جدا يجب البحث فيه لمعرفة هذه المجموعة وكذلك معرفة الخطابات الموجوده في القران من الادنى الى الاعلى لمن موجهه؟ الى الله سبحانه ام الى غيره . وكذلك الخطابات والاوامر من الاعلى الى الادنى هل هي دائما من الله سبحانه؟ مثل :
في : سورة الأنعام-آيه 94
1-{ ولقد جئتمونا فرادى كما خلقناكم أول مرة وتركتم ما خولناكم وراء ظهوركم وما نرى معكم شفعآءكم الذين زعمتم أنهم فيكم شركآء لقد تقطع بينكم وضل عنكم ما كنتم تزعمون }

بالعوده الى اية سورة مريم-آيه 85
1-{ يوم نحشر المتقين إلى الرحمن وفدا }
فالذي استوقفني ان الصفات الالهية او الاسماء الحسنى كما اصطلح عليه تطلق في القران على الله سبحانه اذا كانت معها قرينه تدل على اطلاقها على الله سبحانه كأن ان يكون الخطاب من نبي او من مؤمنين ويبدأ الكلام بمخاطبة الله سبحانه ثم يقول انك انت العزيز مثلا او ان تتكلم الايه عن الله سبحانه وتعدد اسمائه مثل :

في : سورة الحشر-آيه 23-24
1-{ هو الله الذي لا إله إلا هو الملك القدوس السلام المؤمن المهيمن العزيز الجبار المتكبر سبحان الله عما يشركون }{ هو الله الخالق البارىء المصور له الأسمآء الحسنى يسبح له ما في السماوات والأرض وهو العزيز الحكيم }

ولكن وبدليل القران فان هذه الاسماء الصفات المعرفة بال التعريف اذا جاءت لوحدها فانها تطلق على شخوص مثل :

في : سورة يوسف-آيه 30
1-{ وقال نسوة في المدينة امرأة العزيز تراود فتاها عن نفسه قد شغفها حبا إنا لنراها في ضلال مبين }
في : سورة يوسف-آيه 51
2-{ قال ما خطبكن إذ راودتن يوسف عن نفسه قلن حاش لله ما علمنا عليه من سوء قالت امرأة العزيز الان حصحص الحق أنا راودته عن نفسه وإنه لمن الصادقين }
اذن لفظة (العزيز) وهي احدى الصفات الالهيه وحيث جاءت بمفردها(وبصيغة المجرور بالكسرة) دلت على شخص( الاعتباط يعتبر العزيز شخص فرعوني كافر ولكن اطلاق القران عليه اسم العزيز فانه يجب ان يتصف بصفات العزيز الخاصة بالمخلوق كما اذا اطلق لفظ المؤمن على شخص وهو صفة مشتركة فيجب ان يكون هذا الشخص ممثلا لكل صفات المؤمن).
وكذلكفي : سورة يوسف-آيه 43
3-{ وقال الملك إني أرى سبع بقرات سمان يأكلهن سبع عجاف وسبع سنبلات خضر وأخر يابسات يأيها الملا أفتوني في رؤياي إن كنتم للرؤيا تعبرون }
هنا صفة الملك اطلقت على شخص مخلوق.
وهنا اتساءل هل ان اي من هذه الاسماء الصفات اذا اتت لوحدها بدون قرينة تضيفها الى الذات الالهيه فهل تدل على شخص؟؟
في : سورة الرحمن-آيه 27
1-{ ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام }
في : سورة الرحمن-آيه 78
2-{ تبارك اسم ربك ذي الجلال والإكرام }

نلاحظ ان في الاية الاولى ذو الجلال وفي الثانية ذي الجلال فاذا كان في الاولى ذو الجلال والاكرام تعود الى (وجه) وفي الثانيه تعود الى (ربك) فاننا بازاء صفة لوجه الله سبحانه هي كونه ذو الجلال والاكرام .
-----------------
خاص الى الاخ سنان : بخصوص الاشكال الذي تفهم منه ان المجموعه هم ملائكه من قبيل الايه (وما نتنزل الا بامر ربك) فاود ان تراجع الايه 157 سورة الاعراف(الذين يتبعون الرسول النبي الامي الذي يجدونه مكتوبا عندهم في التوراة والانجيل يامرهم بالمعروف وينهاهم عن المنكر ويحل لهم الطيبات ويحرم عليهم الخبائث ويضع عنهم اصرهم والاغلال التي كانت عليهم فالذين امنوا به وعزروه ونصروه واتبعوا النور الذي انزل معه اولئك هم المفلحون).. الا ترى اخي انه اذا انزل معه غيره فهو ينزل قطعا فكيف ينزل معه النور وهو في ظهرانينا. اما استحالة وجود مجموعه من الملائكه او غيرهم اعلى مقاما من الرسول الاعظم صلى الله عليه واله فستجد بيانه في بحث المرحوم النيلي حول سجود الملائكه لادم عليه السلام.. وسجودالملائكه اجمعون للبشر المخلوق الذي هو ليس ادم فتقول الايه(فسجد الملائكه كلهم اجمعون).. يرجى مراجعة كتاب (اصل الخلق).. كما اني اعتقد ان من المسلمات لدى جميع المسلمين ان الرسول الاعظم محمد صلى الله عليه واله هو أشرف الموجودات
-----------------
لكي لا ننسى..بيانات تسجيلي في المنتدى: الاخوه الاعزاء اود ان ابين بعض النقاط الخاصه ولكم ان ان تقرروا بعدها امكانية السماح بالكتابه في موقعكم او لا.
انا من مدرسه فكريه تعتقد بان القران كتاب معجز لاحتوائه على نظامه الخاص والذي يمثل اكمل صور الانظمه ولاكتشاف هذا النظام علينا اتباع شروط خاصه لدراسته ,هذه الشروط العقليه(ذات الاساس النقلي ايضا من صاحب الكتاب..الرسول.. ومن النظام نفسه) يمكن التحرك بها في اتجاهين: اي يمكن لمن يؤمن بالقران ايمان تسليم ان يستخدم هذه الشروط(المنهج) لدراسة القران والحصول على النتائج التي تظهر صحة القول بوجود النظام القراني وعدم تناقض الايات وارتباطها جميعها بشكل معجز.. وايضا يمكن لمن لا يؤمن بالقران ان يبحث عن مصداقية القول باعجازه باستخدام المنهج للتدبر ودراسة الايات القرانيه وحسب الموضوع الذي يختاره ليتوصل الى النتيجه التي تقول بوجود هذا النظام المعجز.
المنهج يدعى (المنهج اللفظي) للاستاذ المرحوم :عالم سبيط النيلي (للتوضيح:عالم اسمه الاول) ويمكن دراسته في كتبه: النظام القراني , الحل القصدي ,الحل الفلسفي, نظام المجموعات , اللغه الموحده ...
فكره مبسطه عن المنهج :
يعتمد المنهج على القران لتبيان نظامه كأي منظومه او خريطة نظام تبين نفسها بنفسها عن طريق فهم الاجزاء المكونه لها وطريقة ارتباطها مع بعضها.
والقران يستخدم الالفاظ اذن علينا دراسة الالفاظ عن طريق ايجاد معناها من القران نفسه ثم دراسة ارتباطاتها مع الالفاظ الاخرى.
الشروط( او قواعد المنهج): لا ترادف..لا تعدد معاني للفظ الواحد..لا مجاز او كنايه او استعاره.. لا تقديم ولا تاخير.. لا تقدير زمن فعل بزمن اخر ولا تقدير محذوف او من اي نوع.. واهم من هذا كله لا تدخل للقاريء في النص باي شكل من الاشكال مهما كانت النتيجه المستخلصه من البحث.
فالمفرد مفرد والجمع جمع والمعرف غير النكره( مثلا انسان لاعلاقه لها بلفظ الانسان.. والانسان مفرد معرف وليس اسم نوع بدل الناس) وفي المرحله الاخيره للمنهج تعتبر كل صيغه اعرابيه للفظ الواحد لفظ مختلف.
اود القول ان بياناتي غير صحيحه عند التسجيل لاسباب خاصه فاذا كانت كافيه لكم كان بها .

والسلام عليكم

اجمالي القراءات 17068