ناقل السوقية ليس بسوقي... ..

اسامة يس في الإثنين ٢٢ - ديسمبر - ٢٠٠٨ ١٢:٠٠ صباحاً

المشكلة تكمن في القواعد اللغوية المضللة ، التي تضع ستارا على الحقيقة ، لذلك سأضرب لكم مثلاً يزيل اللبس في المقصود، حين سألت المدرسة الطالب الذي يتضور جوعاً أن يعرب ما بين القوسين:
أكل ( الطفل التفاحة) أجاب الطالب:
الطفل: آكل وعلامة أكله المضغ .
التفاحة : مأكول وعلامة أكلها البلع .
وقت ذاك لم تندهش المدرسة الشابة على الوجه المفترض ، بل اثنت على الطالب ، وطالبت زملاءه أن يصفقوا له تصفيقاً حاداً.
وقت ذاك أيضاً تشجعت الطالبة نرجس وتساءلت وما إعراب: أحبت نرجس أحمد
تضاربت الإجابات ، واختلفت الرؤى، لكن تلك المدرسة الشابة ، حاولت أن تقرب الوجهات بأن قالت: الأمر يختلف من مجتمع إلى مجتمع ،ولأن النحو منطق عربي ، فأحمد هنا فاعل ونرجس مفعول به ، فقالت نرجس: وماذا لو كان الحب في مجتمع آخر ؟ فأجابت : ربما يكون كلاهما فاعل ومفعول به في ذات الوقت.
وقت ذاك أيضاً أيضاً قام أحمد معترضاً وقال: في المثال الأول كان الطفل آكلاً لا فاعلاً ، والتفاحة مأكول لا مفعول به. وفي المثال الثاني كان احمد فاعلاً ونرجس مفعول بها، واني لا اعترض على كونها مفعولا بها، وقت أنها في النحو المضلل، وفي قواعد اللغة الخادعة فاعلاً في هذه العبارة . تبسمت المدرسة الشابة وقالت وما وجه اعتراضك إذن ...؟
قال أحمد بثبات : لماذا صرحت بواقع الأكل والمأكول في المثال الأول، وكنيتي بفاعل ومفعول في المثال الثاني ؟
أجابت المدرسة في ثقة : لأترك لخيالك الخصب أن يتصور ،وان حصرت الإجابة، فقلت: وعلامة حبه التقبيل ، لعلك تقول : لا بل هو أكثر من التقبيل ، أو لعلك تقول : بل هو أقل.
وقت ذاك أيضاً أيضأ أيضاً ، لم يستسغ ثائر الأمثلة، متهماً كتب الوزارة والمدرسة الشابة بالتمويه، والبعد عن الأمثلة السياسية : فأراد أن يحرجها فرفع يده طالباً الحديث، فأشارت إليه أن تفضل : فقال وما إعراب: ورث الابن أباه ...؟
وحين هم أحدهم أن يعربه إعراباً دينياً شرعياً، ثارت ثورة ثائر الذي تعمدت المدرسة الشابة أن تتركه في ثورته حينا من الدهر، لا لأنه سأل؛ بل لفراستها أنه أراد أن يوقعها في مأزق ، وحين لم تشف جميع الإجابات صدر ثائر، رفع يده ثانية ، وطالب المدرسة الشابة أن تجب هي عن السؤال ، فأجابت : الابن : فاعل وعلامة رفعه الضمة.
أباه: مفعول به منصوب وعلامة نصبه الألف لأنه من الأسماء الخمسة .
وقت ذاك أيضاً أيضأ أيضأ أيضأ، أربعة أيضاً _ وذلك لأن العدد من ثلاثة لعشرة يخالف المعدود وأيضاً مذكر فنؤنث أربعة_ وقت ذاك ولا داعي لتكرار أيضا كي لا يشعر القارئ بالملل ، قال ثائر : كلمة سوقيه أجبرنا على ذكرها ،عملا بالمقولة المشهورة : " ناقل السوقية ليس بسوقي" : قال : "أحة"
هنا طربت المدرسة الشابة و كادت أن تقبله، وصرخت قائلة : ها أنت قد أجبت، الإجابة النموذجية ، فضج الصف بالتصفيق والرقص، وذلك حين قفزت نرجس فوق التختة لتتلوى بجسدها الممشوق في مجون ، مما جعلت الجميع لا يداخله ولا يساوره أدنى شك أن المدرسة الشابة قد خدعتهم جميعا وقت أن قالت : أن نرجس مفعول به، هنا وهنا فقط استيقن الجمع بصدق قواعد اللغة العربية.

اجمالي القراءات 11534