مسؤولون إيرانيون يبشرون مبارك بذات مصير الشاه
مسؤولون إيرانيون يبشرون مبارك بذات مصير الشاه

نبيل شرف الدين في السبت ١٣ - ديسمبر - ٢٠٠٨ ١٢:٠٠ صباحاً

القاهرة وطهران.. اقتراب لخطوة وتقهقر لعدة خطوات
مسؤولون إيرانيون يبشرون مبارك بذات مصير الشاهنبيل شرف الدين من القاهرة:
مرة أخرى عادت إشكالية العلاقات المصرية ـ الإيرانية إلى واجهة الأحداث في موجة جديدة من "المد والجزر"، وهي السمة التي غلبت علاقات البلدين طيلة عهد الرئيس المصري حسني مبارك، فبعد أن شنّت طهران هجوماً عنيفاً على مصر ورئيسها حسني مبارك متهمة إياه بـ "الخيانة والمشاركة في جرائم ضد الفلسطينيين"، وحذّرته على &aagrave; لسان أحد أبرز المقربين للمرشد العام من أنه سيلقى مصيراً مشابهاً لشاه إيران رضا بهلوي، فقد أعلنت وزارة الخارجية المصرية مؤخراً أن وزيرها أحمد أبو الغيط استدعى القائم بالأعمال في مكتب رعاية المصالح الإيرانية بالقاهرة وأبلغه استياءها إزاء ما دابت عليه دوائر إيرانية رسمية من ترتيب مظاهرات امام مقر البعثة الدبلوماسية لمصر في طهران، كما أبلغ مكتب وزير الخارجية المصري الدبلوماسي الإيراني باستياء القاهرة أيضا مما وصفته بـ "نشر سلسلة مقالات في الصحف الإيرانية الرسمية وشبه الرسمية تتهجم على مصر وقيادتها السياسية، خاصة خلال الأيام الاخيرة" .

ورغم التصعيد الإيراني ضد القاهرة، فقد كان لافتاً الاتصال الذي أجراه رئيس مجلس الشورى الإيراني علي لاريجاني مع نظيره المصري فتحي سرور، دعا خلاله إلى اتخاذ مزيد من الإجراءات الدبلوماسية من قبل مصر نظراً إلى موقعها الجغرافي الخاص في مساعدة الشعب الفلسطيني، كما أعرب عن شكره وتقديره لجهود رئيس البرلمان المصري في مجال رفع مشكلات الشعب الفلسطيني في قطاع غزة .

وتعاني العلاقات المصرية الإيرانية من الاضطراب منذ ان قطعت إيران علاقاتها الدبلوماسية مع مصر في عام 1980 بعد قيام الثورة الإسلامية احتجاجا على اتفاق السلام بين مصر واسرائيل وقيام الرئيس السادات باستقبال شاه إيران السابق محمد رضا بهلوي في القاهرة ، كما أطلقت اسم الضابط خالد الاسلامبولي ـ قاتل الرئيس السادات ـ على أحد شوارع طهران .
 
معضلة مصر وإيرانومن المعروف أن العلاقات الثنائية بين مصر وإيران، مقطوعة رسمياً منذ قيام الثورة الإسلامية عام 1979، وحتى الآن، ومع ذلك فإن إيران تحتفظ بمكتب لرعاية مصالحها في القاهرة، وتتبادل البلدان بين الحين والآخر فعاليات تجارية وثقافية محدودة كالمعارض والندوات والزيارات القليلة المتبادلة للمهنيين والإعلاميين وممثلي جمعيات رجال الأعمال.
من جانبه، قال علي رضا إن مصر وإيران بلدين كبيرين ولديهما حضارة وتاريخ قديم منذ آلاف السنين، وهناك تاريخ مشترك، كما ان الشعب الإيراني قريب من الشعب المصرى، وكذا فإن أي مسئول إيراني يزور مصر يحرص على التعبير عن مشاعر الشعب الإيراني المحب لمصر .

وحول رؤيته للعلاقات المصرية الإيرانية قال إن تلك العلاقات تتحسن يوما عن يوم، وهناك تبادل للآراء مستمر بين المسؤولين في كلا البلدين، وهو الأمر الذي يشعرنا بالسعادة، معرباً عن أمله في استمرار ذلك التشاور والتحسن في العلاقات .
وحول رفض مجلس الأمن ضم إيران كعضو غير دائم قال إن هذا القرار كان متوقعا، لأن الولايات المتحدة وبعض الدول الغربية تعمل منذ فترة من أجل الوصول لذلك لأنهم لا يريدون دولة مثل إيران أن تصبح عضوا بالمجلس، وبالتالي فقد كان متوقعا أن يتم اختيار اليابان بدلا من إيران لأنهم تكتلوا ضدنا .
 
حكاية العلاقاتويقف الملف الأمني عائقاً كبيراً في طريق إعادة العلاقات بين الدولتين الكبيرتين في الشرق الأوسط، إذ تؤكد القاهرة إن طهران تستقبل العديد من عناصر الجماعات الأصولية المتطرفة، وانها قدمت لهم المأوى والدعم طيلة العقود الماضية، وتصر طهران على إنكار ذلك الأمر تماماً رغم ظهور بعض الأصوليين المصريين في عواصم أوروبية قادمين من إيران مؤخراً، مما يعني ان طهران بدأت تتخلى عنهم .

وظلت العلاقات بين إيران ومصر خلال نصف القرن الماضي متوترة غالباً، خاصة منذ قيام شاه إيران السابق محمد رضا بهلوي بطلاق الأميرة فوزية شقيقة الملك فاروق، وفي عهد الرئيس الراحل جمال عبدالناصر كانت هناك خصومة كاملة بين البلدين بسبب قيام علاقات دبلوماسية بين إيران وإسرائيل، والفترة الوحيدة التي شهدت ازدهارا في العلاقات بين البلدين هي السنوات القليلة التي سبقت قيام الثورة في إيران حيث كانت هناك علاقة حميمة تربط شاه إيران بالرئيس المصري الراحل انور السادات وسرعان ما تدهورت تلك العلاقات ووصلت الى حد القطيعة الكاملة في العام 1980 بعد اندلاع الثورة في إيران، وإبرام مصر اتفاقية "كامب ديفيد" مع إسرائيل، في مقابل انقلاب تام في إيران باتجاه إسرائيل وواشنطن.


هذا التناقض في التوجهات الأيديولوجية وصل إلى ذروته في الخلاف بين البلدين باستقبال السادات لشاه إيران لاجئا، ومر عقد الثمانينات دون تقدم في مسار العلاقات، وحلت التسعينات لتلقي بكرة التحولات الدولية في مرمى المنطقة برمتها .

اجمالي القراءات 12317