رسالة رقم (1) إلى العالم

رمضان عبد الرحمن في السبت ١٣ - ديسمبر - ٢٠٠٨ ١٢:٠٠ صباحاً

رسالة رقم (1) إلى العالم

حتى لا تلعننا الأجيال القادمة كتبت هذه الرسالة، وفي ظل هذا التقدم العلمي الذي يتصارع فيه العالم في امتلاك أسلحة نووية أو تكنولوجيا متقدمة لكي تثبت كل دولة لدول أخرى أنها قادرة على اجتياحها أو إضرارها أو تهديدها وذلك يكلف دول العالم أرقام من الأموال لا نستطيع حصرها، هذا بالنسبة إلى صراع التسلح في دول العالم، حيث تتجمد هذه الأموال في معدات عسكرية إلى أن تتآكل وتذهب سدى على حساب الشعوب، وبين سعي الدول على اكتشاف كواكب أخرى وأبحاث في الفضاء والأرض وانتشار الأقمار الصناعية لمراقبة الكرة الأرضية على مدار الساعة حتى تراقب البكتريا في الأرض وفي البحار وخلافه، وإن كانت هذه الأبحاث والاكتشافات في الأرض وفي الكواكب الأخرى والمراقبة الدائمة لها سوف تفيد البشرية لا بأس بها، وبما أن الدول تهتم بأصغر المخلوقات وتهدر المليارات على هذه الأشياء وأن التاريخ سوف يذكر كل ذلك، وعليه سيؤدي إلى أن تلعن الأجيال القادمة كل من حضروا هذه الحقبة من الزمن وهم يروا ملايين من البشر يموتون جوعاً ومرضاً، في نفس الوقت الذي كان مشغول فيه العالم في التفاهات، واللعن هنا سوف يكون لكل الناس باختلاف أديانهم ومذاهبهم، إذا لم نلعن في هذا العصر من ملايين الناس في شتى بقاع الأرض، يعيشون على الهامش في ظل هذا العلم، فرأيت من واجبي كإنسان أن أدافع عن هؤلاء الملايين من البشر الذين ولدوا في هذا العصر، عصر التقدم، ولكن أن الدول والمتحكمين في اقتصاد العالم ينفقون المليارات في ما لا فائدة فيه ، وهناك أخوة لهم في الإنسانية لا يملكون حتى قوت يومهم، فهل يصعب على دول العالم أن تبحث عن الفقراء والمحتاجين؟!.. فحين يصل العالم إلى هذه المرحلة من التقدم والسيطرة على الأرض، وكما يقولون أن العالم أصبح قرية صغيرة وفيه كم هائل من البشر الذين يعيشون في أسوأ الظروف، ونرى النقيض من الذين يعيشون في الثراء الفاحش، يكون العالم وخاصة الذين لا يهتمون بالفقراء يستحقون اللعن ليس فقط من الأجيال القادمة وإنما أيضاً من ضحايا عصر التقدم والأبحاث عن البكتيريا، أليس من الأفضل من العالم أن يبحث من أجل البشر؟!.. وأن الحل الوحيد لمعظم قضايا العالم هو الجانب الإنساني، أي يحس كل إنسان بأخيه الإنسان دون تدخل في الأديان، وليعلم كل إنسان وما أتاه الله من رزق ليس لأنه فذ أو لأنه متميز في الذكاء عن غيره، وإن الله قادر على أن يجعل ممن يمتلكون هذه المليارات ويتحكمون في ملايين الناس أن يصبحوا لا يملكون شيئاً، وعلى هامش هذه الرسالة والتي أتوجه بها إلى دول العالم أن تعيد النظر في كل شيء، وسوف أسرد لكم بعض الأشياء في مصر على سبيل المثال، وأنقل لكم فقرة من برنامج (صباح الخير يا مصر)، ومن تفاهة التلفزيون المصري وخاصة القناة الأولى في يوم الأربعاء الموافق 19/11/2008 وبالصدفة فتحت التلفزيون فرأيت برنامج صباح الخير يا مصر يستضيف الفنانة فيفي عبده والتي أجرى معها اللقاء احد المذيعين وإحدى المذيعات، ودار الحديث على انتشار الرقص الشرقي في مصر وخارجها، وكأنهم يتحدثون عن مستقبل شعب، وكأن الرقص هو الذي سوف يحل مشاكل المصريين، وأنا هنا لا ألقي اللوم على الفنانة فيفي عبده التي أجري معها اللقاء، ولكن ألقي اللوم على السيد مدير التلفزيون المصري وبرامجه القوية التي يسخر فيها برامج التلفزيون في تجهيل الناس ، وهناك آلاف القضايا من الممكن أن يتدخل التلفزيون في حلها والمملوك أصلاً للشعب ويصرف على هذه المؤسسة من دم المصريين، فمن باب أولى أن تساهم في حل مشاكل الشعب المصري، واعتبرت الفنانة فيفي عبده أن الرقص رسالة لا بد أن تصل إلى الناس على حد قولها، فاحترمت وجهة نظرها لأنها بذلك تدافع عن رسالتها سواء كانت على خطأ أم على صواب فهي حرة فيما تقول، أما الشيء الذي أدافع عنه أنا فهو من العيب أن تكون نافذة كقطاع التلفزيون يهدر الوقت والأموال في مثل تلك الأشياء لا تعود على المجتمع بأي نفع، حتى القنوات الخاصة والتي تعمل من أجل المادة لا تضيع وقت في مثل تلك البرامج، وهذا جانب من القطاع العام في مصر، وصباح الخير يا مصر.


وأنهي هذه الرسالة إلى العالم وأذكر وأقول لن يكون هناك أمن في العالم إلا إذا تخلصنا من سياسة القوة والهيمنة عن طريق الصراع النووي وخلافه، وهذا يجلب الخوف وليس الأمن، وأعتقد أن التقدم الحقيقي هو أن نتقدم في الإنسانية، بمعنى حين لا يبقى في العالم أحد يموت بسبب نقص في الغذاء أو الدواء فإذا لم يدرك العالم هذا يكون أقرب إلى التخلف، ويصبح العالم متقدم في التخلف وليس التقدم، وبالمناسبة أن العالم يحتفل بالعيد الستين على إنشاء الأمم المتحدة لما يسمى حقوق الإنسان، أي حقوق يحتفل بها العالم في ظل الصراع والجوع، وليعلم الجميع في كل مكان لن تقل أو تنتهي أغلبية الصراعات إلا إذا انتهى الجوع ثم الجوع ثم الجوع.

رمضان عبد الرحمن علي

اجمالي القراءات 11394