أضواء علي التمذهب
قال رسول الله

شريف احمد في الجمعة ٠٥ - ديسمبر - ٢٠٠٨ ١٢:٠٠ صباحاً

هل يجوز لنا أن نقول: (قال رسول الله)...؟؟...!!.

وهذا السؤال لا بد أن تتبعه بالضرورة أسئلة أخري وهي:

هل نحن كنا معه عليه الصلاة والسلام حتي نجزم بهذا....؟؟...

فإن كانت الإجابة (بلا).... فهل حفظ الله تعالي أقواله كحفظه للقرآن الكريم حتي نقول تلك العبارة بكل ثقة...؟؟.... فإن كانت الإجابة (بلا).... ألا تصبح تلك العبارة في هذه الحالة تقال من باب الجهل والحماقة فضلاً عن كونها من باب الضلال والإضلال....؟؟...!!..

إننا نلاحظ أن جميع أهل المذاهب يعتمدون في دينهم علي أقوال الرسول كماCcedil; يدعون، وبدلاً من أن يقرأ المسلم القرآن الكريم نجده غالباً ما يقرأ في كتب أخري كالكتاب المسمي (رياض الصالحين)، والكتاب المسمي (بداية ونهاية)، وكذلك الكتاب المسمي (فقه السنة) للشيخ سيد سابق... وهكذا...

نجدهم يجزمون جزماً صارماً بأن الرسول عليه الصلاة والسلام قد قال الحديث الفلاني.... أو أنه أمر بكذا ونهي عن كذا... بل وتنبأ بكذا وكذا.... بل ووصل الأمر ببعضهم إلي ارتداء الجلباب القصير والعمامة اعتقاداً منه أن هذا هو الزي الذي كان يرتديه الرسول عليه الصلاة والسلام... فنجد الكثير من أهل المذاهب يقدسون جل الروايات إن لم يكن كلها والتي يجدونها مكتوبة في كتبهم المسماة بالصحاح.... فنجدهم يقدسون أصحاب تلك الكتب ويرفعونهم إلي مصاف النبيين والشهداء والصديقين والصالحين حتي وإن كتبوا بعض الروايات التي تسئ إلي الله تعالي وإلي رسوله الكريم عليه السلام، وكذلك إلي الصحابة الكرام أو إلي آل البيت الميامين، وللملائكة والكتب السماوية.... الخ.... قد نجدهم يقدسون الروايات التي تخالف القرآن العظيم والتي تحل ما حرمه أو تحرمه ما أحله.... نجدهم يقدسون الروايات المضحكة المبكية التي لا يصدقها عقل أو منطق مثل رجم القرود الزناة.....!!..

والسؤال الآن: هل هذا من الدين..؟؟...

أما السؤال الأهم منه فهو: هل تصديق بعض الروايات التي تتفق مع القرآن الكريم ونسبتها إلي الرسول عليه الصلاة والسلام بصفة يقينية يكون من الدين....؟؟...

أسئلة لا بد لكل مسلم أن يجيب عنها قبل فوات الأوان.....

إن الموضوع لجد خطير... الموضوع يتعلق بفهم الناس للدين بطريقة صحيحة والتي تعد السبب الرئيسي الأول والأخير في توحيده كما أمرنا الله تعالي...... فكيف يمكن توحيد الله تعالي حينما يدعي هذا الموحد أن الرسول هو المشرع الثاني بعد الله....؟؟.... فهل يمكن لرسول الله صلي الله عليه وسلم أن يشرع...؟؟..... ولو فرضنا صحة ذلك (من باب الجدل فقط)، فمن أين يستمد تشريعه إذن....؟؟... إن الذي يشرع يجب أن يكون إلهاً عليماً ومحيطاً بكل بواطن الأمور وبملابسات الظروف وبكل ما هو كائن وسوف يكون.... فهل أن رسول الله عليه الصلاة والسلام يمتلك تلك الصلاحيات أو إحداها علي أقل تقدير....؟؟.... حاشا لله وكلا ونستغفر الله العظيم.

إن عبارة (قال رسول الله) إنما هي إثم كبير، بل وجريمة كبيرة أيضاً في حق الإسلام الحنيف..... إذ أن المسلم أو غير المسلم لن يستطيع أن ينسب أي قول أو حديث أو رواية إلي الرسول صلي الله عليه وسلم بصفة يقينية..... ومن ثم فإن تلك العبارة الآثمة التي قالها الناس بعد وفاته بمئات السنين والتي لا يزالون يرددونها حتي الآن قد كانت بداية لنشوء أديان أرضية جديدة ما أنزل الله تعالي بها من سلطان مثل الدين السني والدين الشيعي والزيدي والأباضي والأشعري، وكذلك الدين الصوفي الذي استوعب الدين السني وهكذا.....

إن الله تعالي لم يأمر المسلمين بهذا الادعاء الكاذب الباطل والذي يتلخص في تلك العبارة السابقة والتي تعد افتراء مقيتا علي رسول الله مهما كانت تلك الأقوال تتفق مع القرآن الكريم، ومهما كانت مليئة بالحكم والأقوال الصائبة...... إن تلك العبارة تفتح المجال لأي شخص لأن يقول أو يفعل ما يشاء تحت شعار (قال رسول الله)......!!.....

إننا كقرآنيين لا نصدق الروايات التي تخالف القرآن بأي حال من الأحوال.... أما ما اتفق منها معه فنحن لا نُكذِب نسبتها إلي رسول الله ولكننا أيضاً لا نصدق نسبتها إليه،.... فالأمر لا يتعدي الظن بأي حال من الأحوال والذي لا يعطينا الحق بأن نقول تلك العبارة الظنية التي تحمل التألي علي الله: (قال رسول الله)....!!..

كيف يؤمن أهل المذهب السني برواية (من كذب علي متعمداً فليتبوأ مقعده من النار) وهم يكذبون عليه ليلاً ونهاراً ويرددون أقوالاً لا يعرفون أصلها أو مصدرها الصحيح....؟؟..

إن الكثير من أتباع هذا المذهب أو غيره قد يبررون أكاذيبهم تلك بقولهم: (نحن لا نكذب عليه، وإنما نكذب له)..... !!..

فحينئذ يحق لنا أن نسألهم: وهل يحتاج رسول الله تعالي أن تكذبوا له...؟؟... هل أنتم ترفعون من شأنه بهذا الافتراء..؟؟.. وهل أن شأن رسول الله عليه الصلاة والسلام ليس مرفوعاً بالقدر الكافي حتي يحتاج ما يرفعه...؟؟.. وإذا سلمنا (جدلاً) بصحة ذلك، فهل أن الكذب هو الذي سيرفع شأنه في تلك الحالة...؟؟... (حاشا لله تعالي وكلا ونستغفر الله العظيم)...... ألم يكرمه الله تعالي فتفضل عليه بمعجزة خالدة إلي قيام الساعة علي عكس ما فضل الرسل السابقين بمعجزات وقتية قد انتهت بانتهاء أزمنتهم وأمكنتهم.....؟؟.... هل أنتم بذلك تحبون الرسول عليه الصلاة والسلام....؟؟

والله الذي لا إله إلا هو أنكم أعداءه الحقيقيين وأن عداءكم له لأشد بكثير من عداء غير المسلمين له... إن عداءكم له بافترائكم عليه قد زرع رسام الكاريكاتير الدانيماركي، وقد زرع الكاتب الهندي سلمان رشدي بروايته الآثمة (آيات شيطانية) والتي استمدها من افترائكم علي هذا الرسول الكريم...... وقد زرع الكثير والكثير وما زال يزرع ولن يزل إلي أن يرث الله الأرض ومن عليها.......

إنني لا أري أن هناك داعي لذكر الآيات القرآنية الدالة علي ذلك فهي معروفة لكل ذي عقل... وإنما قد كتبت تلك السطور للتذكرة فقط...... والله تعالي هو الموفق وهو الذي سيحاسبنا كل علي قدر نيته وعمله....

نسأل الله تعالي السلامة من كل إثم والغنيمة من كل بر.

اجمالي القراءات 14475