رضا علي و شيخ الأزهر.
رضا علي و شيخ الأزهر.

محمد البرقاوي في الثلاثاء ٠٢ - ديسمبر - ٢٠٠٨ ١٢:٠٠ صباحاً

بسم الله الرّحمان الرّحيم.

السّلام عليكم.

- عندما يستيقظ شيخ الأزهر و رضا علي من نومهما فإنهما من الأكيد يسبحان الله تعالى و يحمدانه على أن أحياهما و رد إليهما النفس من بعد النوم.
- عندما يريد شيخ الأزهر و رضا علي أن يصليا فإنهما يتوضئان قبل الصلاة، و عند إقامة الصلاة يكبران نفس تكبيرة الإحرام و يقرءان نفس فاتحة الكتاب و ما تيسر من الذكر الحكيم ليركعا و يسجدا لنفس الإله و موليان وجههما شطر المسجد الحرام قبلة جميع المؤمنين و لا ينسى شيخ الأزهر و رضا علي أن يقولا ( السلام عليكم ) في خاتمة الصلاة. و لكن سؤء إدراك معنى ( السلام عليكم ) حال بين شيخ الأزهر و رضا علي، فاستحل شيخ الأزهر و كتبته أن يحاسبوا رضا علي على فكره القرآني و استحلوا ماله فخصموا مما يسمونه مرتبا أجرة عشرة أيام كاملة فيصبر رضا علي إلى أن يفاجأ بالأمن المصري يعتقلونه و يستحلوا أمنه و حقه في العيش كمواطن بسيط له آماله و مسلماته الخاصة و حسابه على رب العالمين.
- يؤمن شيخ الأزهر و رضا علي بأن لله تعالى أشهرا حرما لا ينبغي فيها العداء على بعضنا البعض و أن تلك الأشهر الحرم تعتبر من أيام الله المباركة حتى نتسامح و ننسى خصوماتنا و لكن رضا علي مازال قابعا في السجن و لم يراع سجانه لا الشهر الحرام و لا اشتياق أم رضا علي و أهله له، خاصة و أن المسلمين ينتظرون عيد الأضحى المبارك ليتذكروا حلم إبراهيم عليه السلام مع قومه و أهله الذين عادوه و هجروه بينما كان الخليل عليه السلام أسوة المؤمنين في الحلم و العفو و أحسب أن رضا علي يتأسى بأبيه إبراهيم عليه السلام فصبر على أذية المؤذين و كان حليما معهم.
- يصوم شيخ الأزهر و رضا علي نفس شهر رمضان و هو شهر القرآن الذي تضم صفحاته المباركة أحلى الحكم الربانية الداعية للتسامح و نبذ الإكراه في الدين و المعتقد و تقول بأن الحساب لله تعالى وحده فقط و لكن شيخ الأزهر نسي أو تناسى ما كان يردده في التلفزيون من أن المصطفى محمد عليه السلام كان قرآنا يمشي على الأرض و أصبح شيخ الأزهر بخاريا متعصبا يمشي على وجه الأرض.
- عندما لا يريد شيخ الأزهر أن يفكر فلا نلومه لأنها حريته الخاصة و لكن لابد لرضا علي أن يخالفه ذلك الأمر و لابد لرضا علي أن يفكر و يجتهد حتى يكون إسلامه متماشيا مع العصر الذي يعيشه، و لابد لرضا علي أن يثبت براءة الإسلام من الإرهاب و الدجل كما أثبت القرآن الكريم براءة الذئب من دم يوسف عليه السلام.
* و بالرغم من توافر كل تلك نقاط الإتفاق بين شيخ الأزهر و رضا علي، إلا أن شيخ الأزهر آثر الثأر من شاب ذنبه أنه طموح و أنه يسعى للسلام الذي أصبح حلما تسعى إلى تحقيقه جميع الأنظمة المحلية و العالمية من بعد أن حملت راية الجهاد بعض شراذم الكذب باسم الدين و فعلوا ما فعلوا من قتل و تخريب باسم الله تعالى البريء منهم و ما حدث في مومباي عن العاقلين ببعيد. و أنا أظن أن رضا علي لو كان غير قرآني و عانى من كل تلك المحن و المظالم في حياته لكان قنبلة موقوتة تتلاعب بها أيادي شيوخ التكفير و الشجاع الأقرع ليفجروها متى يشاؤوا حتى تقر أعينهم برؤية الدمار و يهنأ رضا علي بالحور العين. لو لم يكن رضا علي قرآنيا لكان شابا إنهزاميا و ينتظر مع بقية الركب وصول قاطرة المهدي المنتظر و العيش على آمال عودة المسيح عيسى عليه السلام ليحررنا من أغلال طوقنا بها أنفسنا و قلنا أن العدو يترصدنا دائما و أبدا. لو لم يكن رضا قرآنيا و مفكرا لكان ذلك الشيخ الكذاب و الجاهل الذي يخرج الجان من جسد الإنسان و الذي لا يراعي حرمة الله تعالى فيحلف باسمه كذبا و لا حرمة عباده فينهب مالهم و يستحل أعراضهم. أخيرا أنصح شيخ الأزهر بأن يتحلى بخصلة المروءة و الحلم و أن يكون سببا في إعادة الإبتسامة و الفرحة لأسرة لم تعرف طعم الراحة و الهناء منذ السابع و العشرين من شهر أكتوبر الماضي و هو الذي يؤمن بأن إدخال السرور على قلب المسلم من أعظم الأعمال التي يباركها الله تعالى. أرجو أن يقرأ شيخ الأزهر مقالتي فيعيها و يعلم أنه من الظلم أن نحاسب إنسانا تهمته القرابة من الدكتور منصور الذي تحمل كل تلك الصعوبات ليقيم صلحا بين المسلمين و القرآن الذي هجروه. لا تساووا بين رضا علي و المجرمين فتضعوهم في قفص واحد لأن حق المفكر على مجتمعه أن يكرم لا أن يعتقل.

اجمالي القراءات 11355