نداء إلى الجيش المصري

رمضان عبد الرحمن في السبت ٢٩ - نوفمبر - ٢٠٠٨ ١٢:٠٠ صباحاً

نداء إلى الجيش المصري

هل تشترك الدول في صناعة المجرمين؟!... نعم هذا صحيح، وفي هذا الموضوع سوف أتحدث عن كيف ينشأ الإجرام والمجرمين في المجتمعات:

أولاً: الصنف الأول: ينشأ بسبب إهمال الأهل للأبناء في التربية والثقافة والتعليم واستمرار الشجار بين الزوجين في وجود الأبناء، فيولد عندهم اليأس منذ الطفولة والحقد حتى على أقرب الناس لهم من الظروف المحيطة بهم، ومن أجواء الأسرة الغير مستقر باستمرار، إما بسبب الفقر أو القهر، ونضع تحت الفقر ألف خط، فهناك من يتحمل ذلك الفقر إلى أن يموت وهناك من لا يتحمل ذلك، فإذا أتيحت لهم الفرصة أن يتحولوا مجرمين يقتلون الناس ويسرقون أموالهم حتى يتخلصوا من الفقر أو القهر الذي تعرضوا له في طفولتهم البائسة، إما بسبب ظروفهم العائلية أو أنهم وجدوا في دول لا تسأل عن الفقراء حتى لا يتحولوا مجرمين، وهذا يحدث في معظم دول العالم مع الأسف الشديد، الشيء الغريب في الموضوع أن هذه الفئة في المجتمعات والتي أجبرتهم الظروف أن يكونوا بهذا السلوك وبعد أن يصلوا إلى هذه المرحلة والتي يصعب مقاومتها على المستوى الدولي وفي كل مكان في العالم، ثم تقوم الدول بإنفاق الملايين ضد السرقة والحماية ومطاردة هؤلاء المجرمين الذين يخرجون على القانون، وكان من الممكن إصلاح هذه الفئة منذ البداية، لو نظرت كل دولة بعين الاعتبار إلى كل ما فيها من فقراء، حتى لا يتحولوا مجرمين، وما يحدث من قرصنة للسفن في الصومال دليل على أن هناك أشخاص يصبرون على الفقر وأشخاص لا يتحملون ويصبحون بهذه الطريقة، فباعتقادي حتى تقل السرقة والإجرام لا بد أن تسعى الدول إلى أن يأخذ كل إنسان حقه مثل غيره، وخاصة في ظل هذا التقدم العلمي، الذي أصبح فيه العالم قرية صغيرة، فحين يرى الفقراء فيها الثراء الفاحش عند البعض وهم لا يملكون أبسط حقوقهم، فبالتالي يخرج منهم فئة تكون كقطاع الطرق وخلافه، والسبب الدول أيضاً.


ثانياً: الصنف الثاني:
حين تقوم الدول باعتقال أو الاشتباه في أشخاص قد لا يكون لهم علاقة بأي شيء، فمن هؤلاء من يصبر ويتحمل ليرى النور من جديد ومن هؤلاء من لا يكون له تفكير إلا في الانتقام بسبب تعذيب أو ظلم تعرض إليه ويريد أن يأخذ حقه كيفما يشاء عن طريق القتل والسرقة وخلافه، فمن هنا أستطيع أن أقول أن معظم دول العالم مشتركة في صناعة المجرمين، من سوء الإدارة والتخطيط، علماً أنه إذا أرادت أي دولة في العالم أن تتحرى عن أي فرد لديها في وقت وجيز، تكون حققت ما تريد، فلماذا إذاً لا تتحرى الدول عن الفقر والجوع؟!.. وتتوقف عن الاعتقالات العشوائية، حتى نقلل من المجرمين، لا بد أن نكافح هذان الشيئان ونكتفي فقط بالمجرمين الإنترناشيونال الذين يأكلون أموال الشعوب تحت حجج هكذا تقتضي الظروف.

وهذه رسالة إلى دول العالم أن تبحث وتتحرى عن الفقر أينما وجد إذا كانت الدول تريد أن تقلل من الذين يتحولون إلى مجرمين، والسبب الفقر والجوع، وأنهي هذا المقال بحزني الشديد عل مصر وشعبها الذي أصبح ذليل بما تقوم به الشرطة تجاه الشعب، على مرأى ومسمع من العالم، ولكن يبدو أن الذي تكون له سلطة في مصر يستغل هذه السلطة في حمايته الشخصية فقط، بدليل أن الجيش المصري لم يتحرك والذي من المفترض أن يقوم بحماية الشعب من أي اعتداءات خارجية أو داخلية، هكذا كنا نتعلم من المحاضرات التي كانت تتلى علينا ونحن في الخدمة العسكرية، فماذا ينتظر الجيش لكي يتدخل ويقوم بحماية الشعب من بطش وإهانة الشرطة للمصريين التي قزمت حتى دور الجيش؟!.. ألا يسمى ذلك إهانة للجيش أيضاً؟!.. وكأن الجيش مكلف بحماية شعب آخر غير الشعب المصري، علماً بأن الجيش يتقاضى رواتبه من الشعب، فليس هناك أمل غير الجيش لكي يعيد إلى الشعب كرامته وحقوقه، أم سيطول الانتظار يا من أقسمتم وأشهدتم الله أنكم سوف تكونوا مخلصين للوطن، أي للشعب، فإهانة المواطن هي إهانة للوطن بأكمله، فهل سوف يرفع الجيش الإهانة عن الشعب أم سيظل يقبل بها؟!...

رمضان عبد الرحمن علي

اجمالي القراءات 10821